رأي

مواقف باسيل وفكره..الأبعد عن المشرقية!(علي يوسف)

 

كتب علي يوسف :

 

الخلافات في لبنان هي في الاساس سياسية انتمائيا، وناتجة عن الازمة التكوينية، وهي  تأخذ  طابعا طائفيا احيانا ومذهبيا احيانا اخرى، بنتيجة ارتباط الانتماء تكوينيا بالطائفة ….

المستجد حاليا هو ان كل الخلافات وان كانت بتكوينات طائفية متداخلة، تذهب في اتجاه التعبيرات السياسية الواضحة الاتجاهات المتناقضة في الانتماء السياسي، باستثناء الطروحات السياسية لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي ترتكز كل طروحاته الى المصلحة الطائفية ..

وللانصاف يتشارك في هذا الأمر مع البطريرك الراعي. وللصراحة فإن باسيل هو الأكثر تعبيرا عن الفجوة الانتمائية  للمتعايشين اللبنانيين، وهو وإن  تحدث كثيرا عن المشرقية المسيحية فهو الأبعد فكريا عن كل ماهو مشرقي لاعتبارين :

الأول ان المقياس الحقيقي لكل مواقفه  ينطلق من  مدى تحقيق المصلحة المسيحية  الذي يعتبر انه هو والبطريرك، الممثلان الحقيقيان لها والمعبران عنها  بعمق  ..

والثاني ان المصلحة المباشرة في الحكم وفي المصالح المادية للمسيحيين ،هي فوق كل اعتبار آخر ايديولوجي او قومي او امن قومي .. وان التعايش يجب ان يرتكز الى المشاركة التي تحفظ صيغة سيطرة  وتميز المسيحيين  على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وان هذه الصيغة هي  التي قامت عليها دولة لبنان، وإلا فلا معنى ولا  وجود للبنان …

ان هذا الفكر،اي فكر “المصلحة  فوق كل اعتبار” هو في الحقيقة فكر غربي لا علاقة له بالفكر الشرقي ولا علاقة له بالفكر الديني ، وبالتالي فإن مضمونه  وتعبيراته المسيحية هي تعبيرات طائفية وليست دينية  ..

 ولعل باسيل واضح جدا في التعبير عن فكره. فهو حتى يرفض اي مساس بأي حق لبناني، ليس دفاعا عن الحقوق وانما لإعطاء مشروعية  لكل مشروعه القائم على الحفاظ على التميز ومصالح السيطرة المسيحية على الكيان اللبناني،  فكرا وثقافة وتاريخا وسياسة ومواقع في السلطة واقتصادا ..وبالتالي تغليب وترسيخ الانتماء الغربي للبنان كون تركيب صيغة التعايش اللبنانية وبالتوازنات التي  وُضعت تم لهذا الغرض ….

التعايش والمشاركة  وحقوق الطوائف هي مضامين الانتماء والدور الغربي  للبنان ،ودولة المواطنة هي الرد على اهداف سايكس بيكو، وهي قواعد بناء دولة على  مرتكزات الجغرافيا السياسية والامن القومي اللذين يحددان الانتماء  والانظمة ….

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى