رأي

دعارة الفكرأوالجسد… كلاهما يحرق صاحبه

 


كتب أكرم بزي
الهجمة الكبيرة التي يتعرض لها شعبنا العربي واللبناني خاصة ، بالإمكان تصنيفها على أنها من الهجمات التي ما قبل "حسم المعركة"، لذا يتم استعمال كل ما بالأمكان استعماله من وسائل لتشويه الرؤية والحقائق ولاضعاف مجتمعاتنا ،وبالتالي تقبل ما يعرض علينا من تنازلات في الصفقة الأخيرة.
وما نشهده من تراجع "علني" من بعض الدول العربية، واصطفافها في الفلك الصهيوي – أميركي (علناً)، ليس إلا تظهيراً لقرارات قديمة "وليست جديدة على الاطلاق"، كـ "التطبيع" أو "الصلح" مع الكيان الصهيوني الغاصب الخ…
والهجوم الإعلامي الذي تشهده ساحاتنا، هو هجوم "مبرمج ومؤطر" ضمن علب (أو معلبات) جاهزة مع مواد حافظة، تستعمل في أوان فتحها لتؤتي أكلها ومن ثم ترمى في القمامة.
هذا ما تشهده الساحة الإعلامية اليوم في لبنان، وهذا ما نراه على شاشات التلفزة  (قديماً وحديثاً)، والاستغلال البشع لقضية مقتل "لقمان سليم" ما هي إلا احدى حلقاتها، المتكررة، بحسب وقع الأحداث التي شهدناها منذ ما قبل مقتل الرئيس رفيق الحريري، وما تبعه من عمليات تصفية تمت على الساحة اللبنانية وصولاً إلى آخر جريمة.
استغلال بشع، لإعلاميين وأبواق ومأجورين باتوا معروفين، ارتضوا لأنفسهم بأن يكون مطية للاعداء، بشكل مباشر او غير مباشر، فقط مقابل المال والشهرة.
إن ما نشهده اليوم، يشبه ما حدث في فرنسا بعد مقتل "صمويل باتي" على اثر نشر الرسوم الكاركاتيرية المسيئة للنبي العربي محمد (ص)، والذي تم استغلاله الى أقصى حد من قبل السلطات الفرنسية والرئيس ايمانويل ماكرون الذي أعلن حينها "أن بلاده لن تتخلى عن الرسومات المسيئة للرسول وللرموز الإسلامية"، وحاول تصوير إساءة الإسلام على أنه "حرية تعبير"، (عذر أقبح من ذنب).
وبحجة الرأي والرأي الآخر، وبسطوة التمويل الخارجي (مصادره معروفة)، يتم تهشيم وتحطيم بيئة كاملة عن بكرة أمها وأبيها، ولا مانع لديهم من سقوط قتلى وجرحى في طريق تحقيقهم الهدف المنشود والذين يعملون ليلاُ نهاراً للوصول اليه. ديفيد هيل وأمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي قال أن الإدارة الأميركية أنفقت 10 مليارات دولار في لبنان منذ العام 2005 ولغاية الآن، لمنظمات غير حكومية ومؤسسات خاضعة لسيطرتها ونفوذها، وللإعلام المتأمرك خدمة لترويج سياستها. والعمل على تدعيم جماعتها في لبنان، ولكن ضد من؟ بصريح العبارة قال: ضد "فئة واحدة في لبنان".
اغراق البلد ببيانات استفزازية، وتأليب المجتمع واستغلال الفقر ومصائب "الفايروس اللعين"، وتشويه سمعة الشرفاء، من قبل ناس لا أخلاق ولا دين لهم لاستفزاز الجمهور الآخر المسالم، لا يمكن الوقوف والصمود مقابله إلا بالحجة والدليل والمنطق والاحتكام الى العقل، وتبيان الحقائق على ما هي، دون زيادة أو نقصان، وهو الفعل الصحيح والحق، لأن أفعالهم تعتبر أفعالا وهمية وكاذبة، ولا تدوم، وهذا ليس ضعفاً بل مطلق القوة.
لقد جهدت الدول الغربية وعبر سفاراتها ومنظماتها، عبر اتباع استراتيجية "التأطير الغوبلزية"، وصولاً الى اتباع القتل الممنهج لتنفيذ مخططاتها، ظناً منهم أنهم يستطيعون تحقيق مآربهم، ولكن خسئوا وسيهزمون. (الحمد لله الذين جعل أعداءنا من الحمقى).
دعارة الفكر، أخطر من دعارة الجسد… إلا أن كلاهما يحرق صاحبه.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى