سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: لبنان الطائفي خارج التاريخ

 

الحوارنيوز – خاص

لم تكن المسألة … مسألة ساعة الى الامام أو ساعة الى الوراء، انها بكل بساطة قضية نظام طائفي صار منذ وقت طويل، ليس خارج التوقيت العالمي فحسب، بل خارج التاريخ، فيما يصر بعض اللبنانيين، موالاة ومعارضة، على تأبيده خلافا للطبيعة وللمصلحة الوطنية.

صحف اليوم رصدت الإنقسام المذهبي الذي تسببت به ردود فعل طائفية تجاوزت حدود القرار وطبيعته، وبلغت حد الإعلان الرسمي للإنعزال عن البلد بحجة عدم الإنعزال عن العالم!

 

  • صحيفة النهار عنونت: ميقاتي لا يعتكف… والمخرج من الأزمة في مجلس الوزراء

وكتبت تقول: القرار الذي أهمل مجلس الوزراء وتجاوزه، وخلق ازمة في البلد، لن يكون له مخرج الا في جلسة لمجلس الوزراء يمكن ان تعقد غدا في انتظار استكمال المشاورات اليوم. وإذا كان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اوحى الى من يعنيهم الامر انه في وارد الاعتكاف عن ممارسة مسؤولياته، فان الاجتماع الثلاثي الذي جمعه مساء أمس الى الرئيسين السابقين للحكومة فؤاد السنيورة وتمام سلام، استبعد اللجوء الى هذا الخيار، انطلاقا من المسؤولية الوطنية، والاقرار الضمني بان خطأ كبيرا شاب قرار تجميد العمل بالتوقيت الصيفي، بإرادة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي البيان ان الاجتماع تمَّ خلاله البحث في اخر المستجدات، وتحديداً استعار الأجواء الطائفية في هذه اللحظة الوطنية المصيرية والخطيرة التي يعيشها لبنان والشعب اللبناني على مختلف المستويات.

وقد تمنى الرئيسان السنيورة وسلام على رئيس الحكومة متابعة تصريف الاعمال الحكومية، ودعوة مجلس الوزراء في أقرب فرصة ممكنة لاتخاذ القرار المناسب في موضوع التوقيت ومعالجة الامور بما يراه مناسبا انطلاقا من مداولات مجلس الوزراء.

في هذه الاجواء المشحونة التي استعرت مجددا امس عبر الردود والردود المقابلة، خصوصا بعدما تم تحريك مجموعة من النواب دفعة واحدة لإصدار بيانات وزعها مكتب اعلامي حزبي اعدها بالنيابة عنهم كما تردد، عُلم أن أمين سر كتلة اللقاء الديموقراطي النائب هادي أبو الحسن، وبتوجيه من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، استمر في مسعاه الذي يهدف الى إيجاد مخرج لحلّ هذه الأزمة، وقد قام بالتواصل مع كل من الرئيسين بري وميقاتي، حيث ينطلق من ضرورة الحد من الانقسامات الخطيرة الحاصلة تحديداً في ظل ما يعانيه الناس من ازمات لا تعد ولا تحصى.

ويأتي هذا المسعى في إطار ما كان أعلن عنه جنبلاط في تغريدته، حيث كان أطلق موقفاً واضحاً في هذا المجال، إلا أن الأمور لم تتبلور بشكل نهائي بعد.

وفي شأن متصل، أصدر وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، القريب من جنبلاط، وبالتنسيق مع مرجع رسمي، قرارا يجعل الانقسام بين القطاعات وليس طائفيا فقط، طلب بموجبه الى المدارس والمؤسسات التربوية كافة، الانتقال إلى التوقيت الصيفي.

  • صحيفة الديار عنونت : أزمة «التوقيت» تتفاعل… وزراء يتمردون على ميقاتي
    معراب مطمئنة بعد لقاء البخاري: لا انقلاب سعودي في الافق
    باسيل يدعو العونيين للاستعداد للنزول الى الشارع

وكتبت تقول: لا يبدو ان حفلة الجنون المستمرة في لبنان منذ اعلان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تأجيل اعتماد التوقيت الصيفي حتى نهاية شهر رمضان، ستنتهي قريبا. اذ ان المساعي والجهود التي بذلت في الساعات الماضية، اصطدمت وبحسب معلومات «الديار» بحائط مسدود مع تمسك فريقي “الصراع” بموقفيهما ومع اتخاذه منحى طائفيا يهدد الاستقرار الهش الذي يشهده البلد.

وبالرغم من اجماع كل القوى على ان الحل لهذه المشكلة المستجدة وغيرها هو بالمسارعة لانتخاب رئيس للجمهورية، الا ان الرضوخ لواقع ان الكرة باتت في الملعب السعودي – الايراني بتسليم من اللبنانيين أنفسهم، يجعل الازمة مفتوحة أشهرا بعد بانتظار تبلور المشهد الاقليمي وتفرغ اللاعبين الكبار في المنطقة لملف لبنان.

 

عصيان وزراي!

وبالعودة الى ازمة التوقيت التي اتخذت بعدًا طائفيًا بعد اجماع القوى والمرجعيات المسيحية على رفض قرار ميقاتي- بري، برز يوم أمس قرار وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال، عباس الحلبي، المفترض انه محسوب على الحزب «التقدمي الاشتراكي «وليد جنبلاط، التمرد على رئيس حكومته بإعلان انتقال المؤسسات التربوية للتوقيت الصيفي وذلك بعدما كان وزير العدل قد طالب ميقاتي الرجوع عن قراره.

ولفت ايضا تصعيد نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب بوجه رئيس الحكومة رفضاً للقرار، من دون توجيه اي سهم للرئيس بري الذي بدا واضحا في الفيديو المسرب من عين التينة انه كان هو مصدر القرار.

وكشفت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان النائب هادي أبو الحسن مكلفا من من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، حاول في الساعات الماضية ايجاد مخرج لحلّ هذه الأزمة، الا ان محاولاته ومساعيه باءت بالفشل.

واشارت المصادر الى ان الحل كان يقضي بشكل اساسي بانعقاد الحكومة لاتخاذ قرار نهائي مع توجه للتراجع عن تأجيل اعتماد التوقيت الصيفي، الا ان المواقف عالية النبرة للزعيمين المسيحيين جبران باسيل وسمير جعجع حالت دون ذلك، وأدت لتشدد «الثنائي» ميقاتي- بري في مقاربة الملف. ونبهت المصادر من ان «ما يحصل تحول مهزلة حقيقية يمكن تحمل تداعياتها لساعات او ايام معدودة، لكن استمرار الانقسام الحاصل حول التوقيتين وفي حال طال ستكون انعكاساته خطيرة جدا ليس فقط على عدد كبير من القطاعات انما ستكون هنالك انعكاسات اجتماعية كبيرة».

وبعدما كان «التيار الوطني الحر» اول من انتقد قرار ميقاتي ودعا لعصيانه، صعّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع يوم أمس موقفه مؤكدا ان «المذكرة الصادرة بتأجيل تقديم الساعة هي غير دستورية وغير قانونية وتعتبر وكأنها لم تكن»، مشددا على ان «القرارات الوزارية تُتخذ على طاولة مجلس الوزراء وليس على دردشة «فنجان قهوة، وأيش يا خال».

 

باسيل يهدد بالشارع

في هذا الوقت، عاد باسيل للتهديد بالشارع، داعيا يوم أمس خلال «المؤتمر الوطني الثامن» للتيار، العونيين للاستعداد للنزول الى الشارع، موجها رسائل في أكثر من اتجاه، أبرزها لحزب الله معتبرا انه انقلب على موقفه برفض السير بمرشح رئاسي لا يوافق عليه (اي باسيل)، كما وجه رسالة اخرى للمسيحيين الآخرين وبشكل اساسي «القوات» وان كان لم يسميهم للتفاهم على اسم رئيس.

 

وقالت مصادر سياسية ان «تصعيد باسيل ينطلق من شعوره بأن الطبخة ستستوي اقليميا عاجلا او آجلا ولن يكون له حصة فيها» لافتة في حديث لـ «الديار» الى انه قالها اصلا بالفم الملآن بحديثه عن العودة الى «المعارضة الواضحة بالكامل». واضافت المصادر:» يعي باسيل ان اي دور له في الانتخابات الرئاسية لا يتحقق الا بوضع جعجع يده بيده، لكن رئيس «القوات» لن يلدغ من الجحر نفسه مرتين وقراره حاسم في هذا المجال».

 

معراب مطمئنة ولكن…

وبالرغم من اجواء تتحدث عن ترقب وحذر شديدين في صفوف قوى المعارضة بعد الاتفاق الايراني- السعودي ومؤخرا بعد الاعلان عن عودة العلاقات السعودية – السورية، وعن خشية من قرار الرياض السير بمرشح «الثنائي الشيعي» الرئاسي اي سليمان فرنجية، اكدت مصادر اطلعت على مضمون لقاء جعجع- البخاري الاخير ان «السعودية ورغم المستجدات في الايام الماضية ليست بصدد الانقلاب على مواقفها في لبنان، وهي لا تزال رافضة للسير بفرنجية او بأي مقايضة يطرحها الفرنسيون بين رئاستي الجمهورية والحكومة»، مضيفة في تصريح لـ «الديار «: «الا ان ذلك لا يعني النوم على حرير باعتبار ان المقايضة قد تحصل على الملف اللبناني بأي وقت بين السعوديين والايرانيين»، وليس معلوما حتى اللحظة ما اذا كان ما سيتفقون عليه سيصب لصالح المعارضة او «الثنائي الشيعي».

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: بين الصيفي والشتوي البلد في الهاوية.. و”التقدمي” يحاول إعادة ضبط الساعة

وكتبت تقول: الأزمة المستجدة المتمثلة بقرار إرجاء الانتقال إلى التوقيت الصيفي عطلت دوران الساعة السياسية المصابة أصلاً بتعطيل كبير. ولأن إصلاح الساعة يحتاج إلى “ساعاتي” بادر الحزب التقدمي الإشتراكي، كما كل مرة، محاولاً إصلاح ذات البين إدراكاً منه أن هناك أمورًا جوهرية أهم بكثير من الخلافات والمماحكات التي لا طائل منها. وبتكليف من رئيس الحزب وليد جنبلاط، نشط أمين سر اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن على خط المعالجة لحل هذه المشكلة التي أخذت أبعادا طائفية مقيتة خصوصاً مع دخول أطراف من باب الاستغلال السياسي الرخيص.

وقد أجرى أبو الحسن سلسلة إتصالات بهدف إيجاد مخرج للأزمة أفضت الى مخرج تمثل بدعوة الرئيس نجيب ميقاتي مجلس الوزراء الى الانعقاد اليوم، وعلى جدول الأعمال بند وحيد هو موضوع التوقيت الصيفي. 

وكان وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي تبلغ من ميقاتي، أنه بصدد الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث حصراً في موضوع التوقيت الصيفي. وبناء عليه، عاد وترك الحلبي للمسؤولين عن المدارس والمهنيات والجامعات الرسمية والخاصة حرية اختيار وقت فتح مدارسهم ومؤسساتهم، والعمل بالقرار الذي سوف يصدر عن مجلس الوزراء ابتداء من يوم غد الثلاثاء. وربطا بالموضوع لم تستبعد مصادر سياسية عبر الأنباء الإلكترونية الوصول إلى صيغة مقبولة في حال تمكن مجلس الوزراء من الانعقاد. 

النائب بلال الحشيمي لاحظ في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أن “الموضوع أخذ أكثر من حجمه، وهو ما ساعد شياطين النفخ في البوق الطائفي لاستغلاله”، متّهماً النائب جبران باسيل “بمحاولة الاستفادة منه واللعب على وتر الفتنة من خلال مزايداته الطائفية المعروفة”.

واعتبر الحشيمي أن “قرار رئيسي المجلس النيابي والحكومة كان القصد منه بعيد عن أي مغزى طائفي، لكن من تستهويه اللعبة الطائفية أراد استغلال الموضوع لمصلحته الخاصة”، وتمنى لو أن “يكركي نأت بنفسها عن هذا السجال وتركته للمنحى الدستوري، فمن غير المنطقي أن ننسى مآسينا وهمومنا وأزماتنا المعيشية والمالية والشغور الرئاسي والفلتان الأمني ونقيم الدنيا ونقعدها من اجل تمديد الدوام الشتوي 20 يوما. فهذا يعني أن لبنان ليس بخير، وأن هناك نقصا واضح في التربية الوطنية والوعي”.

بدوره استبعد النائب السابق علي درويش الرجوع عن قرار الإبقاء على التوقيت الشتوي “باعتباره تدبيراً إدارياً مدته 20 يوماً، ولا يمكن العمل على تعديل هذا القرار إلا في حال اجتمع مجلس الوزراء وقرر ذلك. لأن القصد منه لم يكن للاصطفاف او موضوع طائفي. لكن هناك من استغله لإثارة النعرات الطائفية”.

درويش لفت في اتصال مع الأنباء الالكترونية إلى أن “هذا القرار صدر بناء على قرار مجلس الوزراء في العام 1998 وبالتالي فهو ليس موضوع مقدساً”،، مقدرا استمرار العمل به طوال شهر رمضان.

ورأى درويش أن “باسيل كان يهدف الى شد العصب المسيحي لأن هناك فريقا لديه مرشح واضح المعالم في مقابل خلاف لدى فريق مسيحي ولهذا السبب خلق هذه الاشكالية”، ملقيا باللائمة أولا وآخرا على النواب الذين فشلوا حتى الساعة بانتخاب رئيس جمهورية.

وبما أن البلاد باتت معلقة على فرق الساعة، فإن الساعة التي يجب أن ينتظرها اللبنانيون ويعمل لأجلها المسؤولون المعنيون، هي ساعة انتخاب رئيس للجمهورية واستعادة عمل المؤسسات بشكل طبيعي لكي لا ينتهي البلد بين الصيفي والشتوي.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى