رأي

حذار الاتي باسم الوقت الضائع (طلال حاطوم)

 

د. طلال حاطوم* – الحوارنيوز

من أساليب تنفيس الاحتقان الداخلي تحويل المشكلة إلى موضوع للتندر والسخرية، وتبسيط الامور بصورة كاريكاتورية هزلية، وهذا يعني أن الانفس قاب قوسين أو أدنى من الانفجار وعدم القدرة على احتمال المزيد.

 

في الساعات الماضية تفتقت (عبقرية) اللبنانيين عن نكات عديدة حول تأجيل تأخير الساعة ساعة واحدة، مضحكة في ظاهرها، او على الاقل ترغم على ابتسامة صفراء، ولكنها تعبر بوضوح عن مكنونات لم يستطع الزمن المر محوها من باطن العقل.

ان تحول موضوع يشتكي منه اللبنانيون كل عام، ويتذمرون من انه لا يناسب حتى الاطفال في ذهابهم المبكر إلى مدارسهم،  إلى مادة سجال تصل إلى اعلان (التمرد)!!! على القرار الحكومي وتقسيم البلد إلى قطاعات زمنية وكأن كلا منها على خط زمني عالمي مختلف امر يدعو إلى التفكر والتبصر والحكمة وقراءة مكنونات الصدور وليس ظواهر الامور.

المواطن المشغول بكيفية تأمين لقمة عيشه، حقيقية، لم يكن في باله موضوع تقديم وتأخير الساعة، ولكن بعض الساسة والمرجعيات حولت الامر بمساهمة من بعض اعلام متوتر بحثا عن اشكال حمل سيف الوقت والتطور!!! (نعم التطور) والعالمية والعولمة!!! ومصطلحات عجزت عن مقاربتها المعاجم ليضرب اي احتمال ممكن للتقارب، نافخا في جمر لم ينطفئ على ما يبدو من تحت رماد العناوين الطائفية.

 

حذار الاتي باسم الوقت الضائع.

* عضو المكتب السياسي لحركة أمل

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى