سياسةمحليات لبنانية

رسائل وليد جنبلاط الإيجابية

                       

الحوارنيوز- خاص

على عادته وبكثير من الجرأة التي يفتقدها البعض، مضىى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بمواقفه بعد لقائه أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري.
عند كل مفصل ومفترق طرق، لا يحيد جنبلاط عن مواقفه: وحدة البلاد، درء الفتنة على أنواعها، صون المقاومة "في وجه العدو الإسرائيلي" وفتح أفق سلمي للتغيير الديمقراطي.
لا شك أن لدى جنبلاط العديد من الملاحظات على آداء حزب الله الإقليمي لكنه حافظ دائما على موقفه الثابت حيال وجوب حفظ المقاومة ضمن آلية وطنية لبنانية للدفاع عن لبنان وسيادته وكوسيلة مشروعة لإستعادة الحقوق ومنع اتفاقات الإذاعان التي ترسم لها " الإدارة الأميركية" لفرضها على لبنان كما فعلت مع سائر دول الطوق، بإستثناء سوريا ولبنان.
من هنا كانت الرسالة الأولى التي استهل بها جنبلاط تصريحه إذ قال: "في البدء أمس استمعت الى كلمة سماحة السيد حسن نصرالله حول الأحداث الأخيرة بعد مقتل قاسم سليماني، حيث وردت عبارة بأن البعض في لبنان يستخدم كلمة ممانعة – حسب قوله – لتسخيف المقاومة".

أضاف: "نحن لم نكن في أي يوم من الأيام ولا في أي لحظة من تاريخنا، ونحن تاريخنا مقاومة منذ أيام كمال جنبلاط، وهم استمرار لهذه المقاومة بمواجهة اسرائيل، ولم نكن في أي لحظة من تاريخنا لنسخف المقاومة".

وتابع: "أصبحت كلمة ممانعة "دارجة" كما في الماضي منذ أربعة عقود  حيث كانت هناك عبارة "قمة الصمود والتصدي" فإذا كانت هذه الكلمة تعتبر إساءة الى جمهور المقاومة، فإنني أسحبها، لكن أيضا أتمنى أن يتفهم السيد نصرالله، اننا لم نعد نفهم غير المقاومة الحقيقية التي يمثلها في مواجهة إسرائيل، وهناك جمهور ورهط وكتاب وتعدد وتنوع، بحيث لم نعد نفهم من الممانع ومن ليس ممانعا، هذه فقط للملاحظة، والملاحظة الجوهرية".

الرسالة الثانية هي للحراك الشعبي ببعده الوطني لا الطائفي، حيث فتح جنبلاط مسارا لإنتقال الحراك من حيز "التحركات المتنقلة أفقيا" إلى حركة السير به عاموديا لإحداث تغيير فعلي من خلال المؤسسات الدستورية، فالشعب هو مصدر السلطات ويمارسها حسب الدستور من خلال الآليات الدستورية، وهو لذلك قال في رسالته الثانية:" لا يمكن للبلد أن يبقى في هذه الحالة من الإنحدار، قام الحراك في بدايته وأسقطنا سياسيا إذا صح التعبير، لكن الحراك لم يقدم خطة لكيفية الوصول الى الحكم، والكيفية الوحيدة للوصول الى الحكم هي الإنتخابات، وأعتقد أنني في أول أسبوع قلت فلتكن الإنتخابات على أساس لبنان دائرة واحدة وقانون لا طائفي يوازيه مجلس شيوخ من أجل الحساسيات الطائفية والمذهبية، لكن بقينا على المنوال نفسه، "إسقاط الطبقة الحاكمة الفاسدة" ولا زلنا ويزداد الفراغ ولا حل، لذلك ولا بد من حكومة، وقبل الوصول الى الحكومة لا بد من الإتفاق على الحكومة، و يبدو هناك عراقيل، ولا بد من الحد الأدنى لتصريف الأعمال، فتصريف الأعمال بأهمية وجود الحكومة. هذا هو رأيي الليلة، وإذا ما عاد الرئيس الحريري وأتمنى أن يعود، فلا بد بالحد الأدنى من الإنضباط في تصريف الأعمال، ولاحقا نرى كيف تشكل حكومة جديدة، تبقى الحكومة أو تعدل، ليس أنا من يقرر".

وبجرأته المعهودة كشف جنبلاط ردا على سؤال ما إذا كان اللواء جميل السيد قد تواصل معه من أجل توزير رامي الريس، فأجاب: "غير دقيق هذا الكلام، أولا الرئيس المكلف طلب مني ضابط اتصال أو صلة وصل فكلفت الأستاذ رامي الريس مستشاري، وبما أن الحكومة كان عنوانها تكنوقراط وأخصائيين، وبما أننا في الحكومة المستقيلة كان لنا حقيبتان الصناعة والتربية، اقترحت على الأستاذ حسان دياب، ان يكون المرشح الأستاذ وليد عساف الصناعي المعروف كي يكون وزيرا لا أكثر ولا أقل، ثم اتصل بي أو اتصلت باللواء السيد وأكدت له الموضوع لأني عرفت أيضا أنه أصبح من الذين يشكلون حكومات، هكذا أصبح البلد، لذلك ومنعا لأي التباس، هناك أصول في تشكيل الحكومات وهناك فروع، وأكدت له أن مرشح الطائفة الدرزية هو وليد عساف..

وحرص جنبلاط على البقاء منسجما مع ورشة العمل التنظيمي والسياسي للحزب ،وهو لذلك باق على قراره بعدم مشاركة الحزب لأسباب تتعلق بهذه الورشة الشاملة ،لكنه لم يستقل من مسؤولياته الوطنية وهو لذلك كان مساعدا في تسيمة عساف كما ذكر سابقا. وقال في رسالته الثالثة لجمهوره الحزبي : "لنكن واضحين جدا قلنا كحزب تقدمي، أننا ولأسباب حزبية لن نشارك، ولكن هذا لا يعني أنه تحت شعار بأن الحزب لن يشارك لظروف داخلية، أن نلغي طائفة أو مجموعة بشرية، فلا يجوز أن نشطب الدروز لأن الحزب لن يشارك".

وعلمت "الحوارنيوز" من مصادر مطلعة بأن النائب جنبلاط وبالتنسيق مع الرئيس بري سيتصل اليوم برئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري لحثه على تفعيل عمل الحكومة وفقا للنصوص الدستورية لأن "حكومة تصريف الأعمال بأهمية الحكومة الحقيقية، خصوصا أنها قد أنجزت الموازنة، والموازنة إذا ما أقرت تعطي أملا للأسواق ونخرج من هذه الدوامة"، على ما ختم به جنبلاط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى