الأمام الصدر وتقرير “بي بي سي” : الأدلة غير موثوقة ! (زينب عوالي)

كتبت زينب عوالي – الحوارنيوز

تزامنًا مع الذكرى السابعة والأربعين لإخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في ليبيا، عادت القضية لتتصدّر الأخبار بعد نشر شبكة “بي بي سي” تحقيقًا خاصًا عن هذه القضية.
التحقيق عرض للمرة الأولى صورًا لجثث في مشرحة سرية في طرابلس، تدعي ال “بي بي سي” أنّ إحداها قد تعود للإمام. الصورة التقطها الصحافي اللبناني السويدي قاسم حمادة عام 2011، أثناء تغطيته الميدانية للإنقلاب على نظام معمر القذافي، ويعتقد حمادي إنها قد تكون للصدر، الذي اختفى عام 1978.
خضعت الصورة لاحقًا لاختبار عبر خوارزمية بجامعة برادفورد البريطانية، وأظهرت نتيجة تطابق بنسبة 60% مع صور الإمام.
هل هذه النسبة كافية لبلوغ الحقيقة؟
تعليقا على هذه التطورات يقول الاعلامي حسن علّوش “للمنارة بوست” إن النظام الذي خضعت له الصورة الافتراضية لم تأخذ به المحاكم الدولية لعدم موثوقيته كدليل مادي قاطع، والنسبة التي تحدث عنها التقرير الصحفي والبالغة 60 بالمئة تعزز الشك لا اليقين”.
وفي سياق آخر، كشف شاهد مواكب لهذا الملف، وكان وسيطا بين حمادي وجهات رسمية معنية، أن العينات التي قُدمت من لحية الجثة الافتراضية كانت مشكوكًا بسلامتها علمياً، وكان يجب أن تخضع لفحوصات مخبرية، لكن الزميل حمادي الذي قدم بعض الشعيرات للجهات المعنية، لم يتعاون معها لاحقا بتأمين خصيلات إضافية رغم توفرها لاتمام المقتضى العلمي!
وردا على سؤال، أوضح علوش أن لقاء الزميل حمادي مع بعض قياديي حركة أمل لم يكن لقاءً مهنيًا، بل لقاءً هدفه الإفادة ببعض المعلومات الأولية التي تحتاج إلى متابعة وتدقيق.. وهذا ما تصدت له لجنة المتابعة الوطنية بعيدا عن الاعلام ورغبة الزميل حمادي بالاستثمار المهني في هذا الملف.
سبق تقرير البي بي سي كلام صريح للرئيس نبيه وفيه أن لا دليل يثبت وفاة الإمام، الذي لو كان حيًّا اليوم لبلغ 97 عامًا.
أما عائلة الإمام ولجنة المتابعة، فأصدرتا بيانًا واضحًا: الصورة ليست للإمام موسى الصدر، مستندين إلى اختلافات بارزة في الوجه ولون الشعر، قائلين إنهم أدركوا ذلك منذ اللحظة الأولى لمشاهدتها.
وقال مسؤول لجنة المتابعة الرسمية لقضية اختفاء الامام موسى الصدر القاضي حسن الشامي أن المشرحة تعود لمعارضين من جبهة الانقاذ الليبي وتضم ٥١ جثة.
كما جدد مطالبته لقناة البي بي سي وللصحفي قاسم حمادة لتسليمهم العينة المتبقية لاجراء فحص الحمض النووي.
وحول الفارق بين صورة الجثة وصورة الامام نفى الشامي نفياً قاطعاً ان تعود للامام من حيث الشكل، فقد أكد أن الامام عام ١٩٧٨ كان أبيض الشعر، وتساءل كيف لهذه الجثة أن تكون عائدة له ويحتوي صاحبها على شعرٍ أسود داكن!؟ .
وفي معلومات خاصة “للمنارة بوست” أن حمادي تابع هذا الملف عندما “وجد بالصدفة إحالة من مركز امني ليبي في الجبل الأخضر، وفيها إشارة الى علاقة أحد الأسماء بموضوع موسى الصدر”،
ما حفز قاسم متابعة هذا الملف فقام بجولة على عدة مواقع قيل أن الصدر زارها في يومه الأخير قبل الاختطاف ومنها احد الجوامع، ثم بدأ على المراكز الأمنية والمخابراتية حتى بلغ احد المشارح واخذ الصورة الافتراضية، التي كانت تضم عددا من الجثث من بيئة صحراوية / افريقية واضحة لا تمت إلى بيولوجيا الشرق الأوسط بصلة.
وفي المعلومات أيضا أن حمادي التقى وزير العدل خلال فترة حكم القذافي مصطفى عبد الجليل ،وقدم الاخير معلومات تم تجاهلها من قبل حمادي في التقرير ما جعل مصداقية التقرير أكثر صعوبة.
البي بي سي قدمت أدلة ذات موثوقية لا تتجاوز الخمسين في المئة، والزميل حمادي حقق كسبا معنويا وماديا، أما أسئلة القضية بقيت دون أجوبة.


