إقتصاد

فتح الحدود السورية أمام التصدير الزراعي اللبناني ..وموافقة مسبقة للإعلاميين

 

كتب سامر الحسيني في صحيفة الأخبار:

 

بعد إقفال تام منذ نحو عشرة أيام، عبرت أكثر من 30 شاحنة تحمل صادرات زراعية نقطة المصنع من لبنان إلى سوريا في اليومين الماضيين، مؤذنة بعودة حركة التصدير البري بين البلدين. ولقيت الخطوة ارتياحاً بين المصدّرين، وإن كانت الحركة مقتصرة حتى الآن على شاحنات القطاع الزراعي دون سواه وباتجاه الداخل السوري فقط، بسبب تعطّل أجهزة الجمارك السورية في جديدة يابوس، واستمرار إقفال الحدود السورية مع كل من الأردن والعراق.
وكان وفد من موظفي جمارك جديدة يابوس الذين عيّنتهم هيئة تحرير الشام أخيراً زار نقطة المصنع الحدودية أول من أمس والتقى عدداً من إداريي الجمارك اللبنانية بهدف التنسيق لعودة حركة التصدير والاستيراد بين البلدين. وتمّ الاتفاق على فتح الطريق أمام الشاحنات الزراعية المحمّلة بإنتاج قابل للتلف إلى سوريا، فيما تتطلب عودة حركة التصدير إلى بقية الدول العربية أياماً أخرى ريثما تتم إعادة برمجة دوائر جمارك جديدة يابوس وفق ما أبلغ الوفد السوري الجانب اللبناني.

30  شاحنة محمّلة بالبطاطا والموز عبرت إلى داخل سوريا

ترأّس الوفد «أبو حذيفة»، كما عرّف عن نفسه، وضمّ إضافة إليه مدير دائرة جديدة يابوس ومدير الأمن العام السوري وأمين الجمارك في جمارك جديدة يابوس. وقد التقى رئيس الدائرة في جمارك المصنع حسام أبو عرم للتنسيق في عملية انسياب الشاحنات بين البلدين، وتم التوافق على فتح الطريق أمام الشاحنات اللبنانية المحمّلة بالسلع الزراعية القابلة للتلف. وعلى هذا الأساس، عبرت من الساحة الجمركية اللبنانية باتجاه سوريا أكثر من 30 شاحنة زراعية محمّلة بالبطاطا والموز. وأفاد «أبو حذيفة» إدارة جمارك البقاع بأن الإدارة السورية في جديدة يابوس ستعاود العمل بشكل إلكتروني قريباً بعد إصلاح الأعطال. وزار الوفد نفسه أمس دائرة الأمن العام في المصنع والتقى رئيس شعبة المعلومات في الأمن العام في البقاع المقدّم أحمد الميس ورئيس مركز المصنع المقدّم إيهاب الديراني، وعُقد اجتماع للبحث في الآليات والإجراءات التي سيُعمل بها. وقالت مصادر أمنية لبنانية إن اللقاء كان «تعارفياً، وأكد خلاله الجانب السوري أنه بحاجة إلى أسبوع أو اثنين لترتيب أوضاعه واستلام نقطة الحدود من الجهة السورية».
ويهدد استمرار الإقفال بكارثة على المصدّرين اللبنانيين وتحديداً الزراعيين بسبب الصلاحية القصيرة للمنتجات الزراعية، وهو ما أدّى إلى انهيار أسعار الفواكه والحمضيات والموز والأفوكا والقشطة. ويؤكد علي فاضل الذي يعمل في التصدير الزراعي أن «في عودة الروح إلى الطريق السورية خلاصاً للقطاع الزراعي من كل أزماته»، فكلفة الشحن البري «أقل من نصف كلفة الشحن البحري، أضف إلى ذلك أن الشحن عبر البحر يحمل أطناناً من المنتجات مرة واحدة، فيما يرفد الشحن البري الأسواق العربية بكميات متوازنة على مدار أيام وليس في وقت واحد مع ما لذلك من تأثير على الأسعار».
كذلك يتطلع المصدّرون اللبنانيون إلى عودة التصدير البري إلى الأردن والعراق وإلغاء الضريبة المالية التي كانت تفرضها السلطات السورية على الشاحنات اللبنانية، وهو ما يؤكد عليه رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع إبراهيم الترشيشي، مشيراً إلى أنه «إذا ما أصبح التصدير في غالبيّته عبر المعابِر الشرعية، فلا لزوم بعد الآن للتهريب وإدخال ما هو صالح وغير صالح على السواء… فاليوم تدخل كل المنتجات عبر المصنع حيث تخضع لفحوصات»، آملاً أن تفتح المملكة العربية السعودية أبوابها أمام الصادرات اللبنانية الزراعية والصناعية بعد التطورات الأخيرة.

قواعد جديدة للعبور على المصنع

قالت مصادر أمنية إن المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري قامَ بتشكيلات جديدة للضباط والعناصر في مركز المصنع الحدودي، ممن كانت لهم علاقة جيدة بالقيادات السورية السابقة ما قد يؤثر على علاقتهم مع المسؤولين الجدد.
إلى ذلك، علم ان الادارة السورية الجديدة فرضت قواعد جديدة في التعامل مع الوافدين الى دمشق عبر الحدود اللبنانية، وطلبت من الإعلاميين الراغبين بزيارة سوريا التقدم بطلبات لدى السفارات او مراسلة وزارة الاعلام السورية. كما جرى الاتفاق مع الامن العام اللبناني على عدم السماح لاعلاميين بالعبور ما لم تكن بحوزتهم موافقة من السلطات الجديدة.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى