سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: العدو يفاوض بالنار ولبنان صاغ ملاحظاته

 

الحوارنيوز – خاص

صباح اليوم تكون الملاحظات الرسمية اللبنانية على المقترح الأميركي لوقف النار قد طبعت وارسلت الى المبعوث الأميركي الى المنطقة اموس هوكشتاين، وفي خلاصة تقاطعت عندها صحف اليوم أن لبنان ابدى ملاحظات تحرص على الموافقة المبدئية على المقترح مع التمسك بالسيادة الوطنية اللبنانية كاملة على الأراضي اللبنانية.

الى جانب هذا المعطى الدبلوماسي، ابرزت صحف اليوم التصعيد الاجرامي للعدو بإقدامه على اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية لحزب الله محمد عفيف وغير هدف مدني في مختلف المناطق اللبنانية، ومنها قلب العاصمة بيروت، وما بدا لافتا أمس أيضا هو استهداف متعمد لنقطة عسكرية للجيش اللبناني في بلدة الماري قضاء حاصبيا وهي نقطة حدودية متقدمة!

 

ماذا في التفاصيل الوتارد في صحف اليوم؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: اغتيال محمد عفيف في نقلة تصعيديّة شرسة… بري يطلب من هوكشتاين تعديلات على الاقتراح

وكتبت تقول:

بات في حكم المؤكد أن الاسبوع الطالع سيشكل أسبوعاً مفصلياً حاسماً لرسم الاتجاه الذي ستسلكه الحرب في لبنان والتي حوّلتها إسرائيل في الأيام الأخيرة إلى كابوس رعب معمّم بعدما رفعت وتيرة التصعيد على الجبهة البرية الحدودية وعبر الغارات الجوية على الأعماق في الداخل اللبناني إلى ذروة غير مسبوقة في العنف والشراسة.

 

وفيما يقترب العد العكسي من موعد تبلّغ الجانب الأميركي الوسيط، الرد اللبناني على الاقتراح الذي تبلّغه رئيس مجلس النواب نبيه بري من السفيرة الأميركية ليزا جونسون قبل أيام لتسوية تُطلق اجراءات تنفيذ القرار 1701 كأساس لوقف النار، جاء الاندفاع الإسرائيلي نحو إلهاب تصعيد دائري في كل الاتجاهات ليرسم ظلالاً من القتامة المتزايدة على حظوظ مرور الوساطة الأميركية من خروم التصعيد العسكري، علماً أن جانباً غامضاً آخر يواكب هذا التصعيد ويتمثل في عدم معرفة جواب “حزب الله” بعد على الاقتراح الذي يُفترض أن يشكل اساساً للرد الذي سيبلغه بري إلى الموفد الأميركي آموس هوكشتاين على الارجح غداً الثلاثاء لدى زيارة الأخير لبيروت قبل أن ينتقل منها الاربعاء إلى تل ابيب.

 

معالم التصعيد المخيف الذي أطلقته اسرائيل في اليومين الأخيرين بدت على ارتباط وثيق بالضغوط لحمل الجانب اللبناني المفاوض على القبول بالنقاط الشائكة الواردة في الورقة الأميركية. وكان اغتيالها لمسؤول العلاقات الاعلامية في “حزب الله” محمد عفيف أبرز مؤشرات هذا التصعيد النوعي، إذ شكّل اغتياله في قلب منطقة رأس النبع نقلة خطيرة من استهداف إسرائيل للقادة الأمنيين والعسكريين إلى المسؤولين الإعلاميين والسياسيين. كما اقترن ذلك مع تطور لافت تمثّلَ في توغل الاستهدافات الجوية المدمرة إلى مناطق مسيحية على اختلاط مع المناطق الشيعية مثل الحدث والشياح وعين الرمانة.

 

وتتجه الأنظار في الساعات المقبلة الى مصير التحرك الدبلوماسي مع الوصول المرتقب غداً لهوكشتاين إلى بيروت ما لم يطرأ أي طارئ. وفي هذا السياق أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين أن اكثر من مسؤول فرنسي أكد لـ”النهار” أن التنسيق وتبادل التقييم بين فرنسا والولايات المتحدة يجري بشكل مستمر منذ اللقاء الأخير الذي تم بين الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون في قمة باريس في الصيف الماضي. وتوقعت مصادر فرنسية رفيعة أن يزور هوكشتاين العاصمة الفرنسية بعد جولته في لبنان وإسرائيل. وقالت إن الورقة الأميركية ليست بعيدة عن الطرح الفرنسي لوقف النار الذي تم تقديمه قبل شنّ إسرائيل الحرب الواسعة على لبنان.

 

تجدر الإشارة إلى أن الجانب الأميركي أكد للفرنسيين أن هوكشتاين نال من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الضوء الأخضر لمسعاه في لبنان. وكشفت مصادر فرنسية مطلعة لـ”النهار” أن ما يجري حالياً هو البحث في تقليص التصعيد ووقف النار بين إسرائيل و”حزب الله”، والموضوع الأساسي الآن هو معرفة حقيقة ما يدور في ذهن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالنسبة إلى حربه في لبنان واحتمال انسحابه. فالاقتراح الأميركي يسعى لوقف النار حالياً وبعد ذلك التفاوض لتنفيذ القرار 1701، وينبغي أولاً معالجة وقف الحرب وإقناع إسرائيل بالانسحاب والاتفاق على من يضمن سحب “حزب الله” سلاحه من جنوب الليطاني. وزيارة هوكشتاين إلى بيروت المتوقعة الثلاثاء ستتركز على النقاط التي أراد توضيحها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري حول الورقة الأميركية التي بحسب مصادر فرنسية وأميركية لم يرفضها بري لكنه طلب تعديل بعض النقاط منها حول الجنسيات التي ستُمثل في آلية مراقبة وقف النار وكيفية عمل هذه الآلية. فهناك نقاط عدة مطلوب توضيحها.

 

إلى ذلك، تقول مصادر دبلوماسية غربية انه تم تدمير قدرات “حزب الله” بشكل كبير إضافة إلى البنية التحتية المدنية والاقتصادية والاجتماعية ومخابئ أمواله لكن ما زال للحزب قدرات عسكرية وصواريخ وهو مستمر في استخدامها وأن تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان أصبح غير ممكن بسبب مراقبة إسرائيل المعابر وقصفها المستمر لها.

 

اغتيال محمد عفيف

في غضون ذلك، شهد التصعيد الاسرائيلي تطوراً خطيراً تمثّل في اغتيال الناطق باسم “حزب الله” محمد عفيف في غارة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على مبنى مقر حزب البعث العربي الاشتراكي في منطقة رأس النبع في بيروت، وقد أدت الغارة إلى دمار كبير وتضرر عدد من السيارات بالإضافة إلى حالة ذعر بين سكان الشارع المستهدف. كما قتل محمود الشرقاوي أحد معاوني عفيف. ويعتبر عفيف من أبرز الوجوه الاعلامية والمدنية في الحزب إذ تبوّأ المركز الاستشاري الإعلامي الاول في الحزب وهو ‏مسؤول العلاقات الاعلامية منذ العام 2014 ويُعدّ من جيل ‏المؤسسين في “حزب الله” وبدأ عمله منذ انطلاقتهم وواكب كل ‏المراحل التاريخية والمفصلية. ‏ويعرف بأنه كان صديقاً للأمين العام السابق للحزب عباس الموسوي ‏ومن ثم لخلفه السيد حسن نصرالله. وتميّز بعد اغتيال السيد نصرالله بإصراره على اقامة الجولات المتعاقبة للصحافيين في الضاحية الجنوبية واطلاق المواقف المناهضة للهجمة الإسرائيلية.

 

التصعيد الإسرائيلي طاول أيضاً الجيش اللبناني، إذ أعلنت قيادة الجيش استشهاد عسكريين وإصابة اثنين آخرين باعتداء إسرائيلي على مركز للجيش بشكل مباشر في بلدة الماري- حاصبيا.

 

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: بري تسلّم ملاحظات حزب الله ويرسل ردّ لبنان اليوم

هوكشتين يعدّ أوراقه وحذر من مناورات إسرائيلية

وكتبت تقول:

يبدأ الأسبوع الحالي بساعات طويلة من الانتظار لما ستحمله الوساطة الأميركية الجديدة بشأن وقف العدوان على لبنان. وفيما كان قادة العدو ينتظرون موقفاً لبنانياً سلبياً يتيح لهم التملّص من الاتفاق ومواصلة الحرب، أكّدت مصادر واسعة الاطّلاع لـ«الأخبار» أن الرد اللبناني دخل مرحلة الصياغة النهائية التي يُتوقّع أن تُنجز اليوم وتُرسل عبر السفارة الأميركية في بيروت إلى الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين. وبناءً عليه، يُفترض أن يقرر الأخير السفر مباشرة إلى المنطقة.

لكنّ الوقت الفاصل بين إعداد الرد اللبناني وإرساله إلى واشنطن ومجيء هوكشتين، يشهد تصعيداً إسرائيلياً قاسياً. فإلى جانب مواصلة عمليات التدمير في الجنوب والضاحية والبقاع، وسّع العدو دائرة القصف لتشمل قلب العاصمة، حيث اغتال صباحاً مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف ومجموعة من مساعديه في منطقة رأس النبع، وأغار طيران العدو مساء على مبنى في شارع مار الياس الشعبي. وفيما لم يتبيّن هدف الهجوم، أعلن العدو أنه استهدف قيادياً عسكرياً في المقاومة.

وإذا كان العدو يضع جرائم أمس في خانة الضغوط القائمة في سياق ما يعتبره «التفاوض تحت النار»، فقد زادت الخشية في بيروت من تفلّت العدو من أي ضوابط، وذهابه إلى مستوى جديد من الاغتيالات تستهدف كيانات وشخصيات سياسية ومدنية في حزب الله، بعدما بات واضحاً أنه يواجه أزمة جدية على مستوى الأهداف العسكرية. وترافق ذلك مع ارتفاع منسوب القلق من تقصّد العدو تنفيذ عمليات في قلب بيروت، كما فعل سابقاً في مناطق انتشار النازحين، لخلق موجة شعبية رافضة لوجود أي شخصية من حزب الله، سواء مدنية أو سياسية أو اجتماعية أو إعلامية، وهو ما يعتقد بأنه مدخل لتأليب الشارع ضد المقاومة.

التطور الأبرز، أمس، تمثّل في تسلّم الرئيس نبيه بري من قيادة حزب الله موقف الحزب من المسوّدة التي نقلتها السفيرة الأميركية ليزا جونسون إلى رئيس المجلس الأسبوع الماضي. وقالت المصادر إن المقاومة تتعامل بانفتاح كبير مع المقترح، وتركت لرئيس المجلس ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي متابعة النقاش مع الوسيط الأميركي حول بعض النقاط. وبحسب المصادر، فإن «الغموض الإيجابي» بدأ يتكشف عن «مسار إيجابي في تعامل لبنان مع المقترح الأميركي، وإن الأسئلة التي يُعتقد بأنها يمكن أن تفجّر التفاوض تحوّلت إلى استفسارات، مع توسيع هامش المناورة أمام المفاوض الرسمي اللبناني».

وقالت المصادر إن الملاحظات اللبنانية صارت موحّدة حول النقاط المتصلة باللجنة المقترحة للإشراف على تطبيق القرار 1701، وكذلك حول البند المتعلق بفكرة الدفاع عن النفس، والذي يحمل تفسيرات متضاربة، خصوصاً أن المقترح يصرّ على العنوان القديم الذي صدر القرار 1701 على أساسه عام 2006، لجهة اعتباره قراراً يأمر بوقف العمليات العدائية على جانبي الحدود، ولا يدعو إلى فرض وقف نهائي للحرب.

 

تسليم برفض حزب الله مشاركة ألمانيا وبريطانيا في لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار

 

وبحسب المصادر فقد رفض حزب الله وجود ألمانيا وبريطانيا في اللجنة المشرفة على تطبيق القرار، ويبدو أنه تم التسليم بعدم تمثيل ألمانيا كونها موجودة أصلاً في إطار القوات الدولية، بينما لا تمانع الولايات المتحدة عدم ضم بريطانيا، خصوصاً أن لندن نفسها تتهيّب الدخول في منطقة قد تعرّض قواتها لمخاطر كبيرة.

ووسط حذر شديد يبديه المسؤولون اللبنانيون، لم تصل أي أجواء جديدة من العاصمة الأميركية. لكنّ مصادر عربية وأوروبية قالت إن «انفتاح لبنان وتفاعله الإيجابي سيساعدان على خلق مناخ ضاغط على حكومة إسرائيل للسير بالاتفاق ومباشرة تنفيذه، ويغلقان باب المناورة أمام حكومة نتنياهو في حال كانت تريد مواصلة الحرب حتى تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منتصف كانون الثاني المقبل».

وبحسب مصادر سياسية بارزة فإن «ردّ حزب الله الذي سُلّم للرئيس بري جاء بما ينسجم مع القرار 1701»، مشيرة إلى أن «زيارة هوكشتين ليست لإعلان وقف إطلاق النار، بل لمناقشة الموقف اللبناني قبل نقله إلى تل أبيب». وأكدت المصادر أن «المفاوضات انتقلت إلى دائرة جدية جداً، وأن نتنياهو يواجه ضغطاً مزدوجاً للقبول بوقف إطلاق النار»، لذلك «انتقل إلى مرحلة توسيع الأهداف في الوقت المتبقّي له».

ويبدو أن الجانب الفرنسي ليس بعيداً عن الاتصالات الجارية. ووفق ما هو مقرّر، فإن اجتماعات ستُعقد في العاصمة الأميركية، تتخللها اتصالات مع إسرائيل وأطراف أخرى، قبل سفر هوكشتين مباشرة إلى بيروت، ومنها إلى تل أبيب. وفي حال التوصل إلى تفاهم، سيتوجه إلى العاصمة الفرنسية حيث يصار إلى إصدار إعلان دولي حول الاتفاق، قبل إعداد ورقة عمل مشتركة بين الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية، على أن تتم مناقشة ما إذا كان ذلك يتطلب اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي أو الاكتفاء بإعلان دولي عن الاتفاق.

ورغم الحذر الكبير الذي تبديه جهات لبنانية وعربية، فإن معلومات نُقلت من العاصمة الأميركية، تفيد بأن الرئيس الأميركي جو بايدن، عندما قال لوفد عائلات أسرى العدو لدى حماس إن نتنياهو هو من لا يريد عقد صفقة، أشار أيضاً إلى أن لديه مخاوف من أن يعمد الأخير إلى عرقلة مشروع اتفاق لوقف الحرب مع لبنان. وهو أمر عزّز مناخ الحذر، رغم أن هوكشتين نفسه كان قد أشار إلى أن نتنياهو لا يواجه إدارة بايدن هذه المرة، بل يضع نفسه في مواجهة إدارة ترامب، وأن المسوّدة جرى إعدادها بمشاركة موفد نتنياهو إلى الولايات المتحدة رون دريمر، وتحت إشراف الرئيس ترامب وفريقه.

وعلى وقع العدوان الإسرائيلي، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أنه «تم إحراز تقدم في المحادثات نحو وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله». وذكرت «هآرتس» أن «القضية التي لم تُحل بعد في محادثات وقف إطلاق النار هي مطالبة إسرائيل بحرية العمل عسكرياً في لبنان». ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر سياسية قولها إن «تل أبيب تتوقع تقدماً كبيراً في محادثات وقف إطلاق النار مع لبنان خلال أيام، تزامناً مع زيارة هوكشتين».

من جانبها، كشفت قناة «كان» الإسرائيلية بعض تفاصيل مسوّدة الاتفاق، وأشارت إلى أن «المقترح يقضي بوضع 5 آلاف جندي لبناني في المناطق الجنوبية، وتعهّد من إسرائيل بعدم مهاجمة لبنان، وإعادة ترسيم الحدود البرية بين الدولتين».

أما هيئة البث الإسرائيلية فقالت إن المقترح يتضمن «التزام حزب الله وإسرائيل بقرار مجلس الأمن 1701، وانتشار الجيش اللبناني كقوة مسلحة وحيدة في جنوب لبنان، إلى جانب قوات حفظ السلام الأممية (اليونيفل)». كما يمنح القوى الأمنية اللبنانية صلاحيات «الإشراف على إدخال الأسلحة عبر الحدود اللبنانية والإشراف على المنشآت التي تنتج الأسلحة، وتفكيكها وتفكيك أي بنية تحتية مسلحة لا تلتزم بالالتزامات الواردة في الاتفاق».

ووفقاً لهيئة البث، يتضمن المقترح الأميركي أيضاً انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان خلال 7 أيام ليحل محلها الجيش اللبناني تحت إشراف دولي، فضلاً عن نزع سلاح المجموعات المسلحة جنوب نهر الليطاني خلال 60 يوماً من توقيع الاتفاق، مع الإشارة إلى أن النقاش سيتطرق أيضاً إلى صياغة بنود الاتفاق، حيث استخدم الأميركيون عبارات لن يقبل بها لبنان.

 

 

  • صحيفة الديار عنونت: «إسرائيل» تفاوض بالنار… تصعيد كبير يُواكب مُشاورات وقف الحرب

أسبوع مفصلي… هدنة خلال أيّام أو قتال عنيف حتى مُنتصف كانون الثاني

 

وكتبت تقول:

وكان له ما أراده. استُشهد الحاج محمد عفيف النابلسي. هو الذي وُصف بـ«الاستشهادي» منذ قراره ان يكون صوت وصورة حزب الله بعد اغتيال امينه العام السيد حسن نصرالله، فكان يعقُد المؤتمرات الصحافية في الهواء الطلق، وبين الابنية المدمرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتحت مرمى المسيّرات «الاسرائيلية»، الى ان قرر العدو اغتياله ظهر امس الأحد في المقر المركزي لحزب «البعث» في منطقة رأس النبع، ليكون بذلك سلك مسارا جديدا من التصعيد باغتيالات خارج صفوف العسكريين، تتزامن مع توسيع رقعة المناطق المستهدفة في كل لبنان، بحيث طالت الغارات يوم امس منطقة الشياح عند أطراف عين الرمانة، ما أدى إلى تدمير مبنى من 12 طابقا، فيما تم تكثيف قصف الضاحية ، وبخاصة منطقة برج البراجنة والحدث.

وقد حلّ اغتيال مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج عفيف ثقيلا على كل الاعلاميين، سواء الذين كانوا مقربين من محور المقاومة او بعيدين عنه، باعتباره لطالما شكّل نقطة التلاقي بين وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية والحزب…

وبدا واضحا ان العدو «الاسرائيلي» في الساعات الماضية فعّل استراتيجية التفاوض تحت النار، بحيث يُنتظر ان يرد لبنان على مقترح وقف النار خلال الساعات المقبلة، وتعتقد «تل أبيب» انها وبتصعيد وتكثيف عملياتها، تستطيع ان تضغط على حزب الله ليسير بشروطها لوقف الحرب. علما ان وسائل اعلام «اسرائيلية» كانت قد تحدثت عن موافقة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير حربه، على رفع وتيرة الضربات في لبنان للضغط عليه. وذكرت القناة 13 «الاسرائيلية» أنه تم اتخاذ قرار حازم في الحكومة «الإسرائيلية» بتنفيذ غارات في كل أنحاء لبنان كل ساعتين، مرجحة أن ذلك يدفع لإنجاز التسوية أسرع.

 

أسبوع مفصلي

وبحسب مصادر مواكبة عن كثب لمسار التفاوض، فان لبنان سيضع ملاحظاته على المقترح الاميركي، ويسلمه اليوم الاثنين للسفيرة الاميركية في بيروت، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان أبرز الملاحظات وهي: رفض اللجنة الامنية الدولية للاشراف على تطبيق القرار 1701 والتمسك بالآلية السابقة المرتبطة باليونيفل والجيش اللبناني.

وتضيف المصادر: «كما ان الملاحظات ستتحدث صراحة عن رفض اي سماح للجيش «الاسرائيلي» بأي تدخل بري او جوي او بحري تحت اي مبرر او حجة، وان كان الرئيس بري قال صراحة ان ما وصله من مقترح، لا يلحظ اي حرية حركة للجيش الاسرائيل ».

وترجح المصادر ان يكون هذا الاسبوع الذي يشهد زيارة المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت وت«تل أبيب» مفصليا، فاما تنجح مساعي التهدئة ونكون في هدنة خلال ايام ، او يسقط المقترح الموضوع راهنا على الطاولة، ونكون في خضم تصعيد اضافي كبير من قبل «اسرائيل» وحزب الله يستمر أقله حتى منتصف كانون الثاني المقبل». 

وتعتبر المصادر انه «بعكس ما يُصوّر البعض، فان «اسرائيل» تبدو مستميتة على وقف للنار أكثر من حزب الله. فالحزب لم يعد لديه ما يخسره في هذه الحرب، وهو يخوض معركة حياة او موت، أما نتنياهو فيتعرض لضغوط كبرى سواء دولية كما اميركية، اضافة لضغوط داخلية من المعارضة واهالي الاسرى، والاهم ضغوط من الجيش «الاسرائيلي» الذي يبدو منهكا بعد اكثر من عام من القتال في غزة ولبنان». 

وفي هذا المجال، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن القيادة العسكرية في «إسرائيل» تعتبر أن الجيش أنهى «المهمة» التي حددتها القيادة السياسية في جنوب لبنان، وبات يسعى إلى «الحفاظ على إنجازاته العسكرية»، وسط ترقب للتوصل إلى تسوية سياسية تجنبه التورط في الوحل اللبناني، في ظل التباين بين الجدول الزمني العسكري المتسارع والقرارات السياسية التي تتخذ بوتيرة أبطأ. 

ميدانيا، وفيما وسّعت «اسرائيل» عملياتها مركزة بشكل اساسي على ضرب الضاحية الجنوبية، واصلت غاراتها في جنوب لبنان وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش، أن «العدو «الإسرائيلي» استهدف مركزًا للجيش بشكل مباشر في بلدة الماري- حاصبيا، ما أدى إلى استشهاد عسكريين وإصابة اثنين آخرين». 

 

عمليات المقاومة

بالمقابل، زادت المقاومة وتيرة عملياتها وافاد الجيش «الاسرائيلي» عن عشرات الصواريخ التي دكّت المستوطنات.

وأعلن الحزب ان «مجاهدي المُقاومة الإسلاميّة كمنوا لقوات جيش العدو المتقدمة عند الأطراف الشرقيّة لبلدة شمع، وعند وصولهم لنقطة المكمن، اشتبك المجاهدون معهم بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخيّة من مسافة صفر، ما أدى إلى وقوع إصابات مؤكدة في صفوف قوّات العدو «.

كما استهدف المجاهدون تجمعًا لقوات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة شمع بقذائف المدفعية، وقصفوا ثكنة «معاليه ‏غولاني» (مقر قيادة لواء حرمون 810) بصليةٍ صاروخية وتجمعًا لقوات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام، اضافة لمنطقة «الكريوت» شمالي مدينة حيفا. كذلك طال القصف تجمعين لقوات جيش العدو عند الأطراف الشرقية لبلدة الخيام وفي ثكنة راميم. 

 

فجر 5

هذا وكشفت المقاومة الإسلامية عن صاروخ «فجر5»، الذي استهدفت به يوم السبت قواعد الاحتلال في حيفا والكرمل. ويبلغ مدى الصاروخ 75 كلم، وطوله 6.5 م، وبقطر 33 ملم. ويحمل الصاروخ رأساً حربياً بوزن 175كلم، في حين يبلغ وزنه الكلي 915 كلغ. وهو صاروخ أرض – أرض تكتيكي، يستخدم في القصف المساحي، ولضرب أماكن التحشدات والتعزيزات العسكرية خلف خطوط الجبهة. ويمكن اطلاق صاروخ «فجر5» من منصات ثابتة أو متحركة، ويعمل بالوقود الصلب الثنائي. دخل الخدمة في حرب (تموز 2006).

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى