قالت الصحف:أجواء تشاؤمية تحذر من الإنزلاق إلى حرب واسعة
الحوار نيوز – خاص
عكست افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم أجواء تشاؤمية تحذر من الإنزلاق نحو توسيع نطاق الحرب في المنطقة في ظل المواقف الاسرائيلية المتشنجة والفشل في تحقيق أهداف العدو في غزة حتى الآن.
صحيفة النهار عنونت: مناطق منكوبة بـ”نعمة” الطوفان… والتصعيد جنوباً بلا هوادة
وكتبت النهار تقول: مع أنّ مشهد لبنان الغارق في طوفان السيول و#الأمطار والعواصف التي تُحوّله بلحظة الى بحيرة عملاقة ناطقة بكل مكوّنات التخلف الخدماتي والافتقار إلى الحدود الدنيا من صيانة البنى التحتية، هو مشهد مألوف ومعتاد ولا يثير أي استغراب، فإنّ الكارثة التي ضربت مناطق محددة مثل عكار أمس، وحوّلتها منطقة منكوبة، جعلت همّ مرور العاصفة يتقدّم سائر الهموم والتطورات الداخلية.
وكما في كل مرة تنعم الطبيعة فيها بنعمة المطر الغزير على لبنان تتحوّل النعمة الى نقمة على الطرق الرئيسية والفرعية، على غرار تحوُّل معظم أوتوستراد جونية بيروت وطريق المطار ومنطقة الكرنتينا وسواها من مناطق وطرق رئيسية إلى بحيرات عائمة تسبح فيها مئات السيارات العالقة في جحيم بلد يزداد تخلّفاً، وتنكشف سلطاته أكثر فآكثر أمام ابسط البديهيات المطلوبة منها كما أمام أكبر الاستحقاقات التي تعجز عنها ولا يعود غريباً أن يتقاذف الوزراء والإدارات والهيئات المختلفة المعنية الاتهامات بتبعات المشاكل التي يعلق فيها المواطنون.
وعلى رغم استمرار برودة الطقس وعاصفة الامطار الطوفانية، بقيت جبهة الجنوب على حماوتها واستعارها، وبعد ليل طويل من التصعيد الاسرائيلي أطلق خلاله الجيش الإسرائيلي عشرات القذائف المدفعية الثقيلة على القرى والبلدات الحدودية الجنوبية، أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية، ظهر أمس، على أحد المنازل في بلدة يارين الحدودية بصاروخي جو- أرض ممّا أدّى إلى تدميره بالكامل، وأفيد عن وقوع إصابات.
كما استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي منطقة حامول شرق بلدة الناقورة، والمنطقة الواقعة بين يارين وطيرحرفا. وفيما أفادت “القناة 12 الإسرائيلية” بأنّ الجيش الإسرائيلي شنّ هجوماً استباقيّاً على جنوب لبنان وأنّ المقاتلات هاجمت أهدافاً لـ”حزب الله“، أعلن “حزب الله” أنّه استهدف قبل الظهر موقع العاصي ثم استهدف بعد الظهر تباعاً تجمّعاً للجنود الإسرائيليين في تلّة الطيحات ثم استهدف مستوطنة شتولا ممّا أدّى إلى إصابة أحد المباني فيها، كما استهدف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلة، ومن ثم استهدف دبابة ميركافا إسرائيلية في موقع المطلة أثناء استهدافها وقصفها للقرى اللبنانية المقابلة مما أدى الى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
وفي سياق المواقف الخارجية البارزة من الوضع المتفجر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، صدر بيان في نهاية زيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا للبنان التي استغرقت أربعة أيام. وبحسب البيان، ناقش لاكروا “الدور المهم الذي تلعبه اليونيفيل في تهدئة التوتر على طول الخط الأزرق”، مشدّداً على أنّه “يجب على جميع الأطراف وقف إطلاق النار والالتزام بالقرار 1701 والعمل على التوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي دائم”، مؤكداً أنّ “هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم”.
وقال لاكروا: “إنّنا نشعر بقلق عميق إزاء أعمال العنف عبر الخط الأزرق والخطاب الذي شهدناه منذ الثامن من تشرين الأول، والذي يشير إلى احتمال حدوث تصعيد أوسع نطاقاً، وهو ما يجب تجنبه بأي ثمن. إننا نواصل حثً جميع الأطراف على وقف إطلاق النار، لأن كل يوم يستمر فيه هذا الوضع يزيد من خطر نشوب نزاع أكبر وأكثر تدميراً. ومنذ بدء تبادل إطلاق النار، أصيب أو قُتل عشرات المدنيين والصحافيين، وتعرضت مواقع اليونيفيل للقصف أكثر من عشرين مرة، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من جنود حفظ السلام . هذا غير مقبول ويجب أن ينتهي. إننا نذكّر الأطراف والجهات الفاعلة المشاركة في تبادل إطلاق النار مرة أخرى بالتزامهم بتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين وحرمة موظفي الأمم المتحدة ومبانيها”، مشيداً بـ”المثابرة التي أظهرها أكثر من 10,000 جندي حفظ سلام من اليونيفيل في مواجهة هذه التحديات”.وقال: “في السياق الحالي، واصلت اليونيفيل كل الجهود لتنفيذ ولايتها على الرغم من التحديات على نطاق غير مسبوق منذ عام 2006″، مضيفاً أنّ “البعثة وحفظة السلام التابعين لها يواصلون التأكيد على دعمهم المستمر للتوصل إلى حل طويل الأمد للنزاع”.
وأمّا في ما يتّصل بالأزمة السياسية الرئاسية، فتوجّه أمس رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى رئيس مجلس النواب نبيه بري كاتباً على صفحته: “دولة الرئيس نبيه بري: نحن مستعدون لحضور أي جلسة انتخاب رئاسيّة تدعو إليها بدورات متتالية حتى الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن مع الحفاظ طبعًا على حقّ كلّ كتلة نيابية وكلّ نائب بالتصويت لمَن تراه ويراه مناسبا. وهذا ما كان يجب أن يحدث قبل شهرين من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ولكن أن تأتي الأمور متأخرة أفضل من ألّا تأتي أبداً”.
وتوقّف المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أمام “ظاهرة الدوران في الحلقة السياسية الداخلية المفرغة، الأمر الذي يعطّل انتخاب رئيس جديد للجمهورية رغم مرور أكثر من عام على فراغ سدّة الرئاسة الأولى”، وأكد ان “الحياة الدستورية لا تقوم ولا تستقر من دون انتخاب رئيس للجمهورية يضبط إيقاع الحياة العامة بما له من سلطات دستورية ومن رمزية وطنية جامعة”، معرباً عن اعتقاده أن “استمرار تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية يدفع حكومة تصريف الأعمال لاتخاذ قرارات من نوع “أبغض الحلال” مثل قرار إعادة بعض مشاريع القوانين إلى مجلس النواب لإعادة النظر فيها ولدرسها من جديد”.
وطلب المجلس الشرعي من المجلس النيابي البتّ بهذا الموضوع بأسرع وقت ممكن رفعا للظلم. ورأى أنه “إذا كان هذا الإجراء يثير اجتهادات دستورية متناقضة، فإنه يقع في حكم الضرورة للمحافظة على المصلحة الوطنية العامة. ولعله يشكل قوة حافزة للخروج من دوامة الدوران في فراغ عدم انتخاب رئيس جديد يملأ الفراغ الدستوري الذي يشكو منه لبنان منذ أكثر من عام”، مؤكداً أنّ “سلامة الوطن وحقوق المواطن تتقدمان على المصالح الحزبية والفئوية، وأن تعريض سلامة الوطن للخطر والتضحية بحقوق ومصالحه يشكل جريمة كبرى. فكيف إذا كان ذلك يحدث والعدو الصهيوني المتربص مستنفر لإرتكاب المزيد من الاعتداءات واثارة المزيد من الفتن؟”. ورأى المجلس أنّه “إذا كان هناك متسع لممارسة الاختلافات وحتى الخلافات في الظروف العادية والطبيعية، فان هذه الممارسات والعدو على الأبواب، والدولة على شفير الهاوية، يصبح من المحرمات الوطنية”، داعياً إلى “الإيثار الوطني على أنانيات المصالح الشخصية والفئوية، والإرتفاع الى مستوى التحديات المصيرية التي يواجهها لبنان من الداخل والخارج إنقاذاً للوطن من بين ما يتربص به شراً: الفساد الداخلي والعدوان الخارجي وكل منهما يكمل الآخر ويتكامل معه”.
الديار عنونت: هوكشتاين فشل في فصل المسارين… وتكليف السفيرة الجديدة دورا مساعدا لاستكمال الملف
الاستحقاق الرئاسي معلق على الخارج… ولا مبادرة داخلية قبل كلمة اللجنة الخماسية
ألان عون لـ«الديار»: استقالة جماعية من المبادرات الداخلية وفرصة انتخاب الرئيس في تسوية حرب غزة
وكتبت صحيفة الديار تقول: لبنان الغارق في ازماته السياسية والاقتصادية، شهد امس يوما اخر من الغرق في وحول فيضانات الاوتسترادات والطرقات والمجاري والانهار نتيجة الطقس العاصف الذي يضرب لبنان وبسبب الاهتراء للبنى التحتية، رغم استنفار وزير الاشغال علي حمية واجهزة وزارته والدفاع المدني لمعالجة ما يمكن معالجته بالامكانات القليلة المتاحة جراء هذا الاهتراء والمخالفات في مختلف المناطق التي زادت الطين بلّة.
واذا كان لبنان يتخبط في مواجهة عاصفة الطبيعة وتسليك المجاري، فانه يبدو عاجزا عن معالجة ازماته السياسية لا سيما ازمة رئاسة الجمهورية بسبب اسقاط المبادرات الداخلية وانشغال الخارج بحرب غزة وتداعياتها.
ماذا بعد زيارة هوكشتاين؟
وعلى هذا الصعيد، السؤال المطروح: ماذا بعد زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين والحركة الديبلوماسية الاوروبية باتجاه لبنان لاحتواء التفجير على جبهة الجنوب؟
النتائج الاولية تؤشر الى ان المواجهة مع العدو الاسرائيلي على جبهة لبنان ما زالت مفتوحة على كل الاحتمالات بما ان حرب غزة ما زالت مستمرة.
واذا كان هوكشتاين جاء الى بيروت برسالة تغليب الحل الديبلوماسي بدل التهديد والوعيد، فان الوساطة الاميركية تبقى غير مقنعة ما دامت واشنطن تكشف يوما بعد يوم حجم دعمها ورعايتها لحرب الابادة التي تشنها «اسرائيل» على الشعب الفلسطيني في غزة، وانخراطها مباشرة للدفاع عنها في العدوان الذي شنته على اليمن بالتعاون مع حليفتها الدائمة بريطانيا.
ماذا طرح هوكشتاين وكيف كان الرد؟
وفي المعلومات المتوافرة لـ «الديار» وفقا لمراجع مطلعة، ان الزيارة لم تنته الى نتيجة عملية او محددة، وبالطبع لم يكن مرتقبا ان تؤدي الى نتيجة حاسمة في ظل استمرار حرب غزة.
وكشفت المعلومات عن ان هوكشتاين وعد الرئيسين بري وميقاتي بطرح « افكار عملية في اطار صيغة متكاملة « في مرحلة لاحقة لمعالجة الوضع على جبهة الجنوب. وطلب من الجانب اللبناني ان يبلور افكاره في هذا الاطار.
وسمع الموفد الاميركي كما صار معلوما موقفا لبنانيا رسميا بان معالجة القرار ١٧٠١ وتنفيذه هو في خانة الكيان الاسرائيلي، وانه لا يمكن تهدئة الوضع على جبهة لبنان من دون وقف حرب الابادة التي يشنها العدو الاسرائيلي على غزة.
ووفقا للمعلومات، جرى الاتفاق على متابعة هذا الموضوع في ضوء ما سيقوم به هوكشتاين، مع التاكيد اللبناني ان مفتاح التهدئة على جبهة الجنوب هو وقف الحرب على غزة.
والمح الموفد الاميركي الى امكانية تخفيف التوتر على جبهة الجنوب اللبناني مع تراجع او تخفيف حدة الحرب في غزة، مركزا على خلق اجواء هدنة على حدود لبنان بموازاة تحقيق هدنة انسانية في غزة.
مهمة السفيرة الجديدة
وعلمت «الديار» ان هوكشتاين قد يعتمد على السفيرة الاميركية الجديدة في لبنان ليزا جونسون في متابعة التطورات، وهذا الموضوع لتكوين ملف حول الحلول الممكنة وتخفيف حدة سخونة جبهة الجنوب. وقال مصدر مطلع ان السفيرة جونسون مرشحة لان تؤدي هذا الدور المباشر المساعد لمهمة هوكشتاين وان تكون جزءا من مهمته، خصوصا ان الادارة الاميركية تعول على خبراتها في هذا المضمار.
وحسب المعلومات ايضا، فان هوكشتاين طرح فكرة الهدنة المؤقتة في الجنوب، لكن الرد اللبناني كان صريح وواضحا بان هذا الطرح ليس في محله ما دام العدو الاسرائيلي مستمرا في العدوان على غزة، واذا كانت الادارة الاميركية حريصة على التهدئة في الجنوب عليها ان تتجه الى التهدئة في غزة من خلال دعم وقف النار فيها.
وفي المعلومات ايضا انه فشل في محاولة الفصل بين مسار جبهة الجنوب اللبناني وحرب غزة، قبل ان يعتمد على فكرة تخفيف حدة التوتر على جبهة لبنان وعدم توسيع رقعة المواجهات فيها.
الاستحقاق الرئاسي: تضييع الفرص والمبادرات
وعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي، لم تبرز اي مؤشرات او معطيات جديدة عن قرب حل ازمة رئاسة الجمهورية في ظل انسداد الافاق امام المبادرات الداخلية وعدم نضوج الحلول الخارجية. وعلمت «الديار» ان الفرصة التي كان الرئيس بري تحدث عنها لتحريك الملف الرئاسي مطلع العام الحالي لم تتوافر عناصرها بسبب عدم تلقيه اشارات او مواقف ايجابية من اطراف سياسية عديدة، لا سيما الاطراف المعارضة او المتحفظة عن الحوار التمهيدي للذهاب الى جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية.
لا مبادرة داخلية قبل اجتماع اللجنة الخماسية
وتتجه الانظار الى ما سيؤول اليه اجتماع اللجنة الخماسية الذي يتردد انه سيعقد في مطلع الشهر المقبل، والتحركان الفرنسي والقطري المرتقبان والمنبثقان من عمل اللجنة المذكورة.
وفي هذا المجال قال مصدر سياسي بارز لـ» الديار» ان موعد اجتماع هذه اللجنة لم يؤكد حتى الان، وان لبنان لم يتلق معلومات دقيقة في هذا الشأن.
واضاف ان عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان مرتبطة عمليا بما سينتج من اجتماع اللجنة الخماسية. كما ان هناك ترقبا لعودة الموفد القطري ابو فهد الى بيروت.
وحسب المصدر، فان اي مبادرة داخلية لن تكون قبل استئناف عمل اللجنة الخماسية ومجيء الموفدين القطري والفرنسي، مشيرا الى ان هناك تعويلا اكثر على تحرك الدوحة بعد تراجع وضعف تحرك لودريان اثر حرب غزة وتداعياتها.
وردا على سؤال حول ما نقل عن الرئيس بري بانه لا يوجد مرشح للرئاسة في الوقت الراهن سوى سليمان فرنجية، قال المصدر ان كلام رئيس المجلس واقعي لان قائد الجيش العماد جوزف عون لم يرشحه علنا حتى الان اي طرف، وان مرشح المعارضة جهاد ازعور طويت صفحته واصبح منسيا.
عون لـ «الديار»: هناك استقالة جماعية من طرح اي مبادرة داخلية للرئاسة
وحول ما يحكى عن فصل بين الاستحقاق الرئاسي وما يجري على صعيد حرب غزة، قال النائب ألان عون لـ» الديار»: في الواقع ان مثل هذا الكلام جيد ويصح مبدئيا، فملف رئاسة الجمهورية لا يجب ان يكون مربوطا بحرب غزة، لكن واقعيا ايضا انه اذا كان هناك من فرصة اليوم لانجاز الاستحقاق الرئاسي، مع الاسف يمكن ان تكون من الخارج بعد تعطل كل المبادرات وانسداد المنافذ الداخلية لانتخاب الرئيس.
اضاف: انه في التعاطي الخارجي مع حرب غزة والوضع في الجنوب اللبناني قد يجري التطرق الى ملفات اخرى، ومنها ملف الرئاسة. وبتقديري ان هذا هو الافق الوحيد الظاهر في الوقت الحاضر الذي يمكن ان يؤدي الى انجاز الاستحقاق الرئاسي بمعزل عن مسألة ارتباط او عدم ارتباط هذا الاستحقاق بحرب غزة.
وردا على سؤال حول المسار الداخلي للاستحقاق الرئاسي، اجاب عون: في الوقت الحالي هناك استقالة جماعية من طرح اي مبادرة يمكن ان تؤدي الى خرق في جدار هذه الازمة. لذلك فان الفرصة المتاحة اليوم هي في ان يساعد الخارج لبنان لانتخاب الرئيس. ومن هنا القول ان حرب غزة قد تكون فرصة لانجاز خرق في جدار ازمة رئاسة الجمهورية.
مصدر في الثنائي لـ «الديار»: المقايضة غير مطروحة
وقال مصدر نيابي في الثنائي الشيعي لـ «الديار»: ان الاستحقاق الرئاسي مفصول في الواقع عما يجري في غزة او على جبهة الجنوب من مواجهة مع العدو الاسرائيلي.
ونفى ان يكون هناك مقايضة بين ما يسمى بتسوية الوضع على الحدود الجنوبية وبين ملف رئاسة الجمهورية، مؤكدا ان معالجة الموقف على جبهة الجنوب مرتبطة بوقف الحرب على غزة، وان اي بحث في حل للوضع الحدودي لن يكون قبل ذلك ويجب ان يثبت حقوق لبنان في تحرير كامل ارضه وحدوده كاملة.
وحول المستجدات المتعلقة بملف الرئاسة قال: لا يوجد اي شيء جديد، ولا احد يستطيع التكهن بنتائج اجتماع اللجنة الخماسية المرتقب وتحرك الموفدين القطري والفرنسي.
جعجع لبري: لجلسات متتالية مع الحق في حرية التصويت
وفي رد على ما نقل عن الرئيس بري، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع امس: «نحن مستعدون لحضور اي جلسة انتخاب رئاسية تدعو اليها بدورات متتالية حتى الوصول الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية لكن مع الحفاظ طبعا على حق كل كتلة وكل نائب في التصويت لمن تراه او يراه مناسبا».
زوبعة سياسية ودستورية
من جهة اخرى، ارتفعت وتيرة السجال حول رد الحكومة لقوانين ثلاثة الى مجلس النواب تتعلق بمعلمي المدارس الخاصة والايجارات غير السكنية.
وفيما اعتبرت مصادر سياسية لا سيما من اطراف مسيحية ان ما قام به الرئيس ميقاتي يعتبر تجاوزا وخرقا صريحا للدستور ولصلاحيات محصورة برئيس الجمهورية، قالت مصادر حكومية ان ما قام به مجلس الوزراء لا يتجاوز الدستور وان الظروف الاستثنائية تستدعي مثل هذه الخطوة، لافتة الى الاعتراض الواسع واضراب المؤسسات التعليمية الكاثوليكية هي جزء من اسباب وموجبات الرد، وكذلك اعتراض التجار على قانون الايجارات غير السكنية الشديد لما له من نتائج سلبية كبيرة على هذا القطاع.
ودعت نقابة معلمي المدارس الخاصة الى جمعيات عمومية غدا تمهيد للاضراب المتوقع الاسبوع المقبل، واشارت الى التوجه الى مجلس الشورى للاعتراض على قرار الحكومة.
ولفت امس بيان المجلس الشرعي الاسلامي بعد اجتماعه برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد الاطيف دريان الذي اكد «ان الحياة الدستورية لا تقوم ولا تستقر من دون انتخاب رئيس للجمهورية». لكنه اعرب عن اعتقاده بان استمرار تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية يدفع حكومة تصريف الاعمال الى اتخاذ قرارات من نوع «ابغض الحلال»، مشيرة الى «انه اذا كان الاجراء الذي اتخذته يثير اجتهادات دستورية متناقضة فانه يقع في حكم الضرورة للمحافظة على المصلحة الوطنية».
الوضع الجنوبي
على صعيد الوضع الميداني، برز بعد ظهر امس الرد الحازم لحزب الله على غارة اسرائيلية استهدفت منزلا في يارين، حيث استهدف بالصواريخ مستوطنة شتولا الاسرائيليية، واعترفت مصادر العدو باصابة مبنى اصابة مباشرة.
ونفذ الحزب سلسلة هجمات بالصواريخ والمدفعية شملت تجمعات جنود ومواقع عديدة هي: قلعة هونين وتلة الطيحات، ثكنة برانيت، بركة ريشا، وموقع العاصي.
وحققت الهجمات اصابات دقيقة بالمواقع المستهدفة.
وشن الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات على عدد من المناطق والبلدات منها على منزل في يارين، وثلاث غارات على ميس الجبل، كما قصف بالمدفعية مناطق وبلدات جنوبية حدودية مستخدما القنابل الفوسفورية.
الأنباء الإلكترونية عنونت: الانزلاق يتسارع نحو الحرب الأوسع.. جبهاتٌ ثلاثة تضع لبنان في مهب الخطر
وكتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: لا تزال مختلف مستويات الحركة السياسية محلياً وما يدور خارجياً حيال لبنان يتربط بشكل وثيق بما يجري في فلسطين. ميدانياً الوضع في الجنوب متصل باستمرار الحرب على غزة، وسياسياً البحث بتطبيق القرار 1701 مرتبط بوقف هذه الحرب. هذا الموقف أعلنه رسميا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد أن أُبلغ به المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، فيما الحرب على غزة فمستمرة ولن تتوقف كما يعلن كل يوم قادة الكيان الإسرائيلي.
غير أن ما يجول في الأذهان يطرح مخاوف متزايدة من احتمال توسع القتال إلى حرب شاملة، لاسيما مع التطورات الحاصلة عند باب المندب والضربات الأميركية والبريطانية على اليمن. هذه التطورات وحدها أعطت انطباعًا بأن الأمور تتجه نحو حافة خطر نشوب حرب أوسع، بدأت اسرائيل تمهد لها بتهديدات أكبر، إذ مرر رئيس أركان جيشها أمس عبارة يمكن اعتبارها مؤشرا على نية تل أبيب بقوله “إن جنوب لبنان أصبح منطقة قتال”، فيما أعلنت القناة ١٣ الإسرائيلية بأن “الجيش الإسرائيلي بدأ عمليات استباقية على أهداف في جنوب لبنان”، كما أن حركة الموفدين الأوروبيين والأميركيين وممثلي الامم المتحدة باتجاه لبنان “لتوجيه النصح” بعدم إعطاء الاسرائيلي أي مبرر للحرب والعمل على تطبيق القرار 1701 تثير بدورها القلق لجهة كثافتها وما تعنيه من ضغوط.
في هذا السياق استبعدت مصادر مواكبة للحركة الدبلوماسية إحراز أي تقدم على خط تطبيق القرار 1701 “لأن مساعي هوكشتاين ما زالت تصطدم بعدة نقاط أساسية، أولها عدم وجود رئيس جمهورية قادر على تقديم إجابات واضحة بما خص القرار، والأمر الآخر رفض حزب الله التراجع ثمانية كيلومترات شمال الخط الأزرق ما لم تتعهد إسرائيل لأن تتراجع من الجهة المقابلة نفس المسافة، أما الأمر الثالث الذي يصر عليه حزب الله وترفضه إسرائيل فيقضي بوقف الحرب على غزة، الأمر الذي يعيق المساعي الدولية”.
واعتبرت المصادر أنه “لو كان هناك بوادر مشجعة لتطبيق القرار 1701 لكان على هوكشتاين أن يعود إلى إسرائيل لنقل الأجوبة اللبنانية وليس العودة إلى بلاده بانتظار حصول تطورات جديدة تساعد على نجاح مبادرته”.
هذه المخاوف عبّر عنها النائب بلال الحشيمي بقوله لجريدة “الأنباء” الالكترونية، “إننا كلبنانيين أصبحنا على شفير حرب شاملة”، متمنياً على حزب الله “أن يبقى متعقلاً، وأن تقدّر ايران حراجة الوضع اللبناني الذي لا يحتمل الانزلاق إلى الحرب”، وأضاف: “مين جرّب المجرّب كان عقله مخرّب، فقد رأينا ما فعلته اسرائيل بلبنان في حرب 2006، وخير مثال ما يفعله نتيناهو اليوم في غزة بدعم أميركي – انكليزي – فرنسي. ولو نظرنا الى الامور بشكل واقعي لرأينا أن نتنياهو ليس لديه ما يخسره، لأن مستقبله السياسي انتهى وهو فقط يكسب في الحرب، بينما لبنان متروك لوحده”.
ورأى الحشيمي أن “البلد بدون رئيس جمهورية وغياب رأس الدولة مشكلة أساسية، وبدل أن يكون رأينا موّحدا أصبحت أفكارنا مشتتة، فيما الجهد الأساسي يجب أن يتركز على انتخاب رئيس جمهورية كي لا نبقى على الهامش”، واعتبر أن “المفاوضات الآن محصورة برئيس المجلس نبيه بري وهو يفاوض عن حزب الله، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يرأس حكومة تصريف أعمال غير مكتملة وغير متضامنة لا تؤهله القيام بالدور الذي قام به الرئيس فؤاد السنيورة في حرب ٢٠٠٦”، مضيفاً: “لو كانت علاقتنا بالدول العربية جيدة كما كانت في العام ٢٠٠٦ لهان الأمر كثيراً، ونحن اليوم بأمسّ الحاجة لدور عربي، لذلك يجب أن تكون العودة إلى الحضن العربي أولوية بالنسبة لنا”، رابطا الأمر “بانتخاب رئيس يكون على مسافة واحدة من الجميع ويعيد علاقات لبنان بالدول العربية الى ما كانت عليه في السابق وإلا سيبقى الوضع على حاله”.
وعليه وأمام تسارع التطورات المنذرة بمخاطر كبرى تزداد ضرورة التوافق الوطني على الملفات الأساسية والشروع بعملية سياسية مسؤولة ومرتكزة على مصلحة لبنان في هذه الظروف لدرء المخاطر.
الشرق الأوسط عنونت لبنانيا: الدولة اللبنانية «وسيط» بين «حزب الله» والغرب في ظل افتقارها لقرار الحرب أو السلم
وكتبت صحيفة الشرق الأوسط تقول: تحولت الدولة اللبنانية إلى وسيط بين الغرب و«حزب الله» في المفاوضات الجارية، سعياً لعدم توسع الحرب الدائرة في الجنوب.
وهذا الواقع يعكسه الحراك السياسي واللقاءات التي تعقدها الوفود الغربية مع المسؤولين اللبنانيين؛ إذ في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية يملك صلاحية التفاوض، فإن هذه المهمة تتوزع بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه بري، إضافة إلى دخول بعض الأطراف على الخط، على غرار نائب رئيس البرلمان إلياس بوصعب، حيث إن جميعهم يتحولون إلى حلقة وصل بين هؤلاء و«حزب الله».
ويُجمع كلّ من النائب في حزب «القوات اللبنانية»، رازي الحاج والنائب أشرف ريفي، على وصف الدولة اللبنانية بأنها ليست اليوم فقط وسيطاً بين دول القرار و«حزب الله»، إنما هي رهينة بيد الأخير، معوّلين على المفاوضات التي تحصل لتغيير هذا الواقع وتطبيق القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1701 ونزع سلاح «حزب الله».
وإذا كان معارضو الحزب ينتقدون سيطرة «حزب الله» على قرار الدولة، فإن المسؤولين في لبنان لا ينفون هذا الأمر، إنما يتعاملون معه بوصفه أمراً واقعاً، بانتظار أن تتبدل المعطيات الإقليمية والدولية، وهو ما يظهر جلياً في تعاطيهم مع المستجدات الحاصلة منذ بدء الحرب على غزة؛ حيث قال صراحة رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، إن قرار الحرب والسلم ليس بيد الحكومة، مع تأكيده أن «حزب الله» يتعاطى بعقلانية في هذا الموضوع.