عن تسعين عاما رحل اليوم الأحد الفنان المصري يوسف شعبان، أحد كبار الممثلين في الزمن الجميل ، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا. وكان الفنان المخضرم قد دخل وحدة العناية المركزة في مستشفى “الدقي” بالعاصمة المصرية، الثلاثاء.
ويوم الخميس، أكدت الفنانة نهال عنبر، المسؤولة عن الملف الطبي في نقابة المهن التمثيلية المصرية، أنه “لا يحتاج لجهاز تنفس اصطناعي، خاصة وأن نسبة الأكسجين لديه لم تقل عن 94 في المئة”.وفي اليوم نفسه، أكدت زينب، ابنة الفنان الراحل، أن والدها “يتمتع بصحة جيدة حتى الآن”.وقالت حينها إن حالة والدها تتطور بشكل يومي، ويتبع البروتوكول الصحي، موضحة أنه كان يصور مسلسل “عش الدبابير”، المقرر عرضه في السباق الرمضاني المقبل، في لبنان، وبعدها عاد إلى مصر بعد أن اشتد عليه المرض.
وأفادت بأن شعبان “دخل في حالة صدمة نفسية عقب معرفته إصابته بفيروس كورونا“، كما أن الأسرة في حالة حزن شديد عليه.وأوضحت زينب أن والدتها مصابة بفيروس كورونا أيضا نتيجة مخالطتها له، لكن حالتها الصحية مستقرة بشكل كبير.
ولد يوسف شعبان في حي شبرا بالقاهرة، وكان والده مصمم إعلانات مشهور في شركة (إيجبشان جازيت). تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة الإسماعيلية والتعليم الثانوي في مدرسة التوفيقية الثانوية.
بسبب تفوقه في مادة الرسم قرر الانتساب الى كلية الفنون الجميلة، لكن عائلته رفضت بشدة وخيرته بين كلية البوليس (ليلتحق بأبناء أخواله) أو الكلية الحربية (ليلتحق بأبناء أعمامه) أو كلية الحقوق. ونتيجة للضغط الشديد عليه قرر الالتحاق بالكلية الحربية ،ولكن في اختبار الهيئة أسقط نفسه فرفضوا انضمامه ،ولكن عائلته علمت بما دبره فأجبرته على الانضمام لكلية الحقوق في جامعة عين شمس، وهناك تعرف على أصدقاء عمره الفنان كرم مطاوع والممثل سعيد عبد الغني والكاتب إبراهيم نافع. وقرر بناء على نصيحة كرم مطاوع الالتحاق بفريق التمثيل في الكلية، ثم قدم أوراقه اعتماده في المعهد العالي للفنون المسرحية. وبسبب ضغط الدراسة في الكلية والمعهد قرر التركيز في دراسة المعهد وسحب أوراقه من كلية الحقوق وهو في السنة الثالثة، تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية سنة 1962
المسيرة السينمائية
بدأ مسيرته السينمائية سنة 1961 في فيلم في بيتنا رجل مع عمر الشريف والمخرج بركات، ثم توالت أعماله السينمائية التي تعدت 110 أفلام سينمائية.
لاقى في بداياته السينمائية منافسة شرسة، ولكنها شريفة ،من أبرز نجوم فترة الستينات وهم رشدي أباظة، كمال الشناوي، صلاح ذو الفقار، حسن يوسف، وشكري سرحان، وكان بعضهم يغري المنتجين بتخفيض الأجر الذي يحصل عليه للتأثير عليهم لاختيارهم وعدم اختياره.
وحدث خلاف كبير قبل البدء في تصوير فيلم معبودة الجماهير إنتاج سنة 1967 ،والسبب أن الفنان عبد الحليم حافظ كان غير مقتنع به بينما العكس عند الفنانة شادية المقتنعة به، لأنهما قدما أفلاماً ناجحة معاً في السنوات القليلة الماضية، فهددت شادية بترك الفيلم إذا لم يتم التعاقد مع يوسف شعبان .وبدوره قرر ترك الفيلم كحل وسط للخلاف القائم بين النجمين الكبيرين ،ولكن ذكاء الفنان عبد الحليم حافظ كان أكبر من هذا الخلاف البسيط ،واجتمعت جميع الأطراف في منزله، وتم حل المشكلة ودياً ووافق على مشاركة يوسف شعبان معهما في بطولة الفيلم وأصبحا صديقين حميمين.
في فترة السبعينات قدم شخصية مثيرة للجدل في الفيلم حمام الملاطيلي حيث أدى دور الرجل الشاذ، وعلى الرغم من اللغط الذي دار في مصر وخارجها فقد حصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية وتقرر تدريس دوره في هذا الفيلم في “معهد السينما” وأكاديمية الفنون.
في سنة 1995 قرر الابتعاد عن المجال السينمائي والاكتفاء بتمثيل مسلسل واحد أو اثنين في السنة للتركيز في مهمته الجديدة كنقيب للممثلين.
قدم يوسف شعبان مسلسلا غريبا أبدع فيه باختلاف اللهجة المصرية وهوالمسلسل الأردني وضحا وابن عجلان، والذي اعتبر الأكثر مشاهدة في دول الخليج والأردنوسوريا في حينه، وشاركته البطولة من سورياسلوى سعيد ومن الأردننبيل المشيني إلى جانب مجموعة من الممثلين الأردنيين والسوريين الكبار، والمسلسل قصة عشق بدوية هي ذاتها قصة نمر بن عدوان تعتبر نقلة نوعية في مسيرة يوسف شعبان الفنية.
المسيرة المسرحية
بدأ مسيرته المسرحية بالمسرحية التلفزيونية (الطريق المسدود) وهي من إخراج الفنان نور الدمرداش، ثم قدم عدة مسرحيات أهمها شيء في صدري و(أرض النفاق). وعندها قرر تقديم اقتراح جريء بإنشاء ست (6) فرق مسرحية تلفزيونية بدلا من فرقة مسرحية واحدة لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي تخرجت من المعهد المسرحي ،ولكن قوبل اقتراحه بالرفض وصدر قرار بتوقيفه لمدة ثلاث (3) سنوات.
وبعدها حصلت أزمة كبيرة في مسرح التلفزيون وقرروا إلغاء إيقافه ولكنه رفض العودة إليهم وشارك في بطولة مسرحية من إنتاج القطاع الخاص بعنوان (مطار الحب) بمشاركة الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي والفنانة ميرفت أمين سنة 1970.
الحياة العائلية
أثناء تصوير مسلسل الحب الكبير سنة 1963 قرر الاعتراف علنًا لكل الموجودين بزواجه من الفنانة ليلى طاهر الذي استمر أربع سنوات فقط، وحدث خلالها الطلاق ثلاث مرات ما أدى إلى الانفصال النهائي بينهما ،وقد ظل الحب والاحترام يسود العلاقة بينهما. وبعدها تزوج من نادية إسماعيل شيرين ابنة الأميرة فوزية بنت فؤاد الأول أخت الملك فاروق وأنجب منها ابنته سيناء . وتزوج من (إيمان خالد الشريعان ) سيدة كويتية وأنجب منها ابنته زينب وابنه مراد المقيمين حاليًا بدولة الكويت.
مشواره مع النقابة
في سنة 1997 نجح في انتخابات نقابة الممثلين في منصب رئيس النقابة، واستطاع خلال فترته تسديد جميع الديون المترتبة على النقابة وأنشأ ناديا كبيرا في القاهرة لاجتماع جميع الممثلين، وعالج العديد من الفنانين الذين لم يكونوا يستطيعون دفع مصاريف علاجهم، واستطاع أن يستمر في منصبه دورتين متتاليتين قبل أن يخسر في انتخابات 2003 أمام الفنان أشرف زكي.