رأيسياسةمحليات لبنانية

قانون الإنتخاب: أكثري أو نسبي؟(حيان حيدر)

 

بقلم د.حيّان سليم حيدر

 

               من سلسلة “الشعب يريد تغيير هذا القانون” – 1

                                                                              

     إخترع المشرّعون، الأفذاذ، قانونًا للإنتخاب فريدًا في وجوده في العالم، وقد إدّعوا أنّه نسبيّ.

     وفسّر القانون النسبي، بعد جهد، بالـ…  الأكثري.

     تعالوا نُشرِّح ما تيسّر من بنود هذا القانون ونحاول تبيّن أفاهيمه لنفهم: هل هو أكثري،أو نسبي؟  ونستنتج:

– تعليب المرشحين في قوائم ترشيح حصرًا = أكثري،

وجوب تحصيل حاصل إنتخابي = أكثري،

– الصوت التفضيلي: هل هو داخل الدائرة الصغرى أو الكبرى؟  وماذا عنه في حال الدعوة إلى إنتخابات فرعية؟ = في الممارسة هو نسبي من ضمن قوة لائحة الأكثري،

– إحتساب الكسر = نسبي من ضمن قوة لائحة الأكثري،

– غياب “الميغاسنتر” = أكثري بسبب الحاجة إلى التمويل الكبير،

– غياب الموانع القانونية الإصلاحية = أكثري بسبب تفاوت فرص التمويل،

– غياب العدالة في مجال الإعلام والإعلان الإنتخابيّين = أكثري بسبب الحاجة إلى التمويل الكبير،

– الحملات الإنتخابية في المغترب = أكثري بسبب الحاجة إلى التمويل الكبير.

     ولائحة التناقضات لا تقف عند هذا الحدّ.

     ومن الممارسات التي تشير، في العلن، إلى أنّه نظام أكثري داخل اللائحة الواحدة، إنتشار صور إفرادية للمرشحين في الشوارع وفي الساحات ومن على ناطحات الفراغ.  ماذا يعني كلّ ذلك؟  هذا يعكس “ثقافة” : “أنا أولًا”، و”أنا أو لا أحد”.  حتى ضمن الحزب الواحد، وحتى “العقائدي” منه، حتى ضمن الكتلة الواحدة، وحتى ضمن اللائحة الواحدة.  فالأمر بات يذكّر بنظام الإنتخاب السائد في بعض “ديمقراطيات” العالم تحت مسمّى لكلّ ناخب صوت (one man one vote).

     وفي النهاية، وعلى الطريقة اللبنانية المضحكة، غير الخلّاقة …إلّا للعُقَد، وزيادة في الضياع، فممارسة الحقّ السياسي في الإنتخاب بموجب هذا القانون باتت لا أكثرية ولا نسبية، وربّما كانت نسبية في الأكثري، أو العكس، عملًا بقاعدة الشاعر القائلة

” كل  شيءٍ  في  ضِدِّهِ  ضارب  جذرًا  خفيًا، ويُعجز التنقيبُ !” (1)

     ويا أهل القرار.  قرّروا.  هل أنتم مع الأكثري أو النسبي؟  لأنّ هذا القانون ليس من جنس أيّ منهما.

( ملاحظة تبريرية: طالما أنّ مشاكل (مصائب) اللبنانيين قد تمّت معالجتها بالكامل وفيها الكهرباء، الودائع، الإنفجار والتفجير، التحقيق الجزائي الجنائي الجنائزي، الترسيم، المحروقات، الدواء والغذاء وسائر متطلبات الحياة، وطالما أنّ الصراع العالمي في أوكرانيا هو خارج نطاق عمل اللبنانيين، لقد إرتأينا اأن نلتفت إلى تفاصيل إصلاحية بسيطة قد ترفد صلاح الأمور … بعد حين.)

 

 

بيروت، في 7 تمّوز 2022م.                                                               

                                                                                                ناخب أكثري نسبيًّا

_____________________________________________

 

() إنّ الكلمات الواردة بين “هلالين” قد لا تعني بالضرورة ما تعنيه.

(#) “إذا كنت أستعمل صيغة الجمع المذكّر، فالحقّ على اللغة العربية، أو الفضل لها، لأنّها توحّد في صيغة الجمع بين الجنسين.”. 

(1) سليم حيدر – ديوان “الخليقة”

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى