ثقافةفي مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم: وفاة المخترع حسن كامل الصبّاح..”أديسون الشرق” الذي أضاء في بلاد الغرب

 

الحوار نيوز – خاص

 يوم الأحد في  31 آذار/مارس 1935 توفي المخترع اللبناني حسن كامل الصباح في الولايات المتحدة الأميركية عن عمر 41 عاماً ،في حادث سيارة دارت حوله بعض الشكوك، حيث عجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة ،خاصة وأن الصباح وجد على مقعد السيارة من دون أن يصاب بأي جروح ،ما يرجح وجود شبهة جنائية. وقنقلت جثته من أميركا ليدفن في مسقط رأسه في النبطية في لبنان.

حسن كامل الصبّاح إبن النبطية المولود في 16 آب 1894 ،  هو المخترع اللبناني الذي ملأت شهرته الآفاق، وتنسب إليه عشرات الاختراعات التي سجلت في 13 دولة منها: الولايات المتحدة الأمبركية، وبلجيكا، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا، والهند، واليابان، وأسبانيا، واتحاد دول أفريقيا الجنوبية، إضافة إلى العديد من النظريات الرياضية في مجال الهندسة الكهربائية، الأمر الذي أكسبه لقب «أديسون الشرق الذي أضاء في بلاد الغرب» ، وقد اغترب في أميركا لدراسة الهندسة الكهربائية.
اعتبر الكاتب اللبناني قاسم محمد عثمان أن حسن كامل الصباح من المخترعين الذين تم نسيانهم من قبل الدولة اللبنانية ،من حيث إظهاره كشخصية علمية لبنانية من جهة ، وإظهاره للعلن من جهةٍ أخرى.
ظهر اهتمامه وهو في الابتدائية في الرياضيات والهندسة ،وقد ذكرت والدته قصة أول اختراعات الطفولة لحسن إذ طلب منها بضعة نقود وذهب لشراء بعض الحاجيات ودخل للعمل في حجرته، وعند خروجه كان قد اطلق في الحي بالون ورقي يطير بواسطة الغاز.

انتقل الصباح من المدرسة الابتدائية في النبطية إلى الاعدادية في بيروت، ثم دخل الكلية الإنجيلية السورية وهي الجامعة الأمريكية حالياً .وفي الكلية ذهب للإطلاع على علم الفلك في مقابل دراسته للفيزياء. في عام 1916 دخل في صفوف الخدمة العسكرية الإجبارية للجيش العثماني فالتحق بقسم اللاسلكي واختلط بالمهندسين الألمان، وتعلم منهم الألمانية وتابع ابحاثه في الكهرباء وتمت ترقيته إلى مرتبة ملازم أول.
بعد الحرب غادر الصباح إلى دمشق حيث سكن هنالك فترة ثم غادر إلى بيروت فعمل مدرسا ثم هاجر إلى بوسطن للانتساب الى الجامعة هناك. وبسبب سوء وضعه المالي ترك الدراسة الجامعية وعمل كمهندس عام 1921 في شركة جنرال الكتريك رغم عدم حصوله على شهادة الهندسة.

  اطّلع على نظريات العلماء في مجال الذرة والنسبية، وكتب حولها المقالات فشرح موضوع الزمان النسبي والمكان النسبي والأبعاد الزمانية والمكانية والكتلة والطاقة. وعام 1927 التحق بشركة الكهرباء العامة في ولاية نيويورك والتي كانت تعتبر أعظم شركات الكهرباء في العالم. وهناك تفتقت قريحته عن العديد من الاختراعات ،فما كان من رؤسائه في العمل إلا أن خصصوا له مختبراً ومكتبًا وعينوا عددًا من المهندسين الذين يعملون تحت إدارته.

 عام 1928 اخترع جهازاً للتلفزة يستخدم تأثير انعكاس الإلكترونيات من فيلم مشع رقيق في أنبوب الأشعة المهبطية الكاثودية، وهو جهاز إلكتروني يمكّن من سماع الصوت في الراديو والتليفزيون ورؤية صاحبه في آن واحد. كما اخترع جهازًا لنقل الصورة عام 1930، ويستخدم اليوم في التصوير الكهروضوئي، وهو الأساس الذي ترتكز عليه السينما الحديثة، وخاصة السينما سكوب بالإضافة إلى التليفزيون. وفي العام نفسه اخترع جهازًا لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية مستمرة، وقد عرض الصباح اختراعه هذا على الملك فيصل الأول ملك العراق ليتبناه، ولكنه مات فعرضه على الملك عبد العزيز بن سعود لاستخدامه في صحراء الربع الخالي، ولكن الصباح مات بعد فترة وجيزة.

تم تكريمه حيث كان العربي الوحيد الذي حاز لقب فتى العلم الكهربائي من معهد المهندسين الكهربائيين الأمريكيين.

 

 

بلغ مجموع ما سُجل للصبّاح من اختراعات  76 اختراعا منفردًا و 9 اختراعات أنجزها بالتشارك مع بعض زملائه المهندسين الكهربائيين، وتندرج هذه الاختراعات، المسجلة في مكتب التسجيل الإتحادي (U. S.P.T.O.).  

 

الموت المفاجئ

حدثت الوفاة المفاجئة مساء الأحد 31 آذار/مارس 1935، وكان حسن كامل الصباح عائدًا إلى منزله فسقطت سيارته في منخفض عميق ونقل إلى المستشفى، ولكنه فارق الحياة وعجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة خاصة وأن الصباح وجد على مقعد السيارة دون أن يصاب بأية جروح مما يرجح وجود شبهة جنائية خاصة وأنه كان يعاني من حقد زملائه الأمريكيين في الشركة، وذكر ذلك في خطاباته لوالديه. وحمل جثمان العالم اللبناني والمخترع البارع حسن كامل الصباح في باخرة من نيويورك إلى لبنان، وشيع في جنازة مهيبة إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه ببلدة النبطية بجنوب لبنان، ورثاه رئيس شركة جنرال إلكتريك قائلا: إنه أعظم المفكرين الرياضيين في البلاد الأمريكية، وإن وفاته تعد خسارة لعالم الاختراع.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى