رأيسياسةمحليات لبنانية

لبنان بلد الحوار والتوافق من شيحا الى الطائف(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز خاص

“لبنان اليوم … وما هو اليوم؟

بماذا يختلف لبنان اليوم عن لبنان الأمس؟

ولبنان الغد أتراه يكون غير لبنان اليوم؟

العمق كلّ العمق – العمق المقلق – في الأسئلة التي تفرضها البداهة الساذجة على السائل الرفعة في أسئلته، المتكبّر على غير العويص!

بتلك البداهة وقف ميشال شيحا، ذات مساء من ربيع 1942، يسأل نفس وسامعيه ما هو لبنان اليوم… ”

وبهذه المقدمة المُبّصرة استهل الكاتب الراحل غسان تويني مقدمته لكتاب ” لبنان اليوم” لميشال شيحا.

مقدمة ذات أبعاد تاريخية كتبها تويني ساكباً فوق اسئلة شيحا وأجوبته، مادة فكرية تشدك الى التفكير والى محاولة لإستيلاد أجوبة مستحيلة.

لقد استقرأ شيحا تاريخ لبنان ليقول، والنص للراحل تويني: “قبل استقلالنا، إن الشعب الذي يعيش على طريق أمم وعوالم، كما نعيش، لا يكون مستقلاً إلا إذا كان قوياً بذلته أو مشاركاً لقوي… وأنه مهما بلغت الفوائد الإقتصادية ولفكرية الت نجنيها من كوننا نعيش على طريق، فإن وجودنا هذا يشكل، إجتماعياً وسياسياً، خطراً علينا، بل يحتّم علينا أن نعش في فوران دائم، كأن حياتنا مجازفة أبديًة”.

وحالنا اليوم: أننا لم نعد على طريق، بل على حدود قرار دولي بحماية كيان غريب في جسم مترهل، وأن طرقات ومفترقات عدة تصل العالم بآسيا وأفريقيا غير البوابة اللبنانية المخلّعة، وإن اقتصادات دول الجوار تحدثت وتعاظمت فيما نحن على ما نحن من وكالات واحتكارات وغنائم وفساد.

ماذا بعد؟

رباعية شيحا الذهبية التي افتقدها لبنان: القوة بذاته، الموقع، الإقتصاد، والديمقراطية اللبنانية، بكونها “تعبيرا عن نقطة الإلتقاء الضرورية بين الطوائف المتحدة في هذا الوطن”.

قال شيحا وردد: ” مجلس النواب عندنا ليس وليد مفهوم ديمقراطي للحياة الوطنية وحسب … المجلس، قبل أن يكون تعبيرا عن الديمقراطية، هو نقطة الإلتقاء الضرورية بين الطوائف المتحدة في هذا الوطن. إنه المظهر الرسمي لإرادة الحياة المشتركة، بل إرادة الحكم المترك … فإذا تعزز المجلس، إزدادت حظوظ التعايش بسلام، والتعايش في السعادة والحرية”.

وحالنا اليوم أن مؤسسة مجلس النواب الدستورية، بصفتها كناظم للعملية الديمقراطية وللإلتقاء، ثمة من يعمل على تطييرها!

ماذا بعد؟

المؤسف أن الديمقراطية اللبنانية فيها “شيء من الفيديرالية”، “بحيث تكاد الطوائف تكون، كما سويسرا، كانتونات لا تميّز بينها حدود أرض ولكنها تتميّز تبعاً للشرع الذي ينتسب إليه أعضاؤها”.

من شيحا الى الطائف، مسار جلجلة لا زال في بداياته، رغم كتابات العقلاء، ورغم وضوح رؤى التطور الطبيعي للمجتمعات في إجتماعها وإقتصادها وسيرورتها التاريخية، وتطلعاتها نحو الإنعتاق من كل قيد يحد من إنسانيتنا.

نختم مع ما جاء في مقدمة غسان تويني المؤرخة في 15 آذار 1949 :” … وإذا كسر عقد التعايش هذا وبطل التسامح، إذا ضعف التمثيل أو هزلت المجالس، فَقَدَ الحكم شرعيته وأفلت الزمام “فتصبح القوى غير النظامية هي القوى المنظمة للدولة المسيرة لها” ويقفز لبنان إلى دنيا المجازفات المجنونة”.

أوقفوا جنون الارتهان والفرادة والتفرد وتعالوا الى كلمة سواء تحت قبة البرلمان.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى