سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف:من يحرك الفتنة من خلدة؟

الحوار نيوز – خاص

ركزت الصحف الصادرة اليوم في افتتاحياتها على أحداث خلدة والفتنة التي ذرت بقرنها ،وتساءلت عمن يحرك هذه الفتنة ،لإغراقلبنان في حرب أهلية جديدة.

  • وكتبت صحيفة ” النهار ” تقول : لعل أسوأ أقدار اللبنانيين تتجسد امامهم حين تغدو شائعات السؤ حقيقة كأن هناك من يهئ ‏النفوس لساعة الشر . هذا ما ينطبق تماما على الاستفاقة المشبوهة ، بل الإيقاظ المشبوه ‏، لفتنة اطلت برأسها في خلدة في الثماني والأربعين ساعة الماضية بداية مع جريمة ثأرية ‏ومن ثم في موكب تشييع الضحية لتتحول منطقة خلدة الاوزاعي الى مشروع جبهة قتالية ‏حربية في غضون ساعات . ما بين العشائر العربية في خلدة وانصار “حزب الله” ‏وعناصره في الاوزاعي وسقوط قتيلين وعدد من الجرحى في الكمين والاشتباكات ، فجأة ‏اهتز لبنان بأسره مخافة ان تكون البلاد التي دمر أجزاء واسعة من عاصمتها عصف انفجار ‏مرعب مزلزل قبل سنة تماما امام فتنة مشبوهة عشية احياء الذكرى الأولى لانفجار 4 آب ‏الذي سبقته منذ أسابيع موجة شائعات مدروسة او منظمة راحت تتخوف من احداث امنية ‏في هذه الذكرى . اذ ان الكثير من مجريات الاشتباكات التي اندلعت بين موكب تشييع علي ‏شبلي ومسلحين في خلدة والانتشار المسلح الواسع الذي ترامت مظاهره على امتداد خلدة ‏والاوزاعي أوحت بخطورة عالية للغاية لما يمكن ان يؤدي اليه هذا الاهتزاز الأمني البالغ ‏الخطورة عشية الرابع من آب . حتى ان الشبهات تجاوزت التركيز على تزامن مشروع الفتنة ‏المشبوهة هذا مع ذكرى 4 آب ليثير كما كبيرا من الشكوك والتساؤلات المريبة عما اذا كان ‏ثمة ما يخطط لإطاحة الاستقرار الأمني برمته . ولكن من باب التدقيق في تفاصيل ما فتح ‏الطريق للمتربصين بأمن البلاد طرحت تساؤلات وملاحظات على جانب من الأهمية ‏والخطورة ومنها لماذا لم يستبق موكب التشييع باجراءات امنية صارمة استباقية ما دامت ‏أجواء التوتر الشديد سادت منذ حادث قتل شبلي ليل السبت ؟ ثم الأخطر هل يراد من بث ‏أجواء الاستنفارات الأمنية والمذهبية والمسلحة ان يطاح بالمناخات السياسية ولا سيما منها ‏المحاولة الجارية لتشكيل الحكومة ، وتاليا هل يرد على هذا الاستهداف المشبوه ‏باستعجال تجاوز مطبات التاليف ام الاستسلام للاستهداف ؟

    وقد تسارعت الاتصالات السياسية والأمنية من أجل تطويق ذيول حوادث خلدة، ووضع حد ‏للإشتباكات التي شهدتها المنطقة، في أعقاب مقتل أحد المناصرين المعروفين لـ”حزب ‏الله” علي شبلي برصاص شقيق الفتى حسن غصن الذي قتل في إطلاق نار في المنطقة ‏نفسها قبل حوالى سنة، وهو من العشائر العربية.
    وفي تطور لافت غداة الحادث ، تعرض موكب تشييع علي شبلي بينما كان متوجهاً الى ‏منزله في خلدة، لإطلاق نار أعقبه اشتباك استخدمت فيه أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية، ‏مما أدى الى سقوط قتلى وجرحى، وأثار حالة توتر وهلع بين السكان وجعل المرور على ‏الأوتوستراد بالغ الحذر.

    وعلى الأثر استقدم الجيش تعزيزات كثيفة إضافية وخصوصا الى محيط “سنتر شبلي”، ‏كذلك انتشرت قوة من المغاوير وعددا كبيرا من الملالات والدبابات في أنحاء خلدة، ‏وأقامت حواجز سيارة.

    وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً حذرت فيه من أنها سوف تعمد إلى إطلاق ‏النار في اتجاه كل مسلح يتواجد على الطريق في منطقة خلدة، وكل من يقدم على إطلاق ‏النار من أي مكان آخر .

    وأصدر “حزب الله” بياناً أهاب فيه بالأجهزة الأمنية والقضائية “التصدي الحازم لمحاسبة ‏الجناة والمشاركين معهم، اضافة الى ملاحقة المحرضين الذين أدمنوا النفخ في أبواق ‏الفتنة واشتهروا بقطع الطرق وإهانة المواطنين“.

    كذلك أصدر “اتحاد أبناء العشائر العربية” في لبنان توجه فيه الى قيادة “حزب الله” مؤكدا ‏بأنه “لا يزال لدينا الوقت لتفويت الفرصة ووأد الفتنة والاحتكام الى لغة العقل والقانون”، ‏مشدداً على “التحلي بالصبر وايقاف الفتنة في ظل الظروف الراهنة“.

    مناخات سلبية
    في أي حال ولو امكن احتواء تداعيات هذا الخرق الخطير فان المناخات السلبية لم تغب عن ‏مجمل الأجواء السائدة عشية ذكرى 4 آب سواء في المقاربات الخارجية للبنان من زواية ‏هذه الذكرى ام من جهة تراجع الامال والرهانات على تأليف سريع للحكومة . ومن ‏المؤشرات السلبية الخارجية التي تتزامن مع احياء ذكرى 4 آب ان تقريرا جديدا صادرا عن ‏الأمم المتحدة توقع أن تؤدّي النزاعات والظروف المناخية المتطرفة والصدمات ‏الاقتصادية، إلى ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في 23 بؤرة ساخنة للجوع في ‏العالم ادرج من بينها لبنان . ومعلوم ان فرنسا تنظم غدا مؤتمرا دوليا ثالثا لدعم لبنان ‏وكانت ثمة امال فرنسية في تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة قبل انعقاد المؤتمر .

    وبحسب صحيفة “الغارديان”، فإن لبنان في ذكرى الانفجار لا يزال “مشلولا ومنكوبا”، بينما لا ‏تزال التحقيقات بالأمر غير واضحة، وبات المتورطون في موقع بعيد عن المساءلة أكثر من ‏أي وقت مضى. وتقول الصحيفة إن الأسوأ من ذلك بالنسبة للبنانيين كان إهمال زعماء ‏لبنان لملف المساعدات الدولية التي تم التعهد بها لإنقاذ لبنان من الدمار، والتي يترتب ‏على الحصول عليها بعض الشروط الواضحة. ووصفت الصحيفة الزعماء المحليين بأنهم ‏‏”يفضلون الامتيازات الضيقة التي تدفقت إليهم من نظام مشلول على خطة إنقاذ عالمية ‏من الممكن أن تنقذ البلاد“.

    وسط هذه الأجواء يعقد اليوم اللقاء الرابع بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس ‏الجمهورية ميشال عون في سياق محاولات انهاء مرحلة توزيع الحقائب على الطوائف ‏والمذاهب والتوصل الى حل لعقدتي حقيبتي الداخلية والعدل لتبدأ مرحلة اسقاط الاسماء ‏على الحقائب.

    اللقاء الرابع
    ومع ان ثمة اوساطا كانت تراهن على مفاجأة من شأنها ان تستولد الحكومة الجديدة عشية ‏الرابع من آب فان هذه الرهانات انحسرت الى حدود بعيدة بعدما تبين ان حل عقدتي ‏الداخلية والعدل وتسمية الوزيرين المسيحيين عادتا فعلا الى المربع الذي انتهت معه ‏اجتماعات عون والرئيس سعد الحريري الى الفشل . ونفت أوساط مطلعة في هذا السياق ‏كل ما تردد عن تدخل فرنسا بطرح أسماء مرشحين لتولي وزارات معينة .

    وأوضحت اوساط قريبة من مشاورات التشكيل ان الرئيس ميقاتي يعتمد طريقة ‏التشاورفي تأليف الحكومة يعني الاتفاق على دور ومهمة الحكومة والتشارك يعني الاتفاق ‏على اختيار اسماء الوزراء من القادرين على تنفيذ الاصلاحات، يوحون بالثقة للداخل والخارج ‏ويعطون مصداقية وجدية، خصوصا الرئيس ايمانويل ماكرون الذي يترأس في 4 اب ‏مؤتمرا دوليا لمساعدة لبنان، اعلن الرئيس الاميركي جو بايدن عن مشاركته فيه وكانت ‏اوساط دبلوماسية تراهن على مفاجأة تشكيل الحكومة قبل موعد المؤتمر كخطوة تعزز ‏الافادة من الزخم الدولي للمساعدة. ولكن لا يبدو ان هذا الرهان يحظى بفرصة جدية خلال ‏الساعات المقبلة المتبقية قبل ذكرى الرابع من اب .

    وفي غضون ذلك قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي : “سنة ‏مضت ونحن ننتظر الحقيقة ونتيجة عمل القضاء الذي من واجبه أن يقدم بشجاعة ومن ‏دون خوف من تهديد، أو وعيد، أو ترغيب مباشر، أو غير مباشر. لا يجوز لمسار التحقيق أن ‏يقف عند حاجز السياسة والحصانات. يجب أن تلتقي شجاعة الشهادة وشجاعة القضاء ‏لنصل إلى الحقيقة. إن عرقلة سير التحقيق اليوم يكشف لماذا رفض من بيدهم القرار ‏التحقيق الدولي بالأمس، ذلك أن التحقيق الدولي لا يعترف بالعوائق والحجج المحلية. فكما ‏نريد الحقيقة نريد أيضا حكومة تتم بالإتفاق بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وفقا ‏لنص الدستور وروحه، ولميثاق الشراكة المتساوية والمتوازنة، وبموجب الضمير الوطني. ‏كما جرت العادة مذ كانت دولة لبنان الكبير، قبل اتفاق الطائف وبعده. ونترقب أن تتم ‏ترجمة الأجواء الإيجابية المنبعثة من المشاورات بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس ‏الجمهورية بإعلان حكومة جديدة يطلان بها على الشعب والعالم. لا يجوز أن يبقى منصب ‏رئاسة مجلس الوزراء شاغرا. ولا يجب أن يبقى العهد في مرحلته النهائية.

 

 

 

  • وكتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : الأسئلة الأمنية والجنائية كثيرة بشأن الجريمة التي وقعت أمس في خلدة، كما حول جريمة ‏الجية في اليوم السابق. هذه الأسئلة لا يمكن الإجابة عنها سوى بعد تحقيق جدّي محايد. أما ‏في السياسة، فلا يمكن فصل ما جرى في خلدة عن المسار العام. بعد 17 تشرين الأول ‏‏2017، ومن ثم تفجير المرفأ، استعجلت دول التحالف المعادي للمقاومة فتح معركة ‏الانتخابات النيابية المقبلة. تلك الدول تسعى إلى الاستثمار في كل حدث يقع في البلاد، ‏وتعيد تصويب مسار عملها بعد درس ما تحقق وما فشلت في الوصول إليه. لكن ما جرى ‏في خلدة يكاد يكون أبعد من الاستثمار في حدث وقع، وصولاً إلى ما يبدو أنه صناعة ‏الحدث عينه. ثمة قرار مُتّخذ من السفارات السعودية والأميركية والإماراتية، لجرّ لبنان إلى ‏مزيد من الفوضى. وهذا القرار لا يحتاج إلى الاستقصاء للعثور على أدلته. في السعودية، ‏الأمر محسوم منذ عام 2017. وصلت المغامرة بمحمد بن سلمان إلى حد اختطاف رئيس ‏حكومة دولة “مستقلة” وإجباره على الاستقالة، لأنه رفض الخوض في مسار تدمير بلاده ‏أمنياً. والقرار السعودي لا يزال على ما هو عليه: يجب أن تتحقّق أهدافنا في لبنان، وأولها ‏إسقاط حزب الله، بصرف النظر عن ثمن ذلك على اللبنانيين.

    في ذلك، يتلاقى النظام السعودي مع نظيره الإماراتي الذي تضاعفت أسباب رغبته في ‏تسريع الانهيار في لبنان، بعد إعلان التحالف الاستراتيجي بين أبناء زايد والعدو الإسرائيلي. ‏أما الولايات المتحدة، فتستثمر في الانهيار حتى مداه الأقصى. وهي تعتبر أنها تمكّنت من ‏تحييد مصالحها، والمؤسسات التي تراهن عليها، بأقل الخسائر الممكنة. سعيها إلى تدعيم ‏تلك المصالح والمؤسسات، سواء بتأليف حكومة أو بعرقلته، لن يثنيها عن الاستمرار في ‏معركتها الرامية إلى محاصرة حزب الله وإضعافه والمس بهيبته وشعبيته، وصولاً إلى نزع ‏أسلحته، وتحديداً منها الصواريخ الدقيقة. وهي في هذا السياق تسعى إلى إغراقه في ‏المشكلات الداخلية، الاقتصادية والاجتماعية… وصولاً إلى الأمنية. ما جرى في خلدة لا يخرج ‏عن هذا المسار. منذ نحو عامين، لم تتوقف محاولات استدراج جمهور الحزب إلى نزاع ‏دموي، سواء على الطريق الساحلي، أو في مناطق أخرى. صحيح أن تيار “المستقبل” كان ‏في كل مرة يتورط في التغطية السياسية للمرتكبين، لكنه لم يكن محرّضهم في معظم ‏الأحيان، بل كان يُستدرَج إلى ذلك الموقف نتيجة المزايدة المذهبية. المحرّضون الحقيقيون ‏تعرفهم الأجهزة الأمنية، وتعرف ارتباطهم بالسفارات السعودية والأميركية والإماراتية. ‏وجريمة خلدة أمس تتحمّل مسؤوليتها تلك السفارات. الأجهزة الأمنية ستلاحق مطلقي النار، ‏لكنها لن تقترب من الذين حرّضوهم. فهي تعلم أن الدماء التي سقطت في خلدة تغطي ‏أيدي دوروثي شيا ووليد البخاري.

 

 

  • وكتبت صحيفة ” الديار ” تقول : هل ما حصل في خلدة بعد ظهر امس هو الذي كان متوقعا من قبل بعض السياسيين والديبلوماسيين ‏عربا واجانب عن احتمالات عالية لانفجار الوضع الامني واحداث فوضى عارمة على الساحة ‏الداخلية؟
    ان جهود الاطراف المعنية وخصوصا حزب الله ستعمل على وأد الفتنة في مهدها وقطع طريقها كما ‏يرغب بعض اللاعبين في الخارج والداخل بتحويل لبنان الى ساحة اقتتال داخلي.‏

    فما حصل امس دق ناقوس الخطر واظهر ان لبنان على فوهة بركان اذا لم يتم تدارك الامور بالعقل ‏والحكمة لان الاسلحة التي استعملها مسلحو عشائر “عرب خلدة” تؤكد ان ما حصل تم التخطيط له بعناية ‏تامة حيث ادى الى سقوط 6 قتلى وعدد من الجرحى وتسبب بهلع بين السكان من المحلة بسبب كثافة ‏اطلاق النار من مصادر متعددة وقد شوهد بعض المواطنين يتركون سياراتهم وسط الطريق ويركضون ‏خوفا من الرصاص الذي كان يناهل عليهم.‏
    وفي المعلومات ان قيادة حزب الله لعبت دورا كبيرا في التهدئة وفي ضبط النفس رغم سقوط 3 شهداء ‏ينتمون الى الحزب حيث دعت القيادة العناصر الى عدم الانجرار نحو الفتنة مهما بلغت التضحيات.‏

    كما تؤكد المعلومات ان اتصالات سياسية وامنية جرت على اعلى المستويات لضبط الامور وتفادي تطور ‏الحادث الى ما لا تحمد عقباه.‏

    وفي مواقف الاحتكام الى العقل، فقد طلب رئيس الجمهورية الى قيادة الجيش اتخاذ الإجراءات الفورية ‏لإعادة الهدوء الى خلدة، وتوقيف مطلقي النار، وسحب المسلحين، إضافة إلى اجتماع العشائر العربية ‏الداعي الى ضبط النفس،كما صدرت بيانات من مسؤولين دعت الى تسليم المطلوبين، فهل يتم تسليم الجناة ‏؟ وهل بدأ سريان التهدئة وتثبيتها في خلدة ؟

    كمين مدبر
    كيف بدأت حادثة خلدة؟
    اثناء توجه موكب تشييع القيادي في حزب الله علي شبلي الذي قضى يوم السبت على يد شاب من آل ‏غصن ينتمي الى “عرب خلدة”، الى منزله في خلده في محيط “سنتر شبلي”، تعرض الموكب لكمين ‏مدبر حيث اطلقت النيران باتجاهه من عدد من الابنية المحيطة فوقع 6 قتلى عرف منهم: د. محمد ايوب، ‏علي حوري وحسام حرفوش اضافة الى عدد كبير من الجرحى ووجهت مناشدات للصليب الاحمر لارسال ‏سياراته الى نقطة الاشتباك بهدف اجلاء الجرحى الممددين على الارض.‏
    يذكر ان شبلي سينقل الى مسقط رأسه في كونين الجنوبية ليُدفن اليوم.‏

    تعزيزات للجيش
    وبعد اشتداد التوتر عزز الجيش انتشاره تحت جسر خلدة وسير دوريات راجلة ومؤللة وثبت حواجز سيارة ‏كما انه منع دخول الدراجات النارية الى المنطقة.‏
    كما نفذ الجيش ومخابراته حملة مداهمات واسعة لمنازل مطلقي النار في احياء خلدة.‏
    الى ذلك اجلت عناصر الجيش جثمان علي شبلي و15 فردا من عائلته كانوا محتجزين في منزل شبلي وتم ‏نقلهم الى خارج المنطقة بالسيارات العسكرية والملالات.‏
    ولاحقا اصدرت قيادة الجيش مديرية التوجيه البيان الاتي: “اثناء تشييع المواطن علي شبلي في منطقة ‏خلدة اقدم مسلحون على اطلاق النار باتجاه موكب التشييع مما ادى الى حصول اشتباكات اسفرت عن ‏سقوط ضحايا وجرح عدد من المواطنين واحد العسكريين وقد سارعت وحدات الجيش الى الانتشار في ‏المنطقة وتسيير دوريات راجلة ومؤللة”.‏
    وحذرت بأنها “سوف تعمد الى اطلاق النار باتجاه كل مسلح يتواجد على الطريق في منطقة خلدة وكل من ‏يقدم على اطلاق النار من اي مكان اخر”.‏

    قطع طرقات
    هذا وقطع اوتوستراد خلده بيروت بالاتجاهين لكثافة اطلاق النار كما قطع مسلحو “عرب خلدة” طريق ‏الناعمة بالاتجاهين وطريق السعديات كما اقدم اهالي تلة العرب في انفة على اقفال الاوتوستراد ‏بالاتجاهين عند مفرق انفة تضامنا مع “عرب خلدة”.‏

    حزب الله: لايقاف القتلة وتقديمهم الى المحاكمة
    بدورها اصدرت قيادة حزب الله بيانا نعت فيه الشهيد شبلي وحذرت من التفلت والعصبية البعيدين عن ‏منطق الدين والدولة رافضا استباحة الحرمات والكرامات ومطالبا الاجهزة الامنية والقضائية بالتصدي ‏الحازم لمحاسبة الجناة والمشاركين معهم وملاحقة المحرضين الذين ادمنوا النفخ في ابواق الفتنة ‏واشتهروا بقطع الطرقات واهانة الموطنين…‏
    وفي بيان اخر اصدرت العلاقات الاعلامية في حزب الله البيان الاتي: “اثناء تشييع الشهيد المظلوم علي ‏شبلي الى مثواه الاخير في بلدة كونين الجنوبية وعند وصول موكب الجنازة الى منزل العائلة في منطقة ‏خلدة تعرض المشيعون الى كمين مدبر والى اطلاق نار كثيف من قبل المسلحين في المنطقة مما ادى الى ‏استشهاد اثنين من المشيعين وسقوط عدد من الجرحى.‏
    ان قيادة حزب الله اذ تتابع الموضوع باهتمام كبير ودقة عالية تطالب الجيش والقوى الامنية بالتدخل ‏الحاسم لفرض الامن والعمل السريع لايقاف القتلة المجرمين واعتقالهم تمهيدا لتقديمهم الى المحاكمة”.‏

    ‏8 اذار: الهدف تهجير الناس من بيوتها
    وتشير اوساط في 8 آذار ومطلعة على اجواء حزب الله لـ”الديار” ان حادثة القتل وهي عملية جبانة مدانة ‏ومستنكرة وطالت احد الوجوه المقاومة والمناضلة في خلدة والشهيد المظلوم علي شبلي ليس له اي علاقة ‏بمقتل الفتى غصن وكل التحقيقات الامنية التي جرت تؤكد ذلك ولكن هناك من يعتقد انه يمكن جر حزب ‏الله واهالي المنطقة من الطائفة الشيعية الى حرب مذهبية واشكالات والهدف منها في نهاية المطاف تهجير ‏الناس من بيوتهم والقول انه غير مرغوب بهم لكونهم من الشيعة او يؤيدون حزب الله والمقاومة وكذلك ‏ممنوع عليهم ان يمارسوا شعائرهم الدينية بحرية وهذا المنطق مرفوض.‏
    وتقول الاوساط ان ما حصل من قتل جبان ليس مرتبطاً لا بأحداث لتخريب 4 آب او غيرها وهو محصور ‏وفق ما يزعم القتلة بأخذ الثأر وانهم لا يريدون التصعيد، وتشير الاوساط الى ان المفاجأة كانت امس عبر ‏استهداف موكب التشييع وهذا من المحرمات ومن الامور الكبيرة والتي تخالف كل الشرائع الدينية وحتى ‏اعراف العشائر. وتقول انه كان هناك رصد لتحركات مسلحة لعناصر من العشائر وتحسباً لاي ردة فعل ‏على قتل شبلي ولكن لم يكن متوقعاً ان يتم الاعتداء الجبان
    وتؤكد الاوساط ان التعليق الرسمي لـحزب لله هو بالبيانين الصادرين عنه وهناك انتظار لنتيجة التحقيقات ‏التي تجريها القوى الامنية والحل يبدأ من تسليم القتلة ومحاكمتهم.‏
    وتشير الاوساط الى ان حتى الساعة ينتظر قرار قيادة حزب الله في كيفية التعامل مع الجريمتين وسط ‏تنبيهات للعناصر بعدم القيام بأي ردة فعل او التنقل بين المناطق.‏

    مواقف: لا للفتنة
    اكدت المرجعيات الرسمية والحزبية والدينية في لبنان “على ضرورة درء الفتنة في موضوع الجريمة ‏التي ارتكبت بحق موكب تشييع شبلي وطالبت بتدخل الجيش اللبناني والقوى الامنية لفرض الامن وايقاف ‏القتلة”.‏

    عون: على الجيش توقيف مطلقي النار
    تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاحداث الامنية المؤسفة التي شهدتها منطقة خلدة،وطلب من ‏قيادة الجيش اتخاذ الاجراءات الفورية لاعادة الهدوء الى المنطقة، وتوقيف مطلقي النار وسحب المسلحين ‏وتأمين تنقل المواطنين بأمان على الطريق الدولية.‏
    واعتبر أن “الظروف الراهنة لا تسمح بأي إخلال أمني أو ممارسات تذكي الفتنة المطلوب وأدها في ‏المهد، ولا بد من تعاون جميع الاطراف تحقيقا لهذا الهدف”.‏

    دياب: لتفويت الفرصة على مشاريع الفتنة
    كما أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب سلسلة اتصالات في سياق متابعة الحوادث ‏الأمنية في منطقة خلدة.‏
    وشدد على “ضرورة تفويت الفرصة على مشاريع الفتنة والعبث بالاستقرار الأمني.”‏
    وشملت اتصالات الرئيس دياب كلا من الرئيس سعد الحريري ووزيرة الدفاع في حكومة تصريف الاعمال ‏زينة عكر ووزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، ‏وحزب الله، مؤكدا ” اتخاذ كل التدابير والاجراءات من أجل قطع الطريق على الفتنة وفرض الأمن.‏

    ميقاتي: لضبط النفس حقنا للدماء
    واجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا بقائد الجيش العماد جوزاف عون الذي اكد ‏ان “الجيش سيعزز تواجده في المنطقة لضبط الوضع”، ودعا ميقاتي ابناء المنطقة الى الوعي وضبط ‏النفس حقنا للدماء وعدم الانجرار الى الفتنة والاقتتال الذي لا طائل منه”.‏

    جنبلاط: لصلح عام عشائري وطريق صيدا لكل الفئات والمذاهب
    واكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنه “لا بد من توقيف الذين أطلقوا النار اليوم قبل ‏الغد، وأن تأخذ العدالة مجراها. ولاحقا مع العقلاء من الطائفة الواحدة المسلمة، الطائفتين الشيعية ‏والسنية، لا بد من صلح عام عشائري لأن طريق صيدا هي طريق الجميع من كل الفئات والمذاهب”.‏
    وقال: “انا مستعد لاقامة الصلح الى جانب الرئيس نبيه بري والشيخ سعد الحريري ومفتي الجمهورية ‏الشيخ عبد اللطيف دريان والمفتي عبد الأمير قبلان، ولكن بداية لا بد للجيش أن يوقف مطلقي النار وثم ‏إحالتهم الى المحاكمة، فعلى الدولة أن تتحرك أولا”.‏
    وذكر جنبلاط بحادثة الزيادين قائلا: يومها كان لي موقف مع مفتي الجمهورية في جامع الخاشقجي.‏
    وردا على سؤال قال: “لا أخاف من جر البلد الى فتنة، ولكن هناك أمور لا بد من معالجتها بسرعة. وأدعو ‏العشائر العربية أيضا الى التحلي بالهدوء، فطريق خلدة الناعمة صيدا هي لجميع اللبنانيين بدون استثناء”.‏
    وتابع: ندعو الى الصلح العشائري بعد أن تأخذ العدالة مجراها، رافضا التشكيك بالعدالة من موضوع ‏المرفأ وصولا الى خلدة.‏
    ونفى جنبلاط أن يكون الشيخ عمر غصن ينتمي الى الحزب التقدمي الاشتراكي.‏

    فضل الله: لسنا عاجزين امام هذه العصابات المجرمة
    بدروه شدد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله على ان ما حصل في خلدة هو اعتداء ‏على المواطنين وفيه رسالة للعابرين الى الجنوب بأسلوب عصابات ونحن لسنا عاجزين امام هذه ‏العصابات المجرمة.‏
    واشار في حديث تلفزيوني الى اننا قادرون على اجتثاث هذه الفئة من الناس في 5 دقائق لكننا نفضل ‏المسير عبر الدولة التي عليها التصرف والا فلن نستطيع ان نضبط شارعنا لافتا الى ان التشييع لم يكن ‏سرا وكان بعلم مخابرات الجيش اللبناني وفرع المعلومات وهناك تقصير من قبل القوى الامنية.‏

    العشائر العربية: ما يحصل حذرنا منه سابقاً ولسنا دعاة حرب
    صدر عن إتحاد أبناء العشائر العربية في لبنان البيان التالي: إن ما يحصل في خلده الأن سبق وحذرنا منه ‏وبقينا خلال عام ونحن نناشد ولم نوفر جهداً لعدم دخولنا في معركة لا ناقة ولا جمل لنا فيها وكنا نرفض ‏بأن ندفع فاتورة معركة سلاح حزب الله وهنا نتوجه لقيادة الحزب ما زال لدينا الوقت لتفويت الفرصه ووأد ‏الفتنة والاحتكام للغة العقل والقانون لن ندخل بالتفاصيل ولدينا الوقت لاحقا إنما يجب على الجميع التحلي ‏بالصبر وايقاف الفتنة في ظل الظروف الراهنة والفتنة الاعلامية لا نتمنى ولم نكن دعاة حرب وليس ‏بمقدورنا ضبط الشارع في باقي المناطق وعلى امتداد مساحة الوطن أمام الاعلام المضلل ومواقع ‏التواصل الإجتماعي التي تتناقل الاخبار الكاذبة والمحرضة على الفتنه.‏

    ‏”الهيئات المستقلة للعشائر العربية“:
    منفذوا اعتداء خلدة مجموعة من المندسين
    ولفتت الهيئات المستقلة للعشائر العربية في بيان الى ان الحادثة المفجعة التي جرت اليوم في خلدة بما ‏حملت من اعتداء على المواطنين وانتهاك حرمة الجنازة لا شأن لها بقيم العشائر العربية الاصيلة ولا ‏تمثلها ولا تنسجم مع رؤيتها والذين نفذوا هذا الاعتداء الغريب عن سلوكنا ليسوا سوى مجموعة من ‏المندسين تعمل لاشعال فتيل فتنة لا تخدم سوى اعداء الوطن.‏
    واضاف البيان اننا اذ نعلن براءتنا من هذه الممارسات الشاذة والخطيرة ندعو الجيش اللبناني والقوى ‏الامنية الى التحرك الفوري لمعاقبة المجرمين والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن ‏المواطنين في مرحلة هي من اسوأ المراحل واخطرها التي تمر على لبنان.‏

    المستقبل: للإبتعاد عن إثارة النعرات
    بدوره لفت “تيار المستقبل” في بيان الى أن “القيادة تتابع تطورات الوضع الأمني الخطير في خلدة، ‏وتجري اتصالاتها مع الجهات المعنية والمختصة، لا سيما مع مرجعيات العشائر العربية للعمل على ‏التهدئة وعدم الإنجرار وراء أي فتنة، كما أجرت قيادة “المستقبل” اتصالات مع قيادة الجيش وسائر ‏الأجهزة الأمنية، للعمل على ضبط الوضع والحؤول دون تطور الأحداث، داعيةً كل المعنيين الى ‏التضامن على مساعدة الاجهزة والقوى الامنية الرسمية على معالجة الوضع.‏
    وعبر التيار عن أسفه الشديد “لسقوط قتلى وجرحى وفلتان زمام الامور بالشكل الذي يحصل”، داعياً ‏‏”وبتوجيه مباشر من رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، جميع اللبنانيين الى الوعي والابتعاد عن كل ‏ما من شأنه إثارة النعرات، وعدم اللجوء إلى أي ردود فعل من شأنها تأزيم الامور في أي منطقة، وتجنب ‏نشر أي أخبار أو تعليقات غير مبررة على وسائل التواصل الاجتماعي.‏

    أرسلان دعا الجيش لفرض حظر التجول
    أكّد رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان، أنّ “ما يحصل في خلدة فعل مستنكَر ‏ومدان، ويَعكس خطورة ما وصلنا إليه”، ودعا، في تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قيادة الجيش ‏اللبناني والأجهزة الأمنية إلى “التدخّل الفوري وتطويق المنطقة وفرض حظر تجوّل للساعات المقبلة”، ‏مشيرًا إلى أنّ “التواصل قائم مع الجميع لفرض التهدئة، وعلى الجميع التجاوب مع الأجهزة الأمنية. رحم ‏الله “الشهداء” والشفاء العاجل للجرحى”.‏

    وهاب: نتمنى أن يعالج الوضع بالهدوء
    ولفت رئيس “حزب التوحيد العربي” وئام وهاب، في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنّ ‏‏”ما نتمنّاه أن يعالَج الوضع في خلدة – الساحل بالهدوء والعقل، ونضع أنفسنا بالتصرّف للمساعدة”، ‏مشيرًا إلى “أنّنا متأكّدون أنّ “حزب الله” يرفض الإنجرار إلى أيّ مشروع فتنة داخليّة، وسيعالج الأمر ‏بالطريقة المناسبة”.‏

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى