سياسةمحليات لبنانية

كلماتٌ في ملائكة الحياة ..وحُكّام وأغنياء لبنان والبلاد العربية

 


لطالما عرفناهم عبر الزّمان بلقب"ملائكة الرحمة"، لكنّ الرّحمة جزء من الحياة لا كلّها، والأزمة الّتي نمر بها أثبتت أنّ الأطبّاء والممرّضات والممرّضين وكلّ العاملين في القطاع الصحّيّ في لبنان والعالم، على اختلاف الألوان والأعراق والأجناس، هم وحدهم "ملائكة الحياة".
هؤلاء يملكون أخلاقًا ومناقبيّة ، للدّفاع عن الحياة في أوطانهم، فاستحقوا هذا التصفيق من كلّ شرفاء العالم.
صفقوا لهم بحب وحماس من على شرفات بيوتهم، في تظاهرة تقدير ووفاء لمن ارتقى بعطائه وإنسانيّته الى أعلى المراتب…
لقد استحقّوا بجدارة أن يكونوا مصدر إلهامٍ لكلّ من عشق الحياة، وعبّر عن عشقه لها بالعطاء، ومنهم جورجيو أرماني الّذي كان أوّل مَن قدّم تبرّعات لمواجهة فايروس كورونا، وأوّل مَن أغلق جميع متاجره. ولم يكتفِ بذلك بل قام بدور استثنائيّ، إذ أعلنت شركته تحويل جميع مصانع وخطوط إنتاج الأزياء الخاصّة بها، إلى صناعة الثوب الجراحي وحيد الاستخدام، ليتمّ توزيعه على جميع المستشفيات، حتى يكون متوفّرًا للأطبّاء والممرّضين والعاملين في القطاع الصحّيّ الّذين يقفون في الخطوط الأماميّة لمكافحة فايروس كورونا.
هكذا قرّر أرماني أن يختم نصف قرن قام خلالها بتصميم وتصنيع أفخم وأغلى الأزياء، لكنّه اليوم يصنع الزّيّ الأكثر جمالاً ورقيًّا، وبذلك سيُخلّد التاريخ اسمه، وستظل إيطاليا تذكر له هذا الموقف على مدى الزّمان..
فأين هم زعماء وحكّام وأثرياء العرب؟ وأين هم حكّام واثرياء ومصرفيّو ومقاولو ورجال أعمال لبنان؟ اين الذين تسلّطوا على رقابنا، ونهبوا ثرواتنا وثروات شعوبنا، وامتصّوا دماءنا لمدّة ٣٥ سنة على الأقلّ في لبنان؟ وقد تكون الفترة أطول في بعض الدّول العربيّة.
أين هم من معاناة الفقراء والمُحتاجين والمقهورين والمُعذّبين الّذين كانوا في حالة يُرثى لها قبل الأزمة الحاليّة، وجاء هذا الوباء ليقضي عليهم وعلى ما تبقى من أحلامهم؟
أولئك الشرفاء والأوفياء الّذين قامت بعض الأحزاب باستغلال معاناتهم لكسب شيء من الشّعبيّة على ظهر مأساة كورونا، والرّقص على جراحاتهم !
الحزن كبير، والهمّ كبير… ويبقى في القلب افتخار بمواكب الشّهداء الّتي عبرت وما زالت تعبر على طريق التّضحية، من أطبّاء وممرّضين ومساعديهم ومسعفين وسائقين وعمّال، دأبوا على خدمة المرضى وحرصوا على تأمين أطعمتهم وأدويتهم وحاجيّاتهم.
واليوم كتب الفداء اسم طبيبين لبنانيّين، ومئات الأطباء والممرضين والمساعدين عبر العالم، ارتقوا الى سماء المجد، والقافلة تسير… والذئاب فاقدة الضّمير تعوي…
وفاقدو الانسانية يستغلون الفقراء، يتسلقون ويتملقون ، ليقوموا ببعض الأعمال الخيرية الفولكلورية على طريقة "شوفيني يا منيرة"! بعد أن أكلوا الأخضر واليابس، ونهبوا مُقدّرات بلادهم وسرقوا وجمعوا العقارات والثّروات، وامتلكوا الشركات والمؤسسات والجامعات الخاصة وأسّسوا الجمعيّات من أجل سرقة هذا الوطن وخزينته وشعبه..
فالويل لهم، الويل لهم، الويل لهم أمام محكمة الشعب قبل محكمة العادل القهار!

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى