سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: إصطفافات جديدة تمليها مصالح إنتخابية وخارجية تحت شعارات سيادية

الحوارنيوز – خاص

توزعت إهتمامات صحف اليوم بين مشهد الاصطفافات الداخلية المتجددة لجهة إعادة احياء خطاب مجموعة 14 آذار وتحالفاتها الداخلية والإقليمية والدولية، وبين دلالات اكتشاف مجموعة تكفيرية كانت تستعد لعمليات أمنية في لبنان.

ماذا في التفاصيل؟

 

 

  • صحيفة “النهار” عنونت: “إنجاز أمني وتصعيد المواجهة للتهديدات “الإلغائية

وكتبت تقول: إذا كان الحدث اللافت الذي برز أمس تمثل في انجاز أمنى كبير عبر كشف قوى الامن الداخلي وضبط خلية إرهابية داعشية بما جنب لبنان التعرض مجددا لعمليات إرهابية انغماسية دامية، فان هذا الإنجاز بدلالاته وانعكاساته البالغة الأهمية على صورة قوى امنية وعسكرية لا تزال تعاكس صورة السياسيين ومؤسسات الدولة السياسية، لم يحجب أيضا معالم تطورات سياسية وانتخابية على جانب من الأهمية والخطورة. ذلك ان الموقف الذي اتخذه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في مواجهة الاندفاعات الأخيرة لـ”حزب الله ” لتخوين خصومه واشعال التوترات ذات العصبيات المهددة بفتن سياسية على الأقل، جاء ليثبت ان قوى عدة كانت تندرج ضمن تحالف 14 آذار سابقا عادت إلى خط المواجهة الحتمية مع الحزب الذي شاء اشعال الاحتدام السياسي والإعلامي على خلفية وسيلة مستهلكة ودائمة يتوسل عبرها سلاح التخوين. وبعدما انبرى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى الردود المتواصلة على الحزب، اتسم الموقف الذي أعلنه أمس الزعيم الجنبلاطي بأهمية مفصلية جديدة اذ بدا رفعاً لوتيرة المواجهة ولو ان جنبلاط شدد على اتباع السلوكيات السلمية ولكن الحازمة. جاء وصف جنبلاط لمشروع “المقاومة وحلفائها” بانه “الغائي” بما يعكس انطلاق المواجهة الانتخابية من بابها السياسي والسيادي العريض، علما ان كلام جنبلاط تزامن أيضا مع مطالعة سياسية مسهبة للرئيس فؤاد السنيورة أمس في شرح موقفه من الانتخابات ودعوته السنّة خصوصا إلى عدم مقاطعته وذلك على أساس مواجهة نفوذ إيران وسطوة “حزب الله” في لبنان. بذلك تكون معالم المعركة الانتخابية بدأت تستعيد اقله من ناحية قوى تستعد لتحالفات قديمة – حديثة مثل الاشتراكي و”القوات” طابع المواجهة السيادية مع مشروع “محور الممانعة”.

 

ولعلّ المهم في دلالات كلام جنبلاط انه ساقه امام هيئة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، اذ قال عن استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة “انها انتخابات سنحافظ فيها على التنوّع وعلى وحدة الصف، لكن أيضا في هذه الانتخابات هناك ملامح لإلغاء الدور الوطني والعربي الذي قامت به المختارة ورفاق الصف في اللقاء الديموقراطي. وهذا الامر سنواجهه بهدوء وحزم، ونعلم ان مشروع “المقاومة” وحلفائها هو إلغائي في الأساس ومصادَر لا يعترف بأحد ولا بالتراث ولا بالتاريخ ولا بالتضحيات، وهذا ما نشهده في كل اليوم. لكننا سنختار الطرق السلمية ولا مجال لنا الا الطرق السلمية والسياسية للمواجهة بدعمكم، وسنحترم كما سبق وذكرت التنوع”.

 

ومعلوم ان الحزب التقدمي الاشتراكي كان مهد لهذا الموقف ببيان أصدره اول من أمس ولفت فيه إلى “حملة مبرمجة يتعرض لها الحزب وتستهدف علاقتنا بالعمق العربي وانتمائنا إلى الخط السيادي والجمهور الوطني” معتبرا ان “خط كمال جنبلاط أزعج دائما ولا يزال يزعج أعداء السيادة والإصلاح”.

 

 

 

  • صحيفة “البناء” عنونت: تسارع مساري التصعيد في أوكرانيا والانفراج في فيينا… والأميركيّ على الخطين
    مخاوف من مسلسل أحداث أمنيّة لتطيير الانتخابات بعد الكشف عن خلايا داعش
    نصرالله: تعاظم المقاومة وبيئتها الشعبيّة منذ شهادة السيد عباس هو الفارق الأبرز عن 92

وكتبت تقول: يبدو الأميركيّ مسارعا في خط التصعيد الضاغط على روسيا إعلامياً وسياسياً واقتصادياً، بالتوازي مع تصعيد أمني على جبهات دونباس تتولاه القوات الأوكرانيّة بتشجيع أميركي لإشعال الجبهات، وجرّ أوروبا لمزيد من التورط في المواجهة مع روسيا، بصورة يبدو معها أن أوروبا تستدرج نحو أزمة اقتصادية خانقة ستفرضها الأسعار المتصاعدة لمشتقات النفط والغاز، بينما يسارع الأميركي بالتوازي خطاه نحو إنجاز العودة للاتفاق النووي مع إيران تحت دخان أزمة أوكرانيا، رغم التحفظات الأوروبية على ما يسمّيه مسؤولون أوروبيون بالتنازلات الأميركية أمام إيران، حتى طرح بعض الخبراء الأوروبيين اسئلة حول ما اذا كانت أوروبا عرضة لمؤامرة أميركية تستهدف إضعافها وتفكيك اقتصاداتها، وتقديمها جائزة للتقاسم سياسياً مع روسيا واقتصادياً مع الصين.

في لبنان، كان الحدث البارز هو اكتشاف قوى الأمن الداخلي شبكة تابعة لتنظيم داعش تخطط لاستهداف الضاحية الجنوبية بمجموعة عمليات انتحارية، كانت كافية لتتسبب بكارثة إنسانية وفتنة سياسية وأمنية، بحجم ما كشفته المعلومات. وكان ما لفت نظر المصادر المتابعة هو سر عودة تنظيم داعش للنشاط في لبنان وتفعيل خلاياه النائمة، بعدما كان سقف ما كشفته الشهور الماضية هو استخدام خلايا التنظيم في لبنان لتجنيد متطوّعين يجري نقلهم للقتال في العراق. وقالت المصادر الأمنية إن هذا التفعيل مؤشر خطير لا يمكن الاطمئنان الى أن تداعياته قد انتهت، خصوصاً مع تداخل بنية التنظيم بين لبنان وسورية والعراق، كما كشفت شبكات تجنيد متطوّعين لبنانيين ونقلهم الى العراق وسورية، ما يعني دخول لبنان أمنياً في مرحلة الخطر، واحتمالات ظهور أشكال جديدة لهذا الحضور للتنظيم. وفي ظل نوعية الأهداف التي تم كشفها يبدو واضحا أن هدف التنظيم هو إيقاع أكبر عدد من الإصابات بين المدنيين في نقاط الاستهداف وخلق حالة ذعر وفوضى. وأبدت المصادر المتابعة لنشاط التنظيم استغرابها لمفاجأة العودة لتفعيل العمل في لبنان بغياب أي سبب مباشر، ما يجعل الاعتقاد بوجود عملية تفعيل استخدامية لداعش على طريقة ما يجري في سورية والعراق، حيث إعاقة الدولة السورية عن بسط سيطرتها على كامل أراضيها من جهة، وتبرير بقاء القوات الأميركية في العراق بذريعة قتال التنظيم من جهة أخرى، يشكلان هدفاً أميركياً يفسر عودة نشاط داعش في البلدين، وهذا يطرح السؤال عما اذا كان الخيط الرابط بين قدرة واشنطن على تحريك داعش في سورية والعراق، ومسؤوليتها عن استنهاض داعش في لبنان، في ضوء تزايد الشكوك الأميركية بجدوى الرهان على الانتخابات النيابية لإضعاف المقاومة ومحاصرتها، وما اذا كانت العودة للفوضى الأمنية على يد داعش تصيب عصفورين بحجر واحد، تعميم الفوضى طريقاً لإرباك المقاومة، وتبرير تأجيل الانتخابات.

عن الانتخابات أيضاً، برز الإعلان المتأخر والمفاجئ للرئيس فؤاد السنيورة عن العزم على مقاربة الانتخابات من موقع المشاركة التي لم يحدّد شكلها، بقدر ما كشف عن خروجه عن قرار الرئيس سعد الحريري والسعي لوراثة جمهوره، والمصادر المتابعة للانتخابات لا تفصل بين ما أعلنه السنيورة، وإشارته لمناخ دولي عربي، وبين المأزق الأميركي تجاه الانتخابات والرهان عليها، لكن ردود العفل السريعة أوحت بأن السنيورة يواجه تعقيدات كبيرة في كسب ود جمهور متعاطف مع الرئيس الحريري وينظر لخطوة السنيورة كخيانة للحريري وانتهازية لا تختلف عن النظرة لموقف بهاء الحريري.

 

 


* صحيفة “الأنباء” عنونت: معارك إلغاء من بوابة الانتخابات.. والخط السيادي يطلق مسار التصدّي”

وكتبت تقول: على مشارف الانتخابات وموعد قول الناس لكلمتهم في صناديق الاقتراع بعيداً عن كل تهديد ووعيد، وبعيداً عن مشاريع الالغائيين القدماء والجدد، تنشط ماكينة محور الممانعة السياسية والإعلامية للتصويب على القوى السيادية والوطنية، وفي طليعتها الحزب التقدمي الاشتراكي، في نوايا واضحة للتضييق ومحاولة الالغاء.

 

هي ملامح معركة مفضوحة، كشف بعضاً منها رئيس “التقدمي” وليد جنبلاط أمس، مؤكدا انها “انتخابات سنحافظ فيها على التنوع وعلى وحدة الصف، لكن هناك ملامح لإلغاء الدور الوطني والعربي الذي قامت به المختارة مع رفاق الصف في اللقاء الديمقراطي، وهذا الأمر سنواجهه بهدوء وحزم، ونعلم أن مشروع المقاومة وحلفائها هو إلغائي في الاساس ومُصادر، لا يعترف بأحد ولا بالتراث ولا بالتضحيات وهذا ما نشهده في كل يوم. سنختار الطرق السلمية ولا مجال لنا الا بالطرق السلمية والسياسية“.

 

الا ان الخط السيادي يكبر في وجه هذه المشاريع، وكان لافتاً اعلان الرئيس فؤاد السنيورة، في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس، عن ضرورة عدم ترك الساحة السنّية بعيداً عن الاستحقاق الانتخابي، ما يعرضها لتراجع دورها السياسي على حد تعبيره، وانطلاقاً من عدم اخلاء المعركة لمحور الممانعة وتشريع أبواب البيت السني أمامه في معركة مفصلية كاستحقاق 15 أيار.

 

موقف لاقى رداً مستقبلياً تولاه الأمين العام لتيار المستقبل احمد الحريري بطريقة غير مباشرة، الأمر الذي حاول عضو كتلة المستقبل النائب عثمان علم الدين التخفيف من حدته، معتبراً أن احمد الحريري يتحدث كأمين عام ويدافع عن موقف الرئيس الحريري وهذا لا يعني انه يعترض على كلام السنيورة.

 

ولم يجد علم الدين في حديث مع “الانباء” الالكترونية أي تعارض بين ما أعلنه الحريري، وهذا من حقه وله أسبابه ومبرراته، وبين السنيورة الذي يرى الامور بمنظار مختلف وهذا من حقه ايضا. فهو ليس عضواً في تيار المستقبل وهو يعتقد أن عدم مشاركة المكوّن السنّي في الانتخابات تجميد لدوره السياسي إن لم يكن استقالة من هذا الدور الوطني الذي لعبته الطائفة السنية في تاريخ لبنان.  

 

 

على صعيد آخر، كان من المفترض أن يتم الاستماع الى المدير العام للأمن العام اللواء عماد عثمان اليوم، بناء لاستدعاء القاضية غادة عون، في حين تراجع الحديث عن هذا الملف طوال هذا الأسبوع.

 

وقد وصفت مراجع سياسية عبر “الانباء” الالكترونية قرار القاضية عون بأنه “زوبعة في فنجان كان الهدف منها اعادة تعويم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على أبواب الانتخابات بعد تراجع شعبيته، وخلق كباش داخلي حول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعثمان”، مسجلة بذلك “مخالفة قضائية كبيرة”، مؤكدة ان هذا الملف جاء بخلفيات سياسية واضحة والأمر ليس خافياً على أحد.

 

وتعليقاً على خطوات القاضية عون، ذكّر علم الدين بأن “أفضل رد على افتراءات القاضية عون ومَن وراءها  هو ما كشفه بالامس وزير الداخلية بسام المولوي عن اكتشاف فرع المعلومات التابع لمدرية قوى الامن الداخلي بأمرة اللواء عثمان”، مضيفا: “كان يجب على رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره باسيل وغادة عون تقديم وسام شرف للواء عثمان بدل الادعاء عليه بتهمة سياسية معروفة الاهداف والمرامي أقل ما يقال عنها انها كذب وافتراء وكذلك الأمر بالنسبة لحاكم مصرف لبنان، فبعد أن جددوا له واستخدموه بهندسة أموالهم في سيدرس بنك يريدون تحويله الى كبش فداء لتعزيز موقعهم بعد تراجع شعبيتهم“. 

 

محاولات لن تكون الأخيرة من قبل قوى أفلست في السياسة وفي الحكم وفي الشارع، وستحاول الاستثمار في معارك وهمية علّها تعوّض بعض خساراتها في صناديق الاقتراع.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى