رأيسياسةمحليات لبنانية

استقالة جنبلاط لا تلغي تأثيره الحاسم: القيادة العميقة حاضرة(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز خاص


منذ مدة طويلة تتجاوز السنتين ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يفكر في التنحي الايجابي عن قيادة الحزب لمصلحة نجله تيمور جنبلاط، النائب ورئيس اللقاء الديمقراطي النيابي.

لم تسمح الظروف والتطورات المتسارعة من القيام بمثل هذه الخطوة، فبقي جنبلاط الأب في موقعه الحزبي مواكباً عمل اللقاء الديمقراطي ومرشداً له.

لا شك أن جنبلاط الأب صادقاً في تسليم الأمانة لنجله في حياته، خلافا لتوارث الزعامة الجنبلاطية تاريخياً، وهو يعتبر أن الوقت قد حان لتسليم القيادة لجيل الشباب تشجيعاً لهذا الجيل على المشاركة في الحياة العامة والشأن العام.
مطمئنٌ، جنبلاط الأب، إلى أن القيادة الجديدة ستكون أمينة لثوابت الحزب السياسية:
– فلسطين كانت وستبقى القضية المركزية، وهذا يعني بالضرورة الوقوف إلى جانب مقاومة الشعب الفلسطيني حتى تحقيق الحلم بإقامة الدولة المستقلة والحقوق التاريخية كافة.
-الحرص على رفض أي شكل من أشكال العودة الى الإقتتال الأهلي في لبنان، “فقد خبرنا الحرب الأهلية وما تسببت به من دمار وخسائر وجروح لم تلتئم بعد، سيما وأن بعض الجهات لا زالت متعطشة للغة التحريض المذهبي والطائفي، لعلها تستعيد بذلك ما خسرته في التسوية التي انهت الحرب الأهلية وعرفت بوثيقة الوفاق الوطني ( اتفاق الطائف). “إن محاصرة واجهاض أي محاولة لعودة الإقتتال الأهلي واجب وطني وأولوية لدى “الحزب” ولو اضطرنا ذلك الى  تقديم تنازلات في الشكل لمصلحة المضمون”.
– فتح صفحة جديدة مع فكرة الدولة وتقديم كل ما يلزم من مساهمات تشريعية وسياسية من أجل إعادة بناء الدولة على أسس وطنية وإدارية وإصلاحية جديدة. “… والدولة المركزية يجب أن تكون قادرة على ممارسة سلطانها على مختلف الأراضي اللبنانية. وهذا يعني” عناية فائقة لمحاكاة السلاح خارج قرار الدولة.
يميز “الحزب” هنا بين السلاح المتفلت والفوضوي في مختلف المناطق اللبنانية، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال مرورا في الجبل والبقاع وبيروت وضواحيه، وبين سلاح المقاومة الذي يجب أن يخضع لمبدأين اثنين:
الأول: مصلحة لبنان والحرص على تعزيز أوراق قوته في مواجهة الأطماع التاريخية للعدو الإسرائيلي.
الثاني: العمل بجدية وصدقية لإقرار استراتيجية وطنية للدفاع تكون موضع إجماع وطني وتقر بموجب قانون.
– الحرص على العلاقات الثابتة مع رئيس مجلس النواب نببه بري وحركة أمل، وهي العلاقات التي شكلت ولا زالت ضمانا لمنع أي محاولة لإنزلاق لبنان مجددا إلى دائرة الاحتراب. وهذا أمرٌ ثابت لدى المختارة كمرجعية وطنية.
يحمل البعض استقالة جنبلاط الأب من رئاسة الحزب ودعوته إلى مؤتمر عام بعدا يتصل بالإستحقاق الرئاسي، خلاصته- حسب البعض- بأن جنبلاط الأب الذي أعطى وعدا لصديقه الرئيس بري، بأنه سيكون إلى جانب فرنجية في حال عدم ممانعة المملكة العربية السعودية من ذلك؛ أما وأن “المملكة” لم تضع فيتو على فرنجية أو غيره من المرشحين، صار لزاما على جنبلاط تنفيذ وعده أو اللجوء إلى الاستقالة!

تنفي أجواء المختارة مثل هذا الكلام، وتؤكد بأن القرار النهائي لم يتخذ بعد، لكن إذا كان خيار فرنجية يحظى على إجماع الأكثرية النيابية، فعلينا أن لا نعرقل عملية انتخابه، فالخسائر الناتجة عن الفراغ والفوضى، والتي تكاد تصل إلى مستوى تحلل الدولة والكيان، أخطر من وجود فرنجية في سدة الرئاسة على قاعدة برنامج إصلاحي ملزم موضوعياً.

المؤتمر العام سيعقد وجنبلاط الإبن سيتسلم الراية والأمانة لكن ” القيادة العميقة” ستبقى حاضرة بقوة حتى ولو لم يرغب جنبلاط الأب بذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى