سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: جولة لودريان ..تقاطُع مع مبادرة بري وتنسيق مع السعودية

 

الحوار نيوز – صحف

ركزت الصحف الصادرة اليوم على تحرك الموفد الفرنسي جان إيف لودريان وتأكيده على الحوار للخروج من الأزمة متقاطعا مع مبادرة الرئيس نبيه بري،وسط تكهنات لما يمكن أن ينتج عنه هذا التحرك في ظل التنسيق مع المملكة العربية السعودية.

النهار عنونت: لودريان في الدوامة مجدداً: حوار، لا حوار؟

 وكتبت صحيفة “النهار”: قد يكون ابرز الخلاصات التي تحمل دلالات بارزة حيال الغموض الذي يلف مهمة الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الوزير السابق جان ايف لودريان في اليوم الأول من جولته الثالثة في لبنان، ان السفارة الفرنسية سارعت عصرا، وقبل ان تعمم الخلاصات التي اوحت بان لودريان عاد الى دوامة تجريب المجرب الفاشل في موضوع الحوار، الى استباق نهايات الجولة بالاضاءة على أهدافها بعيدا من موضوع الحوار. حصل ذلك بعدما واكبت اللقاءات الأولى للودريان مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون تصاعد فوري لمواقف وتسريبات أظهرت بمكان ما لودريان في تقاطع كلي مع مبادرة الرئيس بري الحوارية التي رفضتها المعارضة اسوة برفض طرح لودريان السابق نفسه للحوار الموسع. ولذلك كان لافتا ان البيان الذي أصدرته السفارة الفرنسية، وهو الأول عن مهمة لودريان بعد بدء ولاية السفير الفرنسي الجديد هيرفيه ماغرو في بيروت لم يتضمن أي إشارة الى موضوع او اقتراح الحوار خلافا للكلام المحلي الذي سبق صدور البيان.

وقد أوضح البيان ان لودريان يقوم بزيارة إلى لبنان لمرة ثالثة تستمر حتى 15 أيلول “في إطار مهمته المتمثلة في المساعي الحميدة التي استهلت في شهر تموز الماضي بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر. وسيعقد محادثات جديدة تندرج في سياق المبادلات التي أجراها خلال مهمتيه السابقتين، مع جميع الجهات الفاعلة السياسية الممثلة في البرلمان والتي انتخبها اللبنانيون والتي تتحمل مسؤولية انتخاب رئيس الجمهورية. وسيتطرق في ظل ضرورة الخروج من الأفق السياسي المسدود حاليًا، مع جميع الجهات الفاعلة، إلى المشاريع ذات الأولوية التي ينبغي لرئيس الجمهورية الجديد أن يعالجها بغية تيسير بلورة حل توافقي في البرلمان وسد الفراغ المؤسسي.

وتعتزم فرنسا، كما ذكّر رئيس الجمهورية الفرنسية ووزيرة أوروبا والشؤون الخارجية خلال مؤتمر السفراء، العمل من أجل سيادة لبنان واستقراره، “وهذا البلد بحد ذاته، لم تتخلّ عنه فرنسا”. “ويمثل انتخاب رئيس للجمهورية اليوم ضرورة ملحة وخطوة أولى في سبيل إعادة تحريك المؤسسات السياسية”.

ولا يزال الوضع الراهن يتدهور ومؤسسات الدولة تتضعضع على نحو مقلق وذلك أيضًا في سياق غياب حاكم لمصرف لبنان حاليًا وتوترات أمنية وبرلمان لم يعد يجتمع بغية التصويت على قوانين ضرورية من أجل إنعاش البلاد وازدهار اللبنانيين، وتضخم جامح واقتصاد يعتمد على السيولة ويقوض سيادة لبنان ويدفع القوات النابضة إلى مغادرته”.

 

بري المتفائل ؟

وكان نقل عن لودريان خلال لقائه ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه “يأمل في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري بداية مسار الحل”.كما سربت معلومات خلال زيارة لودريان لعين التينة مفادها ان لودريان قال لبرّي “ندعم مبادرتكم الحوارية ونقول الحوار ثم الحوار ثم الحوار”. وبعد اللقاء الذي تم خلاله عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية لا سيما الإستحقاق الرئاسي اعلن الرئيس بري “أن وجهات النظر متطابقة مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بأن لا سبيل الا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الإستحقاق الرئاسي. وهذا ما هو متاح حاليا لمن يريد مصلحة لبنان”.

وقالت أوساط عين التينة ان بري خرج “مرتاحا” من اجتماعه مع الموفد الفرنسي الذي ردد بأنه يتبنى ما تضمنته دعوة رئيس المجلس لطاولة الحوار بكل ما تحمل وهي تتناول فقط موضوع انتخاب رئيس الجمهورية. وأشارت الى ان لودريان سيعمل على دعم مبادرة بري والعمل مع رؤساء الكتل التي سيلتقيها على التجاوب معها. وقالت ان بري سأله اذا كان موقفه هذا يعبر عن المجموعة ” الخماسبة” فجاءه الرد ايجابا وانها تحظى بغطاء الدول الاعضاء. وقالت أوساط بري انه “لم يدخل في تفاصيل محاولات لودريان وكيفية اقناعه الجهات التي رفضت الحوار ودفعها الى المشاركة وانه في ختام جولته سينقل حصيلتها الى بري على ان يستكمل البرلمان مهمة الحوار لسبعة أيام ويتوجه بعدها بري الى تحديد موعد الجلسة الانتخابية التي تحمل الرقم 13 اذا سارت الامور بحسب ما اتفق عليه مع الموفد الفرنسي”.

وردا على سؤال قال بري لـ”النهار” ان مبادرته ” لم تنته وان لا بديل من الحوار الذي يصب في مصلحة الجميع. وسيكون لبنان كله هو الرابح اذا نجحنا في اتمام استحقاق الرئاسة الاولى”.

بعدها زار لودريان قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة مشددا على الاستمرار في دعم الجيش . والتقى لاحقا رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في منزل نجله النائب طوني فرنجية في بيروت. وافيد انه “تم البحث في الوضع السياسي الراهن وسبل إتمام الانتخابات الرئاسية في ظل جميع الازمات الضاغطة والملحة كما تم تأكيد أهمية الحوار كمدخل أساسي وضروري لانجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت “.ثم زار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في ميرنا الشالوحي. ويستكمل لودريان اليوم وغدا وتحدثت معلومات عن ان السفير السعودي وليد بخاري دعا النواب السنة الى لقاء يعقد في الثالثة والنصف بعد ظهر الخميس في دارته يحضره لودريان.

 

موازنة 2024

في جانب اخر من المشهد الداخلي، أقر مجلس الوزراء امس برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، مشروع موازنة 2024 الذي اعتبره ميقاتي “إنجازا وبطولة”. وقال: “ان الموازنة هي إنجاز جيد جدا. هذه هي المرة الأولى منذ العام 2002 التي تقدم فيها الموازنة خلال المهلة الدستورية الى المجلس النيابي، هذا عمل بطولي كبير جدا، لأنه لم يكن ليتم من دون الجهد الكبير الذي قام به فريق العمل في وزارة المال رغم الشح في الموارد المادية والبشرية والمقومات اللازمة لتسريع عمل الادارة العامة. أقول لجميع موظفي الإدارة العامة، نحن كلنا في زورق واحد، وكل واحد منا يضحي على قياسه، وادعوكم جميعا للعودة الى الإدارة لإعادة الواردات الى الإدارة التي من دونها لا يمكننا تحسين الوضع المعيشي، ونحن على استعداد لدراسة هذا الوضع معكم ونعرف تماما الحاجات المعيشية المطلوبة، ولذا فسنكون يدا واحدة”.

ولفت الى ان “إعادة هيكلة المصارف من أهم القوانين المُدرجة في مجلس النواب وحريصون كل الحرص لتخطي هذه المرحلة الصعبة والمطلوب التعاون من الأطراف كافة”. كما رأى أنه “لا يمكن إنقاذ لبنان من هذه المرحلة الصعبة إلا بتشابك الأيدي وأدعو إلى مواصلة عقد جلسات حكومية”، داعياً “لإقامة ورشة مع المجلس النيابي تخص ملف النزوح لأن هذا الموضوع يخص اللبنانيين جميعاً”.

 

عين الحلوة

اما في المشهد الأمني وغداة التوصل الى قرار وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة خلال اجتماع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري وهيئة العمل الفلسطيني المشترك، سيطر الهدوء الحذر على المخيم نهار امس ، مع تسجيل بعض الرشقات الرشاشة بشكل متقطع، فاستعادت مدينة صيدا صباحا حياة شبه طبيعية ، لكنها انعدمت بعد الظهر مع اطلاق نار كيثف في المخيم حيث طاول رصاص الاشتباكات مبنى الجامعة اللبنانية وإحدى المطابع من دون تسجيل اصابات، وطلبت القوى الأمنية من المواطنين عدم سلوك اوتوستراد صيدا – الجنوب بسبب القذائف والرصاص الطائش جرّاء اشتباكات المخيم. وعصرا ، شنت الجماعات المسلحة المنضوية تحت جند الشام هجوما كبيرا على كل المحاور واشتدت وتيرة المعارك. وافادت المعلومات عن وفاة جريح لحركة فتح ما يرفع عدد قتلى اشتباكات عين الحلوة الى عشرة. وأفادت المعلومات مساء ان فتح” شنت هجومًا غير مسبوق على محور حطين حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في المخيّم .

 

عقوبات جديدة

في سياق اخر أعلنت امس وزارة الخزانة الاميركية، فرض عقوبات على “عناصر من حزب الله وممولين له في لبنان وأميركا الجنوبية”. وبحسب الوزارة “يشمل هذا الإجراء عامر محمد عقيل رضا، الذي كان، بالإضافة إلى دوره كأحد كبار عملاء “حزب الله”، أحد أعضاء “حزب الله” التنفيذيين الذين نفذوا الهجوم الإرهابي ضد الجمعية الإسرائيلية المشتركة الأرجنتينية (AMIA) في الأرجنتين عام 1994 والذي أسفر عن مقتل 85 شخصًا”. وأضافت وزارة الخزانة: “يستهدف هذا الإجراء سبعة أفراد وكيانات رئيسية في هذه الشبكة التي تدر إيرادات لأنشطة حزب الله الإرهابية وتسمح بوجود الجماعة الإرهابية في أميركا اللاتينية”.

وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون، إن “إجراء اليوم يؤكد التزام الحكومة الأميركية بملاحقة نشطاء وممولي حزب الله بغض النظر عن موقعهم”. وأضاف: “سنواصل اجتثاث أولئك الذين يسعون إلى استغلال النظام المالي الأميركي والدولي لتمويل الإرهاب والمشاركة فيه”.

 

 

 

الأخبار عنونت : المهمة الأخيرة للودريان: الرياض وباريس على موجة واحدة

 وكتبت صحيفة “الأخبار”: في زيارته الأخيرة لبيروت، أمس، موفداً فرنسياً لحلّ الأزمة الرئاسية قبل تسلّمه مهمته الجديدة رئيساً لوكالة التنمية الفرنسية في المملكة العربية السعودية، كانت لقاءات جان – إيف لودريان مع عدد من الجهات السياسية باهتة، مع علم الجميع بأن الدبلوماسي الفرنسي لا يحمِل معه سوى «نصيحة الحوار». وهو بدا في حديثه مع من التقاهم وكأنه «يلمّح إلى انتهاء وساطته بالتأكيد على أن اللبنانيين يجب أن يتحاوروا في ما بينهم على قاعدة اشهد أنّي بلّغت»، كما تقول مصادر مطّلعة. وزاد في خفوت وهج الزيارة أنها أتت بعد لقاء في باريس جمع لودريان والوزير السعودي نزار العلولا والسفير السعودي في بيروت وليد بخاري، تأكّد فيه أن لا خرق في موقف الرياض، وأكّد السعوديون فيه أن بلادهم غير معنيّة بلبنان إلا في حال تلبية شروطها لجهة مواصفات الرئيس وبرنامج العمل والإصلاحات.

 

وعلمت «الأخبار» أن العلولا والبخاري التقيا شخصيات لبنانية في باريس، من بينها النائبان وائل أبو فاعور وفؤاد مخزومي اللذان نُقِل عنهما أن «السعوديين أكّدوا أن موقفهم وموقف الفرنسيين أصبحَا واحداً، وأن حل الأزمة الرئاسية غير ممكن إلا من خلال انتخاب رئيس جامع يحظى بقبول غالبية القوى السياسية، ولا يشكّل استفزازاً لأحد».

واستهلّ لودريان زيارته بلقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مؤكّداً أنه «أتى إلى لبنان لإكمال مهمته»، آملاً في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها بري «بداية مسار الحل». وأفيد أن لودريان قال لبرّي «ندعم مبادرتكم الحوارية»، مشيراً إلى أن تأييده المبادرة لا يعكس موقف فرنسا فحسب بل الدول الخمس المعنيّة بلبنان، «وهي متفقة على موقف واحد هو إجراء حوار بين اللبنانيين وانتخاب رئيس للجمهورية». فيما أكّد بري بعد اللقاء أن «وجهات النظر متطابقة مع لودريان بأن لا سبيل إلا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهذا ما هو متاح حالياً لمن يريد مصلحة لبنان». وقال بري أمام زواره إنه تبلّغ موقف الموفد الفرنسي من مبادرته للحوار وتأييده لها قبل أن يصل الأخير إلى عين التينة. وأضاف أنه أطلع لودريان على مبادرته للحوار وشرح آليتها «حرفاً حرفاً»، وأن الدبلوماسي الفرنسي سيحمل موقفه هذا إلى القوى والأحزاب التي سيجتمع بها لحضّها على الذهاب إلى حوار داخلي حول بند وحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية. تالياً، لم تعد ثمة سوى مبادرة بري للحوار تبعاً للآلية التي حدّدها لها رئيس المجلس «علّ لودريان يُفهِم الذين لا يريدون فهم المبادرة ماذا عليهم أن يفعلوا».

 

في غضون ذلك، دعا البخاري النواب السُّنّة إلى لقاء في دارته، الخميس، تكريماً لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لمناسبة تمديد ولايته. وشملت الدعوة إلى اللقاء الذي سيحضره الموفد الفرنسي كلّ النواب السُّنّة (باستثناء النائبة حليمة قعقور التي ترفض حضور أي لقاء له طابع طائفي). وقالت مصادر بارزة إن لودريان والبخاري سيبلغان النواب بموقف سعودي – فرنسي مشترك يؤكد أن الرئيس الجديد يجب أن لا يكون مستفزّاً لأحد، بل يجب أن يكون جامعاً لكل المكوّنات ويحظى بموافقة كل الجهات. ومن المرجّح أن «يُنصح» النواب بتأييد الدعوة إلى الحوار، من باب إحراج من يرفضه ومن يعطّل انتخاب الرئيس من جهة، ومن جهة أخرى لدفع بري إلى عقد جلسة انتخاب.

 

 

اللواء عنونت: لودريان لكسر الجمود الرئاسي.. وأسهم قائد الجيش تتقدَّم
قيادات الصف الأول في الفصائل إلى بيروت.. وتهديد حكومي بسحب العِلم والخبر من جمعيات النزوح

 وكتبت صحيفة “اللواء”: وضعت الآمال المعلقة على مهمة الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان «لكسر حلقة الجمود» واخراج لبنان مما اسمته السفارة الفرنسية «الأفق السياسي المسدود» والذي بدأ مهمة ثالثة، وحاسمة، وربما اخيرة، قبل الانتقال الى وظيفته الجديدة في الرياض، تستمر لغاية يوم الجمعة المقبل، وضعت الآمال على محّك تجاوب الكتل والاطراف اللبنانية مع الدينامية «الخماسية» الجديدة ضمن ما يسمى «بالمساعي الجديدة» لإنهاء الشغور الرئاسي، والعودة الى سكة عمل المؤسسات لإقرار المشاريع والقوانين اليومية للتعافي الاقتصادي والسياسي.

ولئن مضى لودريان في يومه الاول، باعتصام الصمت في غالب اللقاءات، إلا انه وحسبما لمس الذين التقوا لودريان فإن الموفد الشخصي لماكرون كان حاسماً لجهة ان الوقت حان لإنهاء الشغور الرئاسي، عبر حشد الدعم لآلية الانتخاب مع بلورة توجُّه يقضي بأن الحوار يمكن ان يحصل من خلال مبادرة الرئيس بري، على ألاّ يخرج النواب من المجلس قبل انتخاب الرئيس.

واللافت، على صعيد اللقاءات اللقاء الذي دعا اليه السفير السعودي وليد بخاري في دارته في اليرزة عند الساعة الرابعة من بعد ظهر غد الخميس للودريان مع النواب السنَّة، لا سيما نواب تكتل الاعتدال الوطني وكتلة لبنان الجديد، وحركة تجدُّد وكتلة النائب فيصل كرامي وبعض النواب التغييريين والمستقلين.

ووصفت مصادر نيابية واسعة الاطلاع ان هذا التطور ليس عادياً ويشكل خطوة متقدمة ويؤكد جدّية حراك مجموعة الدول الخمس من خلال تفعيل التعاون المشترك بين الدول الخمس، وربما كان هناك اتفاق ضمني بينها على نقاط او خطوات محددة ستظهر لاحقا من خلال ما سيطرحه لودريان والسفير بخاري، بغض النظر الى ماذا سيؤدي من نتائج.

واشارت مصادر سياسية في تقويمها لليوم الأول من زيارة لودريان الى لبنان، بأنه لم يحمل معه اي مبادرة او أفكار جديدة لدفع مسار مهمته قدما الى الامام، بل كان خلال اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين والسياسيين، يستمع إلى تقييمهم لمضمون الرسالة التي وجهها إلى رؤساء الكتل النيابية والعديد من النواب ويناقش اجوبتهم عليها، ويتبادل معهم الاراء حول رؤيتهم لكيفية الخروج من الازمة وتسريع خطى انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، من دون الخوض باي اسماء مطروحة .

ولاحظت المصادر من فحوى الأسئلة والاستفسارات التي طرحها لودريان، على محدثيه، بأنه لم يدعُ لإجراء حوار يسبق الانتخابات الرئاسية كما تردد، بل يحاول قدر الامكان تقريب وجهات نظر الاطراف المعنيين من بعضهم البعض، واستخلاص المواقف المتقاربة التي يمكن ان تشكل القواسم المشتركة للبناء عليها، والانطلاق منها للمباشرة، بايجاد الحلول لأزمة الانتخابات الرئاسية.

واعتبرت المصادر ان البارز في جولة الموفد الرئاسي الفرنسي هذه المرة زيارته لقائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة، وهي الزيارة التي قفزت الى واجهة مهمته، بما تحمله من معاني ومؤشرات في مسار الاستحقاق الرئاسي، بالرغم من حرص لودريان على عدم التطرق الى اي اسم من اسماء المرشحين الرئاسيين، وحصر نقاشاته باستكشاف مواقف الذين التقاهم بكيفية إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.

واستبعدت المصادر ان يصدر اي خلاصة لنتائج زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي قبل الاطلاع على مواقف واجوبة جميع المسؤولين والاطراف السياسيين المعنيين، لتحديد الخطوة التالية بمهمته، التي أظهرت نقاشاته مع من التقاهم بانها تحظى بتاييد ودعم دول اللقاءالخماسي، خلافا لما يحاول البعض الترويج خلاف ذلك.

اليوم الأول

وفي اليوم الاول لوصوله، باشر لودريان لقاءاته امس ويستكملها خلال اليومين المقبلين، بلقاء الكتل والنواب المعنيين كافة.

وزار الموفد الفرنسي الرئيس نجيب ميقاتي في السراي الكبير، وشارك في الاجتماع سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو ومستشارا الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، والسفير بطرس عساكر.

وخلال الاجتماع جدد الرئيس ميقاتي التأكيد «أن بداية الحل للأزمة الراهنة في لبنان تقضي بانتخاب رئيس جديد للبنان واتمام الاصلاحات الاقتصادية، لا سيما المشاريع الموجودة في مجلس النواب، لوضع البلد على سكة التعافي».

بدوره أكد الموفد الفرنسي انه آت الى لبنان لاكمال مهمته، ولن يبدي رأيه قبل استكمال الاتصالات واللقاءات التي سيقوم بها.

وأمل في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري بداية مسار الحل.

ثم زار لو دريان والسفير ماغرو رئيس مجلس النواب  نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. وخلال اللقاء قال لودريان لبرّي: ندعم مبادرتكم الحوارية ونقول الحوار ثم الحوار ثم الحوار.

بعد اللقاء أكد الرئيس نبيه بري «أن وجهات النظر متطابقة مع الموفد الفرنسي لودريان بأن لا سبيل الا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الإستحقاق الرئاسي. وهذا ما هو متاح حاليا لمن يريد مصلحة لبنان».

ومن مفارقات الزيارة الحالية اللقاء في مكتب قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، حيث أطلع لودريان على التحديات التي يواجهها الجيش، لا سيما لجهة النزوح السوري والوضع المتأزم في مخيم عين الحلوة.

وحسب مصدر مقرّب فإن العماد عون ارتفعت اسهمه مؤخراً كمرشح تسوية، لا سيما لدى اطراف في المجموعة الخماسية.

وليلاً، التقى لودريان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في اطار جولاته، واستمع الى شرح مطوّل من باسيل حول شروطه للمشاركة في الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري، على ان تكون الجلسة مفتوحة لانتخاب الرئيس وليس جلسات متتالية، مع جدول اعمال واضح، يتعلق بالانتخاب.

وسبق زيارة ميرنا شالوحي لقاء بين لودريان والمرشح الرئاسي سليمان فرنجية بحضور نجله طوني، والوزير السابق روني عريجي، وحسب معلومات المردة تركز البحث على «سبل إتمام الانتخابات الرئاسية في ظل جميع الأزمات الضاغطة والملحة. كما تمّ التأكيد على أهمية الحوار كمدخل أساسي وضروري لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت».

ويلتقي الموفد الفرنسي صباح اليوم حسب معلومات «اللواء» وفدا من كتلة الوفاء للمقاومة في مكتب النواب بحارة حريك يضم رئيس الكتلة النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات الخارجية النائب السابق عمار الموسوي. ويزور «الرئيس» وليد جنبلاط ورئيس كتلة اللقاء الديموقراطي تيمورجنبلاط في كليمنصو.

كما يزور لودريان معراب بعد ظهر اليوم الاربعاء للقاء رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل ويلتقي نواباً مستقلين في قصر الصنوبر يوم الخميس كما يتناول الغداء مع عدد آخر من النواب المستقلين.ويزور لودريان البطريرك الراعي قبل ظهر غد.

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه من الصعوبة بمكان تحديد نتيجة زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت منذ الآن إنما المكتوب يقرا من عنوانه لجهة إبقاء لودريان على طرحه المتصل بالحوار، وأشارت الى أنه لن تتظهر أية إشارة بشأن مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي قبل الانتهاء من جولاته على القيادات السياسية معتبرة ان السقف الذي وضع منذ زيارته الأخيرة لم يتبدل.

إلى ذلك رأت المصادر نفسها ان اللقاءات التي عقدها المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا مع عدد من الشخصيات اللبنانية هدفت إلى تبادل وجهات النظر دون الخوض في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي وفرض توجه معين لاسيما أن هناك قرارا في عدم التدخل بالشؤون الخاصة لكن هناك استعدادا دائما لمساعدة لبنان لتجاوز أزمته كما أن هناك حرصا سعوديا على الاسراع في إنجاز الأستحقاق الرئاسي.

وأعلنت أن موضوع التفاهم المحلي على رئيس للبلاد لا يزال غير قائم.

قرار الموازنة

حكومياً، اعلن الرئيس ميقاتي بعد جلسة مجلس الوزراء امس اقرار موازنة العام 2024، معتبراً انها المرة الاولى منذ العام 2002، تقر فيها الموازنة في مواعيدها الدستورية، واصفاً ذلك بالانجاز الكبير، واصفاً هذا الانجاز «بالبطولي».

وردّا على سؤال عن إلغاء استيفاء بعض الرسوم بالدولار الأميركي، قال ميقاتي: «كان لدينا لقاء بالأمس مع صندوق النقد الدولي الذي نصح بأن تبقى الواردات بالليرة اللبنانية، لأنه عندما تدخل الواردات الى المصرف المركزي فهو يشتري الدولارات بطريقة منظمة أكثر من العشوائية التي تنتج عن شراء المواطن الدولارات لدفع ضريبته، لا سيما في ظل وجود منصة بلومبرغ التي أقرّيناها في مجلس الوزراء وهي منصة دولية شفافة».

النازحون

وقال ميقاتي: «بالأمس اتخذنا في جلسة مجلس الوزراء قرارات حول موضوع النازحين، واستغربت اليوم التعليقات الصحافية التي تتعاطى مع هذا الموضوع بسخرية أكثر من الجدّية التامة التي تم التعاطي بها مع هذا الملف، من قبل الحكومة ومن فريق العمل الذي يتعاطى بموضوع النازحين وقيادة الجيش عبر القيام بسلسلة من الاجراءات من ضبط الحدود ومكافحة شبكات التهريب وضبط عمل المنظمات غير الحكومية، وطلبنا من وزير الداخلية أن يرفع تقارير بشأنها الى مجلس الوزراء فورا، حتى ولو اضطررنا ان نسحب منها العلم والخبر، والايعاز الى البلديات بضبط الوضع، وتشكيل وفد برئاسة وزير الخارجية لزيارة سوريا، وهو أبلغني هذا الصباح بأنه ينتظر من السلطات السورية تعيين موعد له لزيارة دمشق برفقة المدير العام للأمن العام اللواء إلياس البيسري، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى لبحث هذا الموضوع. على كل حال فان وزير الخارجية سيغادر هذا الأسبوع إلى نيويورك وسيحصل لقاء بينه وبين معالي وزير الخارجية السوري هناك للاتفاق على الخطوات التالية التي يجب أن تتخذ».

وفي وقت لاحق، عمَّمت وزارة الداخلية والبلديات على المحافظين في المحافظات الثماني على ان تبلغ الى القائمقامين تعممياً، يطلب اليهم الإفادة عن اي تحركات وتجمعات مشبوهة تتعلق بالنازحين السوريين، واجراء مسح فوري، وتكوين قاعدة بيانات والطلب من الجمعيات كافة، لا سيما الاجنبية التنسيق مع البلديات والوزارات والاجهزة الامنية والعسكرية تحت طائلة سحب العلم والخبر منها، وذلك بناءً على تقارير ترفع للاجهزة لا سيما الأمن العام.

وأعلن الجيش اللبناني ان وحداته تمكنت من احباط محاولة تسلل 1250 نازحاً سورياً عند الحدود اللبنانية – السورية.

عين الحلوة

أمنياً، بقي الوضع المتوتر في عين الحلوة على رأس الاهتمامات، فبعد وصول المسؤول الفلسطيني عزام الاحمد، وصل امس نائب رئيس حركة «حماس» في الخارج موسى ابو مرزوق الى لبنان، في زيارة تستغرق عدة ايام للمساهمة في معالجة الوضع المتأزم في عين الحلوة.

وتوقعت مصادر فلسطينية وصول قيادات اخرى للمساهمة في المعالجة.

وفي التطورات الميدانية شنت حركة فتح مساءً هجوماً غير مسبوق على محور حطين، في محاولة للسيطرة على مركز تجمع القوى المناوئة لها في المخيم.

واتسعت رقعة الاشتباكات عصراًحيث امتدت من حي الطيره، الرأس الاحمر والبستان، الى الطوارئ، مع استعمال قذائف وإلقاء قنابل.كما شهد حي حطين إطلاق نار كثيف، واستُخدم سلاح القنص في منطقة البركسات.

وافيد عن «سقوط ثلاثة جرحى في تجدد الاشتباكات، في وقت وصل فيه الرصاص الطائش الى قرب المصرف المركزي في مدينة صيدا، حيث اصيبت شقق سكنية وتحطم زجاج احداها.

وأصاب الرصاص الطائش بعد الظهر والعصر، بعض الشقق السكنية في شارع دلاعة.وسُجل سقوط قذيفة قرب مطعم ماكدونالدز عند الطرف الجنوبي للمدينة، وسقط رصاص بشكل كثيف على حي الجامعة اللبنانية. وقذيفة صاروخية قرب احدى المطابع، من دون تسجيل أي اصابات، في وقت انعدمت الحركة في شكل شبه تام في صيدا الآن.

وطلبت القوى الأمنية من المواطنين عدم سلوك اوتوستراد صيدا – الجنوب بسبب القذائف والرصاص الطائش جرّاء اشتباكات مخيم عين الحلوة

من جهة ثانية، أعلن رئيس بلدية صيدا حازم بديع، أنه وبالتعاون والتنسيق مع وكالة الأونروا، تم اليوم إجلاء عائلات فلسطينية ولبنانية وسورية ومكتومي القيد (خط السكة) نزحت إلى بلدية صيدا منذ بدء الإشتباكات في مخيم عين الحلوة الأسبوع الفائت، حيث تم نقلهم بواسطة باصات تابعة للوكالة إلى مدرسة بيت جالا في سبلين . 

وقد واكب عمليات الإجلاء عدد من المنسقين في الأونروا وشرطة بلدية صيدا بإمرة المفوض بدر القوام، وعدد من متطوعين ومتطوعات في هيئات إغاثية محلية ودولية. 

وبلغ عدد العائلات التي نزحت إلى البلدية نحو 80 عائلة في ذروة الإشتباكات، ثم إنخفض العدد تدريجا إلى 70 عائلة: ( 23 فلسطينية – 19 لبنانية – 8 سورية – 18 مكتومي القيد) . وقد آثر جزء من عائلات مكتومي القيد التوجه إلى منازل أقرباء لهم في منطقة صيدا، بإنتظار إستقرار الوضع في مخيم عين الحلوة وتوقف الإشتباكات بشكل نهائي.

وفي اطار المعالجات،  إستقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري في مكتبه ظهر اليوم، النائب أسامة سعد وعرض معه آخر التطورات في مخيم عين الحلوة وسبل وقف المعارك ومعالجة نتائجها.

وزار اللواء بيسري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي اكد أن «أمن المخيمات الفلسطينية في لبنان هو من أمن لبنان ولا ينبغي التقاتل بين الإخوة الفلسطينيين، ودار الفتوى يؤلمها ما يحدث من اشتباكات في مخيم عين الحلوة وسقوط قتلى وجرحى»، داعياً إلى وحدة الصف وتوجيه البندقية الى المحتل لأرض فلسطين وعلى أرضها ومن أجل تحريرها تكون المقاومة،» مناشدا الفصائل الفلسطينية «التنسيق مع الأجهزة اللبنانية المعنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار على الساحة اللبنانية وخصوصاً في المخيمات الفلسطينية».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى