سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف : قراءة في خطاب السيد نصر الله وآفاق المرحلة المقبلة

 

الحوار نيوز – صحف

ركزت افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وآفاق المرحلة المقبلة .

 

 

النهار عنونت: نصرالله يضبط الجبهة على”المشاغلة” وتحذير أميركي من دمار لبنان

 وكتبت “النهار” تقول: قد تكون السمة الأكثر بروزا في الكلمة التي القاها الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن #نصرالله عصر امس، انها جادت مصداقا للتوقعات التي سبقتها بانها ستكرس المعادلة الميدانية التي انبرى اليها الحزب غداة عملية “#طوفان الأقصى” أي في الثامن من تشرين الأول الماضي على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل ولو أضاف اليها معادلة التهديد بالاحتمالات والخيارات المفتوحة على إيقاع حرب إسرائيل على غزة. هذه الخلاصة كانت واقعيا هي الأكثر “توقعا”، ولم يبتعد عنها ابدا السيد نصرالله الذي خصص اطلالته الأولى منذ عملية حليفته “#حماس” في غلاف غزة، للكلام المسهب عن أهمية هذه العملية استرتيجيا والتشديد القاطع على طابعها الفلسطيني الخالص تخطيطا وتنفيذا ونفي ان يكون الحزب او أي طرف اخر حتي في غزة قد علم بها مسبقا، خلص في الجزء اللبناني من انخراط الحزب في جبهة مساندة ودعم “حماس” وغزة ضد إسرائيل الى جملة خلاصات أساسية. ابرز هذه الخلاصات ان نصرالله اخذ جمهوره أولا الى الناحية الأساسية التي أراد من خلالها تكريس مفهوم المعادلة الميدانية الجديدة المختلفة تماما عن كل التجارب الحربية السابقة مع إسرائيل من خلال القتال المباشر والهجمات المباشرة على جبهة خطوط التماس على طول خط الحدود اللبنانية الإسرائيلية وفي حيز جغرافي محدد وليس مفتوحا “بعد” على الأعماق. والخلاصة الثانية البارزة تمثلت في ان نصرالله طرح نسبا رقمية محددة كاهداف محققة لمعادلة المشاغلة الميدانية للقوات الاسرائيلية تخفيفا للضغط على غزة وايراده رقم ثلث القوات الإسرائيلية حشد في مواجهة الجبهة اللبنانية الامر الذي عكس ان هذه هي حدود معادلة المساندة ل “حماس” والمشاغلة لإسرائيل في موازاة حرب غزة ما دامت إسرائيل لا تفتح الحرب الشاملة او ترتكب “الحماقة الكبرى” في لبنان كما حذرها منها نصرالله. اما الدلالة الثالثة البارزة فتمثلت في انه الى جانب تكريسه معادلة المشاغلة أراد نصرالله ان يخصص تهديده للاساطيل الأميركية وتذكيره بالهجمات على الاميركيين في بيروت في الثمانينات ليوحي بان حركة الاساطيل تستهدف “حزب الله” .

 

في أي حال رأى العديد من المحللين أن الخطاب الذي ألقاه نصر الله يظهر أن الحزب لا يريد توسيع نطاق الاشتباك في الجبهة مع إسرائيل، على الأقل في المرحلة الحالية، وذلك لأسباب تتصل بإيران وحساباتها، أو بحسابات أخرى تعمل على إشغال إسرائيل دون الدخول في حرب واسعة.

اما في الردود على الكلمة فبدا لافتا ان المتحدث باسم البيت الأبيض سارع الى التعليق على كلمة نصرالله بالقول أنه “على حزب الله ألا يحاول استغلال الصراع الدائر في غزة، والولايات المتحدة الأميركية لا تريد أن ترى هذا الصراع يمتد إلى لبنان”. ولفت الى انه “لا يمكن تصور الدمار المحتمل الذي سيحل بلبنان وشعبه في حال توسع الصراع ويجب تجنب ذلك”.

 

كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رد مرتين قبل الكلمة وبعدها . فكرر قبل الظهر تهديده لبنان قائلاً: “أنصح أعداءنا في الشمال بألّا يجربوننا وسيدفعون الثمن غاليًا”. ثم رد على خطاب نصر الله فقال: “أي خطأ سيكلفك ثمنا لا يمكنك حتى تخيله.”

 

اذن تضمنت كلمة نصرالله في القسم الاوسع منها شرحا لما حصل منذ عملية “طوفان الأقصى” واعتبر ان “المقاومة الاسلامية في لبنان منذ 8 تشرين الأول، تخوض معركة حقيقية لا يشعر بها الا من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية وهي معركة مختلفة في ظروفها وأهدافها واجراءاتها واستهدافاتها”، مؤكدا ان “الجبهة اللبنانية خففت جزءا كبيرا من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة وأخذتها باتجاهنا”. وقال :”ما يجري على جبهتنا اللبنانية عند الحدود مهم ومؤثر جدا ولم يتم الاكتفاء به على كل حال وهو غير مسبوق في تاريخ الكيان” .

 

ولفت الى انه “لو كان موقفنا التضامن سياسيا والتظاهر لكان الاسرائيلي مرتاحا عند الحدود الشمالية وكانت قواته ستذهب الى غزة”.وقال :”جبهة لبنان استطاعت ان تجلب ثلث الجيش الاسرائيلي الى الحدود مع لبنان وجزء مهم من القوات الصهيونية التي ذهبت الى الجبهة الشمالية هي قوات نخبة ونصف القدرات البحرية الاسرائيلية موجودة في البحر المتوسط مقابلنا ومقابل حيفا ، وربع القوات الجوية مسخرة باتجاه لبنان وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي موجه باتجاه جبهة لبنان ونزوح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات”.وأكد ان “هذه العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والتوتر والذعر لدى قيادة العدو وأيضا لدى الأميركيين”. وقال :”العدو يقلق من امكانية ان تذهب هذه الجبهة الى تصعيد اضافي او تتدحرج هذه الجبهة الى حرب واسعة وهذا احتمال واقعي ويمكن ان يحصل وعلى العدو ان يحسب له الحساب. حضورنا في الجبهة وهذا العمل اليومي يجعل العدو مردوعا. وعمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك”.

 

أضاف: هذه العمليات على الحدود هي تعبير عن تضامننا مع غزة لتخفيف الضغط عنهم . قيل لنا منذ اليوم الأول اذا فتحتم جبهة في الجنوب فالطيران الاميركي سوف يقصفكم لكن هذا التهديد لم يغير من موقفنا أبدا”. وتابع :”بدأنا العمل بهذه الجبهة في الجنوب وتصاعدها وتطورها مرهون بأحد أمرين أساسيين الأمر الأول هو مسار وتطور الأحداث في غزة والأمر الثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان”. وحذر “العدو الصهيوني من التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان وهذا سيعيدنا الى المدني مقابل المدني”. وقال: “أقول بكل شفافية وغموض بناء ان كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وان كل الخيارات مطروحة ويمكن ان نذهب اليها في أي وقت من الأوقات ويجب ان نكون جميعا جاهزين لكل الفرضيات المقبلة.

 

مساعدات فرنسية للجيش

وفي اطار التحركات المتصلة بالوضع عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، جال امس وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو على المسؤولين اللبنانيين في محاولة للجم اي تصعيد عسكري. والتقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب #ميقاتي حيث “تم التشديد على التعاون والتنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل وتفعيل مهام القوات الدولية وضرورة ارساء الهدوء على طول الخط الازرق”. وشدد لوكورنو “على اهمية أن تتحلى كل الاطراف في الجنوب بالعقلانية والحكمة وعدم دفع الامور نحو التصعيد والتدهور”. وأكد” ضرورة ايجاد حل عاجل لقضية الرهائن في غزة والبحث في ايجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية”. وأبلغ الوزير الفرنسي الحكومة أن “فرنسا قررت ارسال مساعدات عاجلة للجيش ومن بينها معدات طبية وأدوية”. كما التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون.

 

التصعيد جنوباً

اما على الصعيد الميداني فاستمر التصعيد ولو بنسبة اخف من اليوم السابق. وتعرض الوادي الواقع بين بلدتي طيرحرفا والجبين وأطراف بلدات الناقورة وعلما الشعب والجبين منذ الصباح لقصف مدفعي اسرائيلي. كما طال القصف منطقة الصالحاني بلاط جبل باسيل في القطاع الغربي ومحيط بلدة رامية وأطراف عيتا الشعب والقوزح. وقصف الطيران الاسرائيلي مشروع الطاقة الشمسية في بلدة طيرحرفا ، والذي يغذي بئر المياه العام  بالطاقة الكهربائية،  وتقدر كلفة المشروع ب ٣٠٠ الف دولار. وبعد الظهر افيد عن  إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على موقع للجيش الإسرائيلي في الجليل الأعلى، فردت مدفعيته على مصدر اطلاق النار. كما سمعت انفجارات في محيط موقع هرمون على أطراف بلدة رميش وسجل قصف مدفعي اسرائيلي في محيط تلال كفرشوبا وشبعا.

 

وفي انعكاسات هذا الواقع ديبلوماسيا أعلنت سفارة السويد في لبنان أن “الحكومة السويدية تنصح بعدم السفر إلى لبنان، وتحث جميع السويديين على مغادرة البلاد”. واكدت أهمية “مغادرة السويديين لبنان الآن، في حين لا تزال هناك رحلات جوية تجارية متاحة، وذلك لن يكون متاحا إذا تدهور الوضع الأمني. وسيتعين على السويديين الذين يختارون السفر إلى لبنان أو البقاء فيه -على الرغم من دعوة الحكومة الواضحة بالمغادرة- أن يتحملوا مسؤولية شخصية كبيرة”.وأوضحت أنه “في حال نشوب نزاع مسلح أو اضطرابات خطيرة، سيكون لدى الحكومة السويدية والسفارة في بيروت إمكانيات محدودة للغاية لمساعدة السويديين في لبنان، من هنا ننصح بمغادرة البلاد الآن بينما لا يزال ذلك ممكنا”.

 

الأخبار عنونت: هدف محور المقاومة وقف الحرب وضمان انتصار حماس | نصر الله للأميركيين: أعددنا العدّة لأساطيلكم

 وكتبت “الأخبار” تقول: رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أنه لن «تكون هناك معركة كاملة الشرعية من الناحية الإنسانية والأخلاقية والدينية كمعركة قتال الصهاينة»، وأن «هذه المعركة هي من أوضح وأبين مصاديق القتال في سبيل الله».

وفي كلمته خلال الاحتفال التكريمي الذي نظّمه حزب الله لشهداء الحزب وكتائب القسام وسرايا القدس والمدنيين الذين سقطوا في جنوب لبنان، قال إن «المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمّل وتراكم الإنجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه، ونحن جميعاً يجب أن نعمل لوقف العدوان على غزة وأن تنتصر المقاومة فيها». وتناول نصر الله معاناة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 75 عاماً، قائلاً إن «أوضاع السنوات الأخيرة كانت قاسية جداً، وخصوصاً مع هذه الحكومة الحمقاء والغبيّة والمتوحشة والمتطرفة التي عمدت الى التشديد على الأسرى ما جعل الوضع الإنساني سيئاً جداً».

 

ولفت إلى أن «عملية طوفان الأقصى العظيمة والمباركة كان قرارها وتنفيذها فلسطينياً مئة بالمئة، وأخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة في غزة، وأن سرّيّة العملية المطلقة هي التي ضمنت نجاحها الباهر من خلال عامل المفاجأة». وأكد أن «هذا الإخفاء لم يزعج أحداً في فصائل المقاومة على الإطلاق، بل أثنينا عليه جميعاً وليس له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة في محور المقاومة»، كما أن «هذا الأداء من الإخوة في حماس ثبّت الهوية الحقيقية للمعركة والأهداف وقطع الطريق على الأعداء لأن يزيّفوا، وخصوصاً عندما يتحدثون عن علاقات فصائل المقاومة الإقليمية». ورأى أن «عدم علم أحد بمعركة طوفان الأقصى يثبت أن هذه المعركة فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين»، مشدداً على أن «ما حصل في طوفان الأقصى يؤكد أن إيران لا تمارس أي وصاية على الإطلاق على فصائل المقاومة».
ولفت إلى أن «العمل الكبير والعظيم في طوفان الأقصى أدى إلى حدوث زلزال على مستوى الكيان الصهيوني، أمني وسياسي ونفسي ومعنوي، وكانت له تداعيات وجودية واستراتيجية وستترك آثارها على حاضر هذا الكيان ومستقبله. ومهما فعلت حكومة العدو فلن تستطيع أن تغيّر من آثار طوفان الأقصى الاستراتيجية على هذا الكيان»، وأضاف إن «العملية كشفت عن الوهن والضعف في الكيان، وإنه بحقّ أوهن من بيت العنكبوت».
وشدد على أن «هذه النتائج يجب أن تُشرح وتُبيّن لنعرف أن التضحيات القائمة الآن في غزة والضفة وفي كل مكان هي تضحيات مستحقة، وأن هذه النتائج أسست لمرحلة تاريخية جديدة لمصير دول المنطقة ولم يكن هناك خيار آخر، لذلك كان الخيار صائباً وحكيماً ومطلوباً وفي وقته الصحيح ويستحق كل هذه التضحيات».

 

ورأى نصر الله أن «ما يجري اليوم جرى في السابق في لبنان عام 2006 وفي حروب متكررة في غزة مع فارق كمّي ونوعي، وأن من أهم الأخطاء التي ارتكبها الإسرائيليون ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليها». ولفت إلى أن «حكومات العدو لا تستفيد من تجاربها على الإطلاق، وخصوصاً في حروبه مع المقاومة في فلسطين ولبنان»، مؤكداً أن «العدو لن يتمكن على الإطلاق من تحرير أسراه بدون عمليات تبادل».
وأضاف نصر الله: «عام 2006 وضعوا هدفاً يتمثل في سحق المقاومة في لبنان واستعادة الأسيرَين من دون تفاوض وتبادل، ولمدة 33 يوماً لم يحققوا أهدافهم، واليوم في غزة الوضع نفسه، لكن مع حجم أكبر من الجرائم والمجازر»، مشيراً إلى أن «يقوم به الإسرائيلي هو قتل الناس في غزة وتدمير الأحياء»، قائلاً «كلنا شاهدنا بأمّ العين بطولات المقاومين في غزة، فعندما يتقدم المقاوم ويضع العبوة على سطح الدبابة، فكيف سيتعامل العدو الإسرائيلي مع مقاتلين من هذا النوع»؟

 

عملية «طوفان الأقصى» فلسطينية مئة بالمئة، وإخفاؤها عن الجميع كان ضرورياً لنجاحها وهي أحدثت زلزالاً لإسرائيل

وأضاف نصر الله إن «أميركا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة، فأميركا هي التي تمنع وقف العدوان على غزة وترفض أي قرار لوقف إطلاق النار، والأميركي هو الذي يدير الحرب، لذلك أتى قرار المقاومة الإسلامية في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأميركية في العراق وسوريا، وهو قرار حكيم وشجاع».
وتوجّه نصر الله إلى الأميركيين، بالقول: «أساطيلكم في البحر المتوسط لا تُخيفنا ولن تخيفنا في يوم من الأيام، وأقول لكم إن أساطيلكم التي تُهدّدون بها، لقد أعددنا لها عُدّتها أيضاً. فالذين هزموكم في بداية الثمانينيات في لبنان لا يزالون على قيد الحياة، ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم».
وأكد أن «ما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها، وهذا ما يحتم على الجميع تحمل المسؤولية، مشيراً إلى أن «هناك هدفين يجب العمل عليهما: وقف العدوان على غزة أولاً، والهدف الثاني أن تنتصر حماس في غزة. فانتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني، وانتصار الأسرى في فلسطين وكل فلسطين والقدس وكنيسة القيامة وشعوب المنطقة وخصوصاً دول الجوار»، كما أن «انتصار غزة هو مصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية، وأولًا وقبل كل الدول هو مصلحة وطنية لبنانية».

وأشار نصر الله إلى أن «المقاومة في لبنان دخلت معركة طوفان الأقصى منذ 8 تشرين الأول، وما يجري على الجبهة الجنوبية مهم ومؤثر جداً وهو غير مسبوق في تاريخ الكيان، ولن يتم الاكتفاء بما يجري على جبهتنا على كل حال». ولفت إلى أن «الجبهة اللبنانية خففت جزءاً كبيراً من القوات التي كانت ستسخّر للهجوم على غزة وأخذتها باتجاهنا، ولو كان موقفنا التضامن سياسياً والتظاهر لكان الإسرائيلي مرتاحاً عند الحدود الشمالية وكانت قواته ستذهب إلى غزة».

وتابع أن «جبهة لبنان استطاعت أن تجلب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان، وأن جزءاً مهماً من القوات الصهيونية التي ذهبت إلى الجبهة الشمالية هي قوات نخبة، ونصف القدرات البحرية الإسرائيلية موجودة في البحر المتوسط مقابلنا ومقابل حيفا، وربع القوات الجوية مسخّرة باتجاه لبنان، وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي موجّه باتجاه جبهة لبنان، ونزوح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات، وهذه العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والتوتر والذعر لدى قيادة العدو وأيضاً لدى الأميركيين». وأكد أن «العدو يقلق من إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي أو أن تتدحرج إلى حرب واسعة، وهذا احتمال واقعي ويمكن أن يحصل، وعلى العدو أن يحسب له الحساب»، مضيفاً «بكل شفافية وغموض بنّاء، إنّ كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وإنّ كل الخيارات مطروحة ويُمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات، ويجب أن نكون جميعاً جاهزين لكل الفرضيات المُقبلة».

الضاحية لغزة: حربك حربنا
وكانت جماهير المقاومة حبست أنفاسها منذ الإعلان قبل أيام عن موعد كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس. كثرة التحليلات والتكهنات لم تمنع أهل الضاحية من إفراغ الشوارع بشكل شبه تام والانتقال باكراً نحو «باحة عاشوراء». الساحة امتلأت باكراً قبل موعد الكلمة بساعات، وتظلّل الحضور بالأعلام للاحتماء من حرّ الشمس التي «لا يعدّ لهيبها شيئاً أمام ما يقع على غزة من أهوال». أما من لم يصل إلى الساحة، فقصد المقاهي الكثيرة في الشوارع المحيطة للاستماع إلى الخطاب. الإجراءات الأمنية التي ترافق احتفالات الحزب هي نفسها، من تفتيش وتوجيه لآلاف الزاحفين الى الساحة بأعلام فلسطين، فـ«المعركة معركتنا، ولن نترك فلسطين.

 

نحن والفلسطينيون معاناتنا واحدة، وعمليات المقاومة في غزة تذكّرنا بمشاهد تدمير الدبابات في وادي الحجير عام 2006»، يقول أحدهم. مشاعر مختلطة تخيم على الحاضرين. مزيج من قلق من القادم، والحزن على معاناة أهالي غزة، والفرح بإطلالة انتظروها بفارغ الصبر منذ السابع من الشهر الماضي، لأن «وحده السيد من يجعلنا نطمئن، فلا تعود تعني شيئاً الحشود العسكرية وحاملات الطائرات والتهديدات». «لن تعود النيوجيرسي»، قالها بثقة «الختيار»، بحسب ما عرّف عن نفسه مع دخول خطاب السيد نصر الله ربع الساعة الأخير، وإطلاقه تهديداً ضد البوارج الأميركية في البحر المتوسط. «الختيار»، يذكر تماماً أصوات مدافعها التي دكّت بيروت عام 83. ولكن، «تغيّر الزمن كثيراً، لن يقتربوا من شواطئنا وسيبقون في الأفق»،

«المعركة في غزة معركتنا». هذا ما أجمع عليه عدد من الحاضرين، و«النصر فيها محتوم، ولا نقاش فيه، وإلا فتكون مقدمةً لتصفية المقاومة في لبنان». ومع نهاية خطاب الأمين العام لحزب الله حسمت الضاحية نصرها في الحرب النفسية، فـ«مصيرنا المواجهة من دون شك، وننتظر الحرب ولا نخشاها»، و«الشهداء الـ 57 هم الطليعة فقط».

 

 

اللواء عنونت: نصر الله: لبنان جبهة مساندة ولن نكتفي بـ«حرب المواقع»
نتنياهو يتوعد والبيت الأبيض يحذّر.. وجنبلاط يصف الخطاب بالواقعي

 وكتبت “اللوء” تقول: الكلمة للميدان، وكل الاحتمالات مفتوحة، في ما خصَّ جبهة الجنوب اللبناني مع الاحتلال الاسرائيلي، حيث تدخل الحرب عتبة الشهر (29 يوماً)، ولم يوفّر فيها القصف مستشفى أو مدرسة أو مؤسسة إنسانية.

شكلت كلمة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في مناسبة تكريم شهداء الحزب على طريق القدس (57 شهيداً) محطة بارزة أمس، لجهة الرسائل التي تضمنتها والمسار المنتظر للمواجهة، وذلك على مدى ساعة وربع الساعة.

 

وكشف نصر الله معلومات عن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس انطلاقاً من غزة، بأنها كانت قراراً فلسطينياً محضاً، ولم يطلع احد عليه، حتى هو شخصياً، قبل حصول العملية، حرصاً على نجاحها، مؤكدا ان ما حدث كان لا بد منه لإعادة طرح القضية الفلسطينية كقضية اولى في العالم، مشيرا الى آلاف الاسرى الفلسطينيين، في سجون الاحتلال منذ سنوات طويلة، كذلك الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

وأشار نصر الله الى ان ما يتحكم بجبهتنا امران: الأول هو مسار تطور الاحداث في غزة، والثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان، وهنا احذره من التمادي الذي يطال بعض المدنيين، وهذا سيعيدنا الى المدني مقابل مدني، وكل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة.

 

وقال: يمكن ان تتدحرج الجبهة على الحدود الجنوبية والعدو يعلم ذلك، واضاف: عمليات المقاومة في الجنوب ودماء الشهداء تقول للعدو انك سترتكب اكبر حماقة في تاريخك ووجودك، مشيرا الى انه يجب ان نكون جميعاً مهيئين وجاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات والفرضيات المقبلة.

وخاطب الأميركيين، الذين اتهمهم بإدارة المعركة في غزة: اساطيلكم التي تهددون بها، لقد اعددنا لها عدتها ايضاً.

ووصفت مصادر سياسية مواقف نصر الله بأنها بعثت رسالة الى الداخل، ان حزب الله قوة مساندة للفلسطينيين، وان المعركة الفعلية هي في غزة، وقللت من الاشارات المعلنة حول احتمالات توسع الحرب، معتبرة ان حزب الله يدرك خطورة ما يحل، وليس من السهل فتح جبهتين، وتدمير الضاحية او بيروت او مناطق اخرى، في وقت يدمر فيه قطاع غزة.

 

ووصفت مصادر سياسية الظهور الاول للسيد نصرالله بعد قرابة الشهر من تنفيذ عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس الفلسطينية، بما واكبها من تحضيرات استباقية  وحملات دعائية وبث شائعات وتهويل في اوساط اللبنانيين والخارج، بالمواقف التي سيعلنها، ولاسيما انخراط الحزب بالحرب  الواسعة  ضد إسرائيل بانه يهدف إلى تحقيق امور اساسية منها: نفي اي  علاقة للنظام الايراني والحزب بعملية طوفان الأقصى،وحصرها بحركة حماس،لإبقاء هامش المناورة  وتحرك طهران بمعزل عن آية تداعيات سلبية تضر مصالح ايران مع الغرب عموما، وابقاء قرار احتمال مشاركة حزب الله بالحرب ضد إسرائيل بشكل موسع، معلقا ومرتبطا بمسار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزّة، ما يعني ضمنا، ان لا قرار ايرانيا لتوسيع نطاق الحرب حاليا ، وابقاء حدود تحرك الحزب بالمناوشات وتبادل اطلاق الصواريخ والنار بالمناطق الساخنة على الحدود اللبنانية الجنوبية، كما يجري حاليا ،واظهار مع استثناءات محدودة جدا،  وتجنب الانخراط  بالحرب بشكل موسع بالوقت الحاضر.

 

ومن الاهداف: الاصرار على مكانة ودور حركة حماس في أي حلول مطروحة على الطاولة، لانهاء الحرب والبحث عن الصيغة المستقبلية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ورفض كل ما يروج من سيناريوهات للقضاء عسكريا على الحركة وابعادها من قطاع غزة الى الخارج،على غرار ما حصل بإخراج منظمة التحرير الفلسطينية والتنظيمات الفلسطينية من بيروت بعد الاجتياح العسكري الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية في صيف العام ١٩٨٢، واشراك قوى فلسطينة  اخرى مكانها ، مثل السلطة الفلسطينية، وبعبارة اوضح حجز مكانة ايران على طاولة التفاوض التي يجري التحضير لها بشكل اساسي حول مستقبل الوضع الفلسطيني، من خلال حركة حماس او مباشرة.

وفي اسرائيل، حسب الاعلام الاسرائيلي، فإن الاجهزة الامنية واعضاء الكابينت، وشعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية استمعوا باهتمام لخطاب نصر الله.

وهدد رئيس وزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو السيد نصر الله، وقال: سيدفع ثمناً لا يمكن تخيله في حال خوضه حرباً مع اسرائيل.

 

وقال البيت الابيض: لا يمكن تصور الدمار المحتمل الذي سيحل بلبنان وشعبه في حال توسع الصراع، ويجب تجنب ذلك.

يشار الى ان سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دورثي شيا التقت وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب، الذي اعلن ان اميركا هي الأقدر على عقلنة اسرائيل، ولديها القدر على الدفاع المفاوضات تؤدي الى حل منصف وعادل وشامل للقضية الفلسطينية.

وفي المواقف المحلية، وصف النائب السابق وليد جنبلاط خطاب نصر الله: «بالكلمة الموزونة جدا، وواقعية».

 

لوكورنو

وموقع لبنان في الحرب الدائرة في غزة، استمع وزير الجيوش الفرنسية سبستيان لوكورنو الى كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون.

وقد استهل لقاءاته من السراي حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وشارك في الاجتماع سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو  والوفد المرافق للوزير. خلال الاجتماع «تم التشديد على التعاون والتنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل وتفعيل مهام القوات الدولية وضرورة ارساء الهدوء على طول الخط الازرق». وشدد لوكورنو «على اهمية أن تتحلى كل الاطراف في الجنوب بالعقلانية والحكمة وعدم دفع الامور نحو التصعيد والتدهور». وأكد» ضرورة ايجاد حل عاجل لقضية الرهائن في غزة والبحث في ايجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية».

وأبلغ الوزير الفرنسي الحكومة أن «فرنسا قررت ارسال مساعدات عاجلة للجيش ومن بينها معدات طبية وأدوية»… من السراي، انتقل المسؤول الفرنسي الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.

ثم انتقل الى اليرزة حيث اجتمع الى العماد عون.

وفي اطار تلبية طلبات الرعايا الاجانب بمغادرة لبنان، أصدرت رئاسة مجلس الوزراء قرارا يحمل الرقم 141/2023، تحت عنوان «تشكيل لحنة لدراسة طلبات إجلاء الرعايا الاجانب وما يستتبع ذلك من تدابير» تتعلق باجلاء الرعايا الاجانب، وطلبات تحليق الطائرات العسكرية الاجنبية في الاجواء اللبنانية والهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي.

 

 

الأنباء عنونت:إطلالة واقعية لنصرالله… الاحتمالات مفتوحة والحذر قائم

 كتبت “الأنباء”تقول: وضع أمين عام حزب الله حسن نصرالله، في إطلالته الأولى بعد عملية “طوفان الأقصى”، مجموعة مقاربات لخطابه بمناسبة تكريم الشهداء الذين سقطوا في والمواجهات الميدانية مع إسرائيل. حيث رفع سقف المواجهة، ولكن في الوقت نفسه لم يغامر بأي خطوة غير محسوبة.

 

خطاب نصرالله تلقفه الرئيس وليد جنبلاط بإيجابية، معتبراً أنه “كان واقعياً جداً بتوصيف مأساة الشعب الفلسطيني، والاحتلال الإسرائيلي منذ 75 سنة وواقع غزة وضرب المدنيين دون تمييز”.

 

وتعليقاً على قرار الأميركيين بأنهم لا يريدون أن تتوسع الحرب وتشمل لبنان، قال جنبلاط: “مشكورون على كرم أخلاقهم، وليتفضلوا ويطبقوا وقف اطلاق النار في غزّة، وليفكوا الحصار، وليفتحوا معبر الذل الذي اسمه رفح”.

إلا ان جنبلاط أبقى الحذر قائماً، معتبراً أن “كل الاحتمالات مفتوحة ولا نعلم ماذا في النيّات العدوانية عند إسرائيل”.

 

بالتوازي، لفتت مصادر سياسية لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن خطاب نصرالله تضمن ٤ مقاربات، الأولى كانت إبعاد تهمة التدخل الايراني في عملية طوفان الاقصى والتشديد على ان قادة المقاومة هم المسؤولين عن قرارتهم، أما المقاربة الثانية فكانت إبعاد التهمة عن حزب الله بعدم مساندة غزة في الحرب المدمرة التي تشنها عليها اسرائيل، والقول ان حزب الله بحالة حرب مع اسرائيل منذ اليوم الثاني لطوفان الأقصى وان المواجهات مع العدو تتطلب مشاركة ثلث الجيش الاسرائيلي في الحرب مع حزب الله لتخفيف الضغط عن غزة.

 

وأضافت المصادر : “المقاربة الثالثة فهي تركيزه على مثلث المقاومة في اليمن والعراق ولبنان، أما المقاربة الرابعة فهي محاولة الربط بين انزلاق الأمور نحو الأسوأ بوقف العدوان على غزة والتشديد على أن كل الاحتمالات واردة”.

 

وحول قراءة القوى السياسية لهذه الاطلالة، أشار عضو كتلة تجدد النائب أديب عبد المسيح في حديث الى جريدة الأنباء الالكترونية الى أن نصرالله أكد دخول حزب الله الحرب مع اسرائيل في الثامن من اكتوبر أي بعد طوفان الاقصى بيوم واحد. وأن المواجهات مع العدو مستمرة منذ ٢٦ يوماً وانه كان حذر من توريط لبنان في حرب شاملة مع اسرائيل، مستخدماً ضدها أسلوب الحرب النفسية والتشديد على دعم عناصره في حزب الله وعناصر حماس، محاولاً زعزعة الثقة بين الاسرائليين وحكومتهم التي وصفها بالمستبدة والغبية وغير القوية ولم تكن جاهزة للمواجهة ما اضطرها لطلب المساعدة من الادارة الأميركية، مركّزاً على الثالوث المقاوم اليمني العراقي والحزب اللاهي لنصرة غزة واعتباره نقطة من احدى نقاط المقاومة.

 

عبد المسيح اعتبر أن نصرالله اتهم اسرائيل بتجاوز حدودها واستهداف المدنيين في اقليم التفاح وهذا قد يكون خارج عن نطاق قواعد الاشتباك المتعارف عليها.

 

بدوره، اعتبر النائب السابق عاصم عراجي أن خطاب نصرالله الهدف منه بالدرجة الأولى استنهاض جمهور المقاومة وإعطاء تسلسل ميداني لتطور الاحداث والتأكيد على عدم تخلّي حزب الله عن دعم غزة بالقول ان المواجهات العسكرية بين حزب الله واسرائيل أجبرت اسرائيل على ابقاء ثلث جيشها على الحدود الشمالية لتخفيف الضغط عن غزة.

 

عراجي وفي حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية، رأى ان حزب الله لن يدخل في حرب شاملة مع اسرائيل لانه ومن خلال الخبراء الاقتصاديين المحيطين به يدرك خطورة الأزمة الاقتصادية وعدم قدرة اللبنانيين على الصمود في الحالات العادية، فكيف اذا ما دخل لبنان في حرب شاملة، معتبراً أن المواجهات الميدانية مع اسرائيل ستبقى ضمن قواعد الاشتباك بشكل عام بمعنى انه مشارك بالحرب وانزلاقها نحو الاسوأ رهن بالتطورات الميدانية وكأنه يريد أن يبقي الأمور ضبابية.

 

بعد إزاحة كابوس الخطر ولو نسبياً، لجهة عدم انزلاق الامور نحو الاسوأ في المدى القريب، هل تبادر القوى السياسية المترددة الى اقتناص الفرصة والعمل على تفعيل الحكومة وتحصين الجبهة الداخلية من خلال التعيينات العسكرية والذهاب لانتخاب رئيس جمهورية وإعادة انتظام المؤسسات الدستورية لحماية ما تبقّى من البلد؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى