سياسةمحليات لبنانية

الثورة السّلميّة هي المخرج لإنقاذ النّظام والاقتصاد

 

 

ليس خافيًا على أحد أنّ السلطة السياسيّة بمكوناتها كافة، هي في أزمة فعليّة، حتى ولو استعانت بمساحيق التجميل، و"الكولاجين"، و"السيليكون" لإخفاء عجزها، وتهالكها، ونزع ما اعتراها من تجاعيد، في محاولة منها، لتجديد شبابها، والاستنجاد بالعطّارين لإصلاح ما أفسدته في دهرها المديد.

لم يَدُر بخلدها أنّ النّظام الذي أرسته في الحكم، واستثمرت فيه سنين طوال، سيودي بها إلى حتفها المحقّق، وسيوصل بها على شفير النّزاع الأخير، وباتت أنفاسه محسوبة، شاحب، لا متّكا له، ما عادت أرجله قادرة على حمله، بعدما اقترفه في ماضيه القريب والبعيد.

لكثرة ما تغوّلت هذه السلطة، لم تنتبه، إلا وهي قد دمّرت البنية السياسيّة، جاعلة منها شكلا دون مضمون، قضت فيه على كلّ معنى للحياة السياسيّة، وحوّلتها إلى لزوم ما لا يلزم، وكذا بالنسبة للبنية الاقتصاديّة، حولتها خدمات، ومنافع، للمحظيين من نعمة السّلطة، ليكدّسوا من خلالها الثروات على حساب بقيّة النّاس، ودمّرت البيئة، والتعليم، والخدمات، والثقافة، والأخلاق، حوّلتها إلى أمكنة للارتزاق، والنفعية، والزبائنيّة، ولم تترك شيئا وصلت لها أياديها إلا وأفسدته، حتى غدت الناس لا تلوِ على شيء.

النّظام اليوم، غدا أسير أفعاله، مصابًا بـ "متلازمة ستوكهولم"، استحال محبًا لما أسر نفسه فيه، لم يعد قادرًا على الخروج من الشّرنقة التي وضع نفسه فيها، يدور حول نفسه، عبثًا، وفي كلّ دورة يتسارع تهاويه، مخرجه الوحيد من الذي هو فيه من خارجه، أي من الشارع وثورته، ثورة الشّارع هي الوحيدة القادرة على إعادة بناء النّظام من جديد، وإعادة هيكلة السّلطة، كلّ السّلطة – وها هي تعيد هيكلتها – وغير ذلك انتظار، لخروج الروح منها ودفنها، والمكابرة عبث.
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى