رأي

“طوفان القدس”إبداع ومغامرة وتجريب(زياد علوش)

 

بقلم د. زياد علوش* – الحوار نيوز

 

“فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ”

الإبداع يكمن في المغامرة والتجريب لا في التقليد.  تلك هي ملحمة “طوفان القدس” التي خرجت عما لا يطيقه النمطيون ومتهافتو التطبيع من العرب والمسلمين، وقد استرسلوا في النزوات والمعارك والحروب والمشادات العبثية.

القرار الجريء ل”حماس” القائم على اسس موضوعية متينة ومحكمة بالاقتحام، لا يقل اهمية عن الاعمال المنسقة التي استهدفت خمسين هدفاً صهيونياً بغلاف “غزة” في عمق 40 كلم.تخطيط محكم وتنفيذ احترافي وتوفيق رباني ،فكانت المفاجئة الصاعقة حيث انقلبت الادوار التي لم يذق العرب طعمها منذ اجتياز خط برليف العام 1973

استيعاب الدور التاريخي يتطلب عدم تمكين تل ابيب من تكرار سابقة استعادة زمام المبادرة والوصول الى تخوم دمشق والقاهرة.

ستعمل واشنطن على تمكين تل ابيب من استعادة ماء وجهها بتغطية جرائمها وتزويدها بالدعم اللازم المادي والمعنوي.ولإفشال ذلك ينبغي على العرب والمسلمين اسناد الجبهة الفلسطينية، كل من موقعه وحسب قدرته. وقد تبدو هذه المطالب مجرد آمال خادعة، فالعادة ان المناصرين يكتفون بالدعاء والآخرون ينتظرون إبادة حماس والجهاد شماتة لإثبات نظريات العين والمخرز.

الخروج من مأزق التخاذل العربي والاسلامي التاريخي يتطلب  العودة لمقاربة تحطيم “خط برليف وطوفان القدس” ،والايغال في التفكير الإبداعي إياه والمغامرة والتجريب من قبل المقاومين وعدم الرهان على نجدة الخذلان.

“صولة الاصالة” ، يا له من مشهد يفوق الخيال، فماذا لو فتحت حقاً كل الجبهات والثغرات وتوافد المغامرون بإبداع من كل حدب وصوب والتقت الجموع في ساحات الاقصى وباحاته.

“طوفان القدس” يُنبئنا بأنها ليست مجرد احلام ،بدليل ما حدث بحيث يمكن للمشهدية ان تتكرر وتتوسع وصولاً لانتهاء “دولة اسرائيل” كما توقع لها شيخ المجاهدين الشهيد احمد ياسين، وقد كبر ابناؤه ليسطروا امام العالم ملحمة سيخلدها التاريخ.

 الدرس الاهم هو الجرأة في اتخاذ القرار. فالخطوط الحمر مقبرة المقاومة والمقاومين.

*كاتب صحفي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى