ثقافة

إطلاق مشروع مبنى لمعهد الموسيقى الوطني بهبة صينية تقدر ب 60 مليون دولار

 

الحوارنيوز – خاص
وسط أجواء من الإرتباك والكباش السياسي بين الفوضى والإستقرار، يسير وزير الثقافة بخطى ثابتة لتحقيق "أجندته الثقافية" بما يعزز مناخا فيه الكثير من الأمل كخيار هو نقيض لخيار الفوضى والعبث.
أمس أطلق وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود مشروع بناء الصرح الثقافي والموسيقي لمعهد الموسيقى الوطني (الكونسرفاتوار) في منطقةضبية، وقال في كلمته أنه "فيما يعيش الوطن أسوأ أزمة سياسية واقتصادية ومالية، فإن مسيرة لبنان الثقافية مستمرة بإيمان وعناد. وفيما نرصد تحولات وطن يستشرف انبعاثا آخر نضع في عهدة أجيالنا بذرة فن وجمال عساها تزهر في القادم من المواعيد".

المشروع تموله جمهورية الصين الشعبية بهبة عينية تقدر ب 60 مليون دولار على مساحة تقدر ب 28 الف متر مربع، على ان يتم الانتهاء من تنفيذ المشروع خلال مدة لا تزيد عن الـ 3 سنوات.

حضر الاحتفال، الى داود، وزيرا الدفاع والسياحة في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب وأواديس كيدانيان، سفير الصين وانغ كيجيان، الوزير السابق عدنان القصار، النائب السابق غسان مخيبر، رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر، المدير العام للمعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتور بسام سابا وأعضاء مجلس إدارة الكونسرفاتوار، ممثل المدير العام للشركة المنفذة للمشروع لي جي تشين، المدير العام لوزارة الثقافة الدكتور علي الصمد النائب السابق رئيس بلدية إنطلياس – النقاش إيلي أبو جوده، وحشد من الشخصيات الثقافية والموسيقية والمهتمين.

وشكر الوزير داود "جمهورية الصين الشعبية لتمويلها لهذا المشروع"، آملا "المزيد من التعاون بين البلدين"، وقال: "ان اقصر السبل الى السلام هي الانماء، وخير وسيلة للانماء هي التواصل والتعاون بين شعوب الارض لردم الهوة وبناء الجسور الانسانية".

وقال داود: "هذا المعهد الموسيقي، الذي نطلق اليوم أشغال مبناه، هو امتداد لمسار عقود طويلة، تعود لعشرينيات القرن الماضي، ولمرحلة تأسيسه تحديدا. لقد أدى الكونسرفاتوار الوطني دورا رائدا طليعيا في تخريج أجيال من الموسيقيين، اضطلعوا بأعباء تكوين الحيا الموسيقية في لبنان والعالم العربي ليبقى لبنان الوطن باعثا لمسارات التجدد والإرتقاء في محيطيه القريب والأبعد".

وتابع: "وكان لانتشار فروع الكونسرفاتوار في المناطق اللبنانية كافة، دور أساسي في رفد الموسيقى بطاقات مهمة من ذوي الاختصاص والمواهب، في مجال التأليف الموسيقي والعزف وإدارة الفرق الموسيقية. لقد شكل العام 2000 محطة تاريخية، يوم تأسستْ الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، والأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية… ومنذ ذلك التاريخ، تشهد الصروح الأكاديمية والمسارح أمسيات موسيقية ، كلاسيكية، غربية وشرقية، يتوافد لحضورها جمهور واسع من اللبنانيين، في بيروت والمناطق".

وتوجه الى السفير كيجيان قائلا: "باسم لبنان حكومة وشعبا ووزارة ثقافة، نشكر ونحيي بادرتكم الكبيرة، عبر الهبة العينية المقدمة من حكومتكم لإنشاء هذا المبنى ، ونتطلع إلى مزيد من التعاون، من خلال الثقة والصداقة القائمة بين لبنان والصين"، مثمنا "الجهود والتعاون البناء بين وزارة الثقافة ومجلس الإنماء والإعمار، بهمة رئيسه الأستاذ نبيل الجسر"، وموجها "التشجيع والدعم لجهود رئيس مجلس إدارة الكونسرفاتوار د. بسام سابا، وأعضاء المجلس والأساتذة والإداريين"، داعيا إياهم إلى "مزيد من العطاءات إيمانا بهذا الوطن العظيم".

ثم تحدث سابا فقال: " تأتي هذه المناسبة المهمة اليوم لتؤكد من جديد أن الموسيقى هي أيضا في الأساس اختصاصا اكاديميا متشعب الأوجه يتطلب بذل جهد كبير من الطالب كأيِ اختصاص أكاديمي آخر، فلولا هذا البعد الأكاديمي لما كانت الموسيقى حققت معظم لوظائف المذكورة أعلاه.
بدوره قال الجسر : "بينما تخيم على الوطن الغيوم السوداء، نلتقي اليوم لنبعث برسالة أمل ورجاء ولنؤكد أن لبنان سيتجاوز هذه الأزمة الوطنية الكبرى بتضافر جهود أبنائه وبوقوف أصدقائه إلى جانبه. نلتقي لنحتفل بإطلاق مشروع رائد سيشكل أحد مرافق الوطنِ الثقافية والفنية ويساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي والوطني".

ولفت إلى أن "العلاقات بين لبنان والصين تطورت خلال السنوات الأخيرة بشكل ملموس. فبالإضافة إلى التبادل التجاري ووجود الشركات الصينية في بلدنا، تلقى لبنان أربعة قروض بدون فائدة بقيمة اجمالية بلغت 250 مليون يوان صيني أي حوالي 36 مليون دولار أميركي يجري سدادُها عبر توريد منتوجات لبنانية إلى الصين، وعدد من الهبات العينية من الصين خاصة بعد عدوان تموز 2006، وبعد تفاقم أزمةِ النزوح السوري، حيث بلغ مجموع هذه الهبات العينية 828 مليون يوان صيني أي حوالي 118 مليون دولار اميركي. خصص أكثر من نصف هذه الهبات أي 433 مليون يوان صيني أي حوالي 59 مليون دولار أميركي لتنفيذ المبنى لتتوج هذه العلاقة المتينة بين البلدين".

وأشار إلى أن "هذا المشروع جرى تصميمه من قبل استشاري صيني بنتيجة مسابقة شاركت فيها عدة مكاتب هندسة صينية. وقد جرى اختيار التصميم الفائز بمشاركة وزارة الثقافة اللبنانية، إدارة الكونسرفاتوار ومجلس الإنماء والإعمار والى أن المشروع الذي سيضم المعهد العالي للموسيقى وصالتين للأوركسترا اللبنانية تقارب مساحته المبنية حوالي /28,500/ متر مربع".

من جهته قال السفير الصيني: "يسرني أن أشهد معكم هذه اللحظة التاريخية من التعاون بين الصين ولبنان. تم اعتماد هذا المشروع بشكل رسمي في كانون الثاني من العام الماضي. وقام فريقا العمل من الجانبين بالتنسيق الوثيق والتعاون المخلص لدفع الأعمال المختلفة بخطوات ثابتة ومنتظمة حسب الجدول الزمني. وبهذه المناسبة يطيب لي أن أتقدم باسم الحكومة الصينية بخالص الشكر للذين شاركوا وساهموا في هذا المشروع وكثير منهم حاضرون اليوم على ما قدموه من الدعم القوي والجهود المبذولة".

أضاف: "يعتبر هذا المشروع أول مشروع متكامل تنفذه الحكومة الصينية كهبة للبنان، كما أنه مشروع نموذجي للعمل المشترك لبناء "الحزام والطريق" بين البلدين وتعزيز التفاهم بين الشعبين وعلامة بارزة لتعزيز الصداقة الصينية اللبنانية وتعميقها. يواجه العالم اليوم مشاكل مختلفة لا يستطيع أي بلد التعامل بها بمفرده ولا يمكن خلق مزيد من المشاكل أو تعقيدها من قبل دولة بعينها بسبب أنانيتها. فالخيار الصحيح الوحيد هو الحوار والتعاون والطريق العملي الوحيد هو المساواة والمنفعة المتبادلة والنمو المشترك".


وفي الختام أزيح الستار عن اللوحة التذكارية لوضع حجر الأساس وأخذت الصورة التذكارية كما أقيم كوكتيل للمناسبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى