منوعات

هكذا نقي أنفسنا أمراض القلب والشرايين

   تؤدي أمراض القلب والشرايين إلى حدوث الأزمات القلبية والسكتة الدماغية (الشلل أو الفالج) والموت المفاجئ وغيره من الأعراض الخطيرة. والسبب الرئيس لهذه الأمراض هو ترسب الدهون في جدران الشرايين مما يؤدي الي ضيقها وانسدادها مما يعرف بتصلب الشرايين.
   لاتزال هذا الامراض تشكل السبب الأول للوفيات  في أوروبا وأميركا وذلك بالرغم من أن الوفيات الناتجة عنها  قد تراجعت بشكل كبير في عدة دول أوروبية  بسبب سياسات مكافحة التدخين وتقدم العلاجات المتوفرة لهذه الامراض. في المقابل  نشهد حاليا ومنذ سنوات  تقدما كبيرا لهذه الامراض في الدول النامية بسبب إنتشار البدانة والسكري وقلة الحركة والتمارين الرياضية.
وعلى الرغم من أن التقدم في السن هو أحد العوامل الهامة لمرض تصلب الشرايين، إلا إن الأخير ليس نتيجة حتمية للشيخوخة بل انه يمكن منعه والوقاية منه.
وتشمل العوامل المؤدية لتصلب الشرايين  الاستعداد الوراثي والتدخين والعادات الغذائية السيئة مثل الإسراف في تناول الدهون والسكريات وزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم وعدم ممارسة الرياضة والإصابة بمرض السكري وخلل دهون الدم (زيادة الكوليستيرول الضار او الخفيف الكثافة LDL cholesterol)) والدهون الثلاثية  (Triglycerides) ونقص الكوليستيرول عالي الكثافة cholesterol)   HDL) اضافة إلى التوتر العصبي والظروف المعيشية الصعبة (.(Low socioeconomic status .
وقد أعلنت المنظمة الصحية العالمية أن ثلاثة أرباع الوفيات الناتجة عن هذه الأمراض ،من الممكن تفاديها مع تغيير نمط الحياة المتبع من قبل الأفراد المصابين بهذه الأمراض. وبالرغم من تلك التوصيات لاتزال الوقاية من هذه الأمراض تمثل تحديا  كبيرا للشعوب والحكومات ، ولكل العاملين في مجال الصحة  الذين يجب أن يتعاونوا جميعا" من أجل وضع خطط عمل منسقة على مستوى الأفراد والمجتمعات من أجل الوقاية من هذه الأمراض والقضاء عليها.
أهداف الوقاية من أمراض القلب :
إن من أهم أهداف إجراءات الوقاية من أمراض القلب هو مراقبة حالة المرضى المصنفين في درجات الخطورة الخفيفة والمتوسطة من أجل المحافظة على صحة قلوبهم وشرايينهم على مدى الحياة ،وكذلك مساعدة المرضى الموجودين في الفئات المتقدمة العالية الخطورة من أجل تخفيف الخطر وجعل المرض يتراجع إذا أمكن. وقد حددت  توصيات مجموعة العمل في فريق الوقاية التابع لجمعية أطباء القلب الأوروبية الأسس الرئيسية التي تساعد على الحفاظ على أفضل صحة للقلب والشرايين من خلال النقاط الثمانية التالية :
– عدم التدخين
– نظام غذائي سليم يتضمن خمس حصص من الخضار والفواكة الطازجة يوميا.
– القيام بتمارين رياضية مثل المشي  لمسافة ثلاثة كيلومترات تقريبا  أو القيام بأي نشاط رياضي متوسط لمدة 30 دقيقة يوميا.
– المحافظة على ضغط شرياني إنقباضي عالي أقل من .140mHg
– المحافظة على مستوى كولستيرول إجمالي أقل من  15 mmol/l    اواقل من 190 mg/dl
– المحافظة على مستوى كولستيرول ضار (LDL Cholesterol)  اقل من 3mmol/l    او اقل من 115mg/dl.
– المحافظة على مستوى السكر في الدم أقل من     6mmol/l   او اقل من 110mg/dl
– الأبتعاد عن البدانة والمحافظة على وزن مثالي بحيث يكون مؤشر الكتلة الإجمالية  (BMI< 25Kg/m2)   وتفادي بدانة البطن لأنها عامل خطورة مستقل بحد ذاتة.
– المرضى الذين يستفيدون من الوقاية :
بشكل عام فان المرضى الذين يستفيدون من الوقاية هم:
-المرضى الذين يوجد لديهم مرض تصلب في شرايين  القلب أو الشرايين الأخرى (والذي يفترص تأكيده بواسطة إما التمييل وإما فحص الأجهاد للقلب مع التصوير الصوتي أو من خلال تصوير شرايين الرأس اوالأطراف)
– المرضى الذين تم في الماضي تشخيص ذبحة قلبية أو نوبة قلبية حادة لديهم، أو الذين خضعوا في الماضي لعملية بالون مع راسور على أحد شرايين القلب أو خضعوا لعملية قلب مقتوح أو الذين عانوا من جلطة دماغية أو من مشكلة في شرايين الأطراف.
– كذلك يستفيد جدا من هذه الوقاية مرضى السكري من النوع الأول أو الثاني مع علامات إصابة  في أحد الأعضاء النبيلة ( قلب/دماغ/كلى ).  كذلك يستفيد من الوقاية المرضى اللذين يعانون من قصور كلوي متوسط أو مهم.
– المرضى الذين يوجد لديهم عوامل خطورة مسببة لأمراض القلب والشرايين بشكل متقدم جدا ( عاملا خطورة أو أكثر ) مما يضعهم في خانة المرضى ذوي خطورة متقدمة للإصابة بأمراض  القلب والشرايين ( خطر إصابة مميتة بالقلب والشرايين أكثر من 10% في العشر سنوات القادمة ).
والمرضى المستفيدون أيضا من الوقاية هم المرضى الذين يعانون من إرتفاع خطير في أحد عوامل الخطورة مثل إرتفاع الضغط الشرياني أو إرتفاع الكولستيرول الوراثي والمرضى اللذين يعانون من السكري دون إصابة الأعضاء النبيلة الأخرى.
اساليب الوقاية من امراض القلب والشرايين:
١- الامتناع عن التدخين:
وهو يعتبر العامل الأقوى والمستقل المسبب لأمراض القلب والشرايين وهو المسبب لأول عارض وللأعراض الأخرى فيما بعد، ويسبب أمراضا متعددة كلنا يعرفها. ويجب الإنتباه جيدا  إلى التدخين السلبي. ونشير إلى أهمية الأقلاع عن التدخين لأن الأشخاص الذين يوقفون التدخين بعد أول حادث تنخفض الوفيات لديهم بنسبة النصف مقارنة مع الأشخاص الذين يكملون التدخين. وليس هناك أدوية لها هذا التأثير على الوفيات مثل إيقاف التدخين ويجب في كل الأحوال محاولة إقناع المدخن بالأقلاع عن ذلك  بكل الوسائل.

٢- التغذية الصحية
*  تراعي ان يكون الغذاء متنوعا ويحتوي علي جميع العناصر الرئيسية ( كربوهيدرات – دهون – بروتينات – ألياف – معادن – فيتامينات).
*  الإقلال من المأكولات الدسمة والغنية بالسعرات الحرارية ومحاولة الوصول إلى وزن الجسم النموذجي        .(Ideal body weight)
* مراعاة الا تزيد كمية الطاقة (السعرات Calories) اليومية الناتجة من تناول الدهون في الطعام عن 35 في المائة من جملة السعرات المطلوبة.
* زيادة نسبة الكربوهيدرات المركبة في الطعام (الخضراوات– الفاكهة- البقول- عيش السن– البليل).
* اختيار الدهون الغنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة (أحادية أو متعددة عدم التشبع (Mono or Polyunsaturated fatty acids)) مثل زيت الزيتون وزيت الذرة وزيت الصويا والمكسرات (دون الإسراف) وتجنب الدهون المجمدة والزيوت النباتية المهدرجة والزيوت المقدوحة.
* الإكثار من الأغذية الغنية بالألياف القابلة للذوبان ( البقول – الخضراوات خاصة البامية والباذنجان والخرشوف والكرنب– الفاكهة).
* الإكثار من تناول الأسماك بجميع أنواعها – يوصي بمرتين أسبوعيا.

٣- التخلص من الوزن الزائد وعلاج السمنة:
– اتباع نظام غذائي خاص قليل السعرات الحرارية.
* تجنب جميع المأكولات الغنية بالسعرات مثل المقليات والمحمرات والمواد الكربوهيدراتية سريعة الهضم والامتصاص (العيش الأبيض – الدقيق الأبيض – المياه الغازية – عصير الفواكه المركز بالسكر – الشربات – العسل – المربي)
* زيادة كمية الطاقة ( السعرات ) اليومية الناتجة من الكربوهيدرات المركبة ( العيش السن – البقول – الخضار – الفاكهة)
* زيادة كمية الأغذية الغنية بالألياف.
* الإقلال من الدهون.
* تجنب تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفزيون.
-ممارسة الحركة والرياضة البدنية بانتظام:
* المشي السريع يوميا لمدة نصف ساعة.
* قضاء العطلة الأسبوعية خارج المنزل (زيارة الحدائق – المتاحف – الأسواق الكبيرة)
* استخدام السلالم بدل المصعد.
– المتابعة المستمرة والمراقبة الذاتية للوزن.
  
٤- النشاط الجسماني والرياضة البدنية:
* الرياضة والحركة تحمي من أمراض القلب والشرايين.
* مارس الحركات والتمرينات الرياضية التي تستخدم العضلات الكبيرة في الجسم (الساقين والكتفين) مثل المشي والركض والسباحة.
* يجب أن يكون المجهود المبذول كافيا لزيادة سرعة النبض والتنفس.
* يجب أن تكون شدة ونوع المجهود الرياضي مناسبة لسن الشخص وحالته الصحية ولياقته البدنية وأن يتمكن الشخص من الاستمرار فيه لفترة من 10 – 30 دقيقة.
* رياضة المشي السريع لمدة 20-30 دقيقة معظم أيام الأسبوع تناسب الجميع.

٥- علاج ضغط الدم المرتفع:
* قياس ضغط الدم بصفة دورية بداية من سن الأربعين – إذا كان اقل من 140/90 مم زئبق
فيعاد القياس كل 3-5 سنوات.
* في حالة ارتفاع الضغط عن 140/90 مم زئبق يعاد القياس عدة مرات خلال أسابيع للتأكد من استمرار ارتفاع الضغط.
* علاج الضغط يتطلب:
– تغيير في أسلوب المعيشة (إنقاص الوزن الزائد – الإقلال من الملح في الطعام – تجنب الدهون والإكثار من الخضراوات والفاكهة والبقول واللبن منزوع الدسم – ممارسة الرياضة البدنية بانتظام – تجنب الكحول).
– تناول أدوية علاج الضغط بصفة مستمرة في حال لم تنجح طرق الوقاية
– متابعة قياس الضغط بانتظام.
٦- علاج زيادة كوليسترول الدم:
زيادة الكوليستيرول الضار في الدم يعجل بالإصابة بتصلب الشرايين و أمراض القلب والشرايين التاجية ،بينما خفض مستوي الكوليستيرول يؤدي إلى زوال أو الإقلال من خطر التعرض للأزمات القلبية والوفاة المبكرة.
* علاج زيادة الكوليستيرول يتطلب:
– اتباع نظام غذائي خاص:
– تجنب جميع المأكولات الغنية بالدهون المشبعة والكوليستيرول مثل اللبن كامل الدسم وجميع منتجاته من سمن وزبده وقشدة وجميع أنواع الجبن ( ماعدا القريش ) واللحم الضان وجلد الطيور والبط والاوز والدهون الملاصقة أو بين لحوم الحيوانات والكبد والكلاوي والمخ والبطارخ والسوسيس واللانشون وصفار البيض والزيوت النباتية المجمدة ( المهدرجة) وزيت النخيل وجوز الهند والكاكاو والإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة والبقول والأسماك والمكسرات ( باعتدال). 
– ممارسة الرياضة البدنية بانتظام.
– تناول العقاقير الخافضة لكوليستيرول الدم في حال لم تنجح طرق الوقاية
– متابعة قياس مستوي الكوليستيرول والدهون في الدم بانتظام.
٧- علاج مرض السكر:
– مرض السكر أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين في سن مبكرة خاصة بين السيدات.
– للوقاية من مرض السكر يجب تجنب السمنة والمحافظة علي الوزن المناسب وممارسة الرياضة البدنية والحركة واختيار الغذاء الصحي.
* علاج مرض السكر يتطلب:
– نظام غذائي صحي والوصول إلى وزن الجسم النموذجي.
– ممارسة الرياضة.
– العلاج الدوائي.
– العلاج المكثف لعوامل الخطر الأخرى المؤدية لتصلب الشرايين ( ارتفاع ضغط الدم – التدخين – زيادة دهون الدم).
– بعض العقاقير الحديثة مثل موانع الأنزيم المحول تقلل من فرص الإصابة من مرض السكر ومضاعفاته.
٨- الاسبرين:
يجب أن يؤخذ في الحسبان عند استعمال عقار الأسبرين الفائدة المرجوة من الوقاية من أمراض القلب والشرايين مقابل التعرض للنزيف الدموي الذي قد يحدث مضاعفات خطيرة إذا كان النزيف في المخ أو بكميات كبيرة من قرحة المعدة.
* يوصي باستخدام الأسبرين باستمرار عند جميع المرضي بعد الأزمات القلبية والمخية.
* يوصي باستخدام الأسبرين عند وجود عدد من عوامل الخطر المؤدية لتصلب الشرايين مثل التقدم في السن – التدخين – السمنة – ارتفاع ضغط الدم – زيادة الدهون والكوليستيرول في الدم- التاريخ الوراثي القوي للأزمات القلبية المبكرة .
* يستخدم الأسبرين عند مرضي الضغط المرتفع بعد التحكم في الضغط إلى الحدود الطبيعية إذا صاحب ارتفاع الضغط مضاعفات مثل تضخم القلب أو قصور وظائف الكلي أو إذا وجدت عوامل أخرى تؤدي إلى تصلب الشرايين.
٩- الفيتامينات والأعشاب وموانع الأكسدة:
* لا يوجد دليل علمي لفائدة هذه النوعية من العقاقير للوقاية من أمراض القلب والشرايين.
وعلى الرغم من أن هناك دورا واضحا للأكسدة في أمراض القلب فإن الدراسات التي تستخدم الفيتامينات المضادة للأكسدة لم تلاحظ أي تخفيض في خطر الإصابة بأمراض القلب أو في معدل تطوّر المرض الموجود. ورغم ذلك يستمر بعض الأطباء بوصف هذه العقاقير ،وهي تسوق بشكل كبير في مختلف البلدان وقد تلعب دورا ما او حتى نفسيا على الأقل.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى