رأيسياسةمحليات لبنانية

إضعاف المقاومة في حرب داخلية..مقولة خاطئة(علي يوسف)

 

كتب علي يوسف :

درجت العادة ومنذ فترة غير قصيرة على ترداد تعريفات  وجمل ومقولات خاطئة ،واعتبارها للأسف كمسلمات من دون اي توقف للتدقيق في صحة موقع استعمالها او في صحتها او في ما اذا كانت صالحة سابقا  وهي ما تزال صالحة الآن …. 

ولو اقتصر الأمر  في الموضوع على الاشارة الى الخلل والاخطاء الفكرية   ،وهي كثيرة ولا  تقتصر على هذا الجانب فقط ،لكان الأمر على اهميته يأخذ الطابع البحثي … الا أن المشكلة الأكبر هي حين  يتعلق الأمر في الفهم  والتحليل السياسي الذي يستتبع مواقف سياسية تكون عندها مبنية على اوهام …..

والداعي لطرح هذا الموضوع حاليا هو الترداد الكبير من اعلاميين وسياسيين  و”مثقفين” لمقولة ان  هناك مؤامرة لجر المقاومة الى صراع داخلي  يضعف قوتها ويشل فاعليتها  في المواجهة الاقليمية ومع العدو الاسرائيلي تحديدا تمهيدا لضربها !!..

ان مثل هذه المقولة  مبنية على تسلسل منطقي ،ولكنها بعيدة عن الواقع ولا تأخذ بعين الاعتبار  المعطيات والتطورات والشواهد الماثلة امامنا …واهمها :

١- عدم تقدير فعلي لحجم وقوة المقاومة وفاعلية ذلك رغم التغني بهذا الموضوع يوميا 

٢- عدم اخذ هذه القوة بعين الاعتبار عند الانتقال الى التحليل السياسي 

٣- تقدير خاطىء لحجم قوى الداخل  المستخدمة في المؤامرة  ،ومدى قدرتها على المواجهة  بشريا وماليا وبنى تحتية اخرى متوافرة 

٤- الإسقاط   الخاطىء لمعطيات حرب ال٧٥ او لمعطيات الحرب السورية او لمعطيات الحرب العراقية على الواقع اللبناني الراهن … حيث لا وجود للعامل الفلسطيني الداخلي وحيث لا  تتوافر تمويلات ضخمة للحرب كما حصل في سوريا والعراق ….. اضافة الى الفارق في الاحجام للقوى التى يمكن استخدامها في لبنان بالمقارنة مع العراق وسوريا 

 

٥-  وهنا العامل الأهم  الذي يُسقط كل الاوهام هو ان المقاومة نفسها اسقطت مقولة ان  ” إلهاءها في حرب داخلية يُضعفها ويسهل ضربها” وذلك حين ساهمت وبدور كبير وبارز وفاعل في الحرب على الارهاب من العراق الى سوريا الى تحرير الجرد اللبناني السوري  من دون ان يؤدي ذلك الى اضعافها بل زادها قوة على كل المستويات وزاد فاعليتها  وخبرتها و زاد دورها الاقليمي … 

 

في الخلاصة،      

ان هذه المقولة التي يتم تردادها يوميا على وسائل الاعلام  هي فارغة من مضمون حقيقي، واذا كان هناك من يراهن عليها فهو واقع في الوهم   الفكري والسياسي، ولا يعدو عن انه سيكون انتحاريا في مشروع  لن يتعدى الازعاج للمقاومة ، كونها لاترى ولا تريد ان يُستخدم جزء من شعبها ،وهي الحريصة عليه وتدافع عن الوطن الذي هوشريك فيه وعن كرامته ومصالحه وثرواته …..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى