نهاية الفصل الأول من الحراك والانتفاضة ..
وحدها الامور الواضحة مخفية في السياسة ،و وحده المخفي من الامور على جانب كبير منه واضح في المال والاقتصاد وحركة المصارف والسفراء.
لم تفشل الانتفاضة في ساحات البلاد ،انما الانتفاضة ادت واجبها على اكمل وجه وعلى اوسع نطاق في الجزء الاول من حراكها.
احيانا يضطرّ الثوريون لاخلاء الطرقات لمكونات طبيعية كالبرد والمطر وسوء التدبير الثوري ، كإفلات فرصة اعلان حكومة ثورية من قبل ثوريين سموا انفسهم "سلميين" لغياب الثوريين الحقيقيين المغامرين الدمويين . واحيانا يخلي الثوريون من الناس الازقة لمكونات متحولة شبه طبيعية كالفيروسات المهضومة بقتلها الناس من دون تفرقة طبقية او حزبية او طائفية كالكورونا.
لم تتحوّل الانتفاضة لثورة حقيقية ، إذ لم يرتقِ الثوريون السلميون في بلادي الى مرتبة الثوريين المغامرين الدمويين الحقيقيين.
الثوري الدموي المغامر هو من يصنع التاريخ بروحه ودمه واحيانا على حساب اسمه وصيته فيما بعد، كنعته ظلماً ب"السفاح". اما الثوري السلمي الرافع يديه الى الأعلى فأنه عادة يصنع افلاما سينمائية تدافع عن الاناقة والازياء و"حقوق الانسان" والمثلية والحرية وعناوين اعلامية ك "شوفيني حبيني".
ان لم يرافق الثوار السلميين ثوار شبعوا من حليب اثداء امهاتهم لا يكتب لثورة النجاح، فلا سلطة يحميها زعران شوارع وسماسرة مصارف ومجرمو حرب تسلّم رقبتها بأدب وبتهذيب لتشنق في ساحة الشهداء.
لولا ادمان السيد ماكسميليان دو روبسبيير للمقصلة ما نجحت ثورة فرنسية مع السيد جورج دانتون.
لولا جمجمة سليمان ونس الحلبي في متحف الانسان في قصر شايو في باريس ،ما أعدم العرب والمسلمون بشرف، قائد حملة الجيش الفرنسي كليبرفي القاهرة.
لولا دموية ومغامرة السيد يوسف جوغاشفيلي ما نجحت بلشفية فلاديمير اوليانوف.
لولا حسم و جدية ودموية احكام السيد صادق خلخالي ما كتب لثورة السيد روح الله الموسوي الخميني الاسلامية البقاء و الحياة والنجاة من مؤامرات العملاء.
لولا نار جسد محمد بوعزيزي وغضب التونسيين في الشارع ما وضّب السيد زين العابدين بن علي حقائبه ومشى.
للأسف، لا يمكن للعين ان تقاوم المخرز، ولا ينتصر سيف على دم الا في قصص الادباء وقصائد الشعراء و روايات الجدات والحكواتيين ودائما بعد فوات الأوان بسنوات طويلة…
غاندي لم يحرر بلاده بجسده النحيل، انما حررها بخوف الانكليز من غضب هندي مكتوم شعروا به وتيقنوا من انفجاره.
كل انتفاضة والمئة فارس ملثم وشجاع بخير.
الانتفاضة المقبلة والقريبة جدا ستجرف الجميع الى مزابل التاريخ ، سجّل يا تاريخ ما نكتبه، الا ان يوم الفرج بقريب.