سلايدرصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: قراءات في حركة لودريان

 

الحوارنيوز – خاص

وسط تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ورفض العدو تنفيذ القرار 1701 وارتفاع حدة التهديدات، واصل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان جولته على الفاعليات النيابية محاولا ردم ما أمكن من هوة بين محورين، الأول يدعو للحوار الوطني والثاني يرفض الحوار ويتبنى استراتجية المواجهة واستدراج الخارج!

كيف قرأت صحف اليوم حركة لودريان؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: لودريان بين “الخنادق”: وبري “يهبط” إلى التشاور!

وكتبت تقول: مع أن كثيرين “راهنوا” على اللمسة الشكلية “الطارئة” التي أضافها رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقائه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، مستبدلاً كلمة “التحاور” بـ”التشاور” وكأنها مؤشر الى موقف تلييني مرن لـ”الثنائي الشيعي” قد يُطلق التعطيل والتعقيد من القبضة الآسرة، غير أن التوغل في التفاؤل لم يكن في محله للذهاب بعيداً في توقع إيجابيات. والواقع أن تعبير “التشاور” بدل “التحاور” بدا بمثابة تلطيف وتهذيب لشروط لم تتبدل بعد ولم تكن بحجم جوهري ليتم الحكم عليها ما دامت المعلومات التي استُجمعت عن مهمة الموفد الفرنسي في زيارته السادسة للبنان منذ تكليفه المهمة الرئاسية المستعصية لم تخالف الانطباعات التي سبقت جولته لجهة استبعاد حصول أي اختراق جدي في جدار الازمة الرئاسية.

وفق تقاطع المصادر والمعطيات عن جولة الموفد الفرنسي، فإن لودريان جال واقعياً، ومرة جديدة، بين “خنادق” القوى السياسية ليجد أن شيئاً لم يردم الهوة الضخمة التي لا تزال تفصل بين موقفي “المحور الممانع” بقيادة “الثنائي الشيعي” والقوى المعارضة والنواب التغييريين والمستقلين. وإذ لم يحمل لودريان واقعياً أي خريطة طريق جديدة فإنه إستند بقوة واضحة إلى “البيان المرجعي” للجنة السفراء الخمسة الذي صدر قبل أسبوعين واعتبره الناظم الواضح لبلوغ الانتخابات الرئاسية، وسأل كل من التقاهم عن موقفهم من التزام الآلية التي لحظها بيان “الخماسية”.

وأما الأبرز في المواقف التي عبر عنها لودريان، وفق ما ينقل عنه عدد من الذين التقوه، فهو اعتباره أن “البديل الثالث”، أي المرشح الثالث الذي لا ينتسب الى أي من الافرقاء والذين طرحوا حتى آخر جلسات مجلس النواب الانتخابية في حزيران (يونيو) الماضي، هي الوصفة الوحيدة للوصول الى حل ينتخب بموجبه رئيس الجمهورية على أساس ما نص عليه بيان الخماسية من آلية للتشاور السريع والتوافق أو وضع لائحة محدودة بأسماء مرشحين ومن ثم عقد الجلسات المفتوحة لانتخاب الرئيس.

ولكن أوساط بري قالت إنه خرج من اجتماعه مع لودريان بـ”انطباعات ايجابية” عكسها في البيان الذي صدر عن مكتبه الاعلامي وتأكيده بعد اتمام “التشاور” التوجه إلى القاعة العامة للبرلمان للانتخاب بدورات متتالية. وقالت إنه لم يتم الاتيان في عين التينة على أي اشارة من لودريان الى مسألة أن الحل الرئاسي يبنى على قاعدة “المرشح الثالث”. ويقصد بهذا الموقف الذي لا يتقبله ويرفضه بري ولا يسير فيه وهو يقضي بازاحة المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور من بورصة المرشحين بحسب ما نقل نواب التقوا الموفد الفرنسي في سفارة بلاده في قصر الصنوبر. وأضافت أن لودريان لم يتطرق إلى “المرشح الثالث” في عين التينة تحديداً بل أيّد وجهة نظر بري التي تؤكد التوجه الى “التشاور” الذي يسبق جلسة الانتخاب. وخاطبه بري: “أطلق على هذا الامر ما تريد… تشاور أو حوار او تلاقٍ بين النواب على أن يحصل ذلك قبل عملية انتخاب الرئيس”.

وأفادت معلومات أخرى أن لودريان قال لمن التقاهم إن “لبنان السياسي” سينتهي اذا بقيت الأزمة على حالها ومن دون رئيس للجمهورية ولن يبقى سوى “لبنان الجغرافي”. ونقل عنه قوله “فلننس كلمة حوار لأنها غير ناجحة ولنستبدلها بـ”المشاورات” أيconsultations بدلاً من négociations. وأشارت المعلومات نفسها إلى أن بعض من التقوا لودريان استنتجوا أنّ محاولاته تُحرّكها مخاوف لدى الخماسية من أنّ عدم اتمام الاستحقاق الرئاسي خلال حزيران (يونيو) أو تموز (يوليو) سيؤدي الى تأجيله طويلاً جداً لأن الدينامية الدولية لن تكون مساعدة في الفترة المقبلة.

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: آخر مبادرات لودريان قبل إعلان الفشل: «الخيار الثالث»… بلا حوار

وكتبت تقول: على ما يبدو، حمل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بذور فشل زيارته معه قبل وصوله إلى بيروت. فإلى القناعة الداخلية بأن الزيارة تندرج ضمن إثبات الدور الفرنسي، وبأن واشنطن المقتنعة بأن لا حلول في لبنان قبل الهدوء في غزة هي وحدها من يحمل مفتاح التسوية، شكّلت «المبادرة المشروطة» التي حملها لودريان معه نعياً للزيارة قبل انتهائها، إذ تقاطعت المعلومات على أن الموفد الفرنسي انطلقَ في مشاوراته مع الأفرقاء من فكرة «الخيار الثالث»، باعتبار أن «لا مجال للحل إلا بانسحاب المرشحين الرسميين من السباق»، ما يعني أنه «وضع شرطاً لنجاح المبادرة. أما النقطة الثانية، فكانت التأكيد على فكرة التشاور الثنائي بين القوى، أي إنه عملياً تنصّل من فكرة الحوار».هذا الكلام، قاله لودريان بوضوح أمام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لدى لقائه به في عين التينة بحضور السفير الفرنسي هارفيه ماغرو، وأمام رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في مقر الكتلة في حارة حريك، بحضور مسؤول العلاقات الدولية عمار الموسوي، إضافة إلى لقاءاته التي شملت رئيسي حزبي القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب سامي الجميل وتكتل «اللقاء النيابي المستقل» الذي يضم كتلة «الاعتدال الوطني» وكتلة «لبنان الجديد»، وسفراء المجموعة الخماسية. وسمع لودريان مواقف متناقضة رداً على مبادرته. فقد أكّد حزب الله والرئيس بري على رفضهما التخلي عن دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وعلى حوار برئاسة رئيس المجلس حصراً. وكرّر بري تمسكه بمبادرته لانتخاب رئيس للجمهورية، مجدّداً الدعوة ومن دون شروط مسبقة للتشاور حول موضوع واحد هو انتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم الانتقال إلى القاعة العامة للمجلس النيابي للانتخاب بدورات متتالية، من ضمن قائمة تضم عدداً من المرشحين. فيما رفض جعجع أي حوار أو تشاور، وقال بعدَ لقائه لودريان: «إن لودريان قال لنا إن بري كان إيجابياً، لذا فليتفضل وليدعُ إلى جلسة».

من هنا، يجري التعاطي مع زيارة لودريان على أنها «إعلان فشل» يُضاف الى جولاته السابقة التي لم تؤدّ إلى أي نتيجة منذ توليه ملف الأزمة الرئاسية. وقالت مصادر مطّلعة إن الفرنسيين أرادوا من خلال هذه الزيارة «إعطاء فرصة أخيرة للجنة الخماسية، التي نعت نفسها في البيان الذي صدر عنها بعد اجتماعها الأخير في السفارة الأميركية في عوكر، وحمل بين سطوره تحذيراً أخيراً للبنانيين بأن عليهم انتخاب رئيس للجمهورية وإلا ستتوقف اللجنة عن الدور الذي تقوم به».

وأضافت المصادر أن «الفرنسيين أثبتوا عدم قدرتهم على تحقيق أي تقدّم لا في الملف الرئاسي ولا في ما يتعلق بجبهة الجنوب»، مشيرة إلى أن «لودريان في زيارته ما قبل الأخيرة في تشرين الثاني الماضي قال إنه سيعود بعدَ شهر إلى لبنان، فغاب أكثر من ستة أشهر»، متوقّعة أن «يعلن بعد مغادرته تعليق الحراك الفرنسي في لبنان بالتزامن مع تجميد اللجنة الخماسية عملها أيضاً بانتظار ما سينتج عن اللقاء الذي سيشهده الإليزيه بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن مطلع الشهر المقبل.

 

 

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: ماراتون رئاسي فرنسي في بيروت… مراوحة وانعدام ثقة بين اللبنانيين

وكتبت تقول: يوم ماراتوني لموفد الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، متنقّلاً بين المقرّات الرسمية وقصر الصنوبر، حيث التقى غالبية القوى السياسية والكتل النيابية، على أن القيمة تبقى في أن تتكلّل جهوده بالنجاح في نهاية الأمر ويكون للبنان رئيس جمهورية بعد طول انتظار.

مصادر مواكبة للقاءات الموفد الفرنسي أعربت لجريدة “الأنباء” الإلكترونية عن أملها بأن يوفّق لودريان هذه المرة من إحداث خرق في الملف الرئاسي قد يساعد على انتخاب الرئيس، بعد الحديث عن إحراز تقدم في الشكل بموضوع إدارة الجلسة والتشاور بشأنها. وأشارت إلى أن “هناك ليونة حول كيفية إدارة التشاور بعد الاتفاق على الأسماء تسهيلاً للوصول إلى جلسات انتخابية”، لكن هذه الليونة لم تصل إلى المواقف من الترشيحات، وما زالت تراوح مكانها في ظل غياب الثقة بين المعارضة والممانعة. واعتبرت المصادر بالتالي أن الأمور متوقفة عند هذا الأمر، وبعدها تُحدد آلية الدعوة الى التشاور وطريقة إدارة الجلسات.

النائب غسان سكاف أشار في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية إلى أن “هناك إعادة تزخيم للتحرّك الفرنسي من خلال التداخل بين الجهود الفرنسية المتعلقة بالملف الرئاسي والورقة الفرنسية المعدلة المتصلة بالوضع المتفجر في الجنوب”.

ولفت سكاف إلى أن زيارة لودريان إلى لبنان تأتي بعد الإتصال الذي جرى بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقبل أن يلتقي ماكرون الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يزور فرنسا الشهر المقبل والذي سيبحث معه الحرب في جنوب لبنان، عازياً اسباب زيارة لودريان إلى تلك التطورات، لأن فرنسا تحذّر منذ فترة من ربط ما يجري في الجنوب بالصراع المستمر في غزة في ظل التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان.

وقال سكاف: “الزيارة فاجأت أوساط كثيرة لأنه لم يكن هناك أي أمر إيجابي يبرّرها. وبيان اللجنة الخماسية الذي شدد على انتخاب الرئيس يفرض على القوى السياسية أن تستفيد منه في ظل تطورات مجهولة قد تطرأ على المنطقة والتي قد تدفع الى تأجيل اضافي إضافة إلى أننا بانتظار تطورات الإنتخابات الأميركية”. وأضاف: “حتى إن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي يشارك بالحملة الانتخابية للرئيس بايدن لم يعد لديه وقت للالتفات الى لبنان”، مستبعداً في ظل ذلك التوصل الى نتائج إيجابية في الملف الرئاسي “لأن فرنسا لا تستطيع التحرك لوحدها من دون أميركا وهذه الأخيرة منشغلة بانتخابات الرئاسة الأميركية”.

الخلاصة هي في الجواب غير المعروف على السؤال التالي: “هل يتمكن لودريان هذه المرة من تعبيد الطريق الى بعبدا أم سيستمر الشغور الرئاسي الى ما بعد الانتخابات الأميركية؟”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى