ركزت ااصحف الصادرة اليوم على موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون ،ورصدت السباق القائم بين المجلس النيابي والحكومة من اجل هذا الغرض.
وكتبت صحيفة “النهار”: وسط مناخات ضاغطة ومحتقنة ومثيرة للشكوك لا تختلف كثيرا عن تلك التي سبقت وواكبت وأعقبت الجلسات الـ12 الفاشلة التي عقدها مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، والتي صارت نسيا منسيا تاركة البلاد في أشداق الفراغ الرئاسي وتداعياته الشديدة السلبية، تنعقد اليوم وغدا جلستان لمجلس النواب ومجلس الوزراء محورها الأساسي ازمة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. ولا مغالاة في القول انه عشية انعقاد الجلسة التشريعية التي “شحنت” بجدول أعمال يحتاج إقراره، في ظروف تشريعية جدية بعيدا من المناورات والألاعيب ونصب الأفخاخ، الى أيام وايام، وجلسة حكومية هبط توقيتها فجأة بسحر ساحر مخترقا مهلة اليومين للجلسة التشريعية، تعاظمت المعطيات الدافعة نحو ترقب مزيد من التطورات المباغتة اذ ان أحدا لا يمكنه الجزم مسبقا بمصير الجلستين أولا، ومن ثم مصير التمديد او ارجاء التسريح لقائد الجيش ما دام الامر يجري على وتيرة مكائد سياسية على ما تكشفت عنه الأمور في الساعات الأخيرة. وإذ بدا بديهيا ان تستنفر مختلف كتل المعارضة بإزاء الخربطة التي اخترقت سيناريو إقرار مشروع قانون للتمديد لقائد الجيش لمدة سنة في مجلس النواب، بدا السباق الحار على اشده بين المشاورات والاتصالات المفتوحة بين كتل “القوات اللبنانية” والكتائب و”تجدد” والتغييريين والمستقلين وكتل أخرى معنية من اجل محاولة استجماع موقف موحد من عدد واسع من مشاريع الاقتراحات المعجلة المكررة المتصلة بالتمديد لقائد الجيش وقادة أجهزة امنية أخرى المحالة مع جدول اعمال الجلسة قبل الوصول الى هذا البند المتوهج في جلسة بعد ظهر الجمعة، وبين المعطيات المتصلة بجلسة الحكومة التي دعا اليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ظهر غد لكي يتم خلالها طرح اصدار مرسوم بتأخير تسريح قائد الجيش. ولذا لم يكن مفاجئا ولا مستغربا ان يركز رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في مؤتمره الصحافي عصر امس على اثارة النظر بعين الريبة الى الجلسة الحكومية وان يطالب الرئيس ميقاتي بان يتجاوز في “الجلسة المريبة” التي دعا اليها مجلس الوزراء في هذا التوقيت طرح بند تأخير التسريح في انتظار ما ستنتهي اليه جلسة مجلس النواب وبعدها يبقى لديه الوقت الكافي لعقد جلسة أخرى لمجلس الوزراء. عكس ذلك حالة “التربص” السياسي والنيابي التي نشأت في اليومين الأخيرين جراء اقحام الحكومة فجأة بعدما كانت الاتصالات افضت إلى قرار المعارضة بمعظمها ولا سيما منها “القوات” والكتائب و”تجدد” وعدد من التغييريين بحضور الجلسة التشريعية في مقابل التمديد لقائد الجيش الامر الذي جعلت التساؤلات تتزايد: هل تكون البلاد امام جلستين متزامنتين للبرلمان والحكومة لإيجاد حل جدي يبعد شبح الشغور عن قيادة الجيش ام ستكون الجلستان فتيلا جديدا لإذكاء الخلافات السياسية والتسبب بالفراغ في رأس هرم القيادة العسكرية؟.
وقد دعا امس الرئيس ميقاتي الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد الساعة ظهر الجمعة في السرايا فيما ذكر ان وزير الدفاع موريس سليم، الذي لا يحضر الجلسة، وقع ترقية الضباط اعتبارا من 1/1/2024 وذلك للدفعة الأولى من العام 2024 من الرتب كافة. وقد أحيلت إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء وفقاً للأصول. كما وقّع وزير الدفاع جداول القيد للضباط من رتبة ملازم اول الى رتبة عميد واعيدت الى قيادة الجيش لإجراء المقتضى .
المواقف من الجلستين
وشهدت الساعات الفاصلة عن الجلسة التشريعية حرارة سياسية وإعلامية لافتة اذ تكثفت الاتصالات والمشاورات بين كتل المعارضة كما بينها وبين رئاسة مجلس النواب . وفي ندوته الصحافية عصرا شدد جعجع على “أهمية دور الجيش خاصة بعد 7 تشرين الأول”، لافتاً الى أننا “نستغرب لماذا البعض يريد تغيير قائد الجيش الآن ولا دولة تغير قائد جيشها في مثل هذه الأوقات”. ولفت الى أن “دور الجيش محوري وحساس جداً، فلنتخيّل أن الأمن مضروب وسط الأزمة الاقتصادية مثل ما حصل في دول أميركا اللاتينية خلال الانقلابات”. ورأى أن “الأهمية في ملف قيادة الجيش تكمن في أن الجيش اللبناني ليس مؤسسة مثل غيرها فعلى الرغم من كل ما حصل في 17 تشرين قام بكل ما يلزم للمحافظة على الأمن”. واعتبر أن “محور الممانعة يعتمد على قمع الناس، ومثال على ذلك ما حصل في سوريا وإيران خلال الثورة، وكلنا نعلم ما حصل سابقاً خلال فترة الوصاية السورية في لبنان، وهذا المحور منذ ثورة الاستقلال في الـ2005 “ما شال عينه عن قيادة الجيش”. وأضاف “حكومة تصريف الأعمال تابعة لمحور الممانعة وستتلاعب بقيادة الجيش كما يحلو لها وتريد تحويل القيادة إلى بوليس سرّي لذلك نحن مهتمون بقيادة الجيش”، مشدداً على أننا “مصرّون على التمديد للعماد جوزف عون لأننا نعلم أنه على الرغم من الانهيار في الدولة استطاع تأمين الحد الأدنى لتسيير شؤون الجيش اللبناني”. ولفت إلى “هناك مؤامرة ضد التجديد لقائد الجيش يقودها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مصيبة الجمهورية”. وطالب الرئيس ميقاتي بعدم طرح بند تأجيل التسريح وانتظار جلسة مجلس النواب وشدد على ان “الوحيد الذي يستطيع إيقاف هذه المؤامرة هو الرئيس نجيب ميقاتي”.
وكانت “القوات اللبنانية” ردت على رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل معتبرة ان “الكلام عن أنّ أحد السفراء ضغط على “القوات” من أجل السير بالتمديد لا يخرج عن الكذب الذي يتنفّسه النائب باسيل، وهو الأدرى لو أنّ “القوات” تنصاع لضغوط السفراء لما كانت اقترعت للعماد ميشال عون، وعندما راحت “القوات” تستعرض منذ أشهر الأسباب الوطنية العليا الموجبة للتمديد لم يكن هذا الموضوع مطروحًا لدى الدوائر الديبلوماسيّة بعد”.
بدوره شدد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على “انه هذه الظروف لا مجال لتعيين قائد جديد للجيش لانه بالعرف هذا الأمر من صلاحيات رئيس الجمهورية كما ان لا خيار آخر غير تأجيل تسريحه والموضوع مبدئي لا علاقة له بالاشخاص”. وأكد أن تأجيل تسريح قائد الجيش “هو الخيار الوحيد المتاح أمامنا ولا خيار آخر وكل الخيارات الأخرى غير دستورية وهروب من المسؤولية والجهة الصالحة لتأجيل التسريح هي مجلس الوزراء عبر وزير الدفاع الذي إذا تلكّأ يمكن للمجلس ان يقوم عنه بهذه المهمة”. وقال الجميّل “ان الطريق الأسرع والدستورية لحل ملف قيادة الجيش هي عبر مجلس الوزراء وهو المسار الذي تبنيناه منذ اليوم الاول ونتمنى ان يحصل التمديد بالحكومة كي تسير الامور بالسكة الصحيحة والاطر الدستورية”. أضاف: “اذا لم يحصل التمديد صباح الجمعة داخل الحكومة سنكون أمام خيار خطير اي الفراغ في قيادة الجيش وعندها لكل حادث حديث وسننتقل الى خيارات أخرى وتكون كل الاحتمالات مفتوحة أمامنا حفاظا على هذه المؤسسة وطالما ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ملتزم بانعقاد مجلس الوزراء سنعطي المجال وبناء على ذلك لكل حادث حديث وسنتابع التطورات مع كل فرقاء المعارضة “.
بخاري في بكركي
واخذ موضوع التمديد حيزا بارزا من لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والسفير السعودي وليد بخاري في بكركي . وكشف المسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض أن بخاري “نقل دعم المملكة لمواقف الراعي وخصوصاً تلك التي يعبّر عنها في العظات”. وأشار إلى أن “بخاري قال إن المملكة واللجنة الخماسيّة قلقتان من الفراغ في سدّة قيادة الجيش، وتأملان أن يقوم النواب بواجباتهم لمنع هذا الفراغ”. كما أفاد غياض بأن “الراعي تحدث عن ضرورة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون من باب الموقف الوطني ومن باب الحرص على موقع الرئاسة” لافتا إلى أن “الراعي يشعر بمؤامرة تُحاك في موضوع التمديد لقائد الجيش ولديه شكوك وهو بانتظار اتضاح النوايا، وحذار تفسير الموضوع وتصويره وكأنه صراع ماروني-ماروني ويدعو لعدم التلطي خلف هذا التصوير ويعرف أن اللعبة السياسية لم تعد شريفة”.
الوضع الميداني
في غضون ذلك استمرّ التصعيد الميداني على الجبهة الجنوبية حيث يرصد المراقبون العسكريون تصعيدا إسرائيليا متعمدا في استهداف مناطق وسط البلدات الحدودية الجنوبية وعدم اقتصار القصف على أطرافها كالسابق . وعصر امس نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة استهدفت منزلا في بلدة ياطر أدت الى تدميره ومقتل شخصين وجرح آخر كانوا في سيارة واحدة قرب المنزل المستهدف. ولاحقا نعى “حزب الله” كلا من صالح مصطفى وعلي موسى .
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي اعلن ان الجيش الاسرائيلي هاجم خلية لـ”حزب الله “بالإضافة إلى ذلك هاجمت طائرة مقاتلة بنية تحتية ومبنى عسكريًا تابعًا للحزب.كما شن الطيران الاسرائيلي غارة على بلدة محيبيب حيث سقطت قذيفة بين المنازل من دون وقوع اصابات. واستهدف القصف مارون الراس وعيترون وجبل الباط وحامول واللبونة في منطقة الناقورة ومروحين واطراف بلدة البستان. في المقابل، اصدر “حزب الله” سلسلة بيانات بالعمليات التي نفذتها ضد المواقع الاسرائيلية فاستهدف تجمعاً للجنود في محيط موقع الضهيرة وثكنة شوميرا وتجمعا للجنود في موقع المنارة وموقع المالكية بصاروخ بركان والموقع البحري، وموقع راميا .
====
وكتبت صحيفة “الأخبار”: بعد أسابيع من تقاذف مسؤولية البتّ في مصير قيادة الجيش بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بدا أن «إنجاز المهمة» رسا على الأخير، إلا إذا ما حدث ما يدفعه إلى التراجع في اللحظات الأخيرة، خصوصاً مع تصاعد الضغوط الخارجية للتمديد للعماد جوزف عون الذي يحال إلى التقاعد في العاشر من الشهر المقبل. وفي هذا السياق، كانت لافتة زيارة السفير السعودي وليد البخاري إلى بكركي أمس، لـ «نقل دعم المملكة العربية السعودية لمواقف البطريرك بشارة الراعي السيادية»، والتعبير عن «قلق المملكة واللجنة الخماسية من الفراغ على رأس قيادة الجيش»، بحسب ما أعلن مسؤول الإعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض عقب اللقاء. وأضاف أن «سيد بكركي أعلن موقفه بضرورة التمديد لقائد الجيش، وهو يشعر بأن أمراً ما يحاك، ولديه شكوك، لكنه ينتظر اتّضاح النوايا. وإذا حدث أي التفاف على مواقف بكركي، سيكون لكل حادث حديث»، محذّراً من «تمرير مخططات ما، في ظل لعبة سياسية لم تعد شريفة».هذه المواقف زادت المناخ المُحتدِم الذي طبعَ مداولات التمديد لعون في الساعات الأخيرة، وزادت الغموض حيال مصيره المتوقّف بينَ الجلسة التشريعية التي دعا إليها بري اليوم وجلسة الحكومة التي يُفترض أن تُعقد غداً.
وبحسب المعلومات، فإن مجريات جلسة البرلمان لن تشهد مفاجآت، وسطَ تأكيد أكثر من مصدر نيابي أن بري لن يطرح بند التمديد، بعدما تقرّر إعادة الملف إلى الحكومة. علماً أن جدول أعمال الجلسة الذي وزّعته هيئة مكتب المجلس، والمؤلّف من 16 بنداً، لم يلحَظ مسألة التمديد بأي صيغة، فيما وزّعت جدولاً آخر لاقتراحات المعجّل المكرّر تحت عنوان «لأخذ العلم».
في غضون ذلك، توافقت الكتل النيابية على دمج الاقتراحات الأربعة لتفادي الشغور في المؤسسة العسكرية، والتي قدّمتها كل من كتلة القوات اللبنانية وكتلة الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة النواب السنة والنائب علي حسن خليل، في اقتراح قانون واحد برفع سن التقاعد في كل الأجهزة الأمنية والأسلاك العسكرية بما يشمل قائد قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وكان العمل جارياً أمس على جمع تواقيع النواب على هذا الاقتراح.
وأكّدت مصادر في القوات اللبنانية لـ«الأخبار» أنها لن تقاطع جلسة اليوم رغم عدم إدراج بند التمديد على جدول أعمالها، ورغم الحديث عن إعادة الملف إلى الحكومة، «لأنه في حال عدم إقرار الحكومة للتمديد فسنصل إلى طرحه في الهيئة العامة». وعلمت «الأخبار» أن القوات تعمل بكل السبل الممكنة على أن يمر اقتراح قانون التمديد في مجلس النواب لتكريس الأمر كـ«بوانتاج رئاسي» لقائد الجيش، باعتبار عدد الأصوات المؤيّدة للتمديد أصواتاً مؤيّدة لانتخاب عون رئيساً.
أما في الحكومة، وفي حال لم يخضع رئيسها لضغوط تطيّر الجلسة، فسيطرح من خارج جدول الأعمال، على الأرجح، تأجيل تسريح قائد الجيش لمدة ستة أشهر، استناداً إلى اجتهاد قانوني أعدّه الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، من بين اجتهادات أخرى تتعلق بالتمديد والتعيين. ويُنتظر أن يُقر تأجيل التسريح، من دون تصويت وزراء حزب الله والاشتراكي معه. إلا أن إقرار تأجيل التسريح لا يعني سريان القرار، بعدما برزت مؤشرات إلى نية التيار الوطني الحر الطعن فيه أمام مجلس شورى الدولة، وربما الطلب من وزير الدفاع موريس سليم تكليف الضابط الأعلى رتبة تولي مهام القائد إلى حين تعيين قائد جديد للجيش. ويفتح قبول الطعن الباب أمام الانتقال إلى خيار تعيين قائد جديد للجيش أو تعيين رئيس أركان، وهو ما وافق عليه ضمناً النائب السابق وليد جنبلاط بعدما كان يتهيّب الأمر، إذ أعلن أمس أنه «في حال تعذّر لأسباب داخلية وعبثية التمديد للعماد جوزف عون، سنسعى إلى أن يُرقّى ضابط رشّحته وفق الأقدمية هو العميد حسان عودة ويُعيّن كرئيس أركان لينوب عن قائد الجيش».
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعتبر أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا لجلسة للتمديد وكل هذا من تدبير محور الممانعة لعرقلة التمديد لقائد الجيش»، قائلاً: «ننظر إلى الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء يوم الجمعة بشكل مريب، فالتمديد في هذه الجلسة لقائد الجيش سيؤدي بنسبة كبيرة إلى الطعن به». ورأى أن «هناك مؤامرة ضد قائد الجيش يقودها رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل مصيبة الجمهورية، والوحيد القادر على إيقاف هذه المؤامرة هو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي»، مؤكداً «(أننا) مستمرون في العمل على التمديد في مجلس النواب.
——
وكتبت صحيفة “اللواء”: بين اليوم وغداً، يكون قد مرَّ على العدوان الاسرائيلي على غزة 70 يوماً، وكأن المعارك لم تبدأ بعد على الرغم من الدمار الهائل غير المسبوق، حتى في الحرب العالمية الثانية.
فقد انشغلت الاوساط الدولية والمعادية واللبنانية وغيرها بالتوقف عند الضربة الشجاعة المسددة بقوة ايمان المقاومة الفلسطينية بحقها، ضد وحدات من نخبة لواء جولاني كان يتقدم داخل أبنية مدمرة في حي الشجاعية فأحدثت صدمة قوية لدى جيش الاحتلال بمقتل 10 ضباط وجنود واصابة اربعة آخرين بجروح خطيرة، وفقاً للناطق الاسرائيلي.
اسرائيل ردت بالاعلان عن استمرار الحرب، وعدم تقديم هدية لـ«حماس» بوقف النار، عشية وصول مستشار الامن القومي الاميركي جيل ساليفان الى تل ابيب اليوم، لاجراء محادثات مع نتنياهو ومجلس الحرب وتستمر زيارته الى يوم غد الجمعة بالتزامن، تتفقد وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولون كتيبة بلادها العاملة ضمن اليونيفيل في الجنوب.
ولئن كان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ركز في زيارته الاخيرة الى بيروت على التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، ربطاً بالاستقرار في المؤسسة العسكرية، امتداداً الى دور الجيش المرتقب في ما خص وضع القرار 1701 موضع التنفيذ، والذي لاقى رفضاً قاطعاً من كتلة التنمية والتحرير في تعديله او تغييره او اي امر خارج تطبيقه كاملاً، وفرض الامر على اسرائيل لاحترامه وتطبيقه..
واكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مصير ملف قيادة الجيش متوقف على ما قد يتم تقريره في مجلس النواب ومن ثم مجلس الوزراء، ورأت أن حركة اتصالات ولقاءات موسعة جرت من أجل تنسيق المواقف وبلورة موقف من الجلسة التشريعية اليوم التي يتوقف بت التمدبد فيها لقائد الجيش على جملة معطيات تتصل باقتراحات قوانين التمديد.
وأعلنت المصادر نفسها أن مجلس الوزراء بدوره يعرض الصيغة التي ستسمح بقرار تأجيل التسريح من دون موافقة وزير الدفاع، مؤكدة أن معركة التمديد فتحت والمواقف التي صدرت عززت هذا الأمر، ومشيرة إلى أن التيار الوطني الحر يحضر ردا مضادا على التمديد لمن ولا بد من انتظار اليوم وما تحمله الجلسة التشريعية اليوم.
وسارع الرئيس نبيه بري الى اعلان وقوفه الى «خاطر البطريرك» محذراً من تطيير جلسة التشريع غداً، بعدما نمي اليه ان تكتل الجمهورية القوية، لن يدخل الى الجلسة ما لم يطرح اولاً اقتراح قانون التمديد لقائد الجيش،وهم سيرابطون في بهو المجلس.
ونقل عن بري قوله: ما يمزحوا معي.. انا نبيه بري، ستنعقد الجلسة، واذا ظلوا خارجها سأوقفها.. مضيفاً ما فينا ما نوقف على خاطر البطريرك، وليتحمل الرئيس نجيب ميقاتي بدوره مسؤوليته..
بخاري في بكركي
ومساء امس، زار سفير المملكة العربية السعودية في لبنان، وليد بخاري (والسعودية من ضمن اللجنة الخماسية الدولية) بكركي، والتقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بناءً لطلبه (أي الراعي)، الذي كان محور حركة اتصالات واسعة لضمان التمديد للعماد جوزاف عون..
ونقل عن السفير بخاري قلق المملكة من الفراغ في قيادة الجيش، والذي يهدد بضرب الجهود المبذولة من اللجنة الخماسية للنأي بلبنان عن تداعيات الازمة في غزة، وتبلغ الامر نفسه من سيد بكركي.
وأكد الراعي على ضرورة التمديد لقائد الجيش من باب الموقف الوطني، والحرص على موقع الرئاسة، وهو يشعر بأن امرا ما يحاك، ولديه شكوك في موضوع التمديد لقائد الجيش، لكنه ينتظر انضاج النوايا، واذا حدث اي التفاف على موقف بكركي فلكل حادث حديث، محذراً من تصوير الصراع بأنه ماروني – ماروني.
من جانبه، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان هناك مؤامرة ضد التجديد لقائد الجيش يقودها النائب جبران باسيل، الذي وصفه بـ«مصيبة الجمهورية» معتبراً ان الوحيد القادر على ايقاف المؤامرة هو الرئيس ميقاتي، مشدداً على الاستمرار بالعمل للتمديد لقائد الجيش في مجلس النواب.
ومع ذلك، لم يوفر جعجع حكومة تصريف الاعمال من انتقاداته واتهاماته، فإتهم الحكومة بأنها تابعة لمحور الممانعة، وتتلاعب بقيادة الجيش كما يحلو لها، وتريد تحويل القيادة الى بوليس سري، لذلك نحن مهتمون بقيادة الجيش.
الجلسة
وتختبر شكوك بكركي وريبة جعجع، بدءاً من اليوم، سواء في الجلسة النيابية التي تبدأ عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، وعلى جدول اعمالها 16 بنداً، ورفع سن التقاعد لرتبة عماد ولواء.. فضلاً عن الجلسة الحكومية ظهر غد، والتي ستبت بمسألة تأجيل تسريح العماد عون لمدة ستة اشهر فقط، ويمكن ان تدرج في جلسة الجمعة.
ومن بين مشاريع القوانين، انشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية، والكابيتال كونترول ومساعدة مالية لصندوق تعاضد الاساتذة في التعليم الخاص، واتفاقية مع البنك الدولي، واقتراح قانون الصندوق السيادي واقتراح قانون استقلالية القضاء وشفافيته.
وعشية الجلسة، دعا نادي قضاة لبنان الى اقرار مشروع قانون استقلالية السلطة القضائية، نظراً لإلحاحيته، مع الدعوة للأخذ بملاحظات النأي في ما خص المجلس الاعلى وهيئة التفتيش وآليات التشكيلات وحرية القضاة بالتعبير والتجمع.. محذراً من أن يلقى مصير مشاريع سابقة، اخرت اقرار القانون لسنوات.
ميقاتي يدق ناقوس الخطر
في غضون ذلك، اجرى الرئيس ميقاتي على هامش مؤتمر النازحين في جنيف، محادثات شملت وزراء خارجية فلسطين رياض المالكي وايران حسين امير عبد اللهيان والاردن ايمن الصفدي وتطرق البحث الى الوضع في غزة والمساعي الجارية لوقف العدوان الاسرائيلي عليها.
كما اطلق ميقاتي في كلمته امام المؤتمر نداء الى العالم في سويسرا «أن نتشارك واياكم تحدي معالجة النزوح السوري، وأن تضعوا هذا الامر في سلم الاولويات، لاننا بتنا على شفير الانهيار الكلي»، معلنا «لن نبقى مكتوفي الايدي ونتلقى الازمات المتتالية وأن يعتبرنا البعض مشاريع أوطان بديلة، بل سننقذ وطننا وسنحصن انفسنا لاننا أصحاب الحق اولا واخيرا في العيش بوطننا بعزة وكرامة».
الوضع الميداني
ميدانياً، سقط الحظر المفروض على قصف المنازل السكنية، واستهدف المدنيين، الذي فرض على الجيش الاسرائيلي، وفقاً لقواعد الاشتباك المعمول بها، منذ انتهاء العمليات الحربية عام 2006، فاستهل العدو يومه امس بتدمير منزل في كفركلا وسقوط شهيد، ما لبث ان نعاه حزب الله، وهو محمد علي بسام شيت، كذلك استهدف عيتا الشعب، وياطر ومحبيب ومارون الراس وعيترون وجبال البطم، الامر الذي دفع بالمقاومة لاستهداف موقع المالكية الاسرائيلي بصاروخ بركان واصابته اصابة مباشرة، وكذلك موقع راميا والموقع البحري في راس الناقورة وموقع الظهيرة، حيث يتجمع جنود العدو.
ولاحقاً، نعت المقاومة الاسلامية كلُاً من علي موسى بركات (من بلدة زبقين) وصالح مصطفى مصطفى (من بلدة بيت ليف) واللذين سقطا على طريق القدس، وفقاً لبيانات المقاومة