قالت الصحف: عام على الفراغ الرئاسي والأنظار شاخصة على خطاب الجمعة المقبل
الحوارنيوز – خاص
مع انقضاء اليوم يكون الفراغ الرئاسي قد أتم العام وسط عجز القوى النيابية عن بلورة حلول وفاقية تمليها الظروف الخطيرة التي يمر بها لبنان وتمر بها المنطقة، وسط تعاظم المخاطر مع استمرار المواجهات في غزة ومواصلة العدو الاسرائيلي تنفيذ حرب الابادة الجماعية بحق أهالي غزة المحاصرة.
خلاصة صحف اليوم فاذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: سنة بلا رئيس… فراغ وانهيار وكابوس حرب
وكتبت تقول:في مثل هذا اليوم قبل سنة تماما في 31 تشرين الأول 2022، حزم الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية ميشال عون حقائبه وغادر قصر بعبدا منهيا الأعوام الستة من عهده الذي وصم بتهمة أسوأ العهود التي مرت على لبنان جراء الانهيار التاريخي الذي ضربه وفكك اوصاله الاقتصادية والمالية والاجتماعية، ولم ينته الامر الا بافتتاح حقبة جديدة مشؤومة من الشغور الرئاسي، اذ ان عون لم يسلم خلفا له تماما كما لم يكن تسلم مهماته الرئاسية يوم انتخابه من أي سلف. لعنة الشغور الرئاسي التي بدأت عمليا في الأول من تشرين الثاني 2022، أي كيوم غد تماما، لم تطارد لبنان بتكرار تجربة الفراغ مرة جديدة منذرة بتعطيل منهجي للنظام الدستوري والمؤسساتي بدءا برأس هرم الدولة وناظم الجمهورية فحسب، بل تبدت مع الشهور الـ12 من الفراغ التي تكتمل منتصف هذا الليل، عن فراغ اخطر واشد فتكا بمستقبل لبنان ونظامه وانتظامه العام وهو فراغ القدرة التامة لدى “النخب السياسية” اللبنانية وعجزها عن الاضطلاع بدور انقاذي حقيقي من شأنه ان يردع نمطا سياسيا اختطه فريق سياسي عريض وفرض على البلاد التطبع به ومن ثم تحكم بمجريات البلد الفارغ من رئاسته. أدى الى ذلك واقعيا الى نشؤ ظاهرة اليأس الدولية من لبنان وطبقته وعجز المنظومة الدولية على فرض احترام النظام الدستوري في لبنان بحمل نخبته السياسية على الإسراع في انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية فكان ان واكبت الفراغ المتمادي حتى الساعة ظاهرة افشال واخفاق وتعجيز المبادرات الخارجية بدءا بـ”اعرقها” المبادرة الفرنسية . بطبيعة الحال سال حبر كثيف مدى السنة المنصرمة حيال أسباب اخفاق المبادرة الفرنسية لاسيما لجهة مخالفتها مخالفة فادحة الخط التاريخي للعلاقات الفرنسية اللبنانية عبر انحيازها الى فريق ومرشحه الرئاسي في مواجهة افرقاء اخرين. لكن اخفاق هذه المبادرة لم يحجب التخبط والعجز أيضا اللذين طاردا ولا يزالان حتى منظومة “الدول الخماسية” الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، كما المبادرة القطرية كذلك. لم تمض سوى أسابيع قليلة على اخر فصول الوساطة القطرية التي لم تصل الى نتيجة ولو انها تتواءم والخط البياني لموقف عام للمجموعة الخماسية للذهاب نحو “المرشح الثالث”. ومع ذلك عادت كل الازمة الى ما دون المربع الأول ونقطة الصفر حين حلت أولوية طارئة ومفزعة في السابع من تشرين الأول الجاري مع انفجار مريع لخطر اشتعال الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” عقب تمدد نيران هجوم “طوفان الأقصى” لـ”حماس” على غلاف غزة والحرب الإسرائيلية المتدحرجة على غزة انتقاما للزلزال غير المسبوق الذي ضرب الدولة المصنفة بين الدول الأقوى عسكريا في الشرق الأوسط. وها هو لبنان اليوم، بـ”اركانه” الواقعية الحقيقية أي: الفراغ الرئاسي المتمدد الى فراغ مؤسساتي متدرج تباعا، والانهيار الآخذ في التعاظم في كل القطاعات، والخوف الكبير من حرب تتعاظم الامال والتمنيات والضغوط والمطالب والتحذيرات من حصولها، كل هذه “الأركان” تحضر في رزمة واحدة في يومي 31 تشرين الاول والأول من تشرين الثاني لتذكر اللبنانيين بما لا يوجب تذكيرهم بان بلدهم بلا رأس كما بلا نظام وهنا الخطر الموازي تماما لخطر الحرب.
لودريان لن يأتي
في أي حال، وعشية هذه الذكرى بدت فرنسا متريثة ومترددة جدا قبل ان تعيد نفض الغبار عن مبادرتها في هذه الأجواء. اذ ابلغ مصدر ديبلوماسي فرنسي مراسل “النهار” في باريس ان لا زيارة مقررة للموفد الرئاسي الفرنسي الخاص الى لبنان جان ايف لودريان للبنان حاليا وان باريس تنتظر التطورات الإقليمية لتقرر الخطوة المقبلة في هذا الصدد.
وتاليا ستكون بيروت على موعد مع محطات تتصل كلها بالوضع الميداني القائم على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ويصادف يوم غد الاربعاء موعد زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى باربارا ليف لبيروت للقاء كبار المسؤولين السياسيين وقائد الجيش العماد جوزف عون ونقل رسائل الادارة الاميركية في شأن الحرب في غزة وخطر تمددها الى لبنان كما يصل في اليوم نفسه الى بيروت وزير الدفاع الفرنسي. والمحطة البارزة الأخرى تتمثل في اطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عصر الجمعة المقبل التي تم الاعلان عنها قبل ستة أيام .
ووسط هذه المناخات والأجواء اعتبر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “إن لبنان في عين العاصفة، وهو جزء من هذه المنطقة، وبالتالي عندما بدأت الحرب في 7 تشرين الأول، قمت بكل الاتصالات من أجل تجنيب لبنان أي حرب، والطلب بوقف الاستفزازات الإسرائيلية التي تحصل على الحدود، اضافة الى الاتصالات المحلية”. وقال “مع كل عاطفتنا ومحبتنا وتضامننا مع الشعب الفلسطيني لاسيما ان كل العالم يعرف بأن لبنان حمل القضية الفلسطينية نحو 75 سنة وهو يعي أن هذه القضية قضية حق، وسيبقى مدافعا عنها وعن حق الفلسطينيين على كل المستويات المحلية والدولية، ولكني أسعى أيضا بكل جهدي لتجنيب لبنان دخول هذه الحرب، لأنه في حال دخوله، فإن خطورة هذه الحرب لن تقتصر على لبنان بل ستكون هناك فوضى أمنية في كل المنطقة، لذلك اقوم بكل الاتصالات من أجل تجنب هذه الكأس”. واكد ان “لا يوجد شيء أسمه تطمين لأن الأمور مرتبطة بكل تطور جديد، وبالتالي اقول “إن الأمور تحت المراقبة ولكن لا أحد يعلم في اي لحظة يمكن للأمور ان تتأزم أكثر فأكثر.”
اما بالنسبة الى قرار السلم والحرب فقال ” نحن طلاب سلم وقرار السلم بيد لبنان، وبيد الحكومة ونحن ننادي بالسلم والسلام لنا ولكل شعوب المنطقة، ولكن اليوم قرار الحرب بعد ثلاثة أسابيع هو في يد اسرائيل، فإذا كانت تريد المزيد من الانتهاكات وخرق للحدود والقيام بأعمال حربية فهذا القرار بيدها وليس بيدنا”.
اما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط فكرر أنه لا يحبذ الحرب ويتمنى ألا نُستدرج إلى الحرب لأن عندها “لن يبقى شيء من لبنان”، لافتاً الى أن “الآداء العسكري حتى الآن لم يخرج عن القواعد لكن قد يخرج”. وقال: “أتمنى لحسابات محلية ولحرصي على عدم توريط لبنان أن لا ندخل في الحرب ” .وتوجه للأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله بالقول: “أتمنى ألا ينزلق لبنان إلى الحرب حرصاً على لبنان وأهل الجنوب وهو مدرك لهذه المعاناة على ما أعتقد والمطلوب ضبط النفس”.
- صحيفة الأخبار عنونت: خشية أميركية من «تهوّر» إسرائيلي | مفاوضات الأسرى مستمرّة… والمقاومة تعيق تقدّم العدو
وكتبت تقول: رفض رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أي وقف لإطلاق النار، باعتباره «دعوة لإسرائيل إلى الاستسلام»، ما عقّد المساعي للتوصل إلى حلول جزئية أو مستدامة تحقّق وقفاً للعدوان.
وفيما فُسّر موقف العدو بأنه محاولة لكسب مزيد من الوقت في محاولة لتحقيق إنجازات ميدانية، أشار المراقبون إلى أن نتنياهو نفسه، كما وزير حربه يوآف غالانت ثم وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمير المقرّب من الأميركيين، وضعوا هدفاً ثانياً يتمثّل في السعي إلى أن «تفيد العمليات العسكرية بإطلاق» الأسرى لدى المقاومة.
ويحاول جيش الاحتلال من خلال عمليته البرية فصل شمال القطاع عن جنوبه، مع تركيز على قصف التجمّعات بغية دفع السكان للتوجه إلى جنوب القطاع الذي بقي عرضة للغارات أيضاً، في محاولة إضافية لإجبارهم على المغادرة بصورة نهائية. وفي هذا السياق، كان لافتاً إعلان منسّق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي جون كيربي «أننا نركز على مدى إمكانية إيجاد مخرج آمن من القطاع. في حال نجحنا في تأمين ذلك، ينبغي إجراء مباحثات مع الشركاء في المنطقة، بمن فيهم المصريون، حول قدرتهم الاستيعابية لتوفير نوع من الدعم المؤقّت للعائلات التي ترغب بالخروج، لأن شعورنا أنهم يودون العودة إلى منازلهم، ولا نعتقد أن أعداداً كبيرة ترغب بالمغادرة بشكل نهائي». فيما أعلنت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في قطاع غزة يسوء يوماً بعد يوم، وأن على إسرائيل مسؤولية تحييد المدنيين.
ميدانياً، فشل جيش العدو في تثبيت مواقع في منطقة زراعية قريبة من الجدار الفاصل في القطاع بعدما ووجه بمقاومة قوية في كل مناطق الاشتباك. وفيما يتعمّد قادة الجيش الحديث عن «عمليات» وليس عن «اجتياح»، قال متصلون بالجانب الأميركي إن ذلك يعبّر عن عدم رغبة العدو بالتورط في القول إنه يشنّ اجتياحاً واسعاً للقطاع، ويعكس، من جهة ثانية، التفاهمات بين الأميركيين والإسرائيليين على وضع «إطار دقيق للعمليات وأهدافها». وأضافت المصادر أن هناك «خشية في واشنطن من إقدام قيادة إسرائيل على خيار توسيع العمليات من دون العودة إلى الأميركيين»، وهو ما عبّرت عنه صحيفة «نيويورك تايمز»، إذ نقلت عن مسؤولين أميركيين «احتمال عدم معرفة» ما تريد إسرائيل القيام به في نهاية الأمر.
وفي ما يتعلق بالمفاوضات حول الأسرى، قالت مصادر معنية لـ«الأخبار» إن رفض العدو أي اتفاق لوقف إطلاق النار يتعارض مع جوهر الاتصالات الجارية بوساطة أميركية – قطرية – مصرية، تهدف إلى إنجاز اتفاق جزئي إن لم يكن كلياً. وأضافت أن المقاومة جزمت للوسطاء بأنها ليست في وارد تقديم أي تنازل، وهي مستعدّة لصفقة كاملة بشروط واضحة، أو لصفقة جزئية ولكن بأثمان واضحة، وفي الحالتين فإن وقف إطلاق النار شرط حيوي لتنفيذ أي اتفاق. وعلمت «الأخبار» أن رئيس الموساد ديفيد بارنيا زار القاهرة والدوحة موفداً من نتنياهو.
وبعد نشر كتائب القسام شريط فيديو لثلاث أسيرات إسرائيليات طالبن حكومتهن بإنجاز صفقة تبادل لإطلاقهن، زعم جيش العدو أنه نجح في تحرير مجنّدة أسيرة لدى المقاومة وسط غموض يحيط بالعملية، إذ تبيّن أن المجنّدة كانت قد نشرت في 12 من الشهر الجاري تغريدة على منصة «أكس»، فيما نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق الأمر، مؤكداً أن «هذا الإعلان هدفه التشويش على فيديو الأسيرات الذي بثّته كتائب القسام وأحدث صدمة كبيرة لدى المجتمع الصهيوني». وأضاف أن «هذه المزاعم هي محاولة للهروب من الضغط الذي يمثله ملف أسرى الاحتلال على نتنياهو وحكومته».
وقالت مصادر فلسطينية إن مصر طلبت من قيادات في حماس الحضور إلى القاهرة لتسريع الاتصالات. وكشفت أن مسؤولين من سبع دول أجنبية على الأقل، تواصلوا مع قيادة الحركة للسؤال عن أسرى أو مدنيين من حملة جنسيتها، وادّعوا بأنهم يمارسون ضغوطاً على إسرائيل. ونقلت المصادر عن المفاوضين أن كل الأطراف المشاركة في الاتصالات تبدي خشيتها من تعنّت العدو ورفضه اتفاقاً قابلاً للتطبيق. وشدّدت على أن المقاومة «لن تقبل بصفقة لا تشتمل على وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح معتقلين من سجون العدو وإدخال كل المساعدات الموجودة في منطقة العريش»، إضافة إلى البدء في برنامج إيواء العائلات التي دُمرت منازلها أو نزحت إلى مناطق أخرى في القطاع.
وأكدت المصادر الفلسطينية أن الأميركيين وغيرهم في المنطقة يعرفون وقائع ما يجري على الأرض، وأن العدو غير قادر على تحقيق أي إنجاز نوعي في حربه البرية، وأن محاولة رهن صفقة التبادل بمجريات العملية العسكرية سيعقّد الأمور أكثر، وسيرفع شروط المقاومة يوماً بعد يوم. وأشارت إلى أن القاهرة أبلغت القوى الفلسطينية بأنها حصلت على موافقة أميركية لإدخال نحو 750 شاحنة من المساعدات خلال أسبوع إلى القطاع، لكنّ الجانب الإسرائيلي يعيق العملية.
حزب الله يواصل العمليات: لدينا وضوح في الرؤية
فيما بدأ حزب الله ترتيباته اللوجستية لتنظيم احتفالات في عدة مناطق من لبنان لتكريم شهداء المقاومة في معركة التضامن مع غزة، ينتظر اللبنانيون والمنطقة المواقف التي سيطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الجمعة المقبل. في غضون ذلك، حافظ حزب الله على وتيرة تصدّيه للاعتداءات الإسرائيلية عبر مواصلة استهداف التجهيزات الفنية والتجسّسية لمواقع العدو في بياض بليدا والمطلة ورأس الناقورة البحري وجل العلام وثكنة برانيت.
سياسياً، جدّد الحزب موقفه الداعم للمقاومة في غزة. وقال رئيس كتلة الوفاء النيابية محمد رعد: «نحن لا نطلق شعارات، وإنما نحمي ثغورنا ونقف جاهزين منفتحين على كل التطورات التي نواكبها ونلحظها لحظة بلحظة، لنطوّر موقفنا في ما يحقق مصلحتنا ومصلحة بلدنا وأهلنا في غزة ومصلحة قضية فلسطين»، مشدداً على أن «لنا كل الوضوح في الرؤية التي نتصرف بموجبها، ونحن معنيون بأن نمارس كل الضغوط منفردين ومجتمعين من أجل وقف العدوان».
- صحيفة الأنباء عنونت: حراكٌ مستمر لتجنيب لبنان وميقاتي يستعين بقطر.. جنبلاط يحذّر من “عبثية” محلية: هزُلت
وكتبت تقول: رغم ما يظهر من علامات توحي وكأن الامور تنحو باتجاه معاكس للتصعيد، الا أن حقيقة الأمر تدل على ان القلق الفعلي لا يزال مرتفعاً واحتمالات اتساع رقعة الحرب لا تزال عاليةً مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب والخشية من انزلاق الأمور الى حرب شاملة، عاد وحذّر الرئيس وليد جنبلاط أمس من مغبة الوقوع فيها، مشيرا الى انها اذا ما حصلت ستكون “خطراً وجودياً” على لبنان.
إلا أن حراكاً دبلوماسياً لافتاً برز مع زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى قطر، حيث حضر مطلب إعادة تحريك المبادرة الخماسية. مصادر حكومية كشفت لجريدة الأنباء الالكترونية أن زيارة ميقاتي الى الدوحة حملت عنوانين رئيسيين، الأول يرتبط بالحرب المدمّرة التي تشنها اسرائيل على غزة والتطورات الميدانية في الجنوب. والثاني إعادة تحريك الملف الرئاسي بعد أن لمس ميقاتي ليونة في موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وإمكانية عودة الموفد القطري الى بيروت واستئناف اتصالاته مع القوى السياسية.
المصادر أشارت الى أن رئيس الحكومة تلقى وعداً من المسؤولين القطريين بالعمل قدر المستطاع لمنع توسيع دائرة المواجهات العسكرية في الجنوب كي تبقى ضمن ما يُعرف بقواعد الاشتباك. أما في ما يتعلق بالملف الرئاسي الذي جرى تجميده بعد عملية طوفان الأقصى، فإن ميقاتي حصل على وعد من قبل المسؤولين القطريين بإعادة التواصل مع أعضاء اللجنة الخماسية والطلب من الموفد القطري التوجه الى لبنان لاستكمال الاتصالات المتعلقة بالملف الرئاسي، وقد تكون الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء غداً الاربعاء على علاقة بهذه الأجواء.
جنبلاط من جهته أكد أمس للمؤسسة اللبنانية للإرسال أن العمل الحثيث لترميم الساحة الداخلية هو أمر أكثر من ضروري، مجدداً دعوته على عدم توريط لبنان في حرب، وتحدث بالتفصيل عن موقفه مما يحصل في فلسطين المحتلة، وعن مواقف المجتمعين العربي والدولي، وقراءته لمجمل التطورات الجارية. أما محلياً، فقد كشف جنبلاط بصراحته المعهودة، تفاصيل ما يجري في قضية الفراغ الذي يهدد قيادة الجيش، مع ما لهذا الموضوع من محاذير في هذه المرحلة بالذات. وقال: “زارني جبران باسيل وعبّر عن خوفه على لبنان، وطرحت مسألة التمديد لجوزيف عون فس قيادة الجيش ولكن “إجا الجواب من غير ميلة”، من وفيق صفا، الذي قال “ما بدنا نحشر” جبران باسيل”. وتابع جنبلاط: “أنا أفضّل أن يكون ثمة مجلس عسكري وقائد للجيش، لكنهم سألوني “هل أضمنه؟” (قاصدا الضابط حسان عودة المطروح لرئاسة الأركان)، أنا أرفض هذا السؤال، هم يشككون بي”، سائلاً “هل يجوز أن يكون الجيش بلا قائد؟”، معلّقاً على كيفية مقاربة الأمور من قبل البعض بالقول: “هزُلت”.
بالتوازي، سوف يتحدث الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يوم الجمعة في خطاب بمناسبة تكريم شهداء الحزب الذين سقطوا في المواجهات مع العدو الاسرائيلي، وهو سوف يشرح موقف الحزب من حرب الابادة التي يتعرض لها سكان غزة والتطورات في الجنوب، بحسب مصادر متابعة، نقلت للأنباء الالكترونية أن نصرالله سيتحدث أيضاً عن الظروف التي أدت الى المواجهات الميدانية بين حزب الله واسرائيل، وأهمية التضامن مع حماس والوقوف الى جانب غزة في الحرب المدمّرة التي تشنها اسرائيل على القطاع بأكمله، فيما العالم كله يقف متفرجاً ومنحازاً بغالبيته الى جانب اسرائيل. وبحسب المصادر فإن نصرالله قد يتطرق في خطابه الى الملف الداخلي وموقف الحزب من الملفات الساخنة.
وبانتظار ما ستفرزه التطورات محلياً في القضايا الأساسية المطروحة، من مؤسسة الجيش الى كل الملفات العالقة، إلى الاتصالات التي أجراها الرئيس ميقاتي في قطر وهي أكثر من ضرورية لضمان عدم اتساع رقعة المواجهات جنوباً، تبقى الوحدة الداخلية هي الأساس، والأهم التعالي عن الحسابات الضيقة، فهل يرتقي الجميع الى مستوى الحدث؟