د.أحمد عياش
قلة هم قادة الحب والعاطفة والمشاعر. قلة هم قادة الحكمة والرزانة والشهامة والاحترام.
نادرون هم الرجال الذين إن زرعتهم في الارض صاروا شجراً مثمراً أعلى من الجبال وصخورا لا يقوى عليها بركان.
في الحرب هم درع و سيف و رمح ورصاص لا يخطىء الأعداء، وفي السلم هم قصيدة وشعر واعمار واغنية ومودة وافراح و اخلاص ووفاء.
هم السادة ابناء السادة من جيل التاريخ الناطق فقها وايمانا.
ولا عجب وجدّه مَن “ما قال لا إلا في تشهده، لولا التشهّد كانت لاؤه نعمُ”.
سمعنا و رأينا وصدقنا سقوط النيازك والشهب الا اننا لم نصدق يوما حكاية اندثار واختفاء الهرم.
كيف للهرم الاخلاقي ان يختفي؟
لا يختفي.
الهرم الاخلاقي يتحول، من جسد ونفس زائلين الى روح خالدة تدوم.
والسيد باق.
والسيد باق في الذاكرة، محمد وبعمامته السوداء باق الامين.
اتعس الحكايات، سقوط قاض ما حكم يوما الا عدلا، واتعس الروايات سقوط مؤمن عرف ربه بالعقل وبالادب وبكلمة سواء قبل العاطفة والطقوس والاعراف والتقاليد.
في يوم رحيل الاديب والشاعر وعالم الدين والانسان والاخلاق لا يسعنا الا وان نذرف دمعة على ذكراه.
الحمد لله يا سيدنا ويا مولانا ويا صديقنا ويا والدنا اننا عرفناك.
زر الذهاب إلى الأعلى