قالت الصحف: اللبنانيون وجدوا الحريري وما وجدوا الحكومة بعد!
الحوارنيوز – خاص
اختلط، أمس، على اللبنانيين مشهد تداخل الاتصالات الخارجية والداخلية بحثاً عن الحكومة الموعودة، لكنهم باتوا مطمئنين على الرئيس المكلف سعد الحريري. فبعد اختلاف صحف أمس حيال مكان تواجد الحريري بين باريس ودبي وإسطنبول، اكتشفوا أنه يتابع اتصالاته من العاصمة الفرنسية!
• صحيفة "النهار" عنونت:" قطر كما سواها: كل الطرق إلى الحكومة" وكتبت تقول:" قد يكون اشد ما يستدعي الأسف لدى اللبنانيين ان يشاهدوا دولة الإمارات العربية المتحدة تحتفل بحدث يشكل إنجازا علميا تاريخيا يتمثل في نجاح وصول "مسبار الامل " الى مدار المريخ لتصبح الإمارات خامس دولة في العالم تحقق هذا التطور فيما لبنان يجرجر ذيول الفشل التصاعدي في ابسط البديهيات وأكثرها الحاحا أي تشكيل حكومة جديدة تنقذه من أسوأ ما شهده من أزمات في تاريخه. تحضر هذه المقارنة الشديدة الوطأة على اللبنانيين فيما بات الواقع اللبناني الذي يرزح تحت وطأة الانهيارات المختلفة يستدرج مزيدا من الضغوط الخارجية التي تستعجل تأليف الحكومة كممر اجباري مطلوب دوليا لمد يد المساعدات العاجلة له، وهو الامر الذي لم تخرج عنه او تخالفه المعطيات التي حملتها زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لبيروت أمس حيث أجري لقاءات مع كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب. وإذا كانت المعطيات التي سبقت وصول المسؤول القطري الى بيروت ذهبت بعيدا في الاجتهادات والتفسيرات مثل تهديد هدف الزيارة باعتزام قطر تنظيم مؤتمر جديد للحوار اللبناني في الدوحة فان الوزير القطري سكب مياها باردة على الرهانات المغالية على زيارته بل بدا شديد الوضوح في رسم معالمها الأساسية لجهة ابداء الاستعداد القطري للمضي في دعم لبنان ولكن من خلال حضه المسؤولين اللبنانيين على استعجال تشكيل الحكومة نافيا ان يكون تنظيم مؤتمر حوار لبناني في الدوحة مطروحا الان. وأكدت مصادر الذين التقاهم ان الزيارة كانت بهدف تأكيد قطر ان لبنان غير متروك وإبداء استعداد الدوحة للمساعدة في كل المجالات من دون ان يحمل مبادرة محددة بل شدد على ضرورة الوصول الى تأليف الحكومة لأنها ستكون باب المساعدات من خلال برنامج اقتصادي متكامل. كما ان أبرز ما تخلل الزيارة قطع الوزير القطري الطريق على الاجتهادات التي ذهبت الى ان توقيت زيارته لبيروت التي تزامنت مع وجود رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في باريس تهدف الى نسف المبادرة الفرنسية الامر الذي نفاه بشكل قاطع الوزير القطري بل شدد على ان تحرك بلاده حيال لبنان يكمل التحرك الدولي. وفيما افادت معلومات ان الحريري سيلتقي اليوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بدا واضحا ان كل طرق الدول ووساطتها ومبادرتها تؤدي الى مكان واحد هو تشكيل حكومة جديدة.
• صحيفة "الأنباء" الإلكترونية عنونت:" حراك دولي ضاغط لا يبلغ حدّ التدويل والهدف خرق جدار التعطيل" وكتبت تقول:" صحيح أن أكثر من موقف بشأن تدويل الأزمة اللبنانية قد صدر في الآونة الأخيرة، لكنها تبقى مواقف في إطار التمني أو الدعوة ممن يئسوا من حصول تطور إيجابي داخلي، فيما مثلُ هذا المسار، على التحديات الكبيرة التي تترتب عليه، ليس بالمتاح راهناً أقله من منظور اهتمامات السياسات الدولية الراهنة التي لها أولويات أخرى تماماً، باستثناء الإهتمام الفرنسي.
لكن رغم ذلك فإن الملف اللبناني بات في أروقة العواصم الخارجية، وباتت ولادة الحكومة مرهونة بمبادرة دولية ما تحرّك المياه الراكدة. وإذا كانت الأيام الأخيرة شهدت حركةً دوليةً ودبلوماسيةً لافتة، من عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى لبنان، إلى الزيارة السريعة التي قام بها وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يوم أمس، كما والقدوم المُتوقع لمستشار الرئيس الفرنسي نهاية الأسبوع، بالإضافة، إلى رسالة البابا فرنسيس، إلا أن العامل الخارجي، يبقى حتى الساعة ناقصًا مع غياب نوايا التسهيل الداخلية من أجل ولادة الحكومة في أقرب وقت لحل الأزمات التي تتعاقب يوميًا، وتقرّب لبنان من الإنفجار الشامل، خصوصا وأن كل المساعدات المُنتظرة من المجتمع الدولي مرتبطة بشكل مباشر وصريح بتشكيل الحكومة الجديدة والاصلاحات، وقد بات اللبنانيون بأمسّ الحاجة إلى هذه المساعدات، مع تفاقم الأزمة الفعلية على مستوى الدعم خصوصًا على صعيد المحروقات، كما باقي المواد الأساسية، ما يحتّم ضرورة إستجابة المسؤولين مع المبادرات الدولية وملاقاتها للإستفادة من زخمها وإنهاء حالة الفراغ القاتل.
في هذا الإطار، رأى عضو كتلة المستقبل النائب عثمان علم الدين أن "الحراك الدولي على الصعيد العربي من جهة، أو فرنسا من جهة أخرى، أمر إيجابي، وهو يتزامن مع تغيير الإدارة الأميركية، أما الهدف، فهو خرق جدار بعبدا، علمًا أن هذه المبادرات تتكامل مع المبادرة الفرنسية، ولا أحد يريد إلغاء هذه الأخيرة، كما أن المساعدات الخارجية مرهونة بتشكيل حكومة، لكن الغريب أن الدول الخارجية تبدي حرصًا على لبنان أكثر من بعض المعنيين في الداخل".
علم الدين أشار في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن "لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون بالرئيس سعد الحريري لا يحتاج إلى مبادرات دولية، بل جُل ما في الأمر أن يطّلع الأول على التشكيلة الحكومية التي قدّمها الحريري ويرد خبرًا حولها، لكن يبدو أن هناك من يريد أن يطالب بالثلث المعطّل، ويطمَئن على مستقبل النائب جبران باسيل، أو فليصارحوا الرأي العام بحقيقة التعطيل".
واعتبر علم الدين أن "الحاكمَين الفعليَين اليوم، هما باسيل وحزب الله، فالقرار بحوزتهما، والبطريرك مار بشارة الراعي "هز العصا" في عظته الأخيرة للعهد الذي يعمل وفق مصالحه الشخصية والفئوية، ويدّعي الحفاظ على حقوق المسيحيين في أن ممارساته فرّطت بهذه الحقوق".
في المقابل رأى عضو تكتّل "لبنان القوي" إدغار طرابلسي أن "التحرّك الدولي يُفسّر الركود السابق على المستوى نفسه، إذ على ما يبدو ضغط الإدارة الأميركية السابقة كان له إنعكاساته على الصعيد الداخلي والخارجي، أما اليوم، مع حلول الإدارة الجديدة، عاد الزخم، وجميع المبادرات الحالية تكمّل المبادرة الفرنسية، وبالتالي قد يشير هذا الحراك إلى بوادر حلحلة، لكن الأمر حاليًا يتوقف عند هذا الحد، بإنتظار ما ستؤول إليه الأمور في الأيام المُقبلة".
لكن إقرار طرابلسي بالرهان على تأثير الحراك الدولي، عاد وناقضه بالقول إن "الإيمان بلبنان ينطلق من كونه بلد سيّد نفسه، دون الإنتقاص من سيادته، ومن المعيب أن نطلب من الخارج مساعدتنا، ما يعني أننا عدنا إلى زمن الوصاية، أما المبادرات التي تنم عن حسّ المساعدة وتكمّل التحركات الداخلية، فنحن نتجاوب معها". وكرر في حديثه لجريدة الأنباء الالكترونية أن "المطلوب من اليوم من الحريري زيارة عون لمناقشة الملف الحكومي وإياه، لأن عملية التشكيل مناطة بالطرفين، والأخير ليس باش كاتب، وما صدر في الفترة الأخيرة يحتمل الكثير من التضليل والتأويل".
• صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية خصصت خبرها اللبناني لموضوع كورونا وعنونت:" لبنان ينهي استعداداته لبدء التلقيح من انتشار كورونا المتحور" وكتبت تقول:" أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أن لبنان بات مستعداً لبدء حملة التلقيح ضد فيروس كورونا الاثنين المقبل، في وقت تتفاقم فيه المخاوف من تأثير الفيروس المتحور على لبنان، لا سيما مع استمرار ارتفاع عدد المصابين والوفيات يومياً.
وأكد وزير الصحة أمس (الاثنين) خلال زيارته مستشفى مرجعيون الحكومي، في الجنوب، أن "كل الأمور التقنية واللوجيستية المطلوبة للقاح تأمنت عبر مجموعة من المتبرعين، وبالتالي لا يوجد أي عائق أمام بدء التلقيح الاثنين المقبل".
ولفت إلى أن "اعتماد المستشفيات الحكومية كمراكز تلقيح هي بمثابة ثقة ودعم لها لأن أي مستشفى افتتح قسماً لكورونا وتطوع لخدمة أهله، يجب أن نشجعه على مبادرته".
في موازاة ذلك، أكد مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس أبيض على ضرورة أن تحصل وزارة الصحة على الدعم الذي تحتاجه للحد من انتشار العدوى، مبدياً خشيته من الانتشار الواسع للفيروس، لا سيما المتحور منه.
وكتب أبيض عبر حسابه على "تويتر" قائلاً: "تصدّر لبنان العام الماضي عناوين الأخبار لعدة أسباب مؤسفة. هل يأتي هذا العام بعنوان آخر: متحور كورونا اللبناني؟". وأشار إلى أن "الانتشار المجتمعي العالي للفيروس يؤمن البيئة المثالية للتحور والتكيف، وقد أثبت فيروس كورونا قدرته الجيدة على ذلك. بالإضافة إلى ارتفاع معدل تفشي العدوى في المجتمع"، معتبراً أن "لبنان لم يكن صارماً في إقفال حدوده، ويفتقد إلى برنامج محلي للمراقبة الجينية لفيروس الكورونا، وبالتالي في ظل هذه الظروف المواتية، يسهل انتقال المتحورات الأخرى إلى البلد، وانتشارها من دون أن يتم اكتشافها، مما يعطيها فرصة للتحور مع كل انتقال". وأوضح أن "المتحورات الجديدة يمكن أن يكون لها خاصيات مختلفة. يمكن أن يصبح الفيروس أكثر عدوى، أو أقل استجابة للقاح، أو أكثر أذية. يمكن أن يكون لهذا عواقب وخيمة، كما اكتشفت السلطات الصحية والأفراد الذين عادوا وأصيبوا بالعدوى مرة ثانية، في البرازيل وجنوب أفريقيا".