سياسةمحليات لبنانيةمن هنا نبدأ

صوت البطريركية: غياب وطني وحياد غير مفهوم(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

يسأل الجميع أين غبطة البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي. رعيته تفتقده، حيث هناك همس بين القيادات المارونية: هل يعقل أن يترك الراعي رعيته في هذه الظروف؟

 ألا يستحق الوضع الكارثي في خضم حالة الحرب التي تشن على غزة وتهدد لبنان والمنطقة، أن يقاطع البطريرك حضور المجمع في روما؟

سيعود صاحب الغبطة في نهاية هذا الشهر، لكنه لن يدعو لإجتماع شهري للمطارنة، بسبب انعقاد دورة مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في السادس من تشرين الثاني.

 هل غياب البطريرك وصمته إشارة إلى عدم قدرته على لعب دور بكركي الوطني؟

هل هو هروب من الاستحقاقات الوطنية الداخلية؟

المؤسف أن مواقف البطريرك مؤخرا كانت  تستهدف فئة لبنانية دون سواها، عن حق وعن غير حق.

ألا يستحق الشغور في موقع رئاسة الجمهورية مبادرة طارئة من قبل البطريرك، يجمع بموجبها القادة المسيحيين ويمدّ يده للشريك في الوطن ويعلن عن خطة مصالحة وطنية عبر التعالي عن الخلافات؟

هل يعرف صاحب الغبطة في حال اندلعت الحرب على كامل تراب الوطن، انه لن يبقى وطن؟

المقلق هو صمت صاحب الغبطة بخصوص الشغورالمرتقب في موقع قيادة الجيش. لماذا هذا الاستسلام للأمر الواقع؟ هل يعقل أن يترك موضوع قيادة الجيش للمزاجية السياسية عنوانا للمحاصصة؟

 إن تخلي بكركي عن قيادة الجيش شأن مفاجئ، وكأنّ غبطة البطريرك يخشى قول كلمة الحق. أما المبكي، هو غياب الموقف إلانساني للبطريركية بشأن الجرائم ضد الإنسانية والابادة الجماعية للأطفال في غزة.

هل صمت البطريرك هو بسبب انهيار دموعه؟

إن الموقف الثابت للبطريركية بشأن القضية الفلسطينية يستدعي موقفا شجاعا ،حيث أن البطريرك هو بطريرك سائر المشرق، وابناء فلسطين هم كأبنائه في لبنان وسوريا والاردن وفي الخليج العربي. الكل ينتظر عودة البطريرك، ليكون صوتا انسانيا صارخا في برية الاجرام والقتل، ورجل التلاقي والحوار في لبنان، وليس رجل الحياد عن الحق. 

نقول كلامنا هذا عله يصل إلى آذان البطرك الراعي وآذان البابا فرنسيس الجريء الذي عليه أن يبادر هو الآخر، وإلا كيف سنفسر الصمت الذي يرقى إلى مستوى الشراكة بالجريمة التي تحصل اليوم في فلسطين وغزة.

كيف يفسر اللاهوت أن فلسطين ستتبدد وأن قبر المسيح قد يتحول إلى ملهى ليلي؟  

كيف سيتعايش أبناء الديانتين الاسلامية والمسيحية في الشرق، اذا باعت البابوية ، بصمتها، دم المسيح الذي ما زال مصلوبا ما بقيت فلسطين مسلوبة.

فليتجرأ البابا على موقف تاريخي، قبل أن تتحول المسيحية إلى فرقة من الفرق اليهودية!

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى