رأيسياسةمحليات لبنانية

” هَيْلٌ لأمّةٍ لا تعترف بخطّ هوف “(حيان حيدر)

                                                            من سلسلة “وقَهْقَهْ وقَهْقَهْ وقَهْقَهْ…” – 2

حيان سليم حيدر 

وجاء المندوب “الحامي” للمرة الألف… وما زلنا لا نَأْلفه.  من أيّام دِين راسك الذي “طار” غاضبًا إلى نيو يورك، إلى فيليب حبيب السيد ” أضرب الحديد وهو…” و (مع حرق المحطات الكثيرة) إلى كوندي “الشرق الجديد”، فإلى “الصديق” جِفّ (رفيق المُكَرَّم جون بولتون) والذي أقرّ بفشل تمويله شيطنة الوطن والمواطن معًا، إلى شِنكريان، وكان بينهم هوف ذو الخطّين وقبلهم جميعًا هوكْشْتاين “المُقْتَرَح”.  وتراكمت الملفات على قارعة البلاد (1)… فكان لنا “ويلات وطن”، وممّا صرخنا به:

هَيْلٌ لأمّةٍ يطير منها العميل إلى الحرية بفعل أُذُن (حَرِّكها كما شِئت) الفاخوري “بالحقيبة” الدبلوماسية فوق العادية… والبحار، ويقبع فيها سائق تاكسي ثمانية أشهر في السجن لمجرّد نقلِهِ لمهندسة التحقّق إلى موقع تفجير العنبر 12 المشهور في مرفأ بيروت، فيُطلق سراحه (السائق وليس العنبر) من دون تفسير أو تعويض أو تهليل من قبل أهل الربابة ولا حتى رنين زَجَلٍ على نغم “يا با هوف” !

هَيْلٌ لأمّةٍ الترسيمُ في بحرها خطّان متوازيان لا يلتقيان، حتى مع خط هوف، أمّا إذا التقيا؟  فلا حول ولا قوة إلّا بخط قانا !

وَهوْفي على أمّةٍ تستجير من ال”قيصر” بال”ماغنيتسكي”.

هَيْلٌ لأمّةٍ تصحو على تهديد لو دريان وتنام على وعيد مَاكِرُون يؤنّبان مسؤوليها ويوبّخانهم  ويقرّعانهم، والأمة تناشدهما وإتّحادهما المُكَبَّل باسم الشعب ثمّ تدينهم جميعًا باسم السيادة.

وهوْفي على أمّةٍ تستجدي “أصدقاء لبنان” لا يصدقون إلّا في ما يخدم العدو.

والأمّة أفواهٌ وأرانب.  أفواه أصحاب القرار تأكل وتبلع ثمّ تبرّر تخريبها، وبالقانون، من على أفجر المنابر، ببيانات فارغة بلبوسها الفارهة يملّ منها الفهيم قبل البهيم، والناس أرانب تخنع في الجحور وفي الساحات؟؟.. نطّ مَنْ نطّ وجاعَ مَنْ جاع. 

هَيْلٌ لأمّةٍ لا تفصل الدَيْنَ عن الدولة فتطفىء دَيْنَها العام بأموال أجيالها القادمة. 

هَيْلٌ لأمّةٍ عملتها ممنوعة من الصرف وقيمتها جوّالة كما منصّات الباعة.

وهوْفي على أمّةٍ لا تُحْسِن فكّ الحرفَ فتضيع بين اللام والنون فنحتار معها هل هي بطاقة تموينية أوتمويلية، والحال أنّها تمويهية.

هَيْلٌ لأمّةٍ يُنْفِق مجلس مغلق الأبواب والعمل على تنظيف حمّاماته  42.8 دولارًا طازجًا في الشهر لكلّ من أعضائه سواء دخلوا المرحاض أو لم يدخلوا.

وَهوْفي على أمّةٍ يحتار الوزير فيها بين أن يكون “سيّد نفسه” أو “صندوق بريد”. 

هَيْلٌ لأمّةٍ الكاميرات فيها تتابع طريق النمل في تخزينه لقوته اليومي وتغفو عن طائرات العدو السارحة في سمائها.

وَهوْفي على أمّةٍ يطفح الكيل فيها من دلو الأمن إلى دلو القضاء فإلى دلو… على طريقة الأوعية المتصلة والتي لا تتصل بحقوق الناس.

هَيْلٌ لأمّةٍ وفيها “المُسْتَحقّ ظلامَ السجن سجّانُ…” (2)

وهوْفي على أمّةٍ فيها قانون “مخالفة قانون” يُعْفي فيه المخالف للقانون ويُكلَّف المُلتزم به.

هَيْلٌ لأمّةٍ كلّ أمورها ضرورة، من إتفاق الضرورة إلى تفاهم الضرورة إلى تشريع الضرورة فترضى بعيش الضرورة.

فَهَيْلٌ لكلّ مَنْ “قَهْقَهْ وقَهْقَهْ وقَهْقَهْ…” … وهوْفي على كلّ مَنْ “بَكْبَكَ وبَكْبَكَ وبَكْبَكَ” !

بيروت، في30 نيسان 2021م.                                                            حيّان سليم حيدر.

                                                                                      مواطنٌ حائرٌ … بين الويْل والخوف.

______________________________________

(1) ديفيد هِيْل هو وكيل وزارة الخارجية الأميركية – فريديريك هوف هو سفير أميركي سابق خاض مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو واقرح خطًّا وسطًا بات يُعْرَفُ بخط هوف – جون دي روشيه هو الموفد الأميركي الجديد الذي يصل غدًا وقد يكون لإسمه “روشيه” علاقة بالصخرة موضوع نزاع في الترسيم البحري هذا، والله أعلم.

(2) سليم حيدر – ديوان “لبنان” – قصيدة “المحنة الكبرى” – 1975 –  شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ش.م.ل. – 2016.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى