قضية أثارت جدلا:لا مصادر موثوقة تؤكد علاقة النسب بين الملكة أليزابيت والنبي محمد!
الحوار نيوز – خاص
نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا سبق لموضوعه أن أثار جدلا في الأوساط الغربية والإسلامية ،يتناول العلاقة التي تربط ملكة بريطانيا الراحلة أليزابيت الثانية برسول المسلمين النبي محمد بن عبد الله.
كتب التقرير الصحافي مصطفى أبو سنينة ،وهو ينقل عن المؤرخ والناشر البريطاني في علم الأنساب بيرك بيراج أنه “لا يوجد دليل على أن الملكة إليزابيث الثانية كانت من سلالة النبي محمد أو عشيرته الهاشمية في شبه الجزيرة العربية ، على عكس التقارير والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي التي نشرت هذا الادعاء بعد وفاة الملكة الأسبوع الماضي”.
وتدّعي النظرية أن سلالة الملك البريطاني انضمت إلى شجرة عائلة النبي خلال القرن الحادي عشر ،من خلال الأميرة المسلمة “زايدة” من إشبيلية ، وهي شخصية غامضة عاشت في الأندلس.
ويضيف الناشر :يبدو أن إيان مونكريف ، الضابط البريطاني وعالم الأنساب ، هو مصدر هذا الادعاء.
في الوقت الحالي ، لا يوجد اكتشاف رسمي موثوق به جيد المصادر يربط الملك البريطاني بنبي الإسلام.لكن على الرغم من ذلك ، ظهرت مقابلة تلفزيونية مع المفتي السابق لمصر علي جمعة ، تعطي المصداقية لهذا الادعاء.
يقول المفتي جمعة إن “جد” العاهل البريطاني كان مسلما أجبر على أن يصبح مسيحيا “خلال فترة محاكم التفتيش” قبل وصوله إلى إنجلترا. وقد حكم الجد الفعلي لإليزابيث ، الملك جورج الخامس ، بين عامي 1910 و 1936.
هناك أيضًا بيان صحفي صدر في أكتوبر 1986 وقَّع من قبل مجموعة تُدعى “مسلمين في قصر باكنغهام” وتم نشره من قبل United Press International (UPI) ، نقلاً عن رسالة يُزعم أنها كتبها Harold Brooks-Baker ، مدير النشر في Burke’s Peerage ، إلى رئيس الوزراء السابق.
وجاء في الرسالة أنه “لا يمكن الاعتماد على النسب المباشر للعائلة المالكة من النبي محمد لحماية العائلة المالكة إلى الأبد من الإرهابيين المسلمين”.
وتضيف الرسالة:لا يعرف الكثير من البريطانيين أن دماء محمد تسيل في عروق الملكة. ومع ذلك ، فإن جميع الزعماء الدينيين المسلمين فخورون بهذه الحقيقة”.
عند سؤاله عن هذه الرسالة ، قال بيرك :لسوء الحظ ، هذا شيئ لا نعرفه ، وليس لدينا سجل عنه إن كان موجودًا. ربما سيتم التحقيق في الموضوع من قبل الباحثين التاريخيين لتقديم إجابة أولية. “
وتعتبر الأميرة المسلمة زايدة السالفة الذكر، والتي عاشت في مدينة إشبيلية ، شخصية مهمة في شجرة العائلة المزعومة للملكة إليزابيث التي تربطها بالنبي محمد.
وقد تم تصوير زايدة على أنها لاجئة مسلمة هربت من إشبيلية وتحولت إلى المسيحية وأصبحت تعرف باسم إيزابيلا. ويعتقد البعض أنها ابنة حاكم إشبيلية المعتمد بن عباد ، الذي يُقال إنه سليل العشيرة الهاشمية ، وقد أصبحت عشيقة الملك ألفونسو السادس ملك قشتالة ، العدو اللدود لأبيها.
لكن باتريشيا جريف أستاذة العلوم الإنسانية في جامعة كولومبيا قالت لموقع Middle East Eye إن هناك الكثير من التكهنات حول علاقة زايدة بالملك ألفونسو السادس ملك ليون كاستيل.
وأضافت جريف: هناك قدر لا بأس به من الافتراضات والتخمينات وبعض المواد الأسطورية .إحدى القصص هي أن ألفونسو السادس فاز بزايدة في مباراة شطرنج ضد المعتمد ، ملك إشبيلية المسلم ، الذي كان والدها. وهذه أسطورة تحاول مساواة المرأة بالأرض وتبرر أن ألفونسو لم يربح أي أرض من المعتمد بن عباد ، لكنه ربح الإبنة “.
وتقول جريف إنه إذا كانت زايدة هي الشخصية التي تحولت إلى المسيحية واتخذت اسم إيزابيل ، فإن ذلك من شأنه أن يربطها بالعائلات المالكة في أوروبا خارج إسبانيا. زايدة شخصية غامضة لأن لدينا في الغالب تكهنات وأساطير وليس حقائق تاريخية قاسية كما نرغب”.
وتضيف: “لن يفاجئني أي شيء بخصوص علاقات الدم ، مهما كانت بعيدة زمنيا وضئيلة الصلة ، بين أي عدد من الناس ، بما في ذلك الملكة إليزابيث والنبي محمد”.
في الخلاصة يبدو أن هذه القضية ستظل موضع جدل ،في حين يؤكد موقع “ميدل إيست آي” أنه لم يعثر على وثيقة رسمية تؤكد صحة أو نفي هذا الادعاء.
