رياضة و شباب

“مجمع رياضي” شمالي على أرض “المنكوبين” وضعتها المؤسسة العامة للإسكان بالتصرف  

 

في خطوة نادرة وغير مسبوقة شهدت منطقة المنكوبين في بلدة وادي النحلة في شمال لبنان حفل تسليم وتسلم لـ “مجمع رياضي حديث” بني على اراض “لمصلحة التعمير” وضعتها المؤسسة العامة للإسكان بتصرف المنطقة ومولتها الوكالة الالمانية للتعاون الدولي في لبنان (GIZ). وهو يتسع لملاعب عدة مخصصة لكل انواع الرياضات المختلفة والمنشآت المتممة لها وهي تضم: ملاعب لكرة قدم، كرة طائرة، كرة سلة وملعب للأطفال. والى جانبها بنيت حمامات وقاعات استقبال وأخرى للمعدات الرياضية تفصل بينها مساحات خضراء ومواقف سيارات توزعت بمجملها على مساحة الأرض الموهوبة المقدرة بـ 6500 متر مربع. ووضعت بتصرف نادي الجمهور الرياضي الذي سيتولى إدارتها برعاية بلدية وادي النحلة.
احتفال التسليم والتسلم


حفل التسليم والتسلم

جرى في الهواء الطلق في احدى الباحات المفتوحة من ضمن منشآت المجمع الواقع من منطقة المنكوبين في حضور رئيس مجلس الادارة والمدير العام للمؤسسة العامة للإسكان المهندس روني لحود، المديرة العامة للوكالة الالمانية للتنمية للتعاون الدولي المكلفة بشؤون أوروبا والشرق الأوسط ووسط آسيا السيدة ميكائيلا بور (Michaela Baur)، ومدير مكتب الوكالة في لبنان توماس مولر ( (Thomas Mueller، مدير برنامج تنمية المناطق المحرومة في شمال لبنان السيد بيجورن زينبريش (Bjoern Zimprich)، رئيس بلدية وادي النحلة خالد جزار، رئيس نادي الجمهور الرياضي مصطفى شمسين نقيب المهندسين السابق في الشمال ماريو بعيني صاحب الشركة المنفذة للمشروع وممثل رئيس بلدية الميناء المهندس خالد الولي. وشارك في الاحتفال جمهور من أبناء المنطقة ومسؤولي نادي الجمهور ولاعبيه من مختلف الفرق الرياضية وخصوصا من اصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
حفل خطابي
بعد النشيد الوطني اللبناني وقص شريط الافتتاح أقيم حفل خطابي استهل بكلمة المديرة العامة للوكالة الألمانية للتنمية للتعاون الدولي ميكائيلا بور التي تحدثت عن الظروف التي قادت الوكالة الى تمويل هذا المشروع الرياضي اقتناعا منها بضرورة المساهمة بإنعاش هذه المنطقة المنكوبة من لبنان ومساعدة ابنائها وانهاء معاناتهم وتلبية حاجاتهم التي يمكن ان يوفرها مشروع بهذا الحجم فهو يشكل متنفسا حضاريا وثقافيا ورياضيا.
وتمنت السيدة بور على بلدية وادي النحلة ونادي الجمهور ان تلقى هذه المنشآت الرعاية التي تستحقها لتبقى كما هي عليها اليوم صرحا رياضيا كبيرا.
وبعدها كان كلمة لرئيس البلدية خالد جزار الذي توجه بالشكر الى المؤسسة العامة للاسكان ممثلة برئيس مجلس ادارتها ومديرها العام المهندس روني لحود الذي ساهم في توفير هذه المساحة الواسعة لهذا المشروع الحضاري التي كانت تحلم به المنطقة. وخص بالشكر الوكالة الالمانية للتنمية التي مولته الى ان بات أمرا واقعا. وانسحب شكره الى جميع من ساهم فيهم من فكر اولا والى من خطط له وساهم في تمويله وتنفيذه بمختلف المراحل حتى ولد هذا الصرح الكبير. وقطع جزار وعدا امام الجميع بان البلدية لن توفر وسيلة لضمان العناية بهذا المشروع ليبقى كما تسلمته المنطقة اليوم.
ومن ثم كانت كلمة لرئيس نادي الجمهور مصطفى شمسين الذي توجه بالشكر الى كل من وضع الأرض بالتصرف ومن خطط ومول المشروع ، قاطعا الوعد بان هذا المجمع سيكون مساحة مفتوحة امام ابناء المنطقة. وتعهد بادارته بطريقة سليمة وشفافة ليبقى منارة في المنطقة ومتنفسا لابنائها. مؤكدا انه على ثقة بان مشروعا من هذا النوع يمنع أبناء المنطقة من الخروج على القواعد الاخلاقية والابتعاد عن تعاطي المخدرات والآفات الإجتماعية القاتلة لمجرد ممارسة الرياضات المختلفة بكل ما تفرضه من رفعة في الأخلاق والشعور بالراحة النفسية.
كلمة لحود
واخيرا كانت كلمة رئيس مجلس ادارة و ومدير عام المؤسسة العامة للاسكان المهندس روني لحود الذي قال: ان هذه الارض التي وضعت اليوم بتصرف ابناء هذه المنطقة تم حفظها لتكون في خدمة إعادة بناء المناطق المنكوبة. وهي تجربة جرى تعميمها على اكثر من منطقة في لبنان تحقيقا لهدف المصلحة الوطنية للتعمير منذ ان أنشئت بموجب القانون الصادر بتاريخ 9 نيسان 1956. علما ان المؤسسة مؤتمنة اليوم على عقارات استملكت في 67 منطقة عقارية في مختلف المناطق التي أصابها زلزال 1956 وتسببت بها فيضانات طرابلس.
أضاف: كما أقيم هذا المجمع الرياضي اليوم فقد سمحت المؤسسة لجمعيات اجتماعية مماثلة باستعمال عقاراتها للمنفعة العامة. كما قدّمت عقارات لبلديات لبناء بيت بلدي وحدائق وإنشاء مدارس رسمية وإدارات عامة للدولة وكل ذلك بهدف تحسين وضع هذه القرى من جميع النواحي بالتعاون مع البلديات وكل ذلك بهدف تحصين المجتمعات وتحسين ظروف العيش فيها.
كما أنشأت المصلحة آلاف الوحدات السكنية والأبنية على عقارات مماثلة في شرق صيدا وجرى تمليكها لابنائها بعد عملية مسح وفرز استغرقت سنوات عدة. كما سويت اوضاع عقارات وضعت اليد عليها خلال الحرب بين عامي 1975 – 1994 وجرى تمليكها منذ العام 2003 عندما صدر القانون 525/2003 الذي اقترحته المؤسسة لتسوية أوضاع ما سمي بـ “عقارات التعمير ” وهو ما انطبق على اوضاع أكثر من 2000 عقار في مختلف المناطق اللبنانية. وكان ذلك بهدف تنمية الريف وتطبيقا لقوانين استحدثت لهذه الغاية وقالت بتمليك شاغلي العقارات بأسعار رمزية بعدما أعفيت العقارات من رسوم التسجيل على ان يتم الامر نفسه في منطقة البداوي.
وتمنى لحود على المشرفين على المجمع الرياضي الحفاظ عليه وصيانته ليبقى معلما رياضيا في خدمة أبناء المنطقة وشاباتها وشبابها ومساحة حرية ونشاط. وانتهى الى توجيه الشكر والتقدير الى الوكالة الالمانية للتنمية التي مولت المشروع مشيدا بما وفرته من دعم سمح بقيامه مهنئا كل من عمل لبنائه وان من حقهم ان يفخروا بما انجزوه.
عرض لمنشآت النادي
وفي نهاية الحفل الخطابي قدم المستشار التقني للوكالة المهندس أحمد فتفت عرضا مبرمجا للمراحل التي رافقت قيام المجمع منذ ان كان فكرة قبل ان تجسده الورشة الكبيرة. وقدم شرحا للنشاطات الرياضية والتثقيفية التي توفرها المنشآت الرياضية بمختلف وجوهها.
توقيع عقد التسليم والتسلم
بعدها جرى حفل توقيع وثائق التسليم والتسلم بين الوكالة والمؤسسة العامة للإسكان ورئيس بلدية وادي النحلة ورئيس نادي الجمهور ورافق ذلك وصلة فنية قدمتها فرقة من “كورال نغم” وبعدها كانت جولة على المنشآت الرياضية وحضر الجميع عرضا لفريق كرة السلة في النادي من ذوي الاحتياجات الخاصة قبل ان يجول الجميع على المنشآت الرياضية كافة.
كلام الصور:
– لحود متوسطا ميكائيلا بور و Thomas Muellerعند قص شريط الافتتاح
– حفل توقيع التسليم والتسلم بين كبار المسؤولين
– مشهد عام للملعب الكبير في المنشاة الرياضية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى