سياسةمحليات لبنانية

قراءة في خطاب السيد نصرلله في اربعين الثورة….

نجح السيد حسن نصرلله كعادته و بإبتسامته واسلوبه الخطابي المرن ان يعرض نموذجا رائعا وموفقا في الدفاع عن الثورة في الجمهورية الاسلامية في ايران في عيدها الأربعين،  معددا انجازات الدولة الايرانية في الصعد كافة، من اقتصاد وعلوم وعسكريتاريا وصحة وصولا  الى الرياضة النسائية، ليثبت ان اسلام الجمهورية منفتح على الثقافات العالمية وفق ضوابط الشريعة ،عكس صورة اسلام "داعش" واخواتها ،بما فيها صورة الاسلام الوهابية ،وليثبت ان ما محاصرة الجمهورية الا لنجاحاتها ولانجازاتها ،والاهم من كل ذلك لاستقلال قرارها ولاستقلال ارادتها.
بعد ذلك اوضح السيد حسن نصرلله ان ايران لن تكون وحدها في اي حرب تستهدفها ،ما معناه ان حزب لله المدعوم دائما في كل حركته من ايران سيدخل الحرب لنصرتها .من هنا افتراضه لاسقاط طائرات اسرائيلية بصواريخ دفاع جوي يملكها حزب لله ، تلك الرسالة التحذيرية العميقة الدلالات لاسرائيل بأن طائراتها هدف مؤكد عند لحظة الحسم من مقاتلي المقاومة.
كما جاء تأكيده الذكي، ان لا اطماع لايران في ثروات العرب ولا تبحث حتى عن تصدير الثورة ،انما هدفها رابطة دول اسلامية لمد يد المساعدة، ما معناه  ان لا اهداف للجمهورية في نشر الدعوة الشيعية في بلاد المسلمين السنة .

واضاف لطمأنة من يهمه الامر ان حلفاء الجمهورية من العرب هم أسياد عند ولي الفقيه ،وليسوا كالعملاء العرب عند اسيادهم الغربيين (اميركا خاصة) .وهنا غاب عن السيد توضيح مسألة مهمة جدا للعقل العربي ولعقل اهل السنة، ان ولي الفقيه السيد علي الخامنئي عربي وليس فارسيا، وكذلك الامام الخميني هو عربي اصيل وليس بفارسي ،وان جدهما رسول الله محمد (ص) وليس الكسرى يزدجرد وانهما من آل هاشم القرشية…

يعلم السيد حسن نصرلله ان مكونات مهمة في الحكومةاللبنانية لا تملك قرارها لفتح علاقات تعاون واسعة المدى مع الجمهورية الاسلامية ،كما لا تستطيع ايضا مكونات اخرى في الحكومة محسوبة على محور سوريا وايران ان تتعاون مع السعودية ،انما اراد السيد حسن نصرلله رمي الحجة على اللبنانيين بتوضيحه الذكي ان الحزب ليس فقط للحروب وللدمار وللموت ،ولكن ايضا للاعمار و للصحة و للدواء وللانفاق وللكهرباء في اوقات السلم، وهذه مناورة ذهنية رائعة في فن الاقناع والخطابة، رغم نيته الطيبة و صدق ما يقول.

وختاما احبّ ان يمازح الشيخ نعيم قاسم الذي يفتقد جماهيرية السيد حسن نصرلله  عبر احتمال تخييره بين السكين والمقص، ناصحا بالمقصّ مع ابتسامة ،كأنه يوصيه وعبره يوصي كوادر حزبه بأخذ الناس باللين والتواضع والتفهم و من دون عجرفة، من دون انفعال واستعلاء و من دون حدّة كحدّ السكين.
وفي الختام ،سلام على السيد حسن نصرلله القائد الاستثنائي في زمن استثنائي.


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى