سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: مواقف بري تشعل الساحة وتنقلها على محطات جديدة

 

الحوارنيوز – خاص

شكلت مواقف الرئيس نبيه بري بشأن الاستحقاق الرئاسي محور اهتمامات صحف اليوم، وهي مواقف لم تكن وليدة الصدفة بل جاءت بعد أن تمادى “معسكر مرشح التحدي” في رفضهم المطلق لأي شكل من اشكال الحوار الوطني اللبناني وتعطيل المؤسسات الدستورية، ما فتح البلاد على احتمالات خطيرة ومستوى جديد من التشرذم الوطني والانهيار المتواصل.

ما هي خلفيات مواقف بري ولماذا اشعلت الشارع السياسي أمس من خلال افتتاحيات صحف اليوم؟

  • صحيفة النهار عنونت: قلق دولي متعاظم… وبري يطيح “حواريته”؟

وكتبت تقول: في الوقت الذي كانت فيه “مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان” تسجل أحدث المواقف الدولية التي تؤشر الى تعاظم القلق حيال تصاعد ازماته في ظل بلوغ الفراغ الرئاسي شهره الخامس، انفجرت “مفخخة” سياسية من الطراز الثقيل سواء تعمدا او عفوا عبر مقاربة يصعب تجاهل طابعها الاستفزازي في اعلان رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية مرشحا لفريق 8 آذار على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري نفسه. والواقع ان ترشيح بري لفرنجية ليس امرا مفاجئا ولا طارئا، ولكن يبدو واضحا ان تسديده السهام نحو المعارضة ومرشحها النائب ميشال معوض في حديث صحافي، انما شكل انعكاسا واضحا للاحتقانات التي تركها تعطيل الكتل المسيحية الكبيرة للجلسات التشريعية لمجلس النواب وشل المجلس تماما في مقابل تمدد الفراغ الرئاسي بلا افق، وهو امر جعل بري في حصار واضح قابله بفتح معركة الترويج لترشيح فرنجية، ومن ثم الهجوم على منافسه المعارض، وكذلك رمي كرة الفراغ الرئاسي في مرمى الموارنة وحدهم. ولعل الجانب اللافت في هذا الفصل السجالي تمثل في اعتبار الأوساط النيابية المعارضة الداعمة للنائب ميشال معوض ان المقاربة التي شاء عبرها بري رد التحدي للكتل الرافضة لجلسات التشريع جاءت على مستوى الازمة الرئاسية بمثابة تأكيد لأحقية رفض هذه الكتل أيضا لأي حوار دعا ويدعو اليه بري بعدما كرس نفسه في موقع الفريق والتحدي عبر هذه المواقف الاستفزازية واقفل على حاله مسالك أي دور تسووي وبات مرفوضا أكثر فأكثر في ادارته لأي حوار.

القلق الدولي

ولكن المناخ القاتم خارجيا حيال لبنان بدا متجها الى متاهات خطيرة حيال تتمادي الفراغ. وهو الامر الذي تمثل في اصدار مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان أمس بيانا لفتت فيه الى انه “مع بلوغ الفراغ الرئاسي شهره الخامس، وفي ظل غياب الاصلاحات وتصلب المواقف وازدياد الاستقطاب، تعبر مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان عن بالغ قلقها إزاء تداعيات استمرار الفراغ الرئاسي”. وحثت “القيادات السياسية وأعضاء البرلمان على تحمل مسؤولياتهم والعمل وفقاً للدستور واحترام اتفاق الطائف من خلال انتخاب رئيس جديد دون مزيد من التأخير”. أضافت “يعد الوضع الراهن أمرا غير مستدام. إذ يصيب الدولة بالشلل على جميع المستويات، ويحد بشدة من قدرتها على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والأمنية والإنسانية العاجلة، كما يقوض ثقة الناس في مؤسسات الدولة فيما تتفاقم الأزمات. وتابعت: بعد مرور أحد عشر شهرًا على توصل لبنان الى اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي، لم يُبرم لبنان بعد برنامجاً مالياً مع الصندوق. إن التعجيل بإقرار القوانين اللازمة لاستعادة الثقة في القطاع المصرفي وتوحيد أسعار الصرف يعد أمرا حيويا لوقف التدهور الاجتماعي والاقتصادي”. وأكدت مجموعة الدعم الدولية “استمرارها بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه”.

جولة ساخنة

اما في المشهد الداخلي، فان الاهتمامات التي تركزت على معاينة اثار الإجراءات التي اتخذها مصرف لبنان والتي أدت الى انحسار حمى ارتفاع سعر الدولار وأسعار المحروقات أمس، لم تحجب المشهد السجالي الصاخب الذي اثاره حديث صحافي للرئيس بري الذي في حين أكد ان سليمان فرنجية هو “مرشحنا المعروف” ذهب الى القول “أما مرشحهم فليس سوى تجربة أنبوبية”. كما اعتبر ان المشكلة التي يتخبط فيها الاستحقاق الرئاسي “هي بين الموارنة والموارنة”.

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: برّي رئاسياً: اللعب على المكشوف

وكتبت تقول: عملياً، نقل كلام رئيس مجلس النواب نبيه برّي لـ«الأخبار»، أول من أمس، معركة الاستحقاق الرئاسي إلى محطة جديدة، سيكون ما بعدها مختلفاً عما قبلها.

إشهار بري – وهو المعني الأول دستورياً ونيابياً، وأحد طرفي الثنائي مع حزب الله – ترشيح سليمان فرنجية بهذا الوضوح، لم يكن «زلّة لسان»، بل إعلان ما كان معروفاً، وإلزام لنفسه، وحليفه حزب الله. وهو استند إلى جملة عوامل ليلعب على المكشوف، ويعيد موضعة ترشيح فرنجية في الصدارة، واضعاً كل الأوراق على الطاولة، وإن لم يلعب «صولد»، داعياً الجميع إلى كشف أوراقهم.
من بين هذه العوامل اللقاء الخماسي الذي عُقد في باريس مطلع الشهر الماضي، والذي جاءت نتائجه مخيبة للطرف الذي كان يراهن على الخروج بزخم لترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون. كان بري شديد الوضوح، تبعاً لذلك، في إشهار الفيتو أمام انتخاب عون. وفي هذا رسالة ضمنية بأن تصلّب الخارج والتهديد بالفوضى الشاملة لفرض خيارات رئاسية لن يقابل إلا بتصلّب أكبر، مع إدراك الخارج بأن لا فرصة لتمرير الاستحقاق من دون موافقة الثنائي.

أضف إلى ذلك، إدراك بري أن الخارج منخرط في النقاش حول ترشيح فرنجية وليس ممانعاً له. وفي هذا السياق، جاء تسريب عين التينة أخيراً لما دار بين رئيس المجلس والسفيرة الأميركية دوروثي شيا، وقول الأخيرة له «لِمَ نكون ضدّ فرنجية… وماذا لو انتُخب».
أما محلياً، فقد حرص رئيس المجلس على إبقاء الباب موارباً أمام تفاهم يبدو صعباً مع التيار الوطني الحر، بإشارته إلى «الورقة البيضاء التي سمت فرنجية من دون أن تكتب اسمه»، مدرجاً أصوات التيار ضمن هذا الترشيح. وهو إذ لم يغفل إمكان انتخاب فرنجية بالنصف زائداً واحداً، لفت إلى أن دوافع التأخر في إعلان ترشح فرنجية «المحاولات المبذولة لتوفير أوسع تأييد له»، و«انتظار الوقت» حتى يقتنع تكتل لبنان القوي بالانضمام إلى تأييد انتخابه.
وفي مقابل تظهير عناصر قوة المرشح الوحيد الجدي في السباق الرئاسي، حرص بري على إقفال الباب نهائياً أمام ترشيح قائد الجيش والجزم بأن لا تكرار لتجربة ميشال سليمان بانتخابٍ من دون تعديل دستوري، وبأن «تعديل الدستور متعذّر». كما حرص، بالمقدار نفسه، على التقليل من شأن مرشح «الوقت الضائع»، ميشال معوض، مدركاً أن الطرف الآخر استهلك مرشحه عبر 11 جلسة، وهو ما أقرّ به بشكل غير مباشر رئيس حزب القوات سمير جعجع، أخيراً، بإشهاره سيف تعطيل الجلسات.
«نقلة» بري تضع الاستحقاق أمام مرحلة جديدة، وتترافق مع رهانين اثنين: تسوية ما يقتنع بها باسيل تتيح غطاء وطنياً وميثاقياً لترشيح فرنجية، وتغير في المزاج الإقليمي يفتح الطريق إلى قصر بعبدا أمام الأخير. وفي هذا السياق، فإن الموقف السعودي يبدو حتى الآن الأكثر حدة خارجياً تجاه هذا الترشيح. لكن رئيس المجلس يلمس تهدئة سعودية – سورية، ويدرك السعوديون أنه إذا كان فرنجية – محلياً – حليفاً للثنائي، فإنه – إقليمياً – حليف لدمشق.

كلام بري استدعى أمس رداً نارياً من معوض الذي وصف فيه رئيس المجلس بأنه «ميليشيوي»، معتبراً أن القول «إن مرشحنا جدي أما مرشحهم فليس سوى تجربة أنبوبية فيه إساءة إلى رئيس جمهورية شهيد هو الرئيس رينه معوض، وإلى جميع النواب والكتل التي صوّتت للنائب ميشال معوض». وقد ردّ المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل على معوض بالقول «أتحفنا رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض الذي يعيش في فقاعة الترشيح منذ أكثر من خمسة شهور بكلام أقل ما فيه أنه بلا تربية»، مضيفاً «للمعجزة نقول نتفهم شعورك بعدما أيقنت أنك تحولت إلى أُنبوب تجارب سياسي في مختبر من رشحك وضحك عليك».
من جهته، تمنّى الحزب التقدمي الاشتراكي، في بيان أمس، «لو يذهب البعض إلى تلبية دعوة الحوار التي وجهها رئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​ لكي نخرج من الأفق المسدود، بدل توزيع التهم بطريقة همايونية بحق بري أو أي مكوّن وطني وروحي، مهما كان الاختلاف السياسي على أشده”.

 

  • صحيفة الديار عنونت: «الثنائي» يبلغ باريس انفتاحه على المقايضة الرئاسية وفيتو سعودي يعطل المبادرة
    الملف اللبناني خارج قمة العشرين: برودة اميركية ــ سعودية بانتظار التسويات الكبرى
    «
    ردح» سياسي عقيم يعكس عمق الازمة… «القضاء الاعلى» يجمد ملاحقة المصارف

وكتبت تقول: يعكس السجال المتدني المستوى الذي ساد خلال الساعات القليلة الماضية حجم المأزق السياسي والاخلاقي في بلد يواصل انهياره المالي والاقتصادي بسياسات «ترقيعية» موقتة لا يمكن ان تصمد على المدى المتوسط والطويل. في هذا الوقت لم يحضر الملف اللبناني على هامش قمة العشرين بعدما تجاهل الوفد السعودي ونظيره الاميركي الاوضاع المهترئة في هذا البلد، على الرغم من تطرق البحث الى كل الملفات الاقليمية الساخنة في المنطقة، وهذا ما يؤشر الى «عقم» الرهان حاليا على «ترياق» خارجي يمكن ان يخرج الاستحقاقات الراهنة من الافق المسدود. هذه الخلاصة لمصادر ديبلوماسية مطلعة لفتت الى ان الرياض لا تزال عند موقفها بتعليق البحث بالملف اللبناني ريثما يتبلور مستقبل استئناف المفاوضات مع طهران، وكذلك الانفتاح المستجد على دمشق، فيما تبقى اليمن هي «البوصلة» التي ستحدد كيفية تعامل المملكة مع كافة الملفات المتصلة بالمنطقة التي تقف على فوهة بركان على خلفية ارتفاع منسوب التوتر في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وارتفاع احتمال اندلاع مواجهة شاملة على خلفية التهديدات الاسرائيلية لإيران.

لبنان في «الثلاجة»

وقد ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، امس مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين المنعقد في الهند، تكثيف العمل المشترك لإرساء الأمن والسلم في المنطقة والعالم. وفيما ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الوزيرين استعرضا خلال اللقاء العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وتطرقا الى العديد من القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حيال الأزمة (الروسية – الأوكرانية) والجهود المبذولة بشأنها، لفتت مصادر دبلوماسية لـ»الديار» الى ان الملف اللبناني لم يحضر لا من قريب او بعيد، وثمة تفاهم ضمني اميركي- سعودي على وضع الازمة اللبنانية في «الثلاجة» باعتبارها ملفا ثانويا يمكن فكفكة «الغامه» بعد التوصل الى تسويات حول ملفات اخرى في المنطقة.

«الثنائي» منفتح على «التسوية» ولكن…؟

في هذا الوقت، ارتفع منسوب السجال السياسي في البلاد على خلفية تصريحات رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سجل باسم «الثنائي» خطوة متقدمة على خط تبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وبعيدا عن موجة الردود الصاخبة بين النائب ميشال معوض الذي تلقى دعما من القوات اللبنانية، والنائب علي حسن خليل مدعوما من «المردة»، فان مواقف بري حملت في طياتها الكثير من الرسائل كان اهمها اضعاف فرص قائد الجيش جوزاف عون الرئاسية، وتبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رسميا والاستعداد للمباشرة في نقاش «التسوية» الفرنسية المطروحة. هكذا تلخص مصادر في «الثنائي» الموقف الحالي وتشير الى ان بري اعطى «الضوء» الاخضر علنا لإمكانية البحث في «مقايضة» بين الرئاسة الاولى والثالثة على قاعدة نقاش البرنامج للسنوات الست المقبلة بعض النظر عن اسم رئيس الحكومة المفترض. وتلفت تلك الاوساط الى ان «الثنائي» تعامل بإيجابية مع الطرح الفرنسي الذي حملته السفيرة آن غريو وهو ابدى انفتاحه على اي حوار يخرج البلاد من المأزق الراهن. لكن المشكلة الرئيسية تبقى في عدم نجاح الفرنسيين حتى الآن في اقناع الرياض بفتح باب النقاش حول الاستحقاق اللبناني، ودون «الغطاء» السعودي لا يملك الفرنسيون القدرة على تسويق «الفكرة» لأنهم لا يملكون ادوات ضغط على القوى السياسية التي تدور في فلك واشنطن والمملكة. وقد كان «الثنائي» واضحا بإبلاغ باريس انه منفتح على الجلوس للنقاش حين ينجحون في «كسر» الفيتو السعودي.

«تسريبات» سعودية

لكن لا تبدو «الطريق معبدة» حتى الآن امام اقتراح الفرنسيين مقايضة ترشيح فرنجية برئيس حكومة ترضى عنه المملكة، وتظهر الموقف علنا بتصريحات رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع السلبية حيال عدم تامين النصاب لأي جلسة انتخاب اذا كانت ستؤدي الى ايصال ما اسماه مرشح حزب الله الى بعبدا، ومن هنا تروج الاوساط المقربة من الرياض في بيروت بان «المبادرة ولدت ميتة» ولا مجال حتى للنقاش فيها، وهي اذا كانت لا تريد التدخل في التسمية فان فرنجية على عكس ما يقال، ليس مرشحا مقبولا من قبلها، ولا صحة للكلام انها لا تعترض عليه.

متى تنخفض «السقوف»؟

ووفقا لمصادر مطلعة، هذا الاستعصاء يعكس اجواء سلبية لكن اي تفاوض يبدأ بالعادة من خلال «سقوف مرتفعة»، وعندما تصبح الظروف الاقليمية والدولية مؤاتية للتسويات والمقايضات تنخفض «السقوف» ويصبح كل شيء قابلا للتفاوض. فالرياض ترغب بالحصول على نتائج عملية في اليمن وقبل ذلك لن تدخل في اي تسوية في مكان آخر، وهم يعرفون جيدا مدى تأثير حزب الله هناك ولهذا يمارسون الضغط على الساحة اللبنانية. ولهذا فان التسوية مؤجلة وليست مستحيلة، وباريس تواصل عملية «جس النبض» لكنها تصطدم ايضا ببرودة الموقف الاميركي، الذي لا يريد فوضى شاملة في لبنان ولكنه لا يدعم اي حل. وتبقى القوى السياسية اللبنانية في حال انتظار، بعضها مؤثر ويفاوض على «الطاولة» وبعضها الآخر اختار العبثية في المواقف، كالتيار الوطني الحر، الذي اختار معاداة حليفه الوحيد في فترة مفصلية مع علمه انه الطرف الاقوى القادر على حفظ مصالحه التي حصرها النائب جبران باسيل بوصوله الى الرئاسة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى