
الحوارنيوز – حرب غزة – تقرير
في وقت تتزايد المخاوف من الحسابات الداخلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ،وتؤدي إلى تقويض ما تحقق من تقدم في اتفاق غزة، يمضي الوسطاء بخطى سريعة ،خاصة الأميركيون منهم، لاستكمال المرحلة الثانية التي تشهد الكثير من العقبات وعلى رأسها الضغوط لنزع السلاح من القطاع.
نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الذي وصل اليوم إلى المنطقة، قال إنه يشعر بـ”تفاؤل كبير” بشأن صمود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا أن تنفيذ ما وصفها “خطة ترامب” يسير “أفضل من المتوقع”.
وأكد فانس في مؤتمر صحفي في إسرائيل، إن واشنطن لا تفرض أي شيء على تل أبيب، مضيفا أن الحكومة الإسرائيلية “تساعد بدرجة كبيرة” في تنفيذ الخطة، وإن مركز قيادة في إسرائيل يراقب عمليات تنفيذ وقف إطلاق النار.
وحذر فانس من أن حركة حما.س سيقضى عليها إذا لم تتعاون. وقال: ” إن لم تتخل حما.س عن السلاح فستحدث أمور سيئة للغاية”.
وشدد على أن مواقع وجود جثث بعض الرهائن في غزة لا تزال غير معلومة. واعتبر أن على إسرائيل الاتفاق بشأن نوع القوات التي ستتواجد على الأرض كجزء من تنفيذ الخطة.
من جانبه أكد جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الجهود مستمرة لضمان استكمال المرحلة الثانية من اتفاق غزة، في وقت تواصل فيه الأطراف المعنية تنفيذ المرحلة الأولى، وسط مؤشرات على تحقيق “تقدم كبير” في الأيام المقبلة.
وأضاف كوشنر في مؤتمر صحفي مشترك مع جي دي فانس وستيف ويتكوف: “نحن مصممون على إنجاز المرحلة الأولى بالكامل، وستلاحظون الكثير من التقدم قريبا”.
وأشار إلى أن النزاع الممتد منذ عامين بين إسرائيل وحركة حما.س “يتجه نحو وضع الهدنة“، مضيفا أن الجانبين ينتقلان من الحرب إلى “عصر من السلام”.
وفي ما يتعلق بجهود إعادة جثث الرهائن، قال كوشنر: “نسجل تقدما في إعادة جثامين الرهائن من غزة”، مؤكدا أن ترامب “سيدعم هذه الجهود”.
وأضاف أن هناك “تنسيقا كبيرا” بين إسرائيل والأمم المتحدة بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وبدوره قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إن تنفيذ اتفاق غزة يعد الخطوة الأهم في مسار إنهاء النزاع. وأوضح أن “توقيع اتفاق غزة كان تحديا وتنفيذه هي الخطوة الأهم”.

ترامب يهدد
من جانبه هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء، بأن حلفاء بلاده مستعدون لإرسال قوات إلى قطاع غزة لـ”تأديب” حما.س “في حال واصلت التصرف بسوء، في انتهاك لاتفاقها معنا” .
وكتب ترامب على تروث سوشال أن “العديد من حلفائنا العظام في الشرق الأوسط ومناطق محيطة بالشرق الأوسط، أبلغوني علنا وبقوة، بحماسة كبيرة، بأنهم سيرحبون بناء على طلبي، بالذهاب الى غزة مع قوة شديدة و(تقويم حما.س) في حال واصلت التصرف بسوء، في انتهاك لاتفاقها معنا”.
وأشار إلى أنه أبلغ إسرائيل وحلفاء واشنطن الإقليميين بأن “الوقت لم يحن بعد” لمواجهة جديدة مع حما.س. وقال: “لا يزال هناك أمل بأن تفعل حما.س ما يجب فعله. إذا لم يقوموا بذلك، فإن نهاية حما.س ستكون سريعة وقوية وقاسية”.
وكان ترامب قال الاثنين: “توصلنا إلى اتفاق مع حما.س يضمن أن يكون سلوكهم جيدا جدا، وإن لم يفعلوا، سنقضي عليهم”، مضيفا أنه يريد أن يمنح “فرصة صغيرة” لاتفاق وقف إطلاق النار.
فانس في تل أبيب
في غضون ذلك، وصل فانس وزوجته إلى تل أبيب، ظهر الثلاثاء، حيث كان في استقبالهما نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ياريف ليفين. وعقد نائب الرئيس مباحثات في مطار بن غوريون مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير اللذين كانا وصلا الى الدولة العبرية الاثنين.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن فانس سيلتقي أيضا مسؤولين إسرائيليين، وبينهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الأربعاء في القدس.
وتكثف إدارة ترامب جهودها بعد الضربات الإسرائيلية التي طالت القطاع الأسبوع الماضي وكانت الأعنف منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر. وتم بموجب الاتفاق الإفراج عن 20 رهينة على قيد الحياة كانوا محتجزين منذ هجوم حما.س في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 الذي أشعل شرارة الحرب.

15 جثة
وكان ينبغي على حما.س بحلول 13 أكتوبر إعادة جثامين 28 رهينة، لكنها تؤكد أنها في حاجة إلى معدات لرفع الانقاض وللوصول إليهم.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحما.س، أنها ستسلّم جثتين الثلاثاء. وقالت في بيان: “ستقوم كتائب الشهيد عز الدين القسام بتسليم جثتين لأسيرين من أسرى الاحتلال التي تم استخراجها اليوم في قطاع غزة، عند الساعة 9 مساء بتوقيت غزة (18,00 ت غ)”.
وكانت حما.س قد سلمت، يوم الاثنين، رفات رهينة إلى الصليب الأحمر الدولي ليرتفع إلى 13 عدد الجثث المعادة. وأعلنت السلطات الإسرائيلية الثلاثاء أن الجثة عائدة إلى العسكري تل حاييمي.
وإذا تمت عملية التسليم، فستكون حما.س قد سلمت 15 جثة منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
من جهة أخرى، أكد كبير مفاوضي حما.س خليل الحية في مقابلة مع قناة “القاهرة الإخبارية” بثت فجر الثلاثاء تصميم الحركة “على المضي في الاتفاق إلى نهايته”.
وقال الحية: “في ما خص ملفّ الجثامين، نحن جادّون لاستخراج وتسليم كل الجثامين كما ورد في الاتفاق”.
وأضاف: “نحن نجد صعوبة بالغة (في استخراج الجثامين) لأنه مع تغير طبيعة الأرض” بسبب الدمار الكبير في القطاع فإن استخراجها “يحتاج إلى وقت ويحتاج إلى معدات كبيرة، ولكن بالتصميم والإرادة سنصل إن شاء الله إلى إنهاء هذا الملف كاملا”.
في هذه الأثناء أبدت العديد من الدول مخاوفها من الانضمام إلى قوات حفظ السلام الدولية في قطاع غزة، بسبب غموض مهامها، وخوفا من الاشتباك مع حركة حما.س، وفقا لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز”، الثلاثاء، عن دبلوماسيين ومسؤولين.
ووفقا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، ستشكل قوة أمنية دولية لحفظ السلام في القطاع، لكن بعض الدول مترددة في الانضمام إلى هذه القوة بسبب المخاطر المحدقة، وغموض مهمة هذه القوات إلى جانب احتمال أن ينظر إليها كقوات احتلال، وفقا لما ذكرته “نيويورك تايمز”.
وأوضح مصدر للصحيفة أن تشكيل ونشر قوة دولية في القطاع من شأنه تحديد ما إذا كان وقف إطلاق النار الحالي سيكون اتفاقا دائما، وما إذا كان الإسرائيليون والفلسطينيون سيتوجهون نحو سلام دائم.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين ومسؤولين من عدة دول مطلعة على وضع المفاوضات، أن غموض مهمة تلك القوات هو العقبة الأكبر أمام تشكيلها ونشرها.
وأكد ممثلون من عدة دول مرشحة للمشاركة في قوات حفظ السلام أنهم لن يرسلوا قواتهم قبل توضيح مهمة القوة بدقة بعد وصولها إلى غزة، وفقا لدبلوماسيين مطلعين على المناقشات.
وأوضحت المصادر، أن تلك الدول لا تريد إرسال جنودها لمواجهة حما.س نيابة عن إسرائيل. كما أن بعض الدول رفضت، خلال مفاوضات خاصة، تمركز قواتها داخل مراكز المدن في غزة بسبب المخاطر التي تشكلها أنفاق حما.س، والمسلحين المنتشرين في تلك المناطق.
ويسعى الوسطاء إلى إرسال قوات حفظ السلام إلى غزة لإرساء الاستقرار، قبل أن تعيد حما.س تنظيم صفوفها في المناطق التي انسحبت منها إسرائيل.
وتشمل المناقشات الأخيرة دولا مثل إندونيسيا، مصر، تركيا، وأذربيجان، وفقا لدبلوماسيين.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في بيان، أن حكومته ستنضم إلى القوة التي ستتولى الإشراف على وقف إطلاق النار، ولكنه لم يوضح ما إذا كان يشير إلى قوة الاستقرار الدولية.
كما أكد الرئيس الإندونيسي، برابوو سوبيانتو، أمام جمعية الأمم المتحدة أن بلاده مستعدة لنشر أكثر من 20 ألف جندي “للمساعدة في إحلال السلام في قطاع غزة”.


