سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: لبنان بين الإدارة الدولية والحسابات الطائفية والإنفجار

الحوارنيوز – خاص

هي خيارات ثلاث حددتها الصحف كل بحسب مصادر معلوماته وموقعه في الصراع الدائر:

  • اقتراب وضع اليد الدولية على لبنان.

  • استمرار العناد الطائفي والحسابات الفئوية في مقاربة تشكيل الحكومة .

 3- الإنفجار الكبير نتيجة ما بلغته الأوضاع العامة في البلاد وما قد ينتج عن التدخلات الدولية المباشرة.

في ما يلي افتتاحيات صحف اليوم:

‎* صحيفة “النهار” عنونت:” لبنان الى عهد الادارة الدولية والانهيار” وكتبت تقول:” عشية أسبوع يبدو مثقلاً أكثر بكثير مما طواه الأسبوع الماضي من تداعيات تسببت بها ‏سلسلة الازمات المعيشية والخدماتية والصحية، ناهيك عن الارتفاعات النارية المحلقة ‏مجدداً لسعر الدولار في السوق السوداء هازئاً بمنصة التسعير التي أنشأها مصرف لبنان، ‏لا يقف السؤال الكبير عند حصيلة الحركة الاستثنائية التي قام بها الرئيس المكلف سعد ‏الحريري في الأيام الأخيرة بل تتجاوزها الى السيناريو القاتم الأبعد من احتمال اعتذاره عن ‏تشكيل الحكومة‎.‎
‎ ‎
لعلّه من مؤشرات اقتراب العد العكسي لدومينو انهياري مخيف يحدق بلبنان في ظل ‏سلسلة الازمات التي تطبق على انفاس اللبنانيين، ان صعّد احد ابرز القادة الروحيين ‏اللبنانيين متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة امس نبرة ‏مخاطبته المباشرة الى رئيس الجمهورية ميشال عون في موقف شديد الوطأة والتأثير، لا ‏ندري كم اخترق جدران العهد والحكم والسلطة خصوصا ان الرسالة المدوية للمطران عودة ‏بدأت بالرئيس واستتبعته بكل المراجع الرسمية المعنية بمعالجة الكارثة‎.‎
‎ ‎
في هذه الرسالة المدوية، قال المطران عودة مخاطبا الرئيس عون:”أستحلفك بأحفادك ‏الذين ترى الحياة في عيونهم أن إنزل إلى الشارع واستمع إلى شعبك وعاين الذل الذي ‏يعيشه. هل تقبل أن يموت إنسان جوعاً أو مرضاً في عهدك؟ هل تقبل أن يعاني طفل في ‏عهدك؟ هل تقبل أن يهان مواطن في عهدك؟ هل تقبل أن يضمحل لبنان في عهدك؟ ‏والدعوة عينها موجهة إلى رئيس الحكومة المستقيل منذ أشهر طويلة ولم يقم مع حكومته ‏بأدنى واجبات الحكومة، ولم ينفطر قلبه وجعاً على حال اللبنانيين، وإلى الرئيس المكلف ‏المطلوب منه التعالي عن الأحقاد والخصومات، والإسراع في تأليف الحكومة رحمة بالوطن ‏والمواطنين، وإلى رئيس مجلس النواب ونواب الأمة ربما يدركون حجم الكارثة‎”.‎
‎ ‎
جاءت هذه الرسالة وسط ظروف تنذر بانزلاق البلاد بسرعة كبيرة نحو مرحلة محفوفة ‏بأخطار غير مسبوقة لجهة تفاعل الازمات المعيشية والمالية والصحية والاجتماعية خصوصا ‏ان مشهد بيروت والضواحي والبلدات الكبيرة وقد تحولت الى مرائب عملاقة وخانقة ‏لطوابير السيارات بفعل ازمة البنزين تمادت وطالت بما يعني انها قد تغدو نمطاً دائماً مع ‏كل ما يعنيه الامر من تداعيات متفجرة‎.‎
‎ ‎
‎ ‎
الاعتذار المعلق
واذا كان مشهد الازمات الخدماتية والمعيشية الخانقة بدأ يشكل جرس الإنذار الأشد اثارة ‏لقلق الناس، فان المقلب الاخر من المشهد السياسي يبدو اكثر اثارة للغموض والخشية من ‏مرحلة قد تحمل نهاية دراماتيكية لأزمة تعطيل الحكومة بما لا يبدو اطلاقا ان الفريق ‏المعطل يدرك حجم وخطر ما سيتسبب به إمعانه في التعطيل‎.‎
‎ ‎
ذلك انه صار شبه ثابت ان الرئيس الحريري الذي كان له حركة دائرية واسعة من اللقاءات ‏والمشاورات والاتصالات المعلنة والمكتومة في الأيام الأخيرة يقيم على قرار ضمني يجعل ‏اعتذاره الجدي معلقاً فقط فيما تخضع كل الخيارات للدرس‎.‎

  • صحيفة “الاخبار” عنونت:” منسوب الغضب الشعبي يرتفع.. الحريري يتريث في الاعتذار .. وبري لن يسلم البلد لعون وباسيل” وكتبت تقول:” تتسِع التحركات الاحتجاجية المتفرقة في المناطق مع ارتفاع منسوب ‏الغضب الشعبي من حجم الأزمة، من دون أن تبرز حتى الساعة أي حلول ‏للحدّ من الانهيار الذي يقع على رؤوس اللبنانيين دفعة واحدة. القوى ‏السياسية لا تزال تتصرف وكأن شيئاً لم يكن وتُدير ملف الحكومة كمعركة ‏انتخابية

    دخلَت البلاد في مدار الفوضى على كل الأصعِدة. لم تنتهِ ثلاثية الحوار بينَ الثنائي الشيعي ورئيس التيار الوطني الحرّ ‏بشأن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى “لا شيء”، وحسب. لو اقتصرت على ذلِك، لكانَ الأمر أسهل. أفضَت ‏المداولات إلى أبواب جديدة للتعقيدات، بدلاً من التمهيد لفتح نافذة أمام حلول للأزمة الحكومية. لا تتطلّب وقائع الأمور ‏عناءً كبيراً لاستخلاص أن الفشل لا علاقة له بوزيرين واسمين وحقيبتين، بقدر ما هو نتيجة لمحاولات طرفيْ الصراع ‏الأساسييْن استيلاد نمط حكم جديد وقواعد سياسية جديدة تعيد ترسيم نفوذهما. وعليه، فإن فائضاً من التشاؤم ساد في ‏الساعات الأخيرة، بعدَ أن ثبت بالمعطيات أن الرئيس المكلّف سعد الحريري حسمَ قراره بالاعتذار، قبل أن ينقل قراره ‏إلى حالة “وقف التنفيذ” بناءً على طلب رئيس المجلس الذي “صارَ مقتنعاً بأن لا فرصة متاحة تسمح للحريري ‏بالتشكيل، خارجياً أو داخلياً”، بانتظار “الاتفاق على بديل”. ولو أن مؤشرات مستجدة برزت تقول إن الحريري، ‏ورغم أن فكرة الاعتذار لا تزال تراوده، إلا أن حركته نهاية الأسبوع الماضي هدفت إلى تكريس صورته كزعيم أوحد ‏للطائفة السنية من خلال اجتماعه مع دار الفتوى، واللقاءات التي عقدها مع شخصيات سنية، حتى إن بعضها غير ‏مقرّب منه، وأنه تقصّد فعل ذلك للتخفيف من جدية الأجواء التي سُرّبت عنه أخيراً فيما خص الاعتذار. مردّ هذه ‏المفارقة، وما تضمره من تحول سريع في “تكتيك” الرئيس المكلف، أن الظروف المتوافرة التي تمنع اعتذاره لا تقل ‏عن تلكَ التي تمنعه من التأليف‎.‎

    صحيح أن الحريري مُنيَ بنكسة جديدة بعدَما أطيحت مبادرة عين التينة التي عوّل كثيراً عليها كفرصة أخيرة، لكن ‏مصادر معنية بالمفاوضات الحكومية أعادت تريّثه من جديد إلى أسباب عديدة. أبرزها‎:

    أن الرئيس برّي طلبَ اليه ذلِك، وهو يُصرّ على ربط الاعتذار بالتوافق مع الحريري على بديل، على أن يحظى البديل ‏بغطاء الطائفة السنية لئلا تتكرّر تجربة الرئيس حسّان دياب. كما أن رئيس المجلس، على ما تقول المصادر، “لا يريد ‏تسليم البلاد لميشال عون وجبران باسيل”، ولا إعطاءهما فرصة للظهور بمظهر المنتصر. كما لا يريد أن يكون ‏البديل واحداً من الأسماء التي اقترحها عون وباسيل، فيكونان قد حققا مبتغاهما وفرضا ما يريدانه. حتى إن بري ‏يعتبر، بحسب المصادر، أن الحل لا يُمكن أن يكون بتسمية رئيس حكومة من فريق 8 آذار لا يحظى بالتوافق والغطاء ‏السنيّ الكامل، لأن هذا الأمر لن يساعد في إخراج البلد من الأزمة، لا بل سيزيدها تعقيداً‎.

    ثم إن الحريري الذي كانَ قد كشف أمام من التقاهم من مسؤولين وشخصيات سنية أن خيار الاعتذار وارد، فوجئ ‏بمعارضة واسعة لم يكُن يتوقعها، على اعتبار أن “هذا القرار لا يُمكن أن يتخذه وحده، وأن هذه الخطوة هي بمثابة ‏إعلان هزيمة أمام عون وباسيل وتراجع لحساب ما يريدانه، وهو ما سيفتح أمامهما الطريق لتنفيذ مشروعهما للسيطرة ‏على رئاسة الحكومة‎”.

    وفي هذا الإطار، علمت “الأخبار” أن ثلاثي رؤساء الحكومات السابقين من أشد المعارضين لقرار الاعتذار، لكن ‏أعضاءه لم يحضروا اللقاء في دار الفتوى، لأنهم، وفقَ ما أفادت المصادر، حرصوا على عدم “إعطاء صبغة طائفية ‏للخلاف، وكأن هناك انقساماً بطابع سنّي – ماروني‎”.

    وفيما لم تُسجل في الأيام الماضية أي اتصالات على صعيد الملف الحكومي، خاصة بعدَ السجال الإعلامي بينَ باسيل ‏والنائب علي حسن خليل الذي عكس التوتر بينَ عين التينة والبياضة، لفتت مصادر مطلعة إلى أن برّي منزعج من ‏طريقة التعامل مع مبادرته، بينما سيتسغلّ الحريري الدعم الذي حظي به سنياً لتحصين نفسه من محاولات انتزاع ‏التكليف منه، طوعاً، ووضع عوائق أمام أي شخص يطمح إلى خلافته، حتى لو عاد واعتذر‎.‎

  • صحيفة “الجمهورية” عنونت:” اتصالات ومشاورات في كل الاتجاهات وحديث عن حكومة هذا الأسبوع” وكتبت تقول:” للمرة الأولى منذ تكليف الرئيس سعد الحريري يتقدّم خيار الاعتذار ‏على خيار الاستمرار في التكليف، وبدأ النقاش الجدّي في إيجابيات كل ‏من الخيارين وسلبياته، خصوصاً مع وصول معظم المعنيين إلى ‏إقتناع بأنّ العهد يفضِّل استمرار الفراغ مع حكومة تصريف الأعمال ‏على تأليف حكومة مع الحريري، وكل العِقد القديمة والمُحدَثة تؤكّد ان ‏لا رغبة في تأليف حكومة، وانّ الرئيس المكلّف أمام خيارين: الاستمرار ‏في التكليف على رغم ضغط الوضع المالي والشعبي والسياسي ‏والمرشّح إلى التصاعد مع تفاقم الأزمة المالية، او الاعتذار وترك العهد ‏يتخبّط بأزمته ويتحمّل مسؤولياته، لأنّه حاول الخروج من هذه الأزمة ‏من خلال الحكومة المستقيلة وفشل، واي محاولة جديدة لن تختلف ‏عن سابقاتها. ولكن، في مقابل هذين الخيارين، سادت امس معطيات ‏عن احتمال انكشاح العراقيل، بما يؤدي الى ولادة الحكومة هذا ‏الاسبوع. وذلك في ضوء اتصالات ومشاورات ناشطة يجريها رئيس ‏مجلس النواب نبيه بري في كل الاتجاهات.‏

    ‏ ‏

    يتعامل الحريري مع خياري الاستمرار او الاعتذار على انّهما ليسا ملكه ‏وحده، ولن يلجأ إلى الاعتذار قبل التشاور مع حلفائه، وفي طليعتهم ‏رئيس مجلس النواب نبيه بري، لأنّ لكل خيار تداعياته السياسية في ‏موازاة الوضع المالي الحرج جداً، وذلك في ظل وجود وجهة نظر لا ‏تحبِّذ ان يضع العهد يده على آخر حكومة في ولايته، ويواصل من ‏خلالها إمساكه بمفاصل السلطة بعد انتهاء هذه الولاية، الأمر الذي ‏يجعله في موقع القادر على ابتزاز الجميع ومقايضتهم، ويتحوّل ‏سلطة القرار الوحيدة في البلد، ومن هنا أهمية التأليف مع الحريري ‏لإدارة مرحلة الفراغ الرئاسية، التي تؤكّد كل المؤشرات انّها طويلة ‏ومتشعبة.‏

    ‏ ‏

    فالتأليف لا يصطدم فقط في عِقَد الحقائب والتسميات والتوازنات، ‏إنما يصطدم في شكل أساسي بدور هذه الحكومة في ثلاث محطات ‏أساسية:‏

    ‏ ‏

    ـ دورها أولاً في الانتخابات النيابية في حال حصولها ولَم تؤجّل.‏

    ـ دورها ثانياً في الانتخابات الرئاسية في حال استمرت بفعل التمديد ‏النيابي.‏

    ـ دورها ثالثاً في مرحلة الفراغ الرئاسي وانتقال السلطات التنفيذية ‏إليها.‏

    ويُضاف دور رابع له علاقة بالإصلاحات والخطوات التي ستعتمدها ‏الحكومة.‏

    ‏ ‏

    ومن هنا أهمية الحكومة العتيدة التي لا يمكن ان تؤلّف من دون ‏اتفاق سياسي على دورها، ومن دون لقاء يجمع الرئيس المكلّف ورئيس ‏‏”التيار الوطني الحر” جبران باسيل، ولكن الحريري ليس في وارد اللقاء ‏مع باسيل ولا إبرام تسوية معه حول دور الحكومة العتيدة في ‏الاستحقاقات الدستورية التي يعتبرها باسيل مفصلية لمستقبله ‏السياسي. ولذلك، إما ان يستمر الفراغ مع كل انعكاساته السلبية مالياً ‏وشعبياً، وإما ان يعتذر الحريري، فاتحاً الباب أمام مرحلة جديدة إن في ‏دوره، او في مسار الحكومة.‏

    ‏ ‏

    هذا الاسبوع

    ‏ ‏

    وفي هذه الاثناء، قالت مصادر قريبة من الحريري لـ”الجمهورية” ‏أمس، انّه خلافاً لما يُشاع، فإنّ الرجل ليس في وارد الاعتذار، وانه يعوّل ‏على المساعي التي يبذلها رئيس مجلس النواب، والتي ستنشط ‏اليوم، من اجل تذليل العقَِد التي تعترض ولادة الحكومة، خصوصاً ‏لجهة تسمية الوزيرين المسيحيين، ومنح تكتل “لبنان القوي” برئاسة ‏النائب جبران باسيل الثقة للحكومة.‏

    ‏ ‏

    واكّدت هذه المصادر، انّ الحكومة ستصدر مراسيمها هذا الاسبوع، ‏وعلى الارجح بعد غد الاربعاء. وخصوصاً بعدما تبين للمعنيين انّ ‏اعتذار الحريري سيزيد الاوضاع السياسية تعقيداً، وستنعكس سلباً ‏على العلاقات بين مختلف القوى المعنية بالاستحقاق الحكومي، ‏وكذلك سيزيد الازمة الاقتصادية والمالية تدهوراً.‏

    ‏ ‏

    وتعليقاً على محاولات دفع الحريري الى الاعتذار، قال بري ‏لـ”الجمهورية”: “من هو البديل عنه؟ هل لديهم بديل مقنع وحقيقي ‏قادر على مواجهة تداعيات الازمة الاقتصادية والاجتماعية ومخاطر ‏الانهيار؟”.‏

    ‏ ‏

    ولفت بري الى “انّ مسألة تغيير الرئيس المكلّف هي أكثر تعقيداً مما ‏يفترض البعض”، مضيفاً: “عليهم ان يقنعوني بالبديل، ويقنعوا أيضاً ‏الأخ السيد حسن نصرالله والمجلس الشرعي الإسلامي والمجلس ‏الاسلامي الشيعي الاعلى ورئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد ‏جنبلاط ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ونائب رئيس المجلس ‏ايلي الفرزلي”.‏

    ‏ ‏

    وأكّد بري انّ مبادرته ستستمر، مشدّداً على أنّ “لا خيار سواها. ‏وبالتالي انا متمسك بها”.‏

    ‎ ‎

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى