سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: شغور رئاسي مشفوع بسجال ساخن

الحوار نيوز – خص

ركزت الصحف الصادرة اليوم في افتتاحياتها على الشغور الرئاسي الذي صار أمرا واقعا مع استعداد الرئيس ميشال عون لمغادرة قصر بعبدا اليوم إيذانا بانتهاء ولايته ليل غد الإثنين،في ظل سجال غير مسبوق بينه وبين خصومه.

 

  • النهار عنونت: عون يُغادر بعبدا اليوم مهوّلاً… بورقة محروقة!

 وكتبت صحيفة النهار تقول: قُبيل ساعات من “خطاب الوداع” الذي سيُلقيه ظهر اليوم أمام حشد من مناصريه في قصر بعبدا ويُغادر بعدها إلى الرّابية إيذاناً بنهاية ولايته الرئاسية منتصف ليل الإثنين – الثلثاء مضى الرّئيس ميشال عون في “إمطار” الإعلام الذي طالما هاجمه بأقذع الأوصاف بتصريحات وأحاديث ومقابلات كرّر عبرها معزوفات مواقفه وهجماته على سائر القوى والمسؤولين والسياسيّين الذين لم يوفّر منهم طبعاً سوى تيّاره و”حزب الله”. ولكن هذا الجانب الذي بدا رتيباً وفقد الأبعاد المهمّة نظراً لتحويل عون مناسبة نهاية ولايته إلى محطّة لفتح تصفية الحسابات الضيّقة وإطلاق منصّات السّجالات في كلّ الاتّجاهات بدل تهيّب لحظة الفراغ التي يورثها عهده للبنانيّين بالإضافة إلى الانهيار وكلّ المورثات الكارثيّة الأخرى لم يحجب ترّقب ما سيحمله اليوم وغداً من تطوّرات ومواقف محتملة لجهة الوضع الحكومي. إذ أنّ عون بدا مضعضعاً في إطلاقه حيناً التّهديدات بتوقيع مرسوم قبول استقالة حكومة تصريف الأعمال وطوراً بإيحائه أنّه لم يقرّر نهائيّاً بعد توقيع هذا المرسوم. وعكس ذلك استشعاراً بعدم جدوى هذه الخطوة بالإضافة إلى عدم استنادها إلى ركيزة دستوريّة إن لم نقل إنّها تشكّل خرقاً دستوريّاً إضافيّاً.

 

ووسط انعدام أيّ رهان على فرصة أخيرة لتعويم تعديل حكومي قبل نهاية اليوم الأخير من ولاية عون بادر هو بنفسه إلى القول أنّ مرسوم قبول استقالة الحكومة “هو قيد التّفكير لكنّني لم أنفّذه بعد .. وطالما أنا رئيس يمكنني تنفيذه، هذا إذا قرّرت تنفيذه”.

وفي وقت اتّخذت فيه الاستعدادات الأمنيّة لمواكبة الوداع الرّسمي والحزبي لعون اليوم في قصر بعبدا قالت مصادر في حزب “القوات اللبنانية” أنّ رئيس الحزب سمير جعجع سبق أن أعطى توجيهاته لكلّ الحزبيّين بالانضباط والامتناع عن أيّ تحرّكات اليوم الأحد كما دعاهم لعدم الإنجرار إلى أيّ نوع من الإستفزاز أو التّصعيد في مختلف المناطق تزامناً وانتهاء ولاية الرئيس عون ومغادرته القصر الجمهوري.

وبعد ظهر أمس نصب محازبون من “التيار الوطني الحر” خيماً على طريق قصر بعبدا لمواكبة عون من بعبدا إلى منزله في الرّابية وقرّر “التيار” أن يبيت ليل السّبت في أحراج بعبدا داخل الخيم. وهدّد جبران باسيل ليلاً ببدء المواجهة اليوم مع من وصفهم بمغتصبي السّلطة والدستور.

على الصّعيد السياسي مضى عون في إطلاق المواقف عبر إطلالاته الإعلاميّة، موجّهاً الهجمات في مختلف الاتجاهات . وكرّر أنّ “الدستور لا يمنع إصدار مرسوم قُبول استقالة الحكومة واحتمال إصداره لا يزال قائماً”، لافتاً إلى أنّ “تأليف الحكومة يبدو مستحيلاً”. وفي حديث لـ”رويترز” اعتبر أنّ “استكشاف الغاز هو الفرصة الأخيرة للّتعافي الاقتصادي”، مؤكّداً أنّ “حزب الله لعب دوراً مفيداً كرادع خلال عمليّات ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل”. واجتهد في أنّ “العقوبات الأميركية لا تمنع رئيس التيّار الوطني الحرّ النّائب جبران باسيل من الترشّح للرئاسة، ويمكن محوها بمجرّد انتخابه”. وأكّد أنّ “الفوضى الدستورية محتملة في لبنان لشغور منصب الرئاسة” بعد رحيله.

وفي سياق متصل، أشارت معلومات إلى أنّ دوائر القصر الجمهوري أنجزت إعداد مرسوم قبول استقالة الحكومة وسيوقّعه عون في اليوم الأخير من ولايته غداً الإثنين منعاً لأيّ ردّات فعل تعكر صفو الاحتفالات الشعبيّة بانتقال عون إلى الرّابية اليوم.

وردّت أوساط رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على تصريح عون حول أن “احتمال إصدار مرسوم قبول استقالة الحكومة لا يزال قائماً”، مشيرةً إلى أنّ “توقيع مرسوم قُبول استقالة الحكومة هو لزوم ما لا يلزم ويُعتبر كأنّه لم يكن ولا يُغيّر من الواقع شيئاً”، ودعت لمراجعة كلام للمرجع الدّستوري إدمون رزق بوصفه هذا الأمر “بالخيانة العُظمى”.
وتابعت أوساط ميقاتي أنّ “رئيس الحكومة أكّد مراراً وتكراراً أنّه لن يكون تصادميّاً ولا استفزازيا ولا يسعه إلّا أن يقوم بما أوكله إليه الدستور”.

وقد أكّد ميقاتي “أنّنا مقبلون على مرحلة جديدة عنوانها الأبرز أنّنا لن نتحدّى أحداً ولن نقف بوجه أيّ أمر يخدم لبنان وأهله”. وخلال تفقّده أمس أعمال افتتاح معمل “أكوافينا” الجديد في منطقة الباروك قال: “فلتتوقّف المناكفات والتجاذبات رحمةً بالنّاس وبقطاعات الانتاج، لا سيّما أنّنا شهدنا في الصّيف الفائت حركة مهمّة وتدفّقات ماليّة مهمّة من اللبنانيين والسيّاح. ونحن ننتظر في الفترة المقبلة موسماً شتويّاً واعداً، وقد أبلغني أحد السّفراء العرب بالأمس أنّ هناك حجوزات مكتملة لمدّة خمسة عشر يوماً للسّفر إلى لبنان خلال عيديّ الميلاد ورأس السّنة، بمعدّل أربع أو خمس طائرات في اليوم. فلنتعالَ عن كلّ التجاذبات، ولتتكاتف الأيادي بعيداً عن الحسابات والفئويّات والعصبيّات، ولنتعاون لمعالجة الأوضاع الصّعبة وإعادة التّعافي إلى لبنان”.

وفي التردّدات التي أثارتها مواقف عون أشارت هيئة الرّئاسة في حركة “أمل” في بيانٍ إلى أنّ “بعد أن بلغ سيل التّطاول والتجنّي على رئيس حركة أمل رئيس مجلس النوّاب نبيه بري من جهات عدّة حدّاً لم يعد جائزاً السّكوت عنه تحت أيّ وجه من الوجوه، “فمن ثمارهم تعرفونهم” فلا يُجنى من الشوك عنب، ولا من العوسج تين، وكي لا يفسّر الصّمت تسليماً بتخرّصات أولئك المسكونين بالكوابيس والهواجس. نؤكّد أنّه من المؤسف التجنّي الذي يلحق بالأخ دولة الرئيس نبيه بري من جهات يعرفها القاصي والدّاني، والتي تتذرّع حيناً بأنّ رئيس المجلس لا يحقّ له الدّعوة إلى الحوار وأخذ صلاحيّات رئيس الجمهورية، متناسياً حوار عام 2006 بحضوره بشخصه وكانت المطالبة آنذاك بوجوب مشاركته في الحكومة، وحيناً آخر بالتذرّع بأنّ الرّئيس برّي ليس مع تأليف الحكومة وهو الذي سعى ولا يزال بإخلاص وبقوّة من أجل إنجازها، لكن الحقيقة بائنة كما الشمس بأنّ من يتّهم ويصوّب السّهام نحوه هو الذي عطل تأليف الحكومة ويُريد تسمية أغلب وزرائها دون أن يمنحها الثّقة، فمن هو اليوضاسي؟ وذاكرة اللبنانيين لا تزال تنضح بمقولة “كرمال عيون الصّهر عمرها ما تتشكّل الحكومة”.
وأضاف البيان: ولأنّ التّرسيم بالتّرسيم يذكر، والبحر دائماً هشام وإخوانه الشّهداء مرسّم بالدم وبالذاكرة التي لا تصدأ، هم يحاولون إخفاء دور الأخ الرئيس نبيه بري في الوصول إلى التفاهم حول الحدود البحرية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وهو الذي أسّس له وبناه وأكمله قبل العهد الحالي وإبانه وحتى خواتيمه”.

وبدوره النّائب علي حسن خليل اعتبر أنّ “مرحلة 6 سنوات مررنا بها ضربت أسس الحياة السياسيّة في البلد، وأدّت إلى الكثير من الانهيار، وللأسف لم تردع رئيس “التيار الوطني الحرّ” عن تجاهله لحقيقة دوره الأساسي في ضرب هذه التجربة وهذا العهد، من خلال ممارساته كرئيس ظلّ خلال المرحلة الماضية، رئيس مسؤول عن كلّ النّكسات التي مرّ بها البلد”.

وبثّت محطّة “أن بي أن ” مساءً مقدّمة ناريّة لنشرتها الإخبارية ردّت فيها على عون وباسيل وانتهت فيها إلى القول :”… إرحل يا خازن جهنّم غيرَ مأسوف عليك … وخذ معك الحاشية… وصهرك….فالبلاد صارت حافية ولا أحد يريد أن يتفركش بجبران… خذه وارحل غير مأسوف عليك وعليه.
 
أما ما تبشرون اللبنانيين به من فوضى وفساد دستوري، تارةً عبر توقيع مرسوم استقالة بدلاً من مرسوم تشكيل، وأخرى عبر مقاطعة حكومة تصريف الأعمال، فلا مكان له من الإعراب، وما تروّجون له من معلومات حول أنّ “حزب الله” لن يشارك في أيّة جلسات حكوميّة هو غير صحيح وفق مصادر مطلعة أكدت للـ”NBN” أنّه لم يصدر أيّ شيء في هذا المجال عن الحزب الذي مازال يقوم بجهود توفيقية”.
 
وليل أمس ألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة مطوّلة تحدّث فيها بإسهابٍ عن اتّفاق ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل فاعتبر “الاتّفاق الذي أُنجز حول ترسيم الحدود البحرية هو إنجاز تاريخيّ وكبير جداً ويستحقّ التوقّف عنده وشرح الملفّ منذ البداية إلى الآن”.
وقال إنّ: “الموقف اللّبناني الرّسمي الموحّد والقوي وتحرّك المقاومة الجدّي والصّارم وضع العدوّ في مأزق وحكومة يائير لابيد في وضع صعب، وفي حال رفض العدوّ وأصرّ على ما كان يخطّط لها كان هذا يعني مواجهة تتطوّر إلى بين المقاومة و”إسرائيل” وقد تتطوّر إلى حرب بين كل لبنان و”إسرائيل” وربّما حرب إقليمية”.
وتابع: “عندما وجدوا أنّ الموقف اللّبناني الرّسمي والمقاومة حاضرة والمعطيات الميدانيّة عن تجهّز المقاومة لحرب شاملة اضطرّوا للقبول بالمفاوضات، وفي النتائج نعتقد أنّ لبنان حصل على كل ما أراده باستثناء أمر واحد ولكن النّتيجة ممتازة جدّاً ونتحدّث عن إنجاز تاريخيّ”.

وأضاف: “لبنان رفض الخطّ 1 الإسرائيلي وخط “هوف” ورفض الضّغوط وتحمّل كلّ الحصار والمخاطر وضغط الوقت والزّمن لأنّ لبنان كان محتاجاً وأصرّ على خط 23 وحصل عليه، كما حصل كل حقل قانا داخل جنوب 23 وحصل لبنان على كامل حقل قانا ولا التزام تجاه العدوّ وهناك التزام من العدوّ بعدم التدخّل به، كما تمّ رفع المنع عن الشّركات للعمل في البلوكات اللبنانية ولا يحقّ ولا يمكن أن يتعرّض لها العدوّ والمنع الأميركي والغربي في سياق الحصار على لبنان تم رفعه”.
وشدّد نصرالله على أنّه “من المهمّ التّذكير بأنّ لبنان لم يقدّم أيّ التزامات أمنيّة أو غيرها”.
ولوحظ أنّ نصرالله لم يأتِ أبداً على ذكر نهاية عهد عون.

 

 

 

  • الديار عنونت: عون يترك القصر اليوم لـ«فخامة الفراغ» ويلوّح بتوقيع مرسوم استقالة الحكومة
    المحاولة الاخيرة لتأليف الحكومة: مهمة مُستحيلة في شباك التصعيد وأزمة الثقة
    بري لبدء الجوجلة الثلاثاء حول الحوار… فهل ينعقد قبل منتصف الشهر المقبل؟

 وكتبت صحيفة الديار تقول: عشية انتهاء ولايته غدا يغادر الرئيس ميشال عون اليوم بعبدا تاركا القصر الجمهوري لفخامة الفراغ حتى اشعار آخر .

وعلى وقع التصريحات النارية والتحذير من فوضى دستورية، كما عبر امس، ينتقل عون الى الرابية وسط حشد لانصاره الذين نصبوا منذ اول امس الخيم في نقاط عديدة للتعبير عن ولائهم له واكمال المسيرة في المرحلة المقبلة.

وقد اتخذت تدابير وترتيبات امنية لمنع اي اخلال او حوادث تترافق مع مجريات هذا اليوم .

وهذه ليست المرة الاولى التي يحل فيها الشغور الرئاسي ولا ينتخب رئيس الجمهورية في المهلة الدستورية، فقد جاء عون للرئاسة بعد مخاض وفراغ طويلين، وها هي ولايته تنتهي من دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتترك البلاد في فراغ رئاسي يساهم في اقحام البلاد بازمة اضافية.

ولا يقتصر الفراغ على موقع الرئاسة، بل يترافق مع ازمة حكومية وسط جدل دستوري وسياسي حول ادارة البلاد في ظل هذا الفراغ، حيث يصر عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وآخرون على اعتبار ان حكومة تصريف الاعمال غير مؤهلة او مخولة للعب هذا الدور بينما يرى الرئيس ميقاتي والرئيس بري وآخرون انها تستطيع القيام بدورها في فترة الفراغ الرئاسي الى حين انتخاب رئيس جديد.

وحتى مساء امس لم يطرأ اي شيء على صعيد المحاولة الاخيرة التي بدأها حزب الله بالتعاون مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم منذ مساء اول امس، كما علمت الديار من مصادر موثوقة .

وقالت المعلومات ان هذه المحاولة استمرت في الساعات الماضية دون ان تسفر عن اي تقدم.

وقال مصدر مطلع للديار مساء انه لا يبدو ان هناك املا في تاليف الحكومة، لافتا الى ان العملية تحتاج الى معجزة وان هناك شبه استحالة لحصول امر ايجابي في ما تبقى من وقت قبل انتهاء ولاية الرئيس غدا.

واضاف المصدر ان المشكلة لم تعد تتعلق في سبل الاتفاق على الوزراء والاسماء في ضوء التصعيد الاخير بين عون وباسيل من جهة وميقاتي من جهة اخرى. وان صعوبات اضافية برزت تتمثل ببروز ازمة ثقة كبيرة لا سيما بعد الهجوم الذي شنه باسيل على رئيس حكومة تصريف الاعمال وعلى الرئيس بري.

وتقول المعلومات ان حزب الله ضغط بقوة لازالة العقبات وتاليف حكومة جديدة قبل الدخول في الفراغ الرئاسي، لكنه اصطدم بمواقف متصلبة على وقع الضغوط المتبادلة بين الطرفين.

وفي ظل هذا المشهد المتشنج تخوفت مصادر سياسية من الذهاب في المرحلة المقبلة الى مزيد من التصعيد والتأزم، لا سيما بعد تصريحات باسيل وحديثه عن مقاومة ما اسماه محاولة سلب صلاحيات رئيس الجمهورية متهما الرئيسين ميقاتي وبري بهذه المحاولة، ما استدعى ردا قويا من قيادة حركة امل مختتما بعبارة « يا عيب الشوم «.

والى جانب ذلك لوح الرئيس عون بتوقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة، وتسرب من بعبدا ان دوائر القصر اعدت المرسوم، متوقعة توقيعه غدا .

وقالت مصادر بعبدا للديار ردا على سؤال حول هذا الامر ان الرئيس عون درس الموضوع وسيتخذ الموقف المناسب في هذا الشأن.

اما اوساط ميقاتي فقللت من شأن اقدامه على هذا الامر، مشيرة الى رأي الخبراء الذي يتعارض مع موقف عون والذي هو بمثابة لزوم ما لا يلزم.

تحذيرات عون

وعشية انتهاء ولايته ادلى الرئيس عون بسلسلة تصريحات حذر فيها من فوضى دستورية بعد رحيله بسبب الشغور الرئاسي، ولوح بتوقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة.

وقال حول مساعي تاليف الحكومة «انني لا اعرف نوايا الآخرين، ولكن الامر يبدو مستحيلا «.

واضاف « ان الدستور لا يمنع اصدار مرسوم قبول استقالة الحكومة، واحتمال اصداره لا زال واردا .»

وذكرت معلومات من مصادر بعيدا امس ان دوائر القصر الجمهوري انجزت اعداد مرسوم قبول استقالة الحكومة، وسيوقعه الرئيس في اليوم الاخير من ولايته اي يوم غد الاثنين.

وقالت مصادر سياسية للديار ان هذا الامر ربما يندرج في اطار الضغوط لتاليف الحكومة في اللحظة الاخيرة ، لكنها لم تستبعد قيام رئيس الجمهورية بهذه الخطوة في اطار التصعيد والمواجهة في المرحلة المقبلة.

وفي تصريح لوكالة رويترز اعتبر عون « ان العقوبات الاميركية على النائب باسيل لا تمنعه من الترشح لرئاسة الجمهورية ، ويمكن محوها بمجرد انتخابه «.

واكد « انني احذر من فوضى دستورية بعد الشغور الرئاسي وفي ظل حكومة تصريف اعمال غير كاملة الصلاحيات «.

باسيل يصعد

وفي تغريدة له امس واصل باسيل تصعيده وقال « باع اليوضاسيون صلاحيات الرئيس في اتفاق الطائف وامتنعوا اليوم عن تنفيذ احسن ما فيه».

واضاف « يتحضرون بعد ٣١ تشرين الاول لبيع ما تبقى من صلاحيات لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري».

وتابع ؛» ناضلنا ١٥ سنة واسترجعنا الحقوق لحفظ لبنان، ومستعدون للمقاومة لمنعهم من سلبها، ونحن بلّغنا وحذرنا «.

امل ترد: يا عيب الشوم

واستدعى هذا التصعيد من باسيل وتصريحات الرئيس عون ردا قويا من حركة امل في بيان لهيئة الرئاسة قالت فيه « من المؤسف التجني الذي يلحق بالرئيس بري من جهات يعرفها القاصي والداني والتي تتذرع حينا بان رئيس مجلس النواب لا يحق له الدعوة الى الحوار واخذ صلاحية رئيس الجمهورية متناسيا حوار عام ٢٠٠٦ بحضوره بشخصه وكانت المطالبة انذاك بمشاركته في الحكومة، وحينا آخر التذرع بان الرئيس بري ليس مع تاليف الحكومة، وهو الذي سعى ولا يزال باخلاص وبقوة من اجل انجازها. لكن الحقيقة بائنة كالشمس بان من يتهم ويصوب السهام هو من عطل تاليف الحكومة ويريد تسمية اغلب وزرائها دون ان يمنحها الثقة .»

وختم البيان: «من نكد الدهر ان تصبح الدعوة الى الحوار جريمة والنعق في ابواق الشرذمة والتفرقة والفراغ فضيلة « يا عيب الشوم «.

ميقاتي ومصادره

وتجنب الرئيس ميقاتي الرد المباشر على عون وباسيل ، لكن مصادره قالت انه لا يريد ان يكون تصادميا مع احد، وليس هو من الذين يمارسون الصدام او الاستفزاز.

وحول تلويح عون بتوقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة احالت المصادر الامر الى الخبراء بالدستور والقانون، لافتة الى التاكيد بان لا يغير شيئا وسيكون من باب لزوم ما لا يلزم.

وفي احتفال الباروك اكد الرئيس ميقاتي « اننا مقبلون على مرحلة جديدة عنوانها الابرز اننا لن نتحدى احدا، ولن نقف بوجه اي امر يخدم لبنان واهله «.

ودعا الى التوقف عن المناكفات والتجاذبات رحمة بالناس وبقطاعات الانتاج. وقال « فلنتعال عن كل التجاذبات ولتتكاتف الايدي بعيدا عن الحسابات والفئويات والعصبيات».

بري والحوار

على صعيد إخر علمت الديار ان الرئيس بري تابع في الايام الاخيرة موضوع دعوته الى الحوار من اجل العمل على تعزيز فرص انتخاب رئيس للجمهورية في اطار توافقي في اقرب فرصة ممكنة وتقصير فترة الفراغ الرئاسي. وسينتقل الاسبوع المقبل الى المرحلة العملية لترجمة طرحه احتراما لمقام رئاسة الجمهورية.

وقالت مصادر عين التينة للديار « انه في بلد يعيش هذا الكم من الازمات والمشاكل، هل المطلوب ان يتحاور اللبنانيون ام يقاطعوا بعضهم البعض؟ ونسأل الذين ينتقدون دعوة الرئيس بري ما هو البديل عن الحوار في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة التي تمر بها البلاد ؟ وما هي جريمة الرئيس بري بدعوته الى الحوار الجاد والفعال بين الكتل النيابية من احل تقريب وجهات النظر والخروج من المراوحة وتقريب وتحسين فرص انتخاب رئيس جديد للجمهورية وعدم اطالة الفراغ الرئاسي»؟

وحول شكل الحوار قالت « هذا الامر سيتبلور ويتأكد وفق الية واضحة على ضوء الاتصالات والمداولات الاسبوع المقبل «.

وردا على سؤال اجابت المصادر «ان الرئيس بري سيحدد شكل وموعد الحوار «، متوقعة ان يحصل قبل منتصف الشهر المقبل.

ووصفت المصادر المواقف من دعوة الرئيس بري بانها ايجابية ، سائلة « هل يعقل ان يعارض اي طرف مثل هذه الدعوة للحوار؟ مشيرة الى ان الرئيس بري كان سباقا في مثل هذه المبادرات.

وعلمت الديار ان اعتبارا من الثلثاء سيجري الرئيس بري مشاورات لتحديد اطار والية الحوار وتمثيل الكتل النيابية، وبطبيعة الحال موقف الكتل من الدعوة وشكل الحوار  وباقي التفاصيل .

 

 

 

 

  • الأنباء عنونت: ليلة القصر الأخيرة تبيت على تهديد.. وخطوة بمثابة الخيانة

 وكتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: قبل ساعات قليلة على مغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي تنتهي ولايته مساء غد الاثنين، القصر الجمهوري والعودة الى مقر إقامته في الرابية، وبعد ما أطلقه من اتهامات ضد خصومه السياسيين وآخرها تهديده بتوقيع استقالة الحكومة المستقيلة أصلاً منذ ما بعد الانتخابات النيابية، لا يبدو ان الخروج من القصر الجمهوري سيكون مشابهاً لدخوله قبل ست سنوات بعد انتخابه بما يشبه الاجماع الوطني. 

يومها وبعد سنتين من الفراغ الرئاسي اعتقد اللبنانيون أن جنرال الرابية المشاكس قد بلغ من النضج السياسي ما يجعله يحقق للبنان العدالة الاجتماعية التي لطالما تغنى بها في أجواء من الرخاء والبحبوحة والازدهار الاقتصادي المنشود، واذ به ومنذ اليوم الأول لجلوسه على كرسي الحكم كان هاجسه كيف يؤمن للصهر المصون الذي أوكله عنوة رئاسة التيار البرتقالي خلافته في رئاسة الجمهورية، مستفيداً من تجربة إقامته في القصر رئيساً للحكومة العسكرية الفاقدة الشرعية والميثاقية بحجة حماية الدستور والمؤسسات كما كان يدّعي حتى الخروج منه مكرهاً في ١٣ تشرين أول ١٩٩٠ بعد تمرده ومعارضته اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الاهلية.

هذا الاتفاق هو نفسه الذي تحوّل الى دستور البلاد، والذي أقسم عون يمين المحافظة عليه قبل ست سنوات وأكد التزامه بكل مندرجاته، وهو نفسه الذي يصرّ اليوم على الانقلاب عليه مرة جديدة من خلال خلق أعراف واجتهادات لا معنى دستوري لها، وهي وإن دلّت على شيء فإنما على الروح المتعطشة لشهوة السلطة ولو على ما تبقى من أنقاض الدولة ومؤسساتها التي أفرغها مع حاشيته وفريقه السياسي من كل مقوماتها طوال السنوات الست الماضية. فما كابده اللبنانيون من القحط والقهر والمجاعة وفقدان الأمل بقيامة الدولة جعلهم يكفرون بكل شيء وهو ما جعل قسم منهم يفضّل الهرب في قوارب الموت على البقاء في جهنم الذي أوقعهم بها سيد العهد الميمون.

وحيث لم يبق من عمر العهد الا الندر القليل من الساعات التي شارفت على نهاياتها، يلوّح عون لا بل يهدّد بالتوقيع على مرسوم استقالة الحكومة المستقيلة أصلا منذ اجراء الانتخابات النيابية في أيار الماضي. فعلى ماذا يعتمد عون اذا أقدم على هذه الخطوة وهل من نص دستوري يسمح له بذلك؟

الوزير السابق المحامي ادمون رزق الذي يعد من جهابذة الطائف، كشف في حديث مع “الانباء” الالكترونية ان المفروض حسب العرف وحسب المتفق الدستوري أن تصدر مراسيم متلازمة بالوقت بقبول استقالة الحكومة ومرسوم تكليف الرئيس الذي يؤلف الحكومة ومرسوم تعيين الوزراء بناء على اقتراح رئيس الحكومة، أما إصدار مرسوم لقبول الاستقالة وإبقاء الشغور فهو خطأ جسيم. فمن الواجبات البديهية برأيه درء الشغور وإصدار مراسيم متلازمة بقبول الاستقالة وتسمية الرئيس المكلف وتشكيل الحكومة.

أما بالنسبة لحكومة تصريف الاعمال، فقال: “لقد وضعنا بالمعنى الضيق لتصريف الاعمال الضرورات تبيح المحظورات لأنه لا يوجد شيء اسمه شغور مسبق أو كامل بالدستور، هناك شغور بمراكز وليس بمسؤوليات، وهناك مسؤولية مباشرة على كل شاغل موقع السلطة أن يدرأ الشغور تحت طائلة اعتبار العمل خطأ فاجعاً يوازي سوء النية وبمعنى آخر يناهز الخيانة.

وأضاف “على كل مسؤول أن يمارس مسؤوليته بشرف وكرامة وكل تذرع بأي ظرف او سبب مردود لا يبرر ولا تسويغ للعجز او للفشل هذا بمعزل عن الحالة الراهنة والأشخاص أيا كانوا”، معتبراً أداء المسؤوليات هو موجب لأصحابها والامتناع عنها بأي ظرف هو نكول يسقط الاهلية، مستذكراً العهد الأخير الذي عاشه لبنان بكرامة دستورية هو عهد الرئيس الياس سركيس. وقال: “كان هناك فرصة لاستمرارية الدولة بعد الياس سركيس بالشيخ بشير الجميل وبعد الطائف بالرئيس رينيه معوض ولكن بالنتيجة انقطع التواصل الجمهوري وتحول بعبدا الى قصر للضيافة وشاغلوه الى نزلاء”، داعياً الى صحوة شعبية تطيح مضارب الاراجيز حيث ما كانت لكن البدائل غير متوفرة.

حكومياً، أشارت أوساط مطلعة عبر “الانباء” الالكترونية الى أن الرئيس نجيب ميقاتي يعرف واجباته جيداً وانه في كل تاريخه السياسي لم يكن رجل استفزاز على الاطلاق وقد بذل جهداً كبيراً لتشكيل حكومة فاعلة وخاصة في الفترة الاخيرة وعندما تحدث عن المبيت في بعبدا حتى تشكيل الحكومة لم يكن ذلك بهدف المزاح مع الاعلاميين ظناً منه ان الرئيس عون قد يضغط على النائب جبران باسيل لتسهيل ولادة الحكومة لأن وجود حكومة دستورية برأيه أفضل بكثير من حكومة مستقيلة، لكن باسيل مضى بوضع الشروط التعجيزية الى أن وصلت الأمور الى ما هي عليه.

وأضافت “بناء على ذلك سيحتكم ميقاتي الى الدستور لتسيير شؤون البلاد الى حين انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة جديدة، داعياً الوزراء الى العمل كل في نطاقه فالبلد بحاجة الى تضافر الجهود من قبل الجميع وهو ليس بصدد الدعوة لاجتماع الحكومة راهناً فالمطلوب ان يقوم كل وزير بواجباته”.

الرئيس ميقاتي أكد في حديث له صباح أمس أننا أمام مرحلة جديدة وأنه لن يتحدى أحداً، ولكن يبدو ان الجو في الرابية على خلاف ذلك، فهل من مصيبة جديدة يريد “الجنرال” أن يودّع اللبنانيين بها؟

المؤشرات لا تنذر بالخير، وما مقدمة محطة NBN النارية أمس سوى خير دليل على حجم النقمة الكبيرة على عون وعهده، باستثناء مناصريه الذين تناسوا كل مصائب الست سنوات ولا زالوا يرون فيه المخلّص.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى