سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: زوال لبنان ككيان أم كنظام طائفي

الحوارنيوز – خاص

هل بات لبنان أمام حتمية تاريخية تقضي بزوال نظامه السياسي – الطائفي أم أن الأزمة العميقة التي يواجهها قد تتسبب بزواله ككيان؟

كيف يمكن قراءة الموقف الأميركي – الفرنسي المشترك الذي تحدث عن “زوال لبنان” وهل يمكن معاودة الحياة السياسية في لبنان كما كانت عليه قبل الأزمة الحكومية والتي تحولت الى أزمة دستورية مصحوبة بأزمة معيشية وانهيار اقتصادي شامل؟

صحف اليوم تحاول الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها من التطورات.

  • صحيفة “النهار” عنونت:” لودريان وبلينكس: الإنذار الأخطر لبنانيا” وكتبت تقول:” كان يمكن ان يشكل احتلال الملف اللبناني أولوية لدى منتديين دوليين بارزين كباريس والفاتيكان خبرا مفرحا او تطورا باعثا على التفاؤل، لكن المفارقة المؤلمة ان ذلك لم يكن أكثر من اثارة مزيد ومزيد من القلق والخوف على لبنان. فمما لا شك فيه ان “وحدة الحال” بين الولايات المتحدة وفرنسا حول الوضع في لبنان تشكل عاملا بارزا جدا لجهة البحث عن “قيادة لبنانية حقيقية” كما اسناد الاهتزازات اللبنانية برافعة الموقف الأميركي الفرنسي الثنائي الداعم بقوة للاستقرار في لبنان. ولكن ذلك لم يحجب في المقابل التقويم المشترك القاتم جدا حيال لبنان على ما ظهر من التصريحات الصادمة لوزيري الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن والفرنسي جان ايف لودريان عقب محادثاتهما أمس في باريس التي شكل الملف اللبناني أولوية متقدمة فيها. وبإزاء القلق اللافت الذي عبرا عنه الى حدود التحذير من “زوال” لبنان أفاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان الوزيرين اللذين لمحا الى مبادرة لعدم ترك الشعب اللبناني وحيدا بحثا في البدائل السريعة والفعالة وسط انتظار الية العقوبات الأوروبية على المسؤولين اللبنانيين الذين يعطلون تشكيل الحكومة الإصلاحية المنتظرة من اللبنانيين والمجتمع الدولي وأنهما توافقا على انخراط بلديهما كما بريطانيا في ممارسة الضغوط الثلاثية على المسؤولين والسياسيين اللبنانيين في عمل منسق دفعا للامور نحو تشكيل حكومة .

    وقد حذر الوزيران لودريان وبلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك في الكي دورسيه في باريس من “زوال لبنان” فقال لودريان عن لبنان “تحققت ووزير الخارجية الاميركي من امكان زوال هذا البلد”. واعلنا تعاونهما لحل الازمة اللبنانية والضغط على الطبقة السياسية التي تعطل تشكيل حكومة، محذرين من ان انهيار البلد قد يشكل وضعا دراماتيكيا .

    وقال لودريان “تحققنا ايضا ان انهيار البلد قد يشكل وضعا دراماتيكيا. ان تقييمنا لوضع لبنان هو نفسه وقد اتخذنا قرارا بالعمل معا للضغط على المسؤولين عن التعطيل ، نحن نعرف من هم”.

    اما بلينكن فأكد “ان باريس وواشنطن “تعملان معا لحل ازمة الحوكمة في لبنان.” واعتبر ان “الشعب اللبناني يطالب بالشفافية .. اننا بحاجة الى قيادة حقيقية في لبنان ونحن نعمل من اجل ذلك”.

  • صحيفة “الجمهورية” عنونت:” واشنطن وباريس تستعجلان الحكومة .. نصرالله لباسيل لست حكماً” وكتبت تقول:” صفة واحدة تختصر السلطة القابضة على الدولة والقرار، هي اللصوصيّة، التي تتبدّى بكل وقاحة في الادارة العبثية لبلد اغتالته وتمعن في شعبه قهراً وإذلالاً. والسؤال البديهي الذي يفرض نفسه امام هذه اللصوصية: كيف يمكن لسلطة كهذه أن تؤتَمن على وطن وشعب؟

    سلطة كهذه لو كانت تحترم نفسها لَسترت عوراتها، وكفّت عن موبقاتها، ولطَمرت نفسها بالوحل، واعترفت انها هي أصل البلاء وعنوان الخراب للبنان واللبنانيين. ولكنّها مع الأسف ما اعتادت هذا الاحترام، كل يوم تثبت انها ليست أهلاً لقيادة البلد، بل هي عبء عليه، وراعية ومديرة لإفلاس اللبنانيين وحرمانهم جنى العمر.

    ها هي هذه السلطة تمارس لصوصيتها بكل وقاحة وفجور على أموال المودعين، وبدل ان تقدّم نفسها سلطة بما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وتفرض هيبتها وتردع المحتكرين والمهرّبين والمتلاعبين والمتاجرين بلقمة الناس وأساسياتهم من غذاء ودواء ومحروقات، تقدّم نفسها شريكاً لهؤلاء بالاعتداء على ما ليس ملكاً لها، واستِسهال مدّ يدها على جيوب الناس وإهدار أموال المودعين.

    القرار

    وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب قد أعلن امس أنه بهدف تأمين المحروقات للمواطنين لفترة الثلاثة أشهر المقبلة، وبالتوافق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على صيغة جديدة، أعطيت صباح أمس الموافقة الاستثنائية على اقتراح وزير المالية بما يسمح بتأمين تمويل استيراد المحروقات على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية، بدلاً من 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، إستناداً للمادة 91 من قانون النقد والتسليف”.

    أضافت الجمهورية:” هذا العبء المتجدّد على المودعين، يتزامَن مع حال تَفلّت رهيبة على كل المستويات المرتبطة بمعيشة المواطن، فمافيا الدولار حرّكت السوق السوداء بشكل عنيف في الساعات الماضية دفعت بالدولار أمس الى ملامسة عتبة الـ17 ألف ليرة، في وقت يبتزّ فيه المواطن باحتكار السلع الغذائية والاستهلاكية، وما يتوفّر منها يكوي المواطن بنار الاسعار المرتفعة بصورة جنونية. امّا الطامة الكبرى فتتبدّى في طوابير الذل امام محطات المحروقات، والتي لوحظ بالأمس انّ عدداً كبيراً من المحطات قد رفعت خراطيمها وامتنعت عن بيع البنزين طمعاً ببَيعه على سعر أعلى بعد فترة ربطاً بقرار استيراد البنزين والمشتقات النفطية على سعر 3900 ليرة للدولار بدل 1500 ليرة. ويأتي ذلك في الوقت التي تشهد معابر تهريب البنزين ومواد اخرى الى سوريا حركة ناشطة وبطريقة مكشوفة ومفضوحة، ولا من حسيب ولا من رقيب.

    امّا على المقلب السياسي، فالمراوحة السلبية هي الطاغية على المشهد الحكومي، فيما برزت إشارات من مستويات سياسية معنية بهذا الملف تؤشّر الى رغبة في وضع هذا الملف على نار حامية من جديد.

    وكشفت مصادر معنية بملف تأليف الحكومة لـ”الجمهورية” انّ حركة اتصالات مكثفة جرت في الساعات الأخيرة لإعادة تحريك الاتصالات بجدية اكبر هذه المرة، بُغية تذليل العقد القليلة المتبقية امام تشكيل الحكومة. وتحدثت المصادر عن عودة وشيكة للرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت (ربما مساء اليوم)، مشيرة الى انّ اتصالات في هذا الشأن جرت معه خلال الأيام القليلة الماضية.

    الّا انّ اللافت للانتباه في كلام المصادر ترجيحها، بناء على الاتصالات التي جرت خلال اليومين الماضيين وخصوصاً على خط “حزب الله” والتيار الوطني الحر، اعتماد ليونة اكبر من قبل الاطراف في مقاربة نقاط الخلاف المحدودة، وصولاً الى حل وسط حول عقدة الوزيرين المسيحيين، يحظى بموافقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، خصوصاً انّ عدة افكار مطروحة في هذا الشأن، الا انّ المصادر آثرت إبقاءها طَي الكتمان. وقالت: اكثر من 90 % من النقاط الخلافية قد اصبحت محلولة ومتّفقاً عليها، وتبقى هذه النسبة القليلة جداً، وإن اعتمدت الواقعية والموضوعية اللتان نتوقعهما، فلا شيء يمنع ان تظهر الايجابيات ضمن ايام قليلة لا تتجاوز نهاية الاسبوع المقبل.

    واشنطن – باريس

    على انّ الوضع اللبناني كان حاضراً أمس على الخط الاميركي – الفرنسي من زاوية حرص البلدين على استقرار لبنان، والتعجيل بتشكيل حكومة وإجراء اصلاحات ومكافحة الفساد.

    وقال وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، خلال استقباله نظيره الاميركي انطوني بليكن في باريس أمس: “قررنا التعاون مع الولايات المتحدة بخصوص الازمة التي يغرق فيها لبنان منذ أشهر”. وأضاف: “يجب ممارسة الضغوط على السياسيين اللبنانيين لإنهاء المأساة التي تعيشها بلادهم. نلاحظ معاً المأساة التي يمكن أن تحصل في حال تفتّت هذا البلد أو زال، وقررنا أن نتحرك معاً للضغط على المسؤولين عن الأزمة ونحن نعرفهم”.

  • صحيفة “اللواء” عنونت:” بلينكس في الأليزيه: تقاطع على مواجهة الفساد والنفوذ الإيراني” وكتبت تقول:” اهم ما في الصورة ان اللبناني بات لا يصدق الا ما ترى عيناه.. فعيناه ترى اسعاراً تتغير بين الثانية والثانية، وان أصحاب “الحوانيت الصغيرة”، باتوا يتفوقون على أصحاب “المولات” أو “السوبر ماركات” فهم جاهزون لإعادة النظر مع “رنة” أي تطبيق، تجبر إلى جنوح الدولار، بات أشبه “بالثور الهائج”، لا يقف عند حدّ، وكأن الدولار، والمعنيين بتثبيت سعره، أو التلاعب به، أصبح بمثابة “الجلاد” الذي لا يرحم الشعب اللبناني العاجز..

    وعيناه لا ترى الا طوابير من السيّارات، تمتد وتمتد على “مدّ عينك والنظر” كما يقال، طمعاً بالحصول على نتف من البنزين، لوفرة بسيطة ما دام سعر الصفيحة سيرتفع إلى ما فوق الـ70 ألف ليرة لبنانية بين ليلة وضحاها، أي بدءاً من الأسبوع المقبل.

    على الجهة السياسية، أهم من كل ما قيل أو يقال.. ما جاء في المؤتمر الصحفي المشترك لوزير الخارجية الأميركي انتوني ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان حول لبنان، لجهة احياء الشراكة، بدءاً من لبنان.

    وقال: يجب ممارسة المزيد من الضغوط على المسؤولين اللبنانيين، والشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية الحاكمة.

    وأكّد لودريان ان باريس وواشنطن ستتحركان معا للضغط على المسؤولين عن عرقلة حول الأزمة في لبنان، معلنا في المؤتمر الصحفي المشترك: نعم، نعلم من هؤلاء..

    وفي تطوّر يعكس حجم التقاطع الأميركي- الفرنسي حول لبنان، لجهة مواجهة الفساد والضغط على الطبقة السياسية لتأليف الحكومة، بعيدا عن الضغوط والتأثيرات الإيرانية.

    فقد التقى بلينكن الرئيس ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه حيث تمّ البحث في كيفية التعامل مع النفوذ الروسي في المنطقة، والأزمة المستفحلة في لبنان.

    واعتبرت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان إطلالة السيد حسن نصر الله بالامس لم تحمل معها مؤشرات واعدة لاخراج عملية تشكيل الحكومة من دوامة التعطيل المتعمد، بل أعطت انطباعا تشاؤميا باستمرار الدوران فى الحلقة نفسها الى امد غير معروف. ومن وجهة نظر المصادر فإن ما استوجب كلام نصرالله في هذا الظرف بالذات، هو للرد على موقف رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل الذي خاطب فيه الامين العام مباشرة ورمى في ملعبه كرة التشكيل بالكامل، بكل ما تختزنه من مكنونات العرقلة والتعطيل وانعكاساتها السلبية بالداخل والخارج على حد سواء.

    وشددت على ان نصرالله الذي استعمل لغة تقاربية بالشكل وليست صدامية، رد كرة النار الى باسيل، باسلوب هادئ يحمل في طياته، رفضا قاطعا لهذا الاسلوب بالتعاطي معه، مبررا بأن اولويات وحسابات الحزب تختلف عن حسابات رئيس التيار الوطني الحر بالنسبة لملف تشكيل الحكومة الجديدة. ولكن بالمقابل لوحظ ان نصرالله حاول تنفيس الحملة التي استهدفت باسيل بعد تفويضه لنصرالله بتحصيل حقوق المسيحيين في تركيبة الحكومة الجديدة، ولا سيما بالوسط المسيحي، وفاقت نقمتها ما اضر برئيس التيار الوطني خلال انتفاضة 17تشرين الاول عام2019، وتمددت لتطال العديد من رجال الدين المسيحيين هذه المرة.. وخلصت المصادر الى القول بأن كلام الأمين العام لحزب الله ابقى علاقات الحزب مع سائر الاطراف الأساسيين المعنيين بعملية التشكيل متوازنة وفي موقع متقارب من بعضهم البعض. كما تضمن كلام نصراللة، حيزا من القلق جراء تدهور الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية وبدا متهيبا لما يمكن ان يتسبب فيه من تداعيات خطيرة على الوضع العام بالبلد. والملاحظ ان اطلالة نصرالله كان سبقها بساعات صدور بيان مشترك أميركي فرنسي، يتناول ازمة تشكيل الحكومة وتعقيداتها ويحمّل المسؤولين اللبنانيين مسؤولية مباشرة عن تعطيل تشكيل الجديدة، وما يعنيه، وما يمكن ان يتسبب به سلبا او ايجابا على لبنان.

    نصر الله على خط التجاذب

    وبدا التجاذب الاميركي- الإيراني على الأرض من خلال إعطاء الأولوية في اطلالته عند الخامسة والنصف من بعد ظهر أمس لما يجري على صعيد الحرب الإعلامية الأميركية، والدعم الأميركي اللوجستي للجيش، من أجل مواجهة حزب الله، متهما الولايات المتحدة بأنها تخاف من جيش لبناني قوي، لذا تمنع تسليح الجيش.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى