رأي

أيها الناس:الحذر واجب.. لا التهويل والهلع !


         

واصف عواضة
الاسرائيليون يقفون على "رجل ونص" منذ الخطاب الناري للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الأحد الماضي، تحسبا للضربة الحتمية التي ستوجهها المقاومة للكيان الصهيوني .هم يصدقون السيد أكثر منا،ويتخذون الاجراءات الاحترازية جيشا وشعبا ومستوطنين.
في المقابل لا يخفى على أحد أن اللبنانيين يتحضرون للتطورات المقبلة ،حذرين مستعدين بنسب مختلفة ،تبعا لمن يعنيهم الموضوع أكثر ،علما أنه يعني الجميع جيشا وشعبا ومقاومة.
ولعله من حق الجميع ،لبنانيين واسرائيليين ومقيمين أن يحذروا ويستعدوا ..وقد يهلع البعض سلفا ،لأن الحرب ليست نزهة،ولا يريدها  عاقل،تبعا لنتائجها الكارثية.أما الذين يريدون إحراق البلد لإشعال سجائرهم ويراهنون على انقلابات تفتح أمامهم طريق السلطة ،فهؤلاء قلة من المجانين الذين انتهى زمنهم .فعندما يتهدم الهيكل فإنه يسقط على رؤوس الجميع ،عقلاء ومجانين.وهؤلاء يهوّلون اليوم على الناس ويخترعون الأخبار والمواقيت ويبشرون بالويل والثبور وعظائم الأمور.
صحيح أن رد المقاومة حتمي ،ليس من أجل إشعال فتيل الحرب،بل من أجل منع العدو من التمادي في اعتداءاته وتغيير قواعد الاشتباك السائدة منذ 14 آب العام 2006 ،يوم توقف إطلاق النار بيننا وبين الكيان الصهيوني،وهي القواعد التي أرست استقرارا أمنيا على كل الأراضي اللبنانية ،اذا ما استثنينا الهجمة التكفيرية التي سادت ثم بادت بتكاتف الجيش والشعب والمقاومة.
ولكن الحديث عن رد المقاومة لا يتجاوز القناعة بالرد،وما دون ذلك (أين ومتى وكيف) فالعلم عند الله ،وعند الراسخين بعلم المقاومة ،وهم قلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ،وعلى رأسهم سيد المقاومة،وما تبقى تحليل وتنظير لا يقدم ولا يؤخر.وهذه القلة صاحبة القرار تملك ومعاونوها من المعطيات العسكرية والأمنية والسياسية ما يغيب عن المحللين والمنظرين وخبراء المواسم.
عندما دعا السيد الاسرائيليين الى الانتظار ،يوم يومين ثلاثة أربعة ،لم يكن يحدد زمنا معينا للرد،فالظروف والمعطيات تحكم هذا الرد،فقد يكون قريبا وقد لا يكون،لكنه سيكون.
من هنا دعوة اللبنانيين ،خاصة الذين يشعرون بالاستهداف المباشر  منهم قياسا على حرب تموز،جنوبا وضاحية وبقاعا،الى الهدوء والسكينة والروية وممارسة حياتهم كالمعتاد،وعدم الانجرار للتهويل،مع الحذر والاستعداد لأي طارئ.فالمقاومة حريصة عليهم أكثر مما يتصورون،ولكن ولى الزمن الذي نعيش فيه بلا كرامة تحت أجنحة الذل والخوف والمهانة التي خبرنا وطأتها عقودا من الزمن .
لا أحد يريد الحرب ،ولكن اذا ما فرضت علينا فلا حول ولا قوة الا بالله.
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى