سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: حوار أم انهيار؟

الحوارنيوز – خاص

مع ارتفاع حدة الأزمات السياسية والمالية وسط فشل المساعي لحل عقدة شوائب تحقيقات المرفأ القانونية والدستورية، تقدم سؤال وحيد: ماذا عن الحوار، وماذا عن بدائله في حال الفشل؟

التفاصيل في افتتاحيات الصحف؟

 

 

  • صحيفة “النهار” عنونت : حوار”العقم”… والدولار 33 ألف ليرة!

وكتبت “النهار” تقول: لم يكن غريباً ان تنفجر في وجه العهد كما في وجه معطلي مجلس الوزراء سواء بسواء تداعيات الانهيارات المتعاقبة وتطغى على وقع اللغو السياسي الذي يملأ فضاء السلطة اللاهية بسخافات ملء الوقت الذي يقتل اللبنانيين في تآكل العملة الوطنية واستشراء الانهيار المالي والارتفاعات الخيالية للدولار والانهيارات التاريخية لليرة. اضطر العهد مساء امس، عشية بدء جولة الاستشارات الخاصة بالترف الحواري العقيم، إلى تبرير موقفه من عدم توقيع مراسيم متصلة بدفع رواتب لفئات معينة وتحميل معطلي جلسات مجلس الوزراء التبعة والمسؤولية فيما تجرجر دعوته الحوارية ذيول الالتباسات والفشل شبه المؤكد لهذه المبادرة المتأخرة جدا والسيئة التوقيت. ولكن الأسوأ ان ذلك يحصل على وقع تحليق “تاريخي” إضافي لسعر الدولار في مواجهة انهيار “تاريخي” الليرة فتجاوز الدولار مساء أمس سقف الـ32 الف و500 ليرة متجها نحو الـ 33 الف ليرة وخارقا كل المخاوف من تسجيل سقوف تصاعدية إضافية مع ما يعنيه ذلك من تداعيات مخيفة في كل الاتجاهات.

وفي حين كانت الأجواء المتصلة بالحكم تركز على استعداداته لاجراء جولة مشاورات حول طرحه الحواري، بدا معبراً ان تضطر بعبدا إلى العودة إلى الازمة الحكومية الضاغطة بتداعياتها وانعكاساتها المدمرة على الواقع الانهياري القائم بما يسقط كل العناوين والمناورات السياسية امام الأولوية الاستثنائية المطلقة لمواجهة التداعيات الانهيارية ماليا واجتماعيا.

 

 

 

·       صحيفة “الجمهورية” عنونت:” الجمهورية: عون يمهّد إلى “حوار مُقاطَع”.. البابا يصلي للبنان.. والسيسي لميقاتي: بلدكم في قلبي

وكتبت “الجمهورية” تقول: إنّها مرحلة الألغام بامتياز، وكلّها تهدّد بانفجارات متتالية على أكثر من صعيد، تضع مصير البلد وأهله على كفّ عفريت. فيما أهل السلطة عالقون في دوّامة العبث السياسي، بعضهم ماض في مقاتلة طواحين الهواء، وبعضهم الآخر منخرط في صراع شعبوي مرير، وشدّ عصب سياسيّ وطائفي ومذهبيّ، والرهان ببلد وشعب لقاء مقعد نيابي على باب الاستحقاق الانتخابي في أيّار المقبل.

وسط هذه الدوامة، خصّ البابا فرنسيس لبنان بالتفاتة بابوية، حيث استذكر “لقاء الأوّل من تموز الماضي، الذي خُصِّص للتأمل والصّلاة من أجل لبنان في كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان. حيث شدد آنذاك على أنّ “لبنان الذي شعّ الثقافة عبر القرون والذي يشهد على العيش السلمي، لا يُمكن أن يُترك رهينة الأقدار أو الذين يسعون من دون رادع ضمير وراء مصالحهم الخاصة”. وقد توجه البابا امس، خلال لقاء أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي، الى “الشعب اللبناني العزيز الواقع في أزمة اقتصادية وسياسية، وهو يسعى جاهداً لوجود حلّ لها”. وقال: “أريد اليوم أن أجدّد تأكيد قربي منه وصلاتي من أجله، وأتمنى أن تساعد الإصلاحات اللازمة ودعم المجتمع الدولي لكي يبقى هذا البلد ثابتاً في هويته وبقائه نموذجاً للعيش السلمي معاً والأخوّة بين مختلف الأديان فيه“.

الداخل مفخّخ
داخلياً، يبدو المشهد مفخّخاً، فاللغم الاقتصادي والمالي يبدو من النّوع العنقودي الذي توالت انفجاراته منذ أكثر من سنتين، وشظاياها الإجتماعيّة والمعيشيّة أصابت كلّ فئات الشعب اللبناني، والمعاناة مستمرة مع الخشية المتزايدة من انفجارات إضافيّة في أي وقت، تلوّح بما هو أكثر من كارثي، ونذر ذلك تتبدّى في التحليق المتواصل لسعر الدولار الذي طار بالأمس إلى ما فوق الـ32000 ليرة.

وليس بعيداً عنه، اللغم الوبائي، الذي دخل بانفجاره مرحلة الاجتياح الرهيب للجسم اللبناني حاصدا يوميا آلاف الاصابات بفيروس “كورونا”، مقابل اجراءات وقائية خجولة، وإهمال شعبي مريع، يمهّد الطريق أمام الفيروس للتغلغل بكلّ سهولة الى المجتمع اللبناني كلّه.

التعطيل حتى الانتخابات
وفي موازاة ذلك، الطريق إلى مجلس الوزراء مزروعة بلغم التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، الذي لم يجد حتى الآن من يفكّكه، وكيف، على النحو الذي ينهي مقاطعة ثنائي حركة “أمل” و”حزب الله” لجلسات الحكومة. بل على العكس من ذلك، فإنّ الأجواء السّائدة على هذا الصعيد تعكس انسداداً تامّاً لا أفق لحلحلة فيه، وحتى ولو بات مشروع قانون الموازنة العامة منجزاً وجاهزاً للاقرار في مجلس الوزراء تمهيداً لإحالته الى مجلس النوّاب. إذ لا نيّة لدى الثنائي في كسر مقاطعة وزرائهما قبل البت النهائي لمصير المحقق العدلي والفصل بين التحقيق العدلي وصلاحيات المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، ولا لدى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي النيّة في توجيه دعوة إلى انعقاد مجلس الوزراء قبل أيّ اتفاق سياسي. والطريق الى الحوار الرئاسي ليس بأفضل حال، إذ ان الالغام المزروعة فيه مسبقاً كافية للتوقّع بأنّه لن ينعقد الّا إذا حدثت معجزة وفكّكت تلك الألغام؟!

وبحسب مصادر ثنائي “أمل” و”حزب الله” لـ”الجمهورية” فإنّ “أي حديث عن عودة وزراء الحركة والحزب إلى مجلس الوزراء، قبل التزام المحقق العدلي القاضي طارق البيطار الأصول الدستورية وتأكيد صلاحية المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، هو حديث لا معنى له“.

 

 

 

  • الأنباء: جنون سعر الصرف في تصاعد على وقع الشلل السياسي.. وعقبات لا تزال تعيق طريق الغاز إلى لبنان

وكتبت تقول: يمضي سعر صرف الدولار الأميركي صعوداً ويستمر في نهب جيوب الفقراء وإذلالهم دون أن يرف جفن للمسؤولين المعنيين، فيسرح جراء ذلك وحش الغلاء جارفاً في طريقه كل ما تبقى من مدخرات الناس، وما وفروه من القرش الابيض الى اليوم الاسود، ولكأن أيامهم أصبحت كلياليهم سوداء حالكة.

وفي هذا الوقت، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي محادثات مكثفة مع المسؤولين المصريين تتعلق بعملية استجرار النفط والغاز من مصر والأردن. ميقاتي الذي يزور مصر بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة بمنتدى شباب العالم، نقلت مصادره عبر “الانباء” الالكترونية تأكيده عن “قرب توقيع لبنان اتفاق مصري أردني سوري لعملية استجرار النفط والغاز الى لبنان بعد ازالة كل المعوقات التي كانت تحول دون ذلك“.

في المقابل، اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار في حديث مع “الانباء” الالكترونية أن عملية استجرار الغاز المصري الى لبنان “لم تنته بعد، لأنه في حال تمت هذه العملية بسلام ووصل الغاز المصري الى سوريا عبر الأردن فإنه سيستخدم في سوريا وليس في لبنان كما كنا نتوقع، بل إن لبنان سيزوّد بالغاز السوري وليس المصري، والخط الذي سيتم تزويدنا منه مصدره مدينة حمص فيما العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر التي لم تحل بعد”، مشيرا الى ان “الجانب المصري يريد ضمانات واضحة وصريحة من الولايات المتحدة قبل البدء بالتنفيذ“.

وذكر الحجار ان “الجانب السوري سبق وأعطى وعداً للرئيس الشهيد رفيق الحريري بتزويد معمل دير عمار بالغاز لكنه لم يف بوعده بحجة ان كمية الغاز المستخرجة لا تكفي للاستهلاك المحلي، والامور ما زالت عالقة عند هذه النقطة“.

على خط اخر، كان مفاجئاً الارتفاع الجنوني في أسعار الدولار مع بداية الاسبوع مدشناً قفزاته التصاعدية الى ما فوق 32 الف ليرة، وتوقعت مصادر مالية مواصلة ارتفاعه.

في سياق متصل، اعتبر الخبير المالي والاقتصادي انطوان فرح في اتصال مع “الانباء” الالكترونية انه “ليس مستغربا استمرار الدولار بالارتفاع طالما بقي الوضع السياسي على ما هو عليه من شلل، والافق يزداد سوءا وانغلاق الامل بحلول قريبة، كما ان الاتفاق مع صندوق النقد بدأ يتضاءل ويبتعد اكثر، حتى اجتماعات الحكومة التي كان يعول عليها لإقرار الموازنة لتكون منطلقا للاتفاق مع صندوق النقد يبدو انها متعثرة”، مكررا القول: “طالما المشهد السياسي والاقتصادي على ما هو عليه طالما الدولار مستمر بالارتفاع بوتيرة أسرع”، متوقعاً شطحات كبيرة في ارتفاعه قد تصل الى3000 و4000 و5000 ليرة وما فوق.

وأضاف فرح: “ليس لدينا الا خيار وحيد للجم الدولار عن الارتفاع يقضي بتغيير المشهد السياسي،  يليه تغيير في المشهد المالي والاقتصادي، فهذا الذي يوصلنا الى اتفاق مع صندوق النقد، والى استقرار امني وسياسي عبر الانتخابات. وعند ذلك يؤمل ان يتوقف الدولار عن الارتفاع وقبل ذلك ليس هناك من أمل“. 

        

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى