سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف:إعادة الحياة الى مجلس الوزراء تصطدم بعقدة التحقيق العدلي

الحوار نيوز- خاص

نشطت المساعي لإعادة الحياة الى مجلس الوزراء ،لكن العقدة التي عطلت الجلسات لم تجد حلا لها بعد.وعلى الرغم من إعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه سيدعو المجلس الى الانعقاد قريبا ،فقد بدا واضحا أن مشاركة الثنائي الشيعي في الجلسة ليست مضمونة.

كيف تعاطت صحف اليوم مع هذا الموضوع؟

كتبت “النهار” تقول: بدا أمس ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بلغ ذروة رهانه على إعادة ضخ الحياة قريبا في مجلس الوزراء المعطّل، ولكن من دون ضمان موافقة “الثنائي الشيعي” على ذلك ربطاً بمطالبته بتنحية المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. واذ تعمّد ميقاتي إشاعة أجواء علنية متفائلة بانعقاد مجلس الوزراء في وقت قريب، بدا واضحاً ان مناسبة احياء عيد الاستقلال الاثنين، ولو باحتفال مختصر ومحدود في قيادة الجيش في اليرزة وعدم اجراء الاستقبال التقليدي في قصر بعبدا للسنة الثانية على التوالي، ستشكل الفرصة المتاحة لمحاولة ميقاتي الدفع بقوة نحو تجاوز شروط الثنائي الشيعي المتصلة بتنحية البيطار في مقابل ما يتم تداوله من معطيات عن امكان تنفيذ خطوة تلو خطوة ان في ما يتعلق بالمحقق العدلي، وان في ما يتصل بموضوع اقالة او استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، باعتبار ان الأمرين صارا متلازمين في السعي لاقناع الثنائي “امل” و”حزب الله” بالإفراج عن مجلس الوزراء الرهينة لهذه المعادلة. ومع ان تصريحات ميقاتي عقب زيارته امس مقر الاتحاد العمالي العام، بعدما كان التقى صباحاً رئيس الجمهورية ميشال عون، تركت انطباعات متفائلة وإيجابية لكونه جزم بأنه سيدعو قريباً الى انعقاد مجلس الوزراء، فإن ثمة معطيات لم تحسم بعد بأن الثنائي الشيعي قرر القبول بعودة وزرائه الى مجلس الوزراء، ولو ان هذا الثنائي يبرر للرئيس ميقاتي اندفاعه وتبشيره بعودة مجلس الوزراء، ولكن يبدو ان الامر لم ينضج بعد من جهة انجاز اشتراطات الثنائي او التوصل الى تسوية ما يقبلها، اقله وفق ما تسرب عن أوساطه حتى ساعات مساء امس. ولم يعرف بعد ما اذا كان ميقاتي توصل الى سيناريو تسوية وعرضه على الثنائي ام ان ثمة معطيات أخرى لم تكشف بعد دفعته الى تعميم الأجواء والانطباعات الإيجابية.

وتحدثت معلومات عن ان سيناريو المخرج لفك اسر الحكومة، ينطلق من لقاء ثلاثي يجمع الرؤساء عون ونبيه بري وميقاتي عقب العرض العسكري الرمزي الذي سيقام الاثنين بذكرى الاستقلال في اليرزة في حضور الرؤساء الثلاثة يتم خلاله التفاهم في شأن الملف الحكومي الذي يقوم على دعوة يوجهها ميقاتي لمجلس الوزراء الى الاجتماع الاسبوع المقبل وقبل ان يغادر بيروت الى روما منتصف الأسبوع علما انه سيقوم بزيارة للفاتيكان ويلتقي البابا فرنسيس يوم الخميس المقبل، على ان يسافر الرئيس عون نهاية الشهر الى قطر، ما يجعل انعقاد مجلس الوزراء مؤجلاً الى حين. وتشير هذه المعلومات الى مساع مستمرة لجعل جلسة مجلس الوزراء تشهد استقالة الوزير قرداحي بما يفتحُ كوة صغيرة في جدار الازمة مع الدول الخليجية.

وكان ميقاتي أعلن انه سيدعو قريبا الى جلسة لمجلس الوزراء، وأنه أبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون بذلك خلال لقاء جمعهما صباح امس. وقال: “بات هناك اكثر من 100 بند على جدول اعمال مجلس الوزراء ما يقتضي الدعوة الى عقد جلسة قريباً لتسيير أمور الدولة، اضافة الى ضرورة الاسراع في اقرار الموازنة العامة وإحالتها على مجلس النواب لدرسها واقرارها بالتوازي مع اقرار الاصلاحات المطلوبة لمواكبة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي”. وأوضح أن “لا خيار لنا إلا التوجّه الى صندوق النقد الدولي، وقد تستغرق المفاوضات معه وقتاً اضافياً يتعدّى نهاية العام الحالي، ولكن من خلال صندوق النقد يحظى لبنان بما أسمّيه اشارة معينة لكل الدول بأن لبنان قابل للتعافي ويجب دعمه”.

موعد الانتخابات ؟

وفي غضون ذلك بدا واضحا ان العهد قرر تجاوز مرحلة انتظار ما سيقرره المجلس الدستوري في مراجعة الطعن المقدمة امامه من “تكتل لبنان القوي” في تعديلات قانون الانتخاب وتوجيه رسالة مباشرة وصريحة للجميع بانه لن يسمح بتمرير موعد الانتخابات في 27 آذار المقبل وفق رغبة الاكثرية النيابية. اذ لوحظ ان الحديث الذي ادلى به عون الى جريدة “الاخبار” امس جاء بعد اقل من 48 ساعة من تقديم نواب تياره وتكتله الطعن لدى المجلس الدستوري لتثبيت موقفه المؤيد للطعن علناً ولإعطائه دفعاً سياسياً، كما لإفهام جميع القوى وبما فيها القوى الحليفة له انه لن يتراجع عن رفضه تحديد موعد للانتخابات في 27 آذار تاركا الخيار بين 8 و 15 أيار لاجراء الانتخابات كما حددهما بنفسه.

وجاء الرد والتعليق الأول على موقف عون هذا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي قال “على رئيس الجمهورية اتباع الأصول واحترام الدستور ويجب ان تكون الانتخابات في موعدها ولا يمكن الاستمرار في المسيرة التي ترفض اتباع الدستور”. وخلال زيارة قام بها لعائلة القيادي الاشتراكي الراحل شريف فياض رأى جنبلاط “اننا نتجه الى المجهول والازمة ستزيد، انتظرنا سنة لتشكيل الوزارة حين ظهر لنا الثلث المعطل ، واليوم وبدل ان يكونوا ثلثا هناك واحد معطل لكن النتيجة نفسها”.

الجميل والمخطط

وفي المواقف السياسية أيضا برزت كلمة القاها الرئيس امين الجميل امس في افتتاح “حديقة بيار” قرب البيت المركزي لحزب الكتائب في الصيفي في الذكرى الـ 15 لاغتيال النائب والوزير السابق الشهيد بيار الجميل وحذر فيها مما يحاك للبنان. وقال في هذا السياق “سقط لبنان النظام المصرفي والنظام المالي، سقطت الليرة. سقط لبنان الاستشفاء، مستشفى العرب. سقط لبنان الثقافة، جامعة العرب. سقط لبنان الديبلوماسي، العلاقات العربية والغربية. سقطت القيم، وكاد أن يسقط القضاء!!! أمّا ما أصاب المؤسسات الدستوريّة والإدارة العامة، فحدّث ولا حرج. إن هذا السقوط لا شك مسندٌ الى تخطيط ممنهج لقيام لبنان آخر يحاكي عفاريت جهنم، ذلك على أنقاض لبنان التاريخ، لبنان الانسان، لبنان الحضارة.” ورأى انها ” بالتأكيد ليست مجردَ صدفة، بل هذا الكمُّ من الأحداث يتوالى وفق مخططٍ جهنمي محبوك ومحكم وهادف لاركاع لبنان، هي احداثٌ تسقط على البلد دفعةً واحدة.” ولفت الى ان “هذا الانحدار السريع في لبنان يتزامن مع أنشطةٍ مشبوهة وحركاتٍ تأسيسية متصاعدة تنشطُ في المنطقة وتنبئ بمخاطرَ داهمة، يُخشى معها أن يكونَ لبنان، الخاصرة الرخوة والحلقة الضعيفة، ضحيتَها. خاصةً بغياب المحاور اللبناني الشرعي القادر أن يقولَ لا باسم دولته وشعبه، وأن يجسدَ حلمَ أبنائه بدولة القانون والحرية”.

“اللجوء اللبناني”!

وسط هذه الأجواء اثار خبر محاولة مجموعة من اللبنانيين اللجوء الى إسبانيا وقعا واسعا اذ اظهر فداحة تداعيات الازمة اللبنانية لجهة تفاقم الهجرة ومن ثم موجات اللجوء. وكان نقل عن السلطات الإسبانية أن مجموعة من 39 لبنانيا كانوا مسافرين بين مصر وأميركا اللاتينية، استغلوا هبوط طائرتهم في برشلونة لطلب اللجوء في إسبانيا. وفور نزولهم من الطائرة بدأوا إجراءات طلب اللجوء واستقروا في منطقة مخصصة لتقديم الخدمات الأساسية في المطار. وحصل ذلك الإثنين 15 تشرين الثاني الحالي. كما ان حدثا مماثلا حصل في مطار بالما دي مايوركا في الخامس من تشرين الثاني الجاري حيث اوقفت شرطة الجزيرة 16 شخصا فروا من طائرة هبطت اضطراريا في مطار المدينة، وكان البحث عن 8 آخرين. ولم يعرف مصير الـ39 شخصا في مطار برشلونة ولا مصير الأشخاص الذين تم توقيفهم في مطار بالما دي مايوركا أو الفارين منهم. وصرحت سفيرة لبنان في إسبانيا هالا كيروز بان السلطات الإسبانية رفضت تزويد السفارة معلومات عنهم باعتبارهم هاربين من بلدهم .

كتبت “الجمهورية” تقول: هل ستشهد الأيام المقبلة بداية انفراج على الخط السياسي يحرّر الحكومة من أسر التعطيل؟ ما يدفع الى هذا السؤال، هو الحركة السياسية التي تكثفت في الساعات الاخيرة، وما عكسته اجواء الرئاسات حول ما وصفت بـ»محاولات جدية» لإنضاج مخرج يعيد إطلاق عجلة الحكومة، بالتوازي مع الانحدار المريع الذي تشهده الازمة الاقتصادية والدوائية والمالية، وتحليق الدولار الى ما فوق الثلاثة وعشرين الف ليرة.

وبحسب مصادر مواكبة لحركة الاتصالات، فإنّ مناخ المشاورات الجارية يشي بإيجابيّة تؤشر الى امكان ان يشهد الاسبوع المقبل ترجمة عملية لهذا المخرج، الذي يفترض ان يعالج سبب مقاطعة ثنائي حركة «أمل» و»حزب الله» لجلسات مجلس الوزراء احتجاجا على ما يعتبر انه تسييس التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، وأداء المحقق العدلي القاضي طارق البيطار.

ولم تشأ المصادر الكشف بالتفصيل عن المخارج المطروحة، الا انها لمّحت الى ان اكثر المخارج قابلية للعمل بها، هي الصيغة التي جرى التوافق عليها بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، والتي تقوم على قاعدة الالتزام بالقواعد القانونية والدستورية، وتأكيد محاكمة الرؤساء والوزراء امام المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. واما في ما خصّ عقدة وزير الاعلام جورج قرداحي فقالت المصادر ان هذه العقدة ما زالت مُحكمة، في انتظار ما ستسفر عنه المشاورات الجارية حول هذا الشأن.

ميقاتي: الانعقاد قريب

وفيما ينتظر ان تشكل ذكرى الاستقلال الاثنين المقبل، فرصة للقاء ثلاثي بين الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي لبحث ما استجد سياسيا وحكوميا وقضائيا وخليجيا، ضَخ الرئيس ميقاتي جرعة تفاؤل، بإعلانه من مقر الاتحاد العمالي العام امس، انه سيدعو قريبا الى جلسة لمجلس الوزراء. حيث بات هناك اكثر من 100 بند على جدول اعمال مجلس الوزراء ما يقتضي الدعوة الى عقد جلسة قريباً لتسيير أمور الدولة، اضافة الى ضرورة الاسراع في اقرار الموازنة العامة وإحالتها إلى مجلس النواب لدرسها واقرارها بالتوازي مع اقرار الاصلاحات المطلوبة لمواكبة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي».

واشار ميقاتي الى انه ابلغ رئيس الجمهورية بذلك خلال اجتماعهما صباح امس، والذي تقرر فيه ان يعاود جلساته قريباً. كذلك تناول البحث العلاقات اللبنانية – الخليجية والعمل القائم على اكثر من صعيد من اجل معالجتها انطلاقا من حرص لبنان على إقامة افضل العلاقات بينه وبين الدول العربية الشقيقة عموما، والسعودية ودول الخليج خصوصا.

لا بد من حل!

في هذا السياق، ابلغ مرجع مسؤول الى «الجمهورية» قوله: انه بصرف النظر عن اسباب الازمة بين لبنان والسعودية وسائر دول الخليج، لا بد من ايجاد علاج سريع لهذه الازمة. وبعيدا عن المناظرات والشعارات والحدة في التصريحات، فإن لبنان لا يستطيع ان يتنفس من دون الرئة الخليجية، والتي يثبت للقاصي والداني ان من دونها يختنق لبنان.

وقال: كلما طال امد الازمة، تفاعلت مخاطرها وتعقدت، فتأثيرات الازمة مع السعودية ودول الخليج شديدة السلبية على لبنان وتشمل جميع اللبنانيين، مؤكدا حرص لبنان على علاقة اخوية وثيقة مع دول الخليج التي لا يمكن للبنان أن يكون على خصومة معها، وخارج الحضانة العربية له وخصوصا الحضانة الخليجية، ومن هنا لا بد من حل سريع لهذه الازمة بحوار صادق يعالج اسبابها ويزيل كل الشوائب التي تعتري هذه العلاقة، وتعيدها الى سابق عهدها من مودة واخاء، فقدر لبنان ان يكون مع كل اشقائه وليس خارجهم، وكما ان اعادة واجب جسر العلاقة يقع على اشقاء لبنان، فهو واجب واولوية للحكومة اللبنانية التي عليها ان تقوم بما عليها في هذا الاتجاه».

وردا على سؤال آخر قال: «ان سبب مفاقمة هذه الازمة وتعميقها هو الانقسام الداخلي واصرار بعض القوى السياسية على صَب الزيت على النار بمواقف سلبية وشعبوية من هنا وهناك لا تخدم مصلحة لبنان».

سنخسر لبنان

وعلى خط مواز، اكدت مصادر سياسية مسؤولة لـ«الجمهورية» ان «ما يوجب على المستوى السياسي في لبنان اعادة اطلاق العجلة الحكومية، هو التقارير الخارجية لعربية والدولية التي ترد، وتعكس القلق البالغ على لبنان، والخشية عليه من احتمالات صعبة».

وكشفت المصادر عن تحذيرات عربية صديقة نقلت الى المسؤولين في لبنان، مبنية على معطيات شديدة السلبية تحيط بمستقبل هذا البلد واستمراره. ونقلت عن سفير دولة عربية كبرى قوله: لقد عبرنا امام الاشقاء في لبنان عن خوفنا من ان نخسره، وهذا يضع كل المسؤولين في الدولة كما سائر السياسيين،

امام مسؤولية عدم الاستغراق، كما هو حالهم اليوم، في خلافات سياسية سطحية، وتجاهل تفاقم الازمة، الذي ينذر بأخذ لبنان الى ازمة علاجاتها مستحيلة».

واعتبر السفير المذكور «ان الوقت لم يفت بعد لوضع لبنان على سكة الخروج من الأزمة، وهذا يقتضي بالدرجة الاولى صياغة تهدئة سياسية داخلية تقوم على مراعاة مصلحة لبنان بالدرجة الاولى، تواكبها اعادة اطلاق عمل الحكومة، الذي تأتى من تعطيله الضرر البالغ على لبنان».

تقدير خطير

تلك الصورة السوداوية حيال الوضع الداخلي، تتقاطع مع ما ورد «خلاصة تقديرية» وصفت بغير المطمئنة اعدتها جهات سياسية بالتعاون مع خبراء اقتصاديين وماليين وفيها:

اولا، ازمة لبنان آخذة بالتفاقم اكثر فاكثر داخليا، ومعدل الفقر في لبنان بلغ مستويات مُرعبة ويوشك ان يتخطّى عتبة التسعين في المئة من اللبنانيين.

ثانيا، ان عوامل التفاقم للازمة عائدة بشكل مباشر الى المنازعات السياسية، اضافة الى الانكشاف السياسي وتعطّل الحكومة وغياب خطواتها وخططها الانقاذية الطارئة، وكذلك افتقاد لبنان الى الدعم المباشر من قبل الدول الصديقة والشقيقة. بما يعني ان لبنان وحده في ازمته. وما يزيد من مخاطرها الآنية والمستقبلية، هو ضرب العلاقة مع السعودية ودول الخليج التي لا حصر لسلبياتها وضررها على الاقتصاد اللبناني كما على الالاف من اللبنانيين المنتشرين في دول الخليج.

ثالثا، إنّ ما يواجه لبنان، ليس مجرّد ازمة سياسية واقتصادية، وانما ازمة كيانية. فلبنان حاليا يخوض مخاضا عسيرا ليس الى حل يضعه على سكة الخروج من ازمته، بل مخاض للانتقال الى ازمة اكبر. خصوصا ان المؤشرات الاقتصادية والمالية وانهيار العملة الوطنية وتسارع ارتفاع الدولار بشكل متفلّت نحو سقوف خيالية، كل ذلك يَشي بإقبال لبنان على ظروف صادمة من حيث تأثيراتها الكارثية على الاقتصاد اللبناني، وكذلك من حيث قساوتها على الشعب اللبناني بكل فئاته.

رابعا، ان القلة القليلة من المؤسسات التي ما زالت عاملة، برغم الضغوط الهائلة التي تتعرض لها، والاكلاف الهائلة التي تتكبدها، تآكلت عوامل صمودها وينتظرها مصير سوداوي حيث لم تعد قادرة على الاستمرار، وباتت على مسافة زمن قصير من الاقفال.

خامسا، في موازاة هذه الازمة، ان الطاقم السياسي اثبت قصورا وتقصيرا مفجعا في مقاربة علاجاتها واحتواء تفاعلاها، بل اكثر من ذلك، انقاد هذا الطاقم وما يزال منقادا لمنطق التضحية بكل شيء خدمة لمصالح شخصية، والتعالي على مأساة لبنان وآلام اللبنانيين، ورفض تقديم التنازلات التي باتت اكثر من واجبة لاطلاق عمل الحكومة التي يرى العالم بأسره انها تمتلك القدرة على توفير العلاجات ولو بحدها الأدنى. وتبعاً لذلك فإن الامور في لبنان تسير نحو لحظة ارتطام، التي يبدو انها لن تتأخر كثيرا طالما ان لبنان واللبنانيين باتوا عالقين في قبضة سياسية تحرّكها الاهواء الخاصة، فلا يهمها جائع، ولا مريض ولا معوز الا بقدر ما يمكن ان تستثمر على مأساته لغايات مصلحية وحسابات سياسية وحزبية.

وتنتهي هذه الخلاصة الى التنويه بأن لحظة الارتطام المنتظرة لن تشبه ما سبقها، حيث لن يسلم أحد من غضب الجائعين ولن يكون في مقدور احد ان يوقف خروجا فوضويا لفئات شعبية لم يعد لديها ما تخسره سوى غضبها الذي ستوجهه حتما ضد من تسببوا بإفقارهم ووجعهم وبويلات هذا الوطن.

قلق فرنسي

الى ذلك، ابلغت مصادر ديبلوماسيّة من العاصمة الفرنسيّة الى «الجمهوريّة» قولها إنّ باريس تنظر بكثير من الريبة الى استمرار تعطيل عمل الحكومة في لبنان، وهو امر يعكس ارادة بعض الاطراف في منع اجراء الاصلاحات التي من شأنها ان تساعد لبنان على تخطّي ازمته الصّعبة».

وردا على سؤال قالت المصادر انها لا تمتلك اي معلومات عما اذا كانت في اجندة الادارة الفرنسية اي برنامج لزيارة لموفد فرنسي الى بيروت، أقلّه حتى الآن، الا انها لفتت الانتباه الى ان الاتصالات بين باريس وبيروت متواصلة عبر قنوات ديبلوماسية وغير ديبلوماسية، اما ايفاد موفد فرنسي الى بيروت، فهذا الاحتمال يبقى واردا في اي لحظة.

وقالت: ان ادارة الرئيس ايمانويل ماكرون ملتزمة بدعم الشعب اللبناني وتمكينه من تخطي الازمة الصعبة، وكذلك بدعم الحكومة اللبنانية للقيام بمهمتها والقيام بالاصلاحات الضرورية الفورية التي تشكل السبيل الوحيد لخروج لبنان من الازمة ووصول مساعدات المجتمع الدولي الى لبنان، وهذا ما ابلغه الرئيس ماكرون الى رئيس الحكومة في لبنان نجيب ميقاتي.

وعن الازمة المستجدة بين لبنان والسعودية وبعض دول الخليج، لم تشر المصادر الديبلوماسية من باريس الى اتصالات فرنسية على هذا الخط، كما لم تضف جديدا على الموقف الفرنسي الذي تتشارك فيه باريس مع الولايات المتحدة الاميركية الدعوة الى اعادة العلاقات اللبنانية والخليجية الى سابق عهدها الطبيعي.

تعطيل الانتخابات

وردا على سؤال قالت المصادر: باريس مطمئنة لاجراء الانتخابات في موعدها، وقد تلقت تأكيدات وتعهدات من الحكومة اللبنانية بإجرائها في موعدها، وهي تثق بما قاله الرئيس نجيب ميقاتي في هذا السياق… الا انّ مسؤولا امميا نقل الى مسؤولين لبنانيين تخوّفا من التقارير التي ترخي ظلالا من الشك حول مصير الانتخابات النيابية في لبنان.

وبحسب مصادر موثوقة، فإن المسؤول الأممي عكس خشية من ان تكون التطورات التي تتوالى بوتيرة سريعة في لبنان خلال هذه الفترة، تحجب محاولات جادة لتعطيل الانتخابات النيابية في لبنان. وعلى رغم التأكيدات التي تلقاها المجتمع الدولي بأن الاستحقاق الانتخابي سيجري في موعده المحدد، دعا المسؤول الاممي الى التنبه من المحاولات التعطيلية لهذا الاستحقاق. وقال: تعطيل الانتخابات امر شديد الخطورة ولا يشكل فقط استهدافا للشعب اللبناني ومفاقمة لمعاناته، بل هو يشكل تحديا للمجتمع الدولي الذي يرغب في ان يرى الشعب اللبناني يعبّر عن ارادته وتطلعاته الى التغيير، وهذا ما نؤكد عليه لجميع الاطراف في لبنان.

وردا على سؤال قال: لا نستطيع ان نقدر ما ستكون عليه صورة لبنان إن تعطلت الانتخابات النيابية، ولكن بلا ادنى شك فإن المعطلين سيكونون في عزلة دولية خانقة، ولن يكونوا جميعهم بمنأى عن مواجهة عقوبات شديدة القساوة لم يسبق لها مثيل من قبل.

كتبت “اللواء” تقول: حفل يوم أمس عشية عطلة عيد الاستقلال الـ78، الذي يصادف بعدغد الاثنين بسلسلة من التطورات السياسية والميدانية فبينما كان الرئيس نجيب ميقاتي، ينتقل من قصر بعبدا إلى مقر الاتحاد العمالي العام، ليعلن من هناك عن جلسة لمجلس الوزراء سيدعو إليها قريباً، كانت مجموعات حراكية من المودعين تعتصم امام قصر العدل، وتقتحم بعض المصارف المجاورة، وتقتحم مجموعات أخرى مبنىوزارةالصحة، مطالبة وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض بالاستقالة، رفضا لارتفاع أسعار الأدوية للامراض المزمنة، في إطار عمليات «عض الاصابع» في لعبة التوازن بين التيارات والكتل على وقع المتغيّرات الجارية في الإقليم.

ولم يشأ الرئيس ميقاتي، الإفصاح عن نيته دعوة مجلس الوزراء لجلسة، من بعبدا بعدما زار القصر صباحا، وجرى عرض لنتائج اجتماعات اللجان الوزارية المكلفة بدرس المواضيع التي تعمل الحكومة على درسها واعداد ما يلزم لعرضها على جدول مجلس الوزراء الذي يعاود جلساته قريبا، فضلا عن مراجعة ما يتعين فعله، وحرصا علي إقامة أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصاً.

وكان الرئيس عون تلقى برقية دعم من الرئيس الأميركي جون بايدن لمناسبة الاستقلال، واصفاً الوضع الراهن بـ «تحديات معاصرة»، مؤكداً «وقوف الولايات المتحدة الاميرمكية المتواصل إلى جانبكم».

وحسب المعلومات، وضع الرئيس ميقاتي الرئيس عون في جو اجتماعات اللجان الوزارية والملفات التي تستدعي قرارات من مجلس الوزراء شدد على أنه لا يمكن الاستمرار من دون انعقاد جلسات الحكومة . وقالت مصادر سياسية مطلعة ل اللواء أن الرئيسين عون وميقاتي كانا متفقين على أنه لا يمكن بقاء البلد من دون مجلس وزراء لاسيما أن هناك قضايا تتطلب اتخاذ قرارات بشأنها. ولفتت المصادر إلى انهما اتفقا على عقد جلسة للحكومة، لكنهما لم يحددا موعدا لذلك، مرجحة انعقادها اما بعيد عودة الرئيس عون من قطر أو عودة الرئيس ميقاتي من روما.

وسألت المصادر عما إذا كانت الظروف أصبحت مؤاتية لأنعقاد الجلسة في ظل موقف الثنائي الشيعي؟ ورأت أن الرئيس ميقاتي لا يمكن أن يثير موضوع عودة جلسات الحكومة لو لم تكن لديه معطيات ما لكن تردد أنها طي الكتمان. وأعربت عن اعتقادها ان هناك توجها لقيام جلسة للحكومة في الأسبوعين المقبلين .

اما بالنسبة إلى قضية الوزير قرداحي، فأوضحت أنها تسلك المسار الطبيعي وأن الوزير على طريق الاستقالة لكن لم يحدد موعد تقديم الاستقالة أو التخريجة لذلك.

وعشية الاستقلال، قد يوجه عون، كما درجت عليه العادة رسالة عشية ذكرى الاستقلال يتناول فيها التطورات الراهنة وسلسلة قضايا تشغل الساحة المحلية.

بالقابل، وخلافاً لاجواء التفاؤل بإمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء، نقلت محطة الـOTV الناطقة بلسان التيار الوطني الحر عمّا اسمته «مصادر حزب الله» التي جزمت للمحطة «بألّا حلحلة ولا مجلس وزراء قبل معالجة الأسباب التي حالت دون انعقاده حتى الآن.. ولا علم للحزب بما يُحكى في الإعلام، وهو ليس معنياً بما يتم تداوله، وموقفه واضح لم يتغّير».

ولاحظت مصادر سياسية ان اعلان الرئيس ميقاتي نيته دعوة مجلس الوزراء للاجتماع قريبا، أثارت استغراب الوسط السياسي، بأعتبار ان المشكل الأساس الذي ادى الى تعليق جلسات المجلس، وهو اصرار الثنائي الشيعي على تنحية القاضي طارق البيطار لم يتحقق، ومازال الكباش السياسي القضائي حوله على أشده ،من دون وجود أي ملامح حل لهذا المشكل قريبا، واشارت الى ان موقف ميقاتي هذا، لم يلق اي تجاوب او ترحيب من قبل المعنيين بهذه المشكل، وهما حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، برغم تكهن البعض بأن موقف ميقاتي الذي اتى بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون بالامس، يفترض ان يكون متفاهم عليه بالحد الأدنى مع بري، في حين ان ما اعلنه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، بأن الحزب مع عودة مجلس الوزراء للاجتماع بعد معالجة الاسباب التي ادت الى تعليق جلساته، واصفا وضع القضاء بانه غير صحي، يعتبر بمثابة رد مباشر ورافض لموقف ميقاتي، وتأكيد بأن الازمة تراوح مكانها، ويبدو انها ستمتد الى حين تبيان مسارات المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة الأميركية والدول الكبرى.

وكان إعلان الرئيس ميقاتي انه سيدعو قريباً الى جلسة لمجلس الوزراء بمثابة «تنفيسة» لأجواء الاحتقان السائدة ودليلاً على ان الاتصالات القائمة لمعالجة ازمتي الارتياب بالقاضي طارق بيطار وربطاً استئناف الجلسات، قد تصل الى خواتيمها. وعلمت «اللواء» ان الاجتماع الذي عقد امس بين رئيسي الجمهورية ميشال عون ونجيب ميقاتي تطرق الى هذه المواضيع، وان الجلسة قد تعقد الاسبوع الذي يلي الاسبوع المقبل، وربما بين موعدي سفر الرئيسين ميقاتي الى روما والفاتيكان يومي الاربعاء والخميس المقبلين، وعون الى قطر يومي 29 و30 الشهر الحالي، بدعوة من امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لحضور افتتاح كأس العرب (فيفا2021). وسيجري عون محادثات مع الامير تتناول اوضاع لبنان والازمة مع السعودية وسبل حلها.

كما عُلم ان ميقاتي وضع عون في اجواء اجتماعيه مع الوزير جورج قرداحي ورئيس تيار المردة سليمان فرنيجة لمعالجة الازمة مع السعودية، كما جرى عرض لعمل اللجان الوزارية لا سيما نتائج لجنة دعم المرفق العام والدعم المالي الذي تقرر لموظفي القطاع العام. كما ابلغ ميقاتي عون بزيارته الى روما والفاتيكان، اضافة الى الاتفاق على دعوة مجلس الوزراء للإنعقاد «لأن الرئيسين توافقا على انه لا يجوز ان يبقى البلد بلا عمل حكومي منتج، بخاصة ان اللجان الوزارية أنجزت العديد من الملفات وتنتظر بتّها في مجلس الوزراء».

وحول إحتمال رفض وزراء امل وحزب الله وتيار المردة حضور جلسة مجلس الوزراء، ذكرت مصادر حكومية ان ميقاتي لا يمكن ان يدعو الى الجلسة ما لم يكن واثقاً من إنعقادها ولديه معطيات بعدم حصول مشكلة داخل الجلسة.

وعلى هذا، عُلم ان اتصالات تدور بين القصور الرئاسية من اجل عقد اجتماع للرؤساء عون ونبيه بري وميقاتي في مناسبة الاحتفال والعرض العسكري الرمزي بعيد الاستقلال الذي سيُقام في وزارة الدفاع. بحيث يبحثون في المخارج اللازمة للأزمات القائمة ودور السلطتين التشريعية والتنفيذية كلّاً في اطار عملها بالتنسيق مع السلطة القضائية التي تقوم بعملها ايضاً في ما خصّ القاضي بيطار، والارجح ان تتجه الامور الى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية مع النواب المطلوبين للتحقيق بصفتهم الوزارية السابقة في قضية إنفجار المرفأ.

الرئيس ميقاتي أعلن خلال زيارته مقر الاتحاد العمالي العام في حضور وزير العمل ابراهيم بيرم، انه سيدعو قريبا الى جلسة لمجلس الوزراء، وأنه أبلغ رئيس الجمهورية بذلك خلال لقاء جمعهما صباحا. وقال : بات هناك اكثر من 100 بند على جدول اعمال مجلس الوزراء ما يقتضي الدعوة الى عقد جلسة قريبا لتسيير أمور الدولة، اضافة الى ضرورة الاسراع في اقرار الموازنة العامة وإحالتها إلى مجلس النواب لدرسها واقرارها بالتوازي مع اقرار الاصلاحات المطلوبة لمواكبة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

وأوضح أن «لا خيار لنا إلا التوجّه الى صندوق النقد الدولي، وقد تستغرق المفاوضات معه وقتاً اضافياً يتعدّى نهاية العام الحالي، ولكن من خلال صندوق النقد يحظى لبنان بما أسمّيه اشارة معينة لكل الدول بأن لبنان قابل للتعافي ويجب دعمه».

وتابع: كل العالم لا يريد للبنان أن يسقط ومستعد لمساعدتنا، وعندما أقول العالم، فأنا أقصد أيضاً الدول العربية، وعلينا ان نقوم بالعمل المطلوب.

وفي موضوع الخصخصة الذي طُرح خلال الاجتماع قال ميقاتي: لا خصخصة في الوقت الحاضر، والوقت غير مناسب لبيع أي من موجودات الدولة، والاولوية في الوقت الحاضر لإصلاح كل القطاعات، وتحسين وضع التغذية الكهربائية.

وخاطب رئيس الاتحاد بشارة الاسمر ميقاتي بالقول: نحن نأمل خيراً من معالجاتك، لذا نقول بأن رفع الدعم يجب أن يترافق مع خطط بديلة، من حجم البطاقة التمويلية والاستشفائية وأيضاً بطاقة للوقود يتم العمل بها في دول عدة. ما حصل بالأمس في السراي الحكومي من اعلانك عن نوع من مبلغ مقطوع للقطاع العام نشكرك عليه وهو يشبه إضاءة شمعة في النفق المظلم.

كما اكد الرئيس عون من جانبه خلال استقباله وفد ضباط «مجموعة الميثاق العسكري» التي جاءت لتهنئته بعيد الاستقلال». استمراره في العمل من اجل النهوض بلبنان من الصعاب العديدة والظروف القاسية التي يجتازها، آملاً ان تكون السنة الأخيرة من ولايته بداية النهوض الفعلي والانطلاق في مسيرة التعافي».

قاسم وأزمة القضاء

أعلن نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في كلمة له في لقاء سياسي نظمته «المهن الحرة في حزب الله»: نحن مع عودة الحكومة اللبنانية إلى الاجتماعات، بعد معالجة أسباب توقف الاجتماع، ‏واليوم مشهد القضاء في لبنان مشهد غير صحي، ليس له علاقة لا بحادثة ولا بقاضٍ، له ‏علاقة بمنظومة قضائية كاملة تتداخل بطريقة غير عادية، يجب إعادة النظر وإيجاد حل وإلا فالواقع القضائي غير صحي.

وسجل النائب السابق وليد جنبلاط، أثناء زيارته لعائلة أمين سر العام السابق في الحزب التقدمي الاشتراكي الراحل المقدم شريف فياض: «نتجه إلى المجهول، والأزمة ستزداد. انتظرنا سنة لتشكيل الوزارة حين ظهر لنا الثلث المعطّل، واليوم وبدل أن يكونوا ثلثاً، هناك واحد معطل، لكن النتيجة نفسها».

ورداً على سؤال حول تصريح رئيس الجمهورية ميشال عون حول عدم إجراء الإنتخابات بتاريخ 27 آذار، قال جنبلاط: «على رئيس الجمهورية إتباع الأصوال وإحترام الدستور، ويجب أن تكون الإنتخابات في موعدها، ولا يمكن الإستمرار في المسيرة التي ترفض إتباع الدستور».

حلول أسعار الدواء

ومع تفاقم الازمات المعيشية واخطرها الان ازمة ارتفاع اسعار الادوية، أعلن رئيس لجنة الصحة النائب عاصم عراجي من السراي، بعد اجتماع عاجل لأعضاء اللجنة مع الرئيس ميقاتي للبحث في الموضوع انه «تمّ وضع الدعم على أساس شطور معيّنة، وبسبب انهيار الليرة اللبنانية ارتفعت الأسعار بشكل مخيف».

وقال: أن 70 في المئة من اللبنانيين غير قادرين على شراء الدواء، ولأن هذا الأمر غير مقبول طلبنا لقاء الرئيس ميقاتي وقلنا له إن هذا الأمر غير مقبول، وبحثنا في عدد من الحلول، وطرحنا زيادة الأموال المخصصة للدواء بالدولار، وسيُبحث ذلك في اجتماع بين ميقاتي ووزير الصحة وحاكم مصرف لبنان،.

وكان عدد من المواطنين قد اقتحموا امسن وزارة الصحة احتجاجا على رفع الدعم عن الدواء والحليب، وطلبوا مقابلة وزير الصحة الدكتور فراس ابيض لكنه رفض مقابلتهم وتردد انه غادر الوزارة من باب خلفي.

تسجيل المغتربين

واليوم، تنتهي مهلة تسجيل المغتربين، فكيف أتت النتائج: حسب المعلومات بلغ مجموع المسجلين 210،033، وتوزّعت الأرقام على الشكل الآتي:

أوقيانيا: 20,001

أميركا اللاتينية: 5,249

أميركا الشمالية: 50,499

أوروبا: 64,678

إفريقيا: 17,505

آسيا: 52,101.

وحضر ملف المودعين في لقاء «مجموعة صرخة المودعين مع الرئيس ميقاتي الذي استمع إلى «الاوضاع المزرية التي يعيشها المودعون مستنكرين التصريحات التي تقول بأن الحكومة تعمل على وضع برنامج لاعادة اموال المودعين بعد فترة تصل الى عشرين سنة بينما هناك حلول سريعة وفعالة بإمكانها اعادة تلك الاموال خلال فترة وجيزة وهذا الامر لا يتطلب سوى ارادة فعلية وجدية.

وسلم الوفد الرئيس ميقاتي مطالب آنية «من شأنها ان تعمل على تحسين المستوى المعيشي للمودعين اللبنانيين وبقائهم في ارضهم وهي: استرجاع الاموال المهربة الى الخارج بأسرع وقت ممكن ضمن خطة محكمة تتضمن عقوبات وقيوداً رادعة في حال عدم التنفيذ ولا تقتصر على الحث فقط. إدراج بند ضمن قانون الـ « capital control « المنوي اقراره يتضمن السماح للمودعين بالسحب بدون قيود لحاجاتهم الاستشفائية والسكنية والتعليمية داخل وخارج لبنان. رفع قيمة مبلغ السحوبات الشهرية للمودع إلى 5000 دولار وبعملة الايداع حصرا. إيقاف التعاميم العشوائية التي اصبح واضحا للعيان ان هدفها هو إذابة أموال المودعين ليس الا».

وعلى الأرض نفذت جمعية صرخة المودعين وتحالف متحدون، وقفة أمس أمام قصر العدل في بيروت لخصوصية المكان ولتوجيه رسالة واضحة للقضاة الذين لا يلتفتون إلى حقوق المودعين ويتعاطون مع الشكاوى والدعاوى دون اهتمام وسط ما تشهده هذه الملفات من مماطلة وتسويف في أروقة القضاء خاصة لجهة تأجيل الجلسات إلى مواعيد بعيدة وعدم جدّية النظر في المطالب والمعاملات. توجه المودعون بعدها إلى فرع فرنسبنك قرب قصر العدل حيث اعتصموا خارج المبنى في حين دخل رئيس جمعية صرخة المودعين علاء خورشيد إلى البنك ترافقه مودعة من الجمعية للمطالبة بودائعها ومحام من متحدون وآخر من فريق العمل. وبعد أخذ وردّ وتدافع كبير بين المعتصمين والقوى الأمنية، جرى الاتفاق على تعليق التحرك لاستكماله نهار الجمعة المقبل في 26 تشرين الثاني 2021 الساعة 12:00 ظهراً أمام المركز الرئيسي لفرنسبنك في شارع الحمرا.

كما اقتحم عدد من المحتجين وزراة الصحة، وذلك احتجاجا على رفع الدعم عن الأدوية، هاتفين ضد الوزير أبيض ، مطالبين باستقالته.

657367 إصابة

صحياً، أعلنت ​وزارة الصحة العامة​ تسجيل 1175 إصابة جديدة بفيروس كورونا​، ما رفع عدد الإصابات الإجمالية منذ انتشار الوباء في البلاد حتى اليوم إلى 657367 حالة»، مع تسجيل تسع وفيات جديدة.

شتوة تشرين تكشف المستور!

كما في كل عام، مع أول شتوة تغرق الطرقات بالسيول التي تجتاح المنازل والمحال التجارية مخلفة «أضراراً» جسيمة، وذلك نتيجة تقاعس المعنيين لجهة القيام بالصيانة وفتح مجاري تصريف المياه المليئة بالنفايات.

وكالعادة، وبعد وقوع الواقعة، تذكر وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية الطلب «تويترياً» من البلديات والمعنيين برفع النفايات عن جوانب الطرقات منعاً لانسداد المجاري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى