سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: أعياد لبنان والمشهد السوريالي

 

الحوارنيوز – خاص

المشهد اللبناني مع دخول لبنان رسميا مرحلة الأعياد يشبه لوحة سوريالية … الجنوب مشتعل وآلة قتل العدو تواصل اعتداءاتها. الأزمات على غاربها والمؤسسات الدستورية معطلة ورجال الحكم من موالاة ومعارضة ينامون وضميرهم مرتاح. يجولون لتهنئة بعضهم لمناسبة الميلاد المجيد ويبحثون عمن يجرؤ عن اعلان موت الجمهورية بدلا من البحث عن حلول جدية متوفرة متى توفرت الإرادة!

خلاصة في افتتاحيات عص الصحف الصادرة اليوم.فماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: مواجهات الجنوب إلى تصعيد في انتظار الهدنة

فيما لم يبق مع بداية عطلة الأعياد في صدارة المشهد السياسي الداخلي سوى عنوان “الصلحة” تارة او “القطيعة المستعادة” طورا بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، شكل التصعيد المتواصل على الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل الحدث الثابت في مسار الواقع اللبناني في الأيام الأخيرة والأسبوع الأخير من السنة الحالية. وعلى رغم معالم الاطمئنان النسبي التي عكستها حركة شبه طبيعية للوافدين اللبنانيين من بلدان الانتشار الى لبنان عشية الأعياد، ظلت أنظار الأوساط المحلية المعنية، كما الأوساط الديبلوماسية مشدودة الى مصير المساعي المحمومة المتعددة الجانب الجارية للتوصل الى هدنة إنسانية، طويلة نسبيا هذه المرة، في غزة تعول عليها هذه الأوساط مجتمعة أهمية كبيرة لتبريد الجبهة الجنوبية وتخفيف الاخطار المتزايدة لاتساع المواجهات على النحو الذي اقلق الجميع في الأيام الأخيرة.

 

وما بدا لافتا في هذا السياق تمثل في تحديد الرئيس ميقاتي عقب زيارته أمس لبكركي ولقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي موقفا من الوضع القائم في الجنوب يتجاوز مسألة توقف المواجهات الميدانية الى النزاع الحدودي كلا بين لبنان وإسرائيل. وهو الامر الذي اثار تساؤلات عما اذا كان ثمة تفاهم ضمني بين رئيس الحكومة و”حزب الله” حيال تحديد هذا الموقف. فقد قال ميقاتي “تحدثنا خلال اللقاء (مع البطريرك الراعي) أيضا عن الوضع في الجنوب وشرحت لغبطته ما يحصل وأكدت ان الحل موجود وهو في تنفيذ القرارات الدولية، من اتفاقية الهدنة بين لبنان والعدو الاسرائيلي، والقرار 1701، وكل القرارات الدولية، ونحن على استعداد للالتزام بالتنفيذ شرط ان يلتزم الجانب الاسرائيلي وينسحب، بحسب القوانين والقرارات الدولية، من الاراضي المحتلة”. 

سجال ميقاتي وسليم

وتابعت النهار: اما في المشهد الداخلي وفيما ينتظر ان تسود مرحلة من الجمود السياسي حتى مطلع السنة الجديدة، اهتزت “مصالحة” الرئيس ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم على خلفية تصريح لسليم نفى فيه ما وزعته السرايا عن زيارته ووزير الثقافة محمد مرتضى اول من أمس لميقاتي واعتبر الاتفاق بينهما منتهيا. وعلق رئيس الحكومة على ذلك مستغربا “استغرابا كاملا ما ورد على لسان الوزير، فالاجتماع الذي بدأ متوترا انتهى وديا وعلى اتفاق، وكان هناك شهود على ذلك، ولكن يبدو ان الوزير أوعز له بتغيير آرائه بعد الاجتماع وانا اعرف من أوعز له، لان ما حصل خلال الاجتماع مغاير للحديث الذي ادلى به ليلا”.

 

وسعى الوزير المرتضى الى إعادة احياء المصالحة فأصدر بيانا أثر لقاء له مع ميقاتي اعتبر فيه “أن رئيس الحكومة حامل الجمر بيمناه وأمل الإنقاذ بيسراه، ووزير الدفاع المشهود له بالمناقبية والإخلاص وكان لقاؤهما بالأمس في الدرجة العليا من التفاهم والحرص على المصلحة الوطنية وعلى المؤسسة العسكرية وانتظام عملها” وقال ان “الأجواء الإيجابية بل الأكثر من ممتازة التي سادت لقاء الأمس تجعل من كلام اليوم الإعلامي مجرد سحابة من سحائب هذه الأيام الماطرة، سرعان ما يجلوها الصحو. وكل كلام آخر لا يعدو أن يكون محاولة للصيد في الماء العكر من غير الراغبين بأن تسود البلاد أجواء وئام وتعاون”.

 

في سياق متصل كشف وزير الاعلام زياد مكاري أنّ الأمور أصبحت شبه مسهّلة بشأن تعيين رئيس للأركان، متوقعاً ملء شغور المركز بعد عطلة الأعياد. وأكّد مكاري أنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط سيزور رئيس تيار المرده سليمان فرنجية مطلع الأسبوع المقبل، لتسهيل هذا التعيين من دون الدخول في تفاصيل الأسماء. وفي هذا السياق أفادت معلومات إعلامية ان تعثر مصالحة ميقاتي – سليم لن يؤثر على مسار تعيينات المجلس العسكري في مجلس الوزراء مطلع العام وسط إرادة سياسية بحضور أو عدم حضور وزير الدفاع، وأشارت الى ان تعيينات المجلس العسكري سبق ان حسمت على الشكل الاتي: العميد حسان عودة لرئاسة الاركان والعميد رياض علام لإدارة المديرية العامة. ولفتت المعلومات إلى انه في حال حضور وزير الدفاع جلسة مجلس الوزراء سيطرح العميد منصور نبهان للمفتشية العامة وفي حال لم يطرح الاسم فسيكونُ العميد فادي مخول الأوفر حظاً لتولي المنصب.

 

  • صحيفة اللواء عنونت: فتور بين التيار وحزب الله.. وتعيين رئيس الأركان يفجِّر مصالحة السراي

ميقاتي يعلن جهوزية لبنان لتطبيق القرار 1701.. واشتباكات الجنوب تمتد إلى ما وراء الحدود

 

وكتبت تقول:

في أول موقف من نوعه، لم يخفِ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من بكركي، ان الحل موجود بالنسبة للوضع في الجنوب، وهو يكمن «في تنفيذ القرارات الدولية» من «اتفاقية الهدنة» (1949) الى القرار 1701(بعد حرب تموز 2006)، وكل القرارات الدولية، ونحن على استعداد للالتزام بالتنفيذ شرط ان يلتزم الجانب الاسرائيلي وينسحب حسب القوانين والقرارات الدولية من الاراضي المحتلة».

والثابت قبل يومين من عيد الميلاد المجيد ان التحضيرات للاحتفال بالمناسبة، على وقع اجراءات امنية، ومحاولات التغلب على الصعوبات الاقتصادية والمالية، و«خلق رجاء» للعام المقبل، على الرغم من المسالك السلبية لقوى وكتل نيابية، جعلت من التباعد والانقسام سيدا الموقف، سواء في ما خص العجز عن التفاهم على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، او انتظام عمل المؤسسات، او السير بلا طعونات ومراجعات بالقوانين التي تصدر عن مجلس النواب.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه مع دخول البلاد في عطلة الأعياد فإن كل الملفات ترحَّل إلى العام المقبل في حين يسود الترقب بالنسبة إلى تطور الجبهة الجنوبية والضغط الدولي من أجل القرار ١٧٠١.

ولفتت المصادر إلى أن الرئيس ميقاتي تحرك في سياق التأكيد على أهمية تنفيذ القرارات الدولية، أما موضوع تعيين رئيس هيئة الأركان فلا يزال معلقا وفق المصادر التي قالت ان عظة البطريرك الماروني في مناسبة الميلاد تركز على الملف الرئاسي. 

وفي السياق نفسه، تحدثت المصادر عن أن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان إلى لبنان لم تحدد بعد ولكنها قائمة.

 

ميقاتي في بكركي

ومن بكركي اتهم الرئيس نجيب ميقاتي ان احداً اوعز لوزير الدفاع موريس سليم لتغيير موقفه، بعد الاجتماع الودي الذي جمعهما في السراي الكبير، وقال: انا اعرف من أوعز له».

وأعلن ميقاتي انه تحدث مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن انه منذ بداية الشغور في سدة الرئاسة، هدفنا، والى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليس الاستئثار او السيطرة او أخذ صلاحيات رئيس الجمهورية، بل ان يقوم بالعمل المطلوب لتسيير امور الوطن.

وجاء موقف ميقاتي بعد سقوط «الصلحة» مع وزير الدفاع، وادلاء الوزير بموقف مغاير للحديث الذي ادلى به ليلا، وسط معلومات عن ان مسألة تعيين رئيس جديد للأركان باتت سهلة.

ومن عين التينة، توجه النائب غسان سكاف، بعد لقاء الرئيس نبيه بري، حيث أثنى على دوره في التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون الى الساعين الى الطعن بالقول، عليه ان يعرف ان ما كتب قد كتب، وان تضييع الوقت ليس من مصلحة أحد..

 

فتور بين التيار والحزب

وعلى خلفية التباين بين موقفي كل من التيار الوطني الحر وحزب الله في ما خص تشريع الضرورة والمشاركة في التمديد لقائد الجيش عبر قانون صدر ن مجلس النواب، والاتجاه الى تعيين رئيس جديد للأركان بعد مجلس الوزراء، والمدعوم من الحزب، كشف مصدر مطلع ان نوعا من الفتور بدأ يظهر الى العلن في ما خص العلاقة بين الجانبين، من دون الاستفراق لا في المعاتبات ولا في الوعود.

وحسب المصدر فإن حزب الله، الذي يواجه على جبهة الجنوب، ويتابع مجريات الوضع في غزة والمنطقة ليس بوارد الدخول في اية سجالات داخلية لا مع حلفائه ولا مع خصومه.

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: تراجع عن “مصالحة السراي”… والتعيينات العسكرية إلى مطلع العام

وكتبت تقول:

دخول العالم في زمن الأعياد لم يلجم الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على غزة وجنوب لبنان، حيث تواصلت الاشتباكات ونعى حزب الله 3 من عناصره الذين سقطوا أمس. وفيما أعلن العدو الاسرائيلي عن حدث أمني كبير حصل، تبيّن لاحقاً أن “الحزب” استهدف تجمعاً للضباط والجنود الاسرائيليين وأوقع فيه إصابات مباشرة ومؤكدة بين قتيل وجريح.

 

وكان الوضع المتفجّر في جنوب لبنان حضر بقوة في محادثات الملك الأردني عبد الله الثاني مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي يزور الأردن لتفقد القوات الفرنسية الموجودة هناك. وقد نقلت مصادر مطلعة أن الأحداث التي تجري في غزة وفي جنوب لبنان تأتي في صلب التحرك الفرنسي، وأن هناك ضرورة ماسّة لتجنب اشتعال الوضع على طول الخط الأزرق. ولفتت إلى أن هذه الجهود هي في صلب تحرك الدبلوماسية الفرنسية منذ السابع من تشرين الأول. وذكّرت المصادر بالاتصالات التي قام بها ماكرون وشملت الرئيس الايراني ورئيس الوزراء العراقي وأيضا زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية الى المنطقة، والتي نقلت من خلالها سلسلة رسائل حول ضرورة ضبط النفس والتحلّي بالمسؤولية.

 

الى ذلك، كان لافتاً تحرّك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باتجاه بكركي ومطرانية بيروت للروم الارثوذكس لتهنئة البطريرك مار بشارة الراعي والمطران الياس عوده بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة. وتزامنت زيارة بكركي مع عودة التوتر على خط العلاقة بين وزير الدفاع موريس سليم وميقاتي بعد ما ورد عن لسانه في حديثه لجريدة الجمهورية، والذي يعاكس أجواء زيارته الى السراي برفقة وزير الثقافة محمد بسام المرتضى أمس الاول.

 

مصادر حكومية أشارت في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية الى أن تصريح وزير الدفاع أتى بشكل مغاير ولا يعكس الجو الذي ساد في لقاء السراي وكأنه بالتالي أعاد الامور الى نقطة الصفر، ويبدو أن هناك من أوعز له كي يتراجع عن موقفه، ما يعني أن الاتصالات قد توقفت عند هذه النقطة.

 

واعتبرت المصادر أن الحديث في السياسة قد يؤجَّل الى ما بعد إجازة الأعياد علّ المتراجعون عن مواقفهم يعودون الى ضمائرهم إنقاذاً لهذا الوطن. وعن مصير التعيينات العسكرية، دعت المصادر لعدم استباق الأمور، فالهدف هو استقرار المؤسسات، وهذا الأمر سيعالَج بعيداً عن الإعلام، وبما أن البلاد دخلت في أجواء الاعياد فالأمور ستبقى كما هي علّه ببركة الأعياد يعود كل شيء الى مكانه.

 

بدوره، وصف النائب السابق جوزف اسحق في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية تراجع وزير الدفاع عن التصريح الذي أدلى به بعد زيارته السراي بأنه “دليل على أن فريقه السياسي ضائع وليس لديه وضوح”، وأضاف: “هم دائماً يعمدون الى الضرب في مكان والكسب في مكان آخر. ليس لديهم مبادئ عامة ولا وضوح في الرؤية. الهمّ الأساسي لديهم هو تحقيق المكاسب ومَن يعطيهم أكثر”.

 

بالخلاصة، ومع دخول البلاد بإجازة الأعياد، سيكون هناك متنفس أمام الجميع وفرصة كي يعيد كل فريق حساباته لإعادة النظر بالمواقف المتشنجة والذهاب الى إنجاز التعيينات وحماية المؤسسات من بوابة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى