سياسةمحليات لبنانية

كبرياء أم كرامة..ستقع الحرب حتما !

يُحكى انّ رئيساً اميركياً سابقاً اراد ان يركب جملاً ليصل  الى نصب ابو الهول في مصر، فتفاوض لدقائق بلؤم  مع صاحب الجمل  الذي قبل وعلى مضض لقلّة السوّاح والزائرين بعشرة جنيهات كأجرة.وما أن مضى الجمل حتى بدأ المصري بشتم الأبجاوي الاميركي ولعن دولته باللغة العربية . مرّ الابجاوي* الاميركي قرب جمل آخر يركبه أميركي آخر من اصول عربية. نده الابجاوي العربي الرئيس الاميركي باللغة الانكليزية مخبراً إيّاه بما يقوله ويردّده ويهدّد  ويتوعد به الفقير المصري المغلوب على أمره ليأخذ حذره، واستفسر الرئيس منه إن قال او ردّد عدم رغبته ان يوصله الى ابو الهول،أو انزاله عن الجمل، فاجابه الابجاوي الاميركي العربي الاصل بالنفي. ابتسم الرئيس السابق وقال :
-إذن، دعه يعبّر عن كبريائه بقدر ما يشاء، فأنا سعيد جدّا على ضهر الجمل امتّع نظري برؤية الصحراء،  و بعد قليل ساصل الى هدفي لأشاهد أبو الهول ،فما تضرّني تهديداته و لا يزعجني صراخ كبريائه، فهذا حقّه وقد فاوضته عليه، المهم اني سعيد وسأصل الى الهدف.

ما تراجع الأميركي عن قصف طهران ابداً، انما الأرقام الاقتصادية والمالية عنده تشير الى نتائج مذهلة ومربحة اكثر إن تمهلت القيادة الاميركية التي تنفق 473 مليون دولار في السنة ،وهي في المرتبة الاولى عالميا  على الأبحاث، عدا انفاقها على دراسات عن حُسن التآمر وتحويل مزاج الشعوب وفق سياساتها ومصالحها.
ينتظر الاميركي اللحظة التي تناسبه للإنقضاض على النمر الاسلامي الإيراني، ولا ينجرّ الى لحظة لصالح الجمهورية الإسلامية. ربما ينتظر ان يضعف النمر او ان تتكاثر الضباع من حوله كالمعارضين الايرانيين وعلى راسهم السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ،لتكثر الاضطرابات في المدن عندما يخف المال وتتدهور الاحوال ، لأن الاميركي اعتاد في القرن الواحد والعشرين وبعد الحادي عشر من ايلول من سنة الفين ان يقاتل كالخسيس بصفر قتيل.

الحرب تأخذ اشكالا متعددة في السلم وقبل القتال وتؤجل مواعيدها مراراً حسب الارقام والبيانات وتقارير العملاء السرّيين والعلنيين ووفق اللحظة المناسبة عالمياً و حسب احتمالات النجاح . الحرب ستقع حتما وإن تأجلت او تأخرت او اخذت انماطاً غريبة أو بدّلت أقنعتها.
الادارة الاميركية منظومة متكاملة لا تأتي حرباً من اجل كبرياء وعنفوان وكرامة و كردة فعل  على اسقاط طائرة تجسس مسيّرة تجد شعوبنا تكلفتها باهظة، بينما تكلفتها للاميركي تافهة إن عرفنا ان عمل البنوك العربية مجتمعة خلال سنة من العمل لا توازي عمل البنوك الاميركية خلال ساعات.

ليس الأعمى، الاسد الرهيص من طيء الذي  قتل عنترة بن شدّاد  بسهمه، بل قتله كبرياؤه .وليس فاتك بن أبي جهل الاسدي الذي قتل ابو الطيب المتنبي بل قتله كبرياؤه وقتلته صيحة غلامه مذكرا اياه ببيت من شعره، امام ابنه محسّد ، عندما نوى الفرار لكثرة اعدائه .والصحيح ايضاً ان ما قتل اشعب الا لذة وسعادة تناوله للطعام بجشع ،اي السعادة قتلته…
الكبرياء يقتل والسعادة تقتل.
كبرياء ام سعادة ، الحرب ستقع حتماً ،لكن ليس بالضرورة كما نعتقد، اي بالصواريخ ،بل ربما اخذت الحرب شكلاً آخر كمزيج من الفقر والعوز والحاجة وارتهان البلاد لاقتصاديات دول اخرى لتسيير الامور ، ولو كانت حليفة كروسيا والصين على سبيل المثال، إذ لا هدايا ولا خدمات مجانية في هذا العالم، إضافة لإضطرابات شعبية متذمرة من تغيّر الاحوال وعصيان هنا وتمرّد هناك حيث لا تنفع صواريخ س300  ولا صواريخ بالستية ،فما نَفع الاتحاد السوفياتي سلاحه النووي   ليحميه عندما اختفى القمح في موسكو وتعطلت القطارات و المصانع بفعل تآمري حقير عليه.
الحذر ، الحذر.. لا حاجة لإستحضار مفاعيل غيبية ما ورائية ، الهية،لإعطاء القيادات المقاومة قدسية وهيبة  لتاكيد الحقّ بالدفاع عن النفس ،و لحشد الناس في المعركة كجزء من حرب نفسية مضادة، بل يكفي ان نتذكر ما قاله امام الشهداء في كربلاء:
"فإني لا ارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا بَرَما"،
و"مثلي لا يبايع مثلك"

الأصحّ ان تكون سعيدا في كبريائك..

لا داعي لاستحضار غيبيات تافهة تسيء للقادة ،بل المطلوب الحذر. فترامب ضحية هوليوديته وشخصيته الاسبرطية الوقحة، وسيعود كإبن اوى او كضبع لينهش الاجساد والجِيَف عندما تسقط الفرسان والاسود والنمور…
لا داعي لاصطياد العصافير ،فإنها تموت لوحدها ،هكذا يفكر الاميركي فاحذروه ولا تفرطوا بالفرح والافتخار والشعور الخاطىء بالانتصار.
الحرب ستقع حتما وليست قصة كبرياء ام سعادة.
راقبوا مؤتمر البحرين واهدافه تعرفون لماذا الاميركي يتمهل بالحرب…
*الابجاوي:راكب الجمل

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى