دولياتسياسة

المشهد الفيتنامي يتكرر في أفغانستان..ومعه يتجدد “زمن طالبان”

الحوار نيوز – خاص

من قال إن التاريخ لا يعيد نفسه؟

فها هي حركة “طالبان” تعاود السيطرة على أفغانستان بعد عشرين عاما بالتمام والكمال ،وقواتها تدق أبواب العاصمة كابول بعد أن طردتها الولايات المتحدة الأميركية خلال غزوها البلاد في خريف العام 2001 .

وهاهي الولايات المتحدة، بقواتها ودبلوماسييها، تخلي كابول على وجه السرعة،ومعها العديد من البعثات الدبلوماسية، في مشهد يذكر بإخلاء سايغون في فيبتنام عام 1975 ،عندما دخلها الثوار الفيتناميون بعد تحرير البلاد من الغزو الأميركي الذي استمر ربع قرن من الزمن.

الفارق بين المشهدين الفيتنامي والأفغاني ،أن الولايات المتحدة خرجت من فييتنام مدحورة مهزومة ،فيما هي تخلي أفغانستان اليوم بقرار طوعي يبدو وكأنه عملية تسليم أفغانستان يدا بيد لحركة طالبان.

 

فقد أمرت سفارة الولايات المتحدة في كابول، موظفيها بإتلاف الوثائق الحساسة والرموز الأميركية التي يمكن أن تستخدمها طالبان لأغراض دعائية، مع اقتراب مسلحي الحركة من العاصمة الأفغانية.

وأبلغ مسؤول في السفارة الموظفين بمكان وجود المحرقة وغيرها من معدات إتلاف الوثائق، وفق مذكرة اطلعت عليها وكالة فرانس برس.

وجاء في المذكرة أن التلف يجب أن “يتضمن الأغراض التي تحمل شعار السفارة أو الوزارة والأعلام الأميركية والأشياء الأخرى التي يمكن استخدامها لأغراض الدعاية”.

وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن هذا إجراء عادي في حالة تقليص الوجود الدبلوماسي للولايات المتحدة في بلد ما.وقال إن “تقليص عدد الموظفين في ممثلياتنا الدبلوماسية في كل أنحاء العالم يتبع إجراء معياريا”.

وتشعر الولايات المتحدة بقلق حيال التقدم السريع لعناصر طالبان الذين سيطروا على أكبر المدن في البلاد وباتوا قريبين من كابول.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، أن كابول لا تواجه على ما يبدو “خطرا وشيكا” رغم التقدم السريع لطالبان.وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين، إن “كابول لا تشهد حاليا أجواء خطر وشيك”، رغم إقراره بأن طالبان “تحاول عزل كابول”.

بدوره، قال البيت الأبيض في تغريدة على تويتر إن الرئيس جو بايدن بحث الجمعة، مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان “الجهود الجارية لتقليص عدد المدنيين في أفغانستان بسلام”.

ومع اقتراب سقوط كابول بيد طالبان، تشهد السفارات العالمية والمقرات الدولية في العاصمة الأفغانية، حالة استنفار غير مسبوقة.وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الجمعة، إن المنظمة تقيم الوضع الأمني في أفغانستان “على أساس ساعة بساعة”، وتنقل بعض الموظفين إلى العاصمة كابول لكنها لا تقوم بإجلاء أي أحد من البلاد.

وكان مقاتلو حركة طالبان استولوا على ثاني وثالث أكبر مدينتين في أفغانستان، مع تهاوي مقاومة القوات الحكومية، ما أثار المخاوف من احتمال تعرض العاصمة لهجوم خلال أيام.

وأعلنت أميركا وبريطانيا إغلاق سفارتيهما في العاصمة كابول، واتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة لإجلاء مواطنيها.وقالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إنها سترسل نحو 3 آلاف جندي إضافيين للمساعدة في إجلاء طاقم السفارة الأمريكية.

أما بريطانيا، فسترسل نحو 600  جندي لمساعدة مواطنيها على المغادرة.وحذر وزير الدفاع البريطاني، بن والاس الجمعة، من انزلاق أفغانستان نحو حرب أهلية مع توالي سقوط المدن الأفغانية في يد حركة طالبان، مشيرا إلى أن بلاده قد تعود عسكريا إلى تلك البلاد إذا أصبحت ملاذا لتنظيم القاعدة الإرهابي مجددا.

ومن جهته أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إثر اجتماع مع سفراء دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل، بعد قرار واشنطن ولندن إجلاء رعاياهما من كابول، أن الحلف سيدعم الحكومة الافغانية “قدر الإمكان” وسيقوم بـ”تكييف” وجوده الدبلوماسي.

وقالت سفارات أخرى، من بينها سفارات هولندا وألمانيا والنرويج، وجماعات إغاثة، إنها تعمل أيضا على إجلاء موظفيها.

وأبلغ دوجاريك الصحفيين بأن المنظمة الدولية لها “وجود محدود للغاية” في مناطق سيطرت عليها حركة طالبان.وللمنظمة نحو 3 آلاف موظف محلي ونحو300  موظف دولي يعملون في أفغانستان.

                      زمن طالبان

في هذه الأثناء كشف أحد سكان أفغانستان، عن الحياة الجديدة تحت حكم طالبان، بعد أن استولت الحركة على أجزاء كبيرة من البلاد.وقال عبد الخالق طهاري، أحد سكان مقاطعة الطهاري الشمالية الشرقية الواقعة على الحدود مع طاجيكستان، لوكالة ريا نوفوستي الروسية، إن طالبان بدأت في فرض ضرائب جديدة، ووضع قواعدها الخاصة في المقاطعات التي تم الاستيلاء عليها في أفغانستان.

 وأضاف أن جملة من الالتزامات فرضت على سكان المناطق المحتلة،حيث يُجبر الأفراد على طهي الطعام للمسلحين، ويتم فرض الزكاة والمبالغ المالية، على المزارعين.كما يُمنع التنقل في مجموعات يزيد عدد أفرادها عن شخصين، ويُحظر على النساء الظهور في الشارع دون مرافقة أزواجهن وأقاربهن المقربين.

وأشار الطهاري إلى أنه ينوي مغادرة منطقته، حيث إن “طالبان تعامل الناس بالعداء، وظهورهم مخيف”. كما أنه يخشى أن تعاقبه طالبان إذا علموا أنه عمل مع الجيش الأفغاني في الماضي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى