سياسةمحليات لبنانية

الكائنات بشرو- الكترونية كبديل عن النظريات والأحزاب!

بعد الحراك التونسي والليبي والمصري والسوري تنضم فرنسا الى ظاهرة تحدثنا عنها سابقا وتناولت موت الأحزاب والتنظيمات التي ما عادت تتلائم مع التطور التكنولوجي السريع، وتحدثنا أيضا عن أثر التكنولوحيا الحديثة والمعاصرة في انتاج ادمغة الكترونية تطيح بالعقل الميكانيكي-الاوتوماتيكي.
حراك اصحاب السترة الصفراء يعتبر أوّل صفعة اوروبية لأحزابها العريقة وأوّل ترجمة سلوكية لحركة العقل الالكتروني الذي سيسود في القرن الواحد والعشرين.
العقل الالكتروني لا يعترف بيمين ويسار ووسط ودين وموروث اجتماعي او كل تلك النظريات التي سادت في القرن العشرين من علوم انسانية واقتصادية وادارة كلاسيكية او متطورة للأعمال ولا تهمه رأسمالية او اشتراكية او اسلام حديث او مسيحية منفتحة.
العقل الالكتروني في ادمغة الاجيال الجديدة ينطق باسم ثقافة العولمة المجدية من اجل البقاء بعد ان بدأت ثروات الارض الطبيعية توشك على النهاية ، الثقافة الالكترونية لن تمنعها اي حدود برية او بحرية او جوية أو فكرة غبية كجواز سفر او حماقة كتأشيرة دخول او أفكار عقائدية لأن العقل الالكتروني لا يرى من عيون القلب و لا يؤمن ان للدماء التي تجري في العروق اي حرارة عاطفية فالعقل الالكتروني  يعمل كسؤال واضح مختصر وكإجابة أوضح ومختصرة وكنقطة مجدية ونهائية عند السطر ولا يحتمل أي نقاش او جدل او اي استمناء فكري غير مجد. 
ما تحدث عنه الطب النفسي كإدمان عند الاطفال والراشدين على الهواتف المحمولة والانترنت، أصبح كلاما مبتورا لا يعبر عن الحقيقة بل هو عدم وضوح في الرؤية كاستمرار للنهج الكلاسيكي الأعرج إذ الهاتف الجوّال الالكتروني ما هو الا تكملة فكرية-عضوية الكترونية للدماغ الانساني ما عاد بالامكان فصله عن الجسد والجمجمة ومن دونه يصبح الانسان خارج الزمان وليصبح بعد فترة وجيزة ايضا خارج المكان او مختفٍ عن الوجود.

الاقتصاد الرأسمالي الجشع الذي انتج هذه التقنية الالكترونية بهدف الربح والمال والمنافسة لم يكن يدري ان هذه التقنية الالكترونية الاخطبوطية ستتحول الى عضو بشري يتكامل مع كينونة النفس الانسانية لينتج عنهما كائنا جديدا يحبك أفكارا خلاقة او مدمرة ويسلك سلوكا فرديا انانيا او عبر مجموعات متفقة فيما بينها من دون كلام محكي او مواثيق موقعة، في طريق التناسل لكائنات جديدة بشرو-الكترونية لم تكن في حسبان الآلهة او الكتب المقدسة او حتى في حسبان الخيال العلمي.
كائنات بشرو-الكترونية لنسميها :  cellhomesسيلهومز…

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى