رأي

نداء مغترب للحكومة اللبنانية:أين تنظيم العلاقات بين جناحي لبنان المغترب والمقيم؟(أنطوان بوعبود حرب)

 

د.انطوان بو عبود حرب- الحوارنيوز

 

حجم لبنان صغير  يا دولة الرئيس،لكنه كبير وفعّال بجناحيه المغترب والمقيم.

يعترف كلّ لبناني وكذلك دولتكم ان الوطن بحاجة للمغتربين، وقد حان الوقت للتعويض عما فات لبناء جسور الثقة المتينة بين الوطن الام وبين العالم اللبناني الأوسع، ايماناً من دولتكم بأن لبنان ما وراء البحار هو امتداد جذري اصيل للبنان المقيم.

ثمة مبادرات اغترابية عديدة انطلقت مؤخرا من شأنها أن تعزز فكرة الدولة وتقوي عزيمتها، لكن لم نلحظ مبادرة للدولة تجاه الاغتراب.

 

إذا شاءت الدولة شد الأواصر مع الانتشار ومساهمته في بناء الاقتصاد، فيتوجب عليها ان تدرك كيف تؤمّن القواعد السليمة التي تثبت الضمانات الحقيقية للمحافظة على اموالهم. فالجرح ما زال مؤلما في قضية اموالهم المنهوبة…

اين يا دولة الرئيس، التشريعات الضرورية والشفافة لضمان استرجاع ودائعهم؟ هل يكون ذلك بمحاباة أصحاب المصارف؟ أو ببيع أصول الدولة كما تقترح جمعية المصارف؟

لماذا لم يبادر حتى الآن وزير العدل للطلب الى لجنة الادارة والعدل ان تفرج عن قانون السلطة القضائية المستقلة النائم في الادراج منذ سنوات، فالعدل اساس الملك واساس ضمان الاستثمارات، وليس اي شيء آخر، إضافة إلى تنفيذ القوانين المحفِّزة للإستثمار وحماية المستثمرين.

 

هذه من المقدسات الوطنية والأمنية في ظل دولة قوية عادلة، قد تريح المغترب وتشجعه على تجديد اعادة العلاقة الوثيقة مع وطنه الام لإحياء جذوره ودعم الاقتصاد.

 

دولة الرئيس

لعبت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم دورا هاما لبناء الجسور بين جناحي لبنان، المقيم والمغترب، قبل أن يتراجع دورها ويقتصر على بعض المبادرات الاعلامية الشكلية، بسبب من الانقسامات وحب السلطة. وما هو مطلوب منكم اليوم هو تفعيل اشكال التعاون مع الاغتراب ومؤسساته العديدة من أجل تحقيق أهداف الإعمار والنهوض. الاغتراب قادر على تحقيق إعادة الاعمار والنهوض بالاقتصاد من دون قروض أو حسنات. كل ما هو مطلوب بعض المبادرات وتعزيز الحوكمة والاتيان بتعيينات ادارية ومالية نظيفة.

اما الخطوة الثانية والاهم فهي إنشاء هيئة عليا للاهتمام بالاغتراب بعد مسحه، والدعوة إلى مؤتمر عالمي للإستثمار بعد أن تكون الدولة قد انهت التحضيرات واقرت القوانين التحفيزية ووضعت مدنا صناعية بأسعار تشجيعية، لا خيالية كما هو حاصل اليوم.

كان يمكن أن تقوم وزارة المغتربين بذلك، لو كنتم قد اعدتم هذه الوزارة إلى هيكلية الدولة، ولم يفت الأوان بعد.

أملنا الا تخسر الدولة الرهان على المستقبل، لأن الانتشار كان ولم

يزل قوة عملاقة، لم تغفل يوما عن لبنان، ولم يستطع اي مُكونٍ ان ينزع الوطن الأم من العقل كفكرةً، ومن الخيال كذاكرة ومن القلب كعاطفة.إنه الحب الخالد.

 

*مستشار سابق في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى