رأي

مليارات الوهم وكتبة آمون (شادي أحمد)

 

كتب د.شادي أحمد*-دمشق

 

ليست المرة الأولى التي يقوم بها الجمهور العام بتصديق وتبني ما يكتب على صفحات التواصل ،مجهولة المصدر وركيكة المعلومة.

 

و ليست المرة الأولى التي يظهر فيها محللون يفهمون ويفهقون في كل شيء ويتكلمون عن كل شيئ وينتقدون دولاً و شعوباً وخبراء لأنهم لم يأخذوا بوجهة نظرهم..

 

كما أنها لن تكون المرة الأولى التي يكون فيها شاهد العيان عن قصة حدثت أمام عينيه وهو مقيم في باريس او برلين.. و يقسم بأنه رآها بأم عينه..

 

بدأ سيل المزادات على أرواح و دماء السوريين، وبدأ الإعلان عن تبرعات بالمليارات من الليرات السورية (وفق نشرة المركزي لسعر التداول) بأرقام يعتبر المواطن “المعتّر” أنها (ثروة).

و أمام هذا السيرك المقرف بدأ تسجيل المواقف و تثبيت المواقع:

 

مطربة سوف تتبرع بأجر حفلتها للسوريين (لكنها ميزت بين نوعين منهم).. بالأصل انت كيف قادرة تغني؟

 

و تجار كانوا المسبب الأكبر لارتفاع أسعار الغذاء واللباس والدواء، هم من تعهد بالتبرع بالغذاء واللباس والدواء (الذي دفعه فرق ثمنه المواطن من قبل).

 

مشاهير العالم تبرعوا بملايين الدولارات للشعب السوري على (صفحاتنا فقط) وهم لم يسمعوا إلا بخبر واحد يقول (زلزال يضرب جنوب تركيا و المناطق المحاذية).

 

سباق الأغاني وسباق الخيول و انهطال الدولارات مع رفع سعر الصرف الصحي الخاص به.

 

إنجازات مذهلة يحققها قطاع عام مع قطاع خاص مع قطاع طرق.

 

اعلاميون و شخصيات عامة (عمومية) تريد تصفية حساباتها مع الحكومة، لذلك تطالب بتطبيق القرار 2254 فورا و بدون تأخير.. لأن العقوبات ارتفعت اليوم الصبح(أمس) الساعة 6.00 AM و لم يتغير الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي بشكل جذري لغاية الساعة 6.30 AM…

 

كتبة آمون يطالبون بتشديد قيصر ومنع التبرعات لأن غباءهم يقول لهم (امريكا رهن اشارتكم.. بس أمروا)

 

ستمضي هذه المأساة كما مضت سابقاتها..

سندفن موتانا بصمت..

ستحزن الأم والزوجة والاب و الطفل و ينسون حزنهم لاحقا او يتأقلمون معه…

 

و لكن…

يا من تكتبون (الوهم) و تبثون (الحقد)

 اتقوا الله في هذا الوطن..

 

ماذا تستفيدون من التجييش وصناعة القهر وزيادة الألم على الناس؟

ماذا تستفيدون حين تمشون كالقطيع أمام كل منشور او خبر دون أن تتأكدوا او تتبينوا… ؟

 

ماذا تستفيدون من نشر كل هذا الكره..؟

 

 *خبير اقتصادي سوري

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى