سياسةمحليات لبنانية

مؤتمر دولي للتقريب بين المسيحيين في لبنان

 

حكمت عبيد – الحوارنيوز خاص

كلما بلغ التناقض حدّ الإشتباك السياسي القاتل بين القوى المسيحية في لبنان، تتحول بكركي إلى محجة، كملاذ آمن للمسيحيين.

لنعترف بداية، أن الأزمة الكبرى التي تواجه بكركي تتمثل بالإنشقاق العامودي في المجتمع المسيحي.

المشكلة بين المسيحيين أقوى من مشكلة المسيحي مع الآخر. وشعار الحياد الذي يطرحه البطريرك الماروني الكاردينال ماربشارة بطرس الراعي معطوف على الدعوة لمؤتمر دولي يبدو كمن يرمي الكرة في الملعب الآخر!

يدرك البطريرك أن المؤتمر الدولي أو أي مبادر لا يكتب لها النجاح إذا ما كانت ثمة إرادة لدى اللبنانيين بالحوار، وغير ذلك تتحول هذه الدعوة إلى دعوة للوصاية وللتدخل السافر والعسكري في شؤوننا الداخلية.

حريٌ بالبطريرك الدعوة لحوار مسيحي – مسيحي على طاولة بكركي قبل الدعوة الى مؤتمر دولي للتدخل في الشؤون اللبنانية.

إن دعوة بكركي لمؤتمر دولي لمساعدة لبنان مفهومة ومبررة، لا بل مطلوبة، وقد لاقاها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بإيجابية في خطابه الأخير من خلال إشارته إلى أن مساعدة دول صديقة للبنان أمر جيد ومرحبٌ به، فبقدر ما يمكن لحظ إختلاف بين الرأيين، بقدر ما يمكن البناء على المشترك بينهما والوصول الى نقطة إلتقاء قوية.

إن القول بأن إزدهار لبنان مرتبط بحياده، هو أمرٌ يحتاج إلى تدقيق.

لا شك أن البطريرك الراعي يدرك أن بعض الدول “الصديقة” للبنان هي دول صديقة للكيان الإسرائيلي وداعمة وراعية له ولمصالحه، وبالتالي عليها أن تفاضل، وهي فعلت، بين لبنان و”إسرائيل”، في القضايا الخلافية بين البلدين.

هل يمكن للبنان أن يكون حياديا من طرح مشروع توطين الأخوة الفلسطينين في لبنان؟؟ والآن بتنا نتحدث عن شكل من أشكال توطين السوريين!! ولا ننسى بعض المسيحيين العراقيين الذين أقاموا في لبنان ولا زالوا برعاية صروح المرجعيات المسيحية!

هل يمكن للبنان أن يكون حيادياً في قضية إستعادة ما تبقى من أراض محتلة، وبالتالي كيف يمكن للبنان أن يفاوض من موقع قوي إذا استهدفت أوراق قوته من سلم أهلي ومقاومة ووحدة وطنية؟.

وبدون أوراق قوة، كيف لنا أن نفاوض على مياه وثروات أخرى يكتنزها البحر؟

هل يبرر عدم قدرتنا على التفاهم الدعوة الى مؤتمر دولي؟

من هي الجهة التي ستنظم المؤتمر وعلى أي أرض عربية أم أجنبية؟

هل سيشارك بعض القوى لتقليب الرأي العام الدولي على البعض غير المشارك؟

بدلا من الدعوة الى مؤتمر دولي، ليت البطريرك الراعي يسعى الى تحصين المبادرة الفرنسية، وهو العالم بأن حزب الله الذي يستهدفه بكل تصاريحه، من أكثر الأطراف صدقاً في التعامل مع هذه المبادرة وعملا لإنجاحها.

المبادرة هي الإطار الدولي للحل في لبنان، والمشكلة في بيت البطريرك، فليبادر الى حلها وعدم تكبير الحجر حتى لا يقع على رؤوسنا!!

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى